ذكر تقرير صادر عن المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة أن العمليات الإرهابية في مصر تزايدت حدتها كما ونوعا في ذكري ثورة 30 يونيو ، لافتا الى أن 4 تنظيمات إرهابية نفذت فى مصر نحو 32 عملية فى الفترة من 28 يونيو 2015، تراوحت ما بين الاغتيال والتفجيرات الانتحارية وزرع عبوات ناسفة. وأشار المركز الإقليمي فى تقرير خاص أصدره بعنوان "خريطة العمليات الإرهابية فى ذكرى 30 يونيو" الى أن العمليات الإرهابية شملت مناطق متعددة في عدد من المحافظات في كل من مصر الجديدة وجاردن سيتي و6 أكتوبر والمطرية والإسكندرية وحلوان ، بالتوازي مع عمليات مماثلة في محافظات الوجه البحري في بنها وكفر شكر وقليوب وشبين القناطر والشرقية، بينما شهدت محافظتا الفيوم وبني سويف في الوجه القبلي الجانب الأكبر من العمليات الإرهابية ، موضحا أن محافظة شمال سيناء ظلت البؤرة الأكثر اشتعالاً من حيث كثافة العمليات الإرهابية. وأشارت الدراسة التى أعدها المركز إلى تنوع العمليات الإرهابية خلال الخمسة أيام ( من 28 يونيو إلى 2 يوليو) بين استخدام العبوات الناسفة والسيارات المفخخة وإطلاق النار والاستهداف بالأسلحة الثقيلة وتفجير المرافق ، وشهدت بعض العمليات الإرهابية الدمج بين تكتيكات متعددة بهدف زيادة الخسائر على غرار عملية الشيخ زويد الإرهابية في 1 يوليو التي شهدت توظيفاً للاستهداف بالسيارات المفخخة لكميني أبو الرفاعي والسدرة والاستهداف بإطلاق النار الكثيف والأسلحة الثقيلة لعدة مواقع عسكرية ولقسم الشيخ زويد وتلغيم الطرق بالعبوات الناسفة . بينما شهدت عملية اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات في 29 يونيو قيام العناصر الإرهابية بتفجير عن بعد لسيارة مفخخة بمتفجرات قدرت بعض المصادر وزنها بحوالي 300 كجم ، وهو ذات الأسلوب الذي كانت تخطط العناصر الإرهابية للقيام به في محيط قسم ثاني 6 أكتوبر إلا أن السيارة المفخخة انفجرت قبيل وصولها لهدفها. في المقابل ( بحسب الدراسة ) فإن العبوات الناسفة تعد النمط الأكثر شيوعاً لهجمات العناصر الإرهابية خلال الفترة الماضية وهو ما تجلي في تفجير عبوة ناسفة في منطقة جاردن سيتي دون خسائر في 28 يونيو وتفجير عبوة ناسفة في العريش استهدفت مدير عام مديرية الطرق في شمال سيناء في 29 يونيو والهجمات التي تمت في محيط قسم سمسطا في بني سويف في 30 يونيو وبالقرب من مبني شرطة المرافق والأحوال المدنية في الفيوم والتفجير بجوار قسم دراو بأسوان في 2 يوليو الجاري. كما تصاعدت عمليات تفجير المرافق العامة مثل تفجير أبراج الضغط العالي ومحولات الكهرباء في أسوانوبنهاوالفيوم وبني سويف ومحاولة تفجير كبري المشاة في محطة شرق للقطارات في شبين القناطر بالقليوبية في 1 يوليو الجاري، وتفجير خط السكك الحديدية في الشرقية في 2 يوليو. أما عمليات إطلاق النار فشهدت تصاعداً في كثافتها وشملت إطلاق نار على قسم شرطة الفشن في بني سويف وقسم العصافرة في الإسكندرية ومتحف الشمع بحلوان وعلى قوات الشرطة في المطرية واستهداف أحد البنوك في قليوب وتبادل قوات الشرطة لإطلاق النار مع خلية إرهابية في 6 أكتوبر بالإضافة لاستهداف مدرعة في الفيوم واستهداف بعض الخفراء وأمناء الشرطة في الفيوم وبني سويف. وشهدت بعض الهجمات في سيناء توظيف تنظيم ما يسمى ب"ولاية سيناء" لأسلحة غير تقليدية شملت صواريخ كورنيت المضادة للدبابات الموجهة بالليزر والصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف ، ومدافع 14.5 ملي المضادة للطائرات وقذائف الهاون والأربي جي، وهو ما يكشف عن مدي تصاعد نوعية الأسلحة الثقيلة لدي التنظيم وتصاعد عمليات تهريب الأسلحة عبر الحدود على الرغم من إجراءات تدمير الأنفاق الواصلة بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء. وأشار المركز الإقليمي الى أن بعض العمليات التي خططت لها التنظيمات الإرهابية لم تتمكن من تحقيق أهدافها سواء بسبب تدخل قوات الأمن وإحباطها أو بسبب إخفاق منفذيها في القيام بها ، مثل قيام السلطات الأمنية في المنيا بضبط خلية إرهابية في 28 يونيو قبيل القيام بعملية إرهابية وانفجار سيارة مفخخة قبل وصولها لقسم ثاني 6 أكتوبر وانفجار عبوة ناسفة في أحد الإرهابيين في المعصرة في 30 يونيو وتفكيك العبوة الناسفة في محطة قطارات شبين القناطر وضبط 600 كجم من الكبريت والمواد المتفجرة لدي بعض الأفراد في أسيوط. وصنفت الدراسة التنظيمات الإرهابية التى قامت بتلك العمليات إلى أربع ، أولاها ما يسمي ب" ولاية سيناء"،حيث يعد تنظيم أنصار بيت المقدس أخطر التنظيمات الإرهابية الموجودة على الساحة المصرية خاصةً عقب إعلان مبايعته لتنظيم داعش وتغيير مسماه إلى ولاية سيناء ، وتأتي العملية الإرهابية الأخيرة في الشيخ زويد استجابة لنداء قيادات تنظيم داعش بتنفيذ عمليات إرهابية كبري في شهر رمضان وبالتوازي مع ذكرى ثورة 30 يونيو ، إلا أن القوات المسلحة تمكنت من إيقاع خسائر ضخمة بالتنظيم. وثانى تلك التنظيمات هو كتيبة المدعو هشام عشماوي الذي يتبنى أفكارا متطرفة نتيجة التحاقه بتنظيم داعش خاصة بعد سفره لسوريا عبر تركيا ، وينسب إليه المشاركة في عدة عمليات إرهابية . أما ثالثها فهو الخلايا الإخوانية ، حيث أدى تفكك البنية التنظيمية لجماعة الإخوان المسلمين ، إلى تكوين بعض أعضاء الجماعة لخلايا إرهابية تقوم بتنفيذ عمليات إرهابية في المحافظات المصرية تستهدف أقسام الشرطة وأبراج الكهرباء والمرافق العامة من خلال قنابل بدائية الصنع أو عمليات إطلاق النار الخاطفة. والتنظيم الأخير هو " الذئاب المنفردة" ، حيث يرتبط تصاعد كثافة العمليات الإرهابية في مصر بانتشار نمط الذئاب المنفردة بين المنتمين للتنظيمات الإرهابية وقيامهم بتكوين خلايا محدودة العدد لتنفيذ عمليات إرهابية في مختلف محافظات مصر، وهو ما أدي للانتشار الجغرافي للعمليات الإرهابية وتصاعد قدرة التنظيمات الإرهابية على التخفي والإفلات من العمليات الأمنية الكثيفة للقبض على العناصر الإرهابية ، خاصةً في ظل انقطاع شبكات التواصل بين التنظيمات الإرهابية الكبرى والخلايا الإرهابية المحدودة .