في مسألة الخطاب الديني لا يمكن التعامل مع الامر علي انه رسالة وحسب وإنما هو اعتقاد ثابت وراسخ علي ان حرية الاعتقاد حق من حقوق الانسان وأنها مكفولة لبني البشر لهم الحق فيما يعتنقون. والإسلام وهو أرقي تصور للوجود وللحياة وأقوم منهج للمجتمع الإنساني بلا مراء ،هو الذي ينادي بانه لا اكراه في الدين، وانه قد تبين الرشد من الغي. وهو الذي يُبين لاصحابه قبل سواهم أنهم ممنوعون من اكراه الناس علي هذا الدين. وتاريخ الاسلام شاهد علي علي ان الشريعة واهلها قد كلفوا لاتباع الأديان الذين يعيشون في ظل الإسلام إبقاء علي عقائدهم وديانتهم، ولم يرغم احدا علي الدخول في الاسلام 0 وهذا لم يكن ضعفا بل كان مبدأ. وكفل الإسلام لغير المسلمين في المجتمع الاسلامي حرية الاعتقاد والعبادة وحماية المعابد والصوامع والبيع. والإسلام لم يقم علي اضطهاد المخالفين أو المعارضين أو مصادرة حقوقهم أو تحويلهم بالكره عن عقائدهم او المساس الجائر لأموالهم وأعراضهم ودمائهم. وتاريخ الاسلام في هذا الشأن أنصع تاريخ علي وجه الأرض. والفقهاء جميعهم أكدوا أن المكره علي الإسلام لا يصح إسلامه. كما ان الاسلام يترك لغير المسلم حرية ممارسة العبادات التي تتفق مع عقيدته. ويأمر بالمحافظة علي بيوت العبادة التي يمارس في شعائره، ويحرم علي المسلمين الاعتداء علي بيوت العبادة او هدمها أو تