الأول "جامعيين": التحاقي بالقوات المسلحة كان حلم الطفولة وشرف العمر    وزير الاتصالات: تنفيذ عدد من المشروعات لتوظيف تكنولوجيا المعلومات وتقنيات الذكاء الاصطناعى فى إدارة الموارد المائية    ترامب يغادر البيت الأبيض بعد قليل متجها إلى الشرق الأوسط    نتنياهو: الحرب لم تنته لأن جزءًا من أعدائنا يبني قدراته ويستعد للهجوم علينا    الخارجية الفلسطينية تؤكد أهمية ربط خطة ترمب للسلام بمرجعيات القانون الدولي    الصحفي الذي لم يغادر الميدان إلا شهيدًا.. من هو صالح الجعفري الذي اغتيل على يد ميليشيات مسلحة في غزة؟    منتخب مصر يتقدم على غينيا بيساو بهدف نظيف في الشوط الأول    تدريبات تأهيلية لثلاثي الزمالك خلال مران اليوم    تريلا تدهس توك توك أعلى كوبري بدمياط ومصرع شخص جراء الحادث    "السياحة": منصة رحلة تتيح زيارة 112 موقع أثري في مقدمتها الأهرامات والمتحف الكبير    عضو بالحزب الجمهوري الأمريكى: السيسي أنقذ الشعب الفلسطيني من التهجير    وائل جسار يُحيى حفلا غنائيا فى لبنان الأربعاء المقبل    وكيل صحة سوهاج: انطلاق الفحص الطبى الشامل لطلاب المدارس لمدة 3 أشهر    تعرف على تشكيل كرواتيا ضد جبل طارق بتصفيات المونديال    «مدبولي» يتلقى مكالمة هاتفية من نظيره الجزائري لمتابعة تحضيرات اللجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة    التحريات تكشف تفاصيل جديدة في حادث سقوط السقالة بمدينة السادات في المنوفية    أحمد موسي: كانت هناك محاولات لإفشال مفاوضات شرم الشيخ لكن ترامب ضغط لإجرائها    خطوات إضافة مواليد على بطاقة التموين 2025    نتائج اليوم الثاني لمنافسات الكبار ببطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي بالعاصمة الإدارية    بيحبوا يصحوا بدري.. 5 أبراج نشيطة وتبدأ يومها بطاقة عالية    هل التدخين يبطل الوضوء؟ أمين الفتوى: يقاس على البصل والثوم (فيديو)    أسامة الجندي: القنوط أشد من اليأس.. والمؤمن لا يعرف الإثنين أبدًا    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : أول الحذر..ظلمة الهوى000؟!    إصابة أولمو تربك حسابات فليك قبل مباراة جيرونا    قافلة طبية بجامعة الإسكندرية لفحص وعلاج 1046 مواطنًا بالمجان في الكينج مريوط (صور)    بسبب عدم مشاركته ضد بلغاريا.. حارس تركيا يترك المعسكر دون إذن    قيادات وأساتذة جامعات بقائمة المعينين بمجلس الشيوخ.. بالأسماء    بعد حادث الوفد القطري.. رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري يستقبل سفير مصر في الدوحة    تأجيل إستئناف المتهم الرئيسي ب " تظاهرات الألف مسكن "    أوسكار عودة الماموث.. فيلم يخطو نحو الإبهار البصري بقصة إنسانية مؤثرة    20 أكتوبر.. انطلاق جولة «كورال وأوركسترا مصر الوطني» بإقليم القناة وسيناء    الخريف.. موسم الانتقال والحنين بين دفء الشمس وبرودة النسيم    تأجيل الدعوى المقامة ضد إبراهيم سعيد لمطالبته بدفع نفقة ابنه    رئيس وزراء لبنان يطلب من الخارجية تقديم شكوى ضد إسرائيل في مجلس الأمن    رئيس منطقة مطروح الأزهرية يكرم الطالبة هاجر إيهاب فهمي لتفوقها في القرآن والخريدة البهية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم 12-10-2025 في محافظة الأقصر    دمياط: فصل المياه في بعض المناطق منتصف الليل حتى الثامنة صباحا    مصر تدين الهجوم على مركز لإيواء النازحين بمدينة الفاشر السودانية    الخريف موسم الانتقال... وصراع المناعة مع الفيروسات الموسمية    بالأسماء.. الرئيس السيسي يُصدر قرارا بتعيينات في مجلس الشيوخ    نجوم الأهلي في زيارة حسن شحاتة بالمستشفى للاطمئنان على حالته الصحية    سويلم يلتقى نائب وزير البيئة والزراعة السعودى ضمن فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه    "سلامة الغذاء" تنفذ 51 مأمورية رقابية على السلاسل التجارية في أسبوع    إصابة 5 فى تصادم سيارة ملاكى وتوك توك وتروسكيل بطريق برج نور أجا بالدقهلية    مستشفيات مطروح تقدم 38 ألف خدمة طبية وتجرى 206 عمليات جراحية خلال أسبوع    رئيس الضرائب: التعامل بالفاتورة الالكترونية والإيصال الإلكتروني يعزز الشفافية    تنفيذ ورش تدريبية مجانية لدعم الحرف اليدوية للمرأة في الأقصر    "الوطنية للانتخابات" تواصل تلقي طلبات الترشح لانتخابات مجلس النواب 2025 لليوم الخامس    الداخلية تضبط أكثر من 106 آلاف مخالفة مرورية في 24 ساعة    محافظ أسوان يتابع استكمال تشغيل المراكز الطبية ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل    مدارس التكنولوجيا تعيد رسم خريطة التعليم الفنى    محمود ياسين من نادى المسرح فى بورسعيد إلى ذاكرة الوطن    مراكز خدمات «التضامن» تدعم ذوى الهمم    مصر تتسلم رئاسة المنظمة الدولية للتقييس "أيزو" لمدة 3 أعوام بعد فوز مشرف ومستحق    غدًا.. عرض أفلام مهرجان بردية السينمائي في ضيافة المركز القومي للسينما بالهناجر    «كفى ظلمًا».. حسام المندوه: أدخلنا للزمالك 800 مليون جنيه    وزير الأوقاف فى الندوة التثقيفية بالإسماعيلية: الوعى أساس بناء الوطن    استبعاد معلمي الحصة من حافز ال 1000 جنيه يثير الجدل.. خبير تربوي يحذر من تداعيات القرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف ل«الوفد»:
فرق ضالة استباحت حرمات المسلمين
نشر في الوفد يوم 17 - 03 - 2015

أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي دعوته المهمة الي رجال الدين الإسلامي بضرورة العمل علي تجديد الخطاب الديني والتصدي للأفكار الضالة والتفسيرات الخاطئة لنصوص الدين من الجماعات المتشددة المتطرفة التي اعتقدت أنها تحتكر الدين لتحقيق أغراضها السياسية التي تهدف الوصول الي السلطة عن طريق الدين، فخلطت الدين الثابت المقدس بالسياسة الدنيوية المتغيرة بما شوه صورة الإسلام والمسلمين من خلال الممارسات التي يقوم بها أعضاء هذه الجماعات والتي توصف بأنها ضد الإنسانية.
وأكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف أن المسلمين ابتلوا بفئة ضالة استباحت دماءهم وأموالهم وروعتهم من خلال التيارات الفكرية المتطرفة التي تستغل الدين غطاء لأفكارها المغلوطة وأعمالها الإرهابية، في ظل تعرض الأزهر لحرب شرسة يقودها المغرضون وأعداء النجاح، واعترف «شومان» بفشل كل القنوات الدينية في تقديم صورة صحيحة عن الإسلام وسماحته ووسطيته مؤكدا أن التراث الإسلامي ليس ملكا لمصر ولا للأزهر وحدهما بل هو ملك الأمة الإسلامية بالكامل، ولهذا لابد من وضع ضوابط للتجديد والتطوير وللاجتهاد حتي لا يتركوا لمدعي العلم والمعرفة وهذا التجديد لا يكون باللعب بثوابت الدين والأسس التي يقوم عليها.. وإلي نص الحوار:
كيف استقبلت مؤسسة الأزهر الشريف دعوة الرئيس لتجديد الخطاب الديني؟
- فور انتهاء مطالبة الرئيس بتجديد الخطاب الديني اجتمع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بمعاونيه ورؤساء القطاعات وطالب بمراجعة ما تم تنفيذه في هذا الإطار حيث كان الأزهر قد أطلق جهودا في هذا الاتجاه قبل سنة بتشكيل لجنة لإصلاح المناهج التعليمية بالأزهر في سبتمبر 2013 وكثف من قوافله الدعوية وبرامج تدريب الدعاة وطالب بتسريع خطوات الإصلاح واستكمال بقية عناصره الضرورية وتقييم ما تم تنفيذه وبدأ الأزهر في تسريع خطوات التجديد التي كان قد بدأها قبل فترة عبر إصلاح مناهج التعليم الأزهري الي جانب إصلاح الخطاب الديني الدعوي من خلال المناهج المطورة لمرحلة التعليم ما قبل الجامعي التي انتهينا من كثير منها، وعقدنا لقاء موسعا بالوعاظ والأئمة علي مستوي الجمهوري لتنفيذ توصيات مؤتمر الأزهر الدولي الذي عقد مؤخرا لنبذ العنف والتطرف ومحاربة الإرهاب.
تم تشكيل لجنة إصلاح المناهج منذ أكثر من عام فهل أتت ثمارها؟
- بالطبع أتت بالثمار وسوف نري أثر ذلك النهج الذي ينتهجه الأزهر سواء في المجال الدعوي أو المجال التعليمي علي أرض الواقع قريبا إن شاء الله، وليس في مصر وحدها ولكن في سائر العالم الإسلامي، وذلك من خلال القوافل الدعوية التي يرسلها الأزهر أسبوعيا الي كافة أنحاء ما لا يقل عن ثلاث قوافل من مجمع البحوث الإسلامية من أجل تصحيح مسار الخطاب الدعوي، وتوضيح الحقائق والقيم الإسلامية السمحة لجميع المواطنين حتي لا يتسابقون وراء التيارات الفكرية المتطرفة التي تستغل الدين غطاء لأفكارها المغلوطة وأعمالها الإرهابية وقريبا سيتم إرسال قوافل دعوية الي خارج مصر وسيكون هدفها الأساسي تصحيح صورة الإسلام مما علق به من تشويه ولنشر قيم الوسطية والاعتدال وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي يستغلها المتطرفون وأعداء الإسلام في تشويه صورة الإسلام والمسلمين لدي الغرب، والإسلام بعيد كل البعد عن التطرف والإرهاب.
ما الدعم الذي يحتاجه الأزهر لنجاح مهمته؟
- الأزهر لديه رصيد كبير من التقدير والاحترام في عقول وقلوب المصريين وأيضا هذا الرصيد يمتد الي العالم بجانب رصيده الفكري الممتد عبر عشرة قرن وجميع من تعلم فيه سواء في مصر أو العالم الإسلامي يقوم بدوره علي الوجه الأكمل، لكننا نعاني من حرب شرسة يقودها المغرضون وأعداء النجاح من خلال وسائل إعلام تعمل علي رصد السلبيات وتضخيمها دون النظر الي الايجابيات وهي كثيرة جدا مقارنة بالسلبيات التي تعترف بوجودها ولا تتردد في الحديث عنها وكشفها مع أنها قليلة جدا ويتم معالجتها وتصحيحها بشكل مستمر.
مثل ماذا؟
- جهود الأزهر في مختلف المجالات لا تخفي علي أحد وإن حاول البعض والوسط الصحفي والإعلام إخفاءها متعمدين أو لم يعترفوا بها فهناك قوافل طبية وإعانات ومساعدات مالية ولجان مصالحات تعمل ليل نهار لتحقيق السلام والاستقرار والمحبة بين العائلات التي بينها خصومات الي جانب ما يقوم به الأزهر دعويا وثقافيا وتوعويا ولا سيما في مجال محاربة الإرهاب والتطرف وكل ذلك يحتاج لتسليط ضوء أكبر إعلاميا ونحن في الأزهر الشريف لا نحتاج إلا المصداقية والموضوعية في تناول قضايا الأزهر.
كيف يمكن تفعيل دور المعاهد الأزهرية في مواجهة التطرف؟
- أولا.. المعاهد الأزهرية مهمتها الأساسية تربية النشء من أبنائنا وبناتنا الطلبة والطالبات علي مناهج الأزهر التي تتسم بالوسطية والسماحة والاعتدال لإعداد جيل وسطي واع يستطيع حمل راية الدفاع عن الإسلام وتعاليمه السمحة وهذه رؤية الأزهر التعليمية لمواجهة التطرف علي مر العصور سواء في المعاهد الأزهرية، أو جامعة الأزهر فلم يتخرج في الأزهر إرهابي ولا صاحب فكر معوج، وقد قمنا بتطوير المناهج الأزهرية الشرعية والعربية لتكون مواكبة للتطورات التي يشهدها العصر، والتقدم التكنولوجي الذي نعيشه وهذه الكتب الآن أصبحت بين أيدي طلاب المرحلة الإعدادية والعام الدراسي القادم ستكون في أيدي طلاب المرحلة الثانوية.
لكن الفكر المتشدد لديه معاهد خاصة تستقطبه العقول.. ماذا عنها؟
- المعاهد الأزهرية الخاصة تخضع لرقابة شديدة علي جمع أنشطتها التعليمية والثقافية والمناهج التي تدرس فيها هي مناهج الأزهر ولا يوجد ما يستدعي القلق تجاهها لأن قطاع المعاهد الأزهرية يتابع العملية التعليمية في هذه المعاهد وغيرها متابعة دقيقة علي مدار الساعة تقريبا.
هناك من يري أن مناهج الأزهر تربي عقولا قابلة للتطرف؟
- هذا غير صحيح علي الإطلاق ولكنه تطور مؤسف لحالات الهوس التي يعاني منها البعض في إطار حملة التربص بالأزهر الشريف لأنهم يخلطون بين التراث الإسلامي وبين مناهج الأزهر التعليمية ويرون أن كليهما مرادف للآخر، ونحن نقول لهؤلاء الجهال ولغيرهم ممن أراد أن يعلم أن التراث الإسلامي يعني الكتب التي تركها لنا السلف الصالح بما فيها من تفسير وحديث وسيرة وعقيدة وفقه وغير ذلك من علوم خادمة لكتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم، ومستمدة منهما.
لماذا التمسك بالتراث بهذه القوة ولدينا الأصل وهو القرآن الكريم؟
- أولا هذا التراث ليس ملكا للأزهر ولا لمصر وحدهما بل يخص الأمة الإسلامية كلها، ولهذا ليس من حق الأزهر، أن يتدخل فيه دون أن تتفق الأمة الإسلامية علي ذلك عبر المؤسسات المعنية علي عمل جماعي بشأنه إن كان هذا ضروريا وإن اتفقت الأمة علي ذلك فإن الأمر قد يستغرق عشرات السنين للنظر في هذا التراث الضخم، والله وحده يعلم ما الصورة التي سيخرج بها في النهاية.
لكن البعض يري أننا أصبحنا أسري التراث؟
- ينبغي أن نؤكد أن تراثنا الإسلامي بريء مما يتهم به ظلما وعدوانا فهذا التراث هو من خرج الأعلام الثقات من علماء المسلمين شرقا وغربا ممن أناروا الدنيا بعلمهم ووسطيتهم ولم يدع حتي أعداء الإسلام أن أحدا من هؤلاء الأعلام تزعم تنظيما إرهابيا مثلا، ولم نسمع بهذا في أي عصر من العصور إلا في هذا العصر الذي اختلط فيه الحابل بالنابل فتقدم الصفوف محسوبون علي العلم وما هم منه إن هم إلا يظنون.
الظواهر المجتمعية
ما الذي يخدم الإنسانية.. التراث أم إهمال العقل والحرية في التفكير؟
- الحفاظ علي التراث الإسلام أمر في غاية الأهمية لبناء العقول علي أساس فكري سليم لتكون قادرة علي مواكبة العصر ومواجهة التحديات استنادا الي الأصول المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم وهذا يتطلب النظر بصفة مستمرة الي المناهج التي تعتمد علي التراث وتطويرها بما تقتضيه الحاجة حسب الظواهر المجتمعية والمستجدات التي تطرأ علي واقع الناس، ويختص التطوير في العلوم بصفة عامة بالأجزاء التي تقبل التطوير أو التعديل أو إعادة الصياغة أما الحقائق الثابتة فإن التطوير فيها يقتصر علي طريقة العرض وأسلوبه ورسائله دون المساس بجوهره فليس من التطوير اللعب بثوابت الدين والأسس التي يقوم عليها فلا يتخيل أحد أن تطوير المناهج الدينية سيغير أركان الدين أو فرائضه أو محرماته. كما لا ينبغي أن ننتظر من التطوير تغير نتائج عمليات الضر والعمليات الحسابية.
إذن إعمال العقل والحرية تخدم الإنسانية أكثر من التراث؟
- أؤكد أن التراث يخدم الإنسانية كلها ولا تقتصر خدمته علي المسلمين فقط، وإعمال العقل وحرية التعبير عن الرأي جزء مهم من التراث الإسلامي بل إن الشريعة الإسلامية تدعونا لذلك فمن حق كل إنسان أن يعبر عن رأيه مادام أن هذا الرأي لا يسيء للآخر ولا يستعدي الفطرة السليمة والرسل و الأنبياء جميعا ومن هنا نجد أن التراث الإسلامي بشموليته يوضح الضوابط الخاصة بالحرية وإعمال العقل ويضع لذلك إطارا عاما يحمي المجتمع من الغلو والتطرف والانفلات الأخلاقي لأن الإسلام ليس ضد الحرية أو ضد إعمال العقل بل داعم لهما بضوابط تحقق الخير للفرد والمجتمع.
وكيف يتم تطوير الأزهر كما طالب الرئيس؟
- حقيقة الأمر الرئيس لم يطالب بتطوير الأزهر وإنما نادي بثورة دينية وتجديد الخطاب الديني وإن كان الأزهر يحمل العبء الأكبر في هذا المجال إلا أنه ليس المقصود بالخطاب وحده وإنما جميع المعنيين في ميدان الخطاب الديني وهو يشمل وزارة الأوقاف بصفتها المشرفة علي المساجد، ويشمل الثقافة والإعلام وغير ذلك من وزارات وهيئات وأفراد كالمفكرين والمبدعين.
ولكن الرئيس عندما طالب بهذا التجديد وجه خطابه الي شيخ الأزهر؟
- نعم.. وقيادات الأزهر وعلماؤه وكل منتسبيه يعملون بكامل طاقاتهم كل في مجاله، فهناك القوافل الدعوية والتوعوية التي تعقد لقاءات مع الشباب في المدارس والجامعات ومراكز الشباب وهناك لجان المصالحات بين العائلات التي بينها خصومات ثأرية أو غيرها لدرجة أن الأزهر الشريف يدعي للتدخل لإنهاء خصومات بين عائلات مسيحية مسيحية وهناك نشاط خارجي يتمثل في المشاركة في فعاليات ومؤتمرات دينية وثقافية وتوعوية كان آخرها مشاركتي في مؤتمر «الفاتيكان» لمكافحة العبودية الحديثة وقبله مؤتمر عن الإرهاب في ڤيينا بالنمسا، هذا الي جانب مؤتمرات داخلية كان آخرها مؤتمر الأزهر العالمي لمكافحة التطرف والإرهاب، وهناك جهود حثيثة لإصلاح المناهج التعليمية ومتابعة البعثات الأزهرية في الخارج حيث يقوم مجمع البحوث الإسلامية بدور مهم في هذا الشأن.
السلام والاستقرار
هل يمكن تجديد الخطاب الديني بعيدا عن الإصلاح المجتمعي الشامل؟
- الأزهر يعمل بالفعل علي الإصلاح المجتمعي الشامل علي قدم وساق من خلال علمائه ووعاظه لتحقيق السلام والاستقرار المجتمعي بين الأفراد والعائلات وهو يقوم بهذا الدور من خلال الدور الذي تقوم به لجنة المصالحات وقد حققنا إنجازات كثيرة جدا في هذا الجانب أهمها صلح أسوان، وبرديس وشطورة في سوهاج وشبين القناطر وقنا وتم التصالح بين هذه العائلات بفضل الله ثم بفضل ثقة المواطنين في الأزهر الشريف وفي دوره وفي علمائه علي الرغم من وجود العديد من القتلي بين الأطراف المتخاصمة وهناك توجيهات لجميع الوعاظ والأئمة للعمل علي توعية الجميع بخطورة هذه الخصومات الثأرية علي السلم المجتمعي.
ولماذا لا يحاول الأزهر مواجهة الخصومات والإنهاء عليها في مهدها؟
- بالفعل هذا هدفنا وهذا هو الشق الثاني الذي يقوم الأزهر من خلال الجيش علي تحقيق الترابط والانتماء بين المواطنين والوطن الذين يعيشون فيه من خلال معالجة المعوقات التي تعوق مسيرة العمل والتقدم وحث الجميع علي التعاون والتكاتف للخروج بالوطن من هذه المرحلة الدقيقة في تاريخه، وقد حققت مبادرة «الأزهر يجمعنا» خطوات متقدمة علي هذا الصعيد بالتعاون مع وزارة الشباب.
كيف يتم التعامل مع المتطفلين علي الخطاب الديني؟
- نحن نعول كثيرا علي قناة الأزهر التي نواصل الليل بالنهار لينطلق بثها بعدة لغات بعد أن فشلت كل القنوات التي تقدم برامج دينية أو تتحدث باسم الإسلام في توصيل الصورة الصحيحة للإسلام وهذه القناة كان المفترض أن تعمل منذ فترة لكن تأخر بثها لأنه تقرر إنشاء مبني خاص بها داخل ديوان عام مشيخة الأزهر وهذا الأمر سيستغرق بعض الوقت لكن يجري الآن الترتيب والبحث عن استديو مؤقت لينطلق منه البث من خلال أشهر إن شاء الله.
وما البديل المتاح حتي يتم بث قناة الأزهر؟
- الي أن تنطلق قناة الأزهر فإننا نقوم من خلال النوافذ الإعلامية المتاحة، وقناة «اليوتيوب» الخاصة بمجمع البحوث الإسلامية بنشر رسائل إعلامية عن سماحة الإسلام، ووسطيته وهذه الرسائل تنشر ب«الانجليزية والفرنسية والألمانية»، الي جانب العربية ويبحث مجمع البحوث الإسلامية مع وزارة الخارجية اللغات الأخري المهمة التي يمكن أن تنشر من خلال هذه الرسائل.
