الأدب فضلوه على العلم.. مثل مصرى متوارث من زمن كان المصريون يُقدرون فيه الأدب. والأدب هنا يعنى مكارم الأخلاق، التى كتب فيها شاعر النيل حافظ إبراهيم قصيدة طويلة منها: فَالناسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا.. عِلمٌ وَذاكَ مَكارِمُ الأَخلاقِ وَالمالُ إِن لَم تَدَّخِرهُ مُحَصَّناً.. بِالعِلمِ كانَ نِهايَةَ الإِملاقِ وَالعِلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ.. تُعليهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخفاقِ لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ.. ما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ بِخَلاقِ والأخلاق أيام زمان كانت علمًا قبل أن تكون سلوكًا. درسته المدارس للتلاميذ، فتحلوا بالخُلق الكريم، وتميزوا بالعلم.. وفى الصورة كتاب الاخلاق المقرر على الصف الثانى الثانوى سنة 1934، ويقول الفيلسوف والأديب العظيم الدكتور أحمد أمين فى مقدمة كتابه الذى أعده لتلاميذ المدارس فى سبتمبر عام 1929: «الغرض من هذا الكتاب أن يكون مرشدا للطلبة في حياتهم الأخلاقية، يلفتهم إلى نفوسهم، ويبين لهم أهم نظريات الأخلاق، ويوسع نظرهم فيما يُعرض عليهم من الأعمال اليومية، ويشحذ إرادتهم لتأدية الواجب واكتساب الفضيلة. لأنَّ الحياة الأخلاقية تعتمد على الروح الذي يبعث على العمل أكثر مما تعتمد على قواعد العلم».