رصدت النيابات العامة المختصة في محافظتي القاهرة والجيزة ملاحظات مفزعة خلال أيام للتفتيش علي أحوال حجز المتهمين الذين تسوقهم أقدارهم التعسة للاحتجاز داخل أقسام الشرطة، وكانت ملاحظات النيابات مشتركة في أقسام البساتين ودار السلام وحلوان وإمبابة والعمرانية وبولاق أبوالعلا والمطرية وعين شمس!، فغرفة الحجز الواحدة التي لا تسع سوي 70 شخصاً يحشر فيها أكثر من 300 شخص!، فإذا كان احتجاز أعداد المتهمين بهذه الكيفية التي يمكن اعتبارها من وسائل التعذيب، فإن داخل غرف الحجز هذه ما هو أنكي وأشد!، إذ يكتشف أعضاء النيابة خلال التفتيش خلو هذه الغرف من وجود فتحات تهوية في العديد منها!، وشفاطات الهواء معطلة، وقد أدي ذلك إلي تحول تلك الغرف إلي مسارح لانتشار الأمراض المعدية!، وقد يؤدي حال الغرف هذا إلي وفاة مرضي السكر والضغط المرتفع!، أما المراوح داخل غرف الحجز فهي معطلة في 90٪ من أقسام الشرطة!، والحجز الذي توجد بداخله مروحة في الغالب لا يتم تشغيلها توفيراً للكهرباء، كما كشفت المعاينات عن عدم وجود لمبات كهربائية داخل غرف الحجز، بحيث تتحول الغرفة إلي مقبرة لعدم وجود إضاءة أو تهوية!، أما الملاحظة العامة وجود كميات كبيرة من القمامة داخل غرف الحجز، التي تحتوي علي الفئران والحشرات الزاحفة!، وبمجرد فتح الأبواب تفوح من غرف الحجز رائحة كريهة جراء وجود القمامة وقضاء المحبوسين حاجتهم داخل الغرف لعدم وجود دورات مياه كافية ملحقة بالحجز داخل أقسام الشرطة!، وقد شكا بعض المحجوزين من عدم السماح لهم بقضاء الحاجة داخل دورات المياه!، بالإضافة إلي أن دورات المياه غير صالحة للاستخدام لتعطلها ولطفح مواسير الصرف الصحي فيها مما تسبب في تحولها إلي مستنقع!، وكشف التفتيش علي أحوال الأقسام وجود العديد من الأشخاص المحبوسين علي ذمة التحقيقات منذ 9 أشهر وأكثر!، ومن المفترض أن يتم ترحيلهم للسجن بدلاً من إقامتهم داخل أقسام الشرطة! ومن يعرف ما انتهت إليه حملة التفتيش يجد انه لا حاجة به إلي مواصلة استعراض ما أسفرت عنه حملة التفتيش من المخازي التي تدل علي أن هذه المقار لا تصلح لاحتجاز آدميين ولو لساعات معدودة!، فما البال بالإقامة فيها لبعض الناس بالأسابيع والشهور!، ولأن هذه الأماكن قد أصبحت علي أحوالها المزرية منذ أنشئت!، فإن الذين صادفوا رجال النيابة في حملتهم قد عبروا عن غيرتهم وحسدهم لما حل من تطوير علي أقسام شرطة مصر الجديدة والنزهة، وكان أهم ملامح هذا التطوير تركيب مراوح وأجهزة تكييف!، ودارت الأحاديث بين الجانبين عن قسم شرطة دار السلام الذي لحقه تركيب أجهزة تكييف داخل غرف الحجز به، وكان هذا في أعقاب وفاة أربعة متهمين خلال شهر واحد في هذا القسم!، كأن بهم يقولون هل لابد أن يسقط أموات حتي تستجيب وزارة الداخلية لمطالبهم!، وقد ضبطت حملة رجال النيابة في أحد الأقسام أسلحة نارية وبيضاء وأموالا غير مدونة في دفاتر الأحراز!، إلي غير ذلك من ممنوعات لا ينبغي أن تكون في حوزة بعض المحتجزين!، ولكن النيابة أثناء التفتيش لم يصادفها أي شكوي من تعذيب أو إيذاء بدني، ولكن.. هل بعد الأحوال التي استعرضناها تعذيب أو إيذاء بدني؟!