الإحساس بالمسئولية
وهل هذه القناة ستكون دينية فقط؟
- قناة الأزهر لن تكون دينية فقط وإنما ستكون قناة عامة متنوعة المحتوي تقدم الأخبار وبرامج الأطفال والبرامج الترفيهية، وبرامج التوك شو لكن بتناول مختلف وفق منهج الأزهر المعتدل ولن نقدم خبرا لم نتأكد من صحته، ولن نجنح الي خلق صدام أو جدال لا طائل من ورائه، وسيكون القاسم المشترك بين برامج هذه القناة هو الصدق والأمانة في النقل والإحساس بالمسئولية وإبراز المتفق عليه بين العلماء.
ومن هو الداعية الذي يبتغيه الأزهر ويسعي إليه؟
- الأزهر الشريف يحمل علي أكتافه هموم الدعوة الإسلامية وكيفية إيصالها الي البشرية كلها دون إفراط أو تفريط والأزهر الشريف يمتثل في ذلك بأمر الله عز وجل.. «ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» وحتي تكتمل هذه الصورة لابد من إعداد دعاة يملكون الحجة والعلم ولديهم من السماحة والاعتدال والحكمة ما يستطيعون من خلاله القيام بالدعوة علي وجهها والزود عن الإسلام علي بصيرة وعلم صحيح لذلك نسعي في الأزهر الي تخريج علماء قبل أن يكونوا دعاة لأن المسئولية كبيرة.
ما مواصفات الخطاب الذي يستوعبه الشعب ويتقبله؟
- كما قلت سابقا موضوع تطوير الخطاب الديني أو تجديده أمر ثابت علي مر العصور، فلكل مقام مقال، وما يصلح لعصر فقد لا يصلح لعصر آخر، لكن الأهم هم الحفاظ علي الثوابت والأصول.
وهل هناك تحديات يمكن أن يواجهها العلماء في هذا الصدد؟
- طالما أن التجديد والاجتهاد ينطلق من اعتبار الثوابت والأصول، فإن العلماء يستطيعون مواجهة أي فكر ضال أو متطرف لأنهم يمتلكون حينئذ الدليل المستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم.
إلي أي مدي أصبح الأزهر في حاجة الي مشروع تطويري للإصلاح؟
- بداية لا أتفق معك في مصطلح الإصلاح لأنه يوحي أن هناك أخطاء جسيمة، أو فسادا ولا يقول بذلك إلا مغرض والأفضل استخدام مصطلح التطوير بما يصب في صالح المؤسسة وأقول لك بكل وضوح أن من يتولي المسئولية في الأزهر الشريف يسعي جاهدا وبكل قوة وإنجاز الي أن يضيف جديدا ويطور وأن يرفع من مستوي الأداء داخل قطاعات وهيئات الأزهر المختلفة من أجل النهوض بالرسائل التعليمية والدعوية والاجتماعية والثقافية والتوعوية للأزهر الشريف وكل له رسالة يؤديها من أجل خدمة الإسلام و المسلمين.
الحق والكره
ما تعريف المتأسلم والمتاجر بالدين؟
- الإنسان إما أن يكون مسلما أو غير مسلم أما مصطلح «التأسلم» فهو مصطلح يحاول البعض ترويجه لإثبات أن هناك من يدعي الإسلام في الظاهر لكن ما في باطنه غير ذلك، ونحن نعرف هذا الصنف من البشر بالمنافق كما ورد في القرآن الكريم وهو الذي يدعي الإسلام ويبطن الحقد والكره للإسلام والمسلمين، وهذا النوع من البشر أشد خطرا علي الإسلام والمسلمين. أما المتاجر بالدين فلا تأتي إلا من ضعاف الإيمان وهؤلاء يمكن إعادتهم للطريق الصحيح وهدايتهم الي الحق.
ما خطورة استخدام الدين في بناء شرعية النظم السياسية؟
- هي من أخطر الأمور التي نعاني منها في الفترة الأخيرة بمحاولة البعض استخدام الدين في الترويج لفكرة السياسي أو للحصول علي مكسب سياسي معين وهذا تشويه للدين أمام العالم، فمع ظهور أي خطأ من هؤلاء الذين يقحمون الدين فيما لا ينبغي إقحامه فيه لا ينتقد الفاعل وإنما يوجه اللوم للدين لذلك نري أعداء الإسلام يروجون لمثل هؤلاء ليس حبا فيهم وإنما انتظارا لإخفاقهم وفشلهم حتي ينهالوا بسهامهم المسمومة علي الدين مع أنه من ذلك براء لذلك فإن الأزهر لا يتدخل في السياسة إلا بمقدار ما يفرضه عليه واجبه الشرعي فإذا ما اختلف الساسة بما يؤثر علي الناس كما هو الحال في الفترة الأخيرة من تاريخ الوطن فالضرورة تقتضي تدخل الأزهر ليس لإظهار طرف من الأطراف السياسية علي الآخر، ولكن لبيان الحكم الصحيح وإطفاء نار الفتنة التي تشعلها الخلافات.
وماذا عن شروط المجتهد؟
- المسلمون منذ عصورهم الأولي أدركوا أهمية الحاجة الي الاجتهاد واستعمله الصحابة في حياة النبي وبعد وفاته أخذ به التابعون وأتباعهم وهو ما عليه الأئمة أصحاب المذاهب المشهورة، حيث أعملوا اجتهاداتهم في الكثير من الموضوعات التي وجدت في أزمنتهم المختلفة، وهذا برهان واضح علي صلاحية الشريعة الإسلامية لكل زمان ومكان، لكن ظهرت دعوات تطالب بإغلاق باب الاجتهاد وهذا أمر مرفوض رفضا قاطعا لأن هناك مسائل جديدة ظهرت في زماننا المعاصر لم يسبق للمجتهدين الأولين بحثها وإبداء الحكم الشرعي فيها وهي مسائل مهمة وخطيرة تحتاج الي الاجتهاد فيها واستنباط الحكم الشرعي لها، ومن هنا تأتي الحاجة الماسة لوضع ضوابط للاجتهاد وألا تترك الساحة لمدعي العلم والمعرفة، وقد حسم الأزهر ذلك الأمر وجعل هيئة كبار العلماء ه المنوط بها الاجتهاد وإبداء الرأي في المسائل الفقهية.
لكن الجهاد من أكثر الشعائر التي يساء فهمها في الغرب؟
- بداية.. هناك مفاهيم كثيرة مغلوطة عن الإسلام ويساء فهمها في الغرب خاصة فكرة الجهاز ولذا وجب علينا تصحيحها فالجهاد ما شرع إلا للدفاع عما أمرنا الله تعالي بالدفاع عنه سواء الدين أو النفس أو الأرض أو العرض والمال، فكل هذه أمور يجب علي المسلم أن يدافع عنها ولا يتخاذل كما شرع الجهاد أيضا لنصرة المظلوم حتي ينتصر والوقوف في وجه الظلم حتي يندحر.
الكثيرون يخلطون بين الجهاد والإرهاب؟
- الإرهاب هو ترويع وقتل وتخويف للأبرياء دون وجه حق ومن هنا يتضح الفرق بين الجهاد والإرهاب وتظهر الحقيقة التي تحاول بعض الجماعات الإرهابية استغلالها لتشويه الإسلام، وهي من القضايا التي ينبغي أن ترد الي كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم وللأسف الشديد المسلمون ابتلوا في الفترة الأخيرة بفئة ضالة قصر فهمها لكتاب الله وسنة رسوله فاستباحت دماء المسلمين وأموالهم وروعت الآمنين ولم تفرق في عداوتها بين الأطفال والشباب والشيوخ والنساء والدين من ذلك كله براء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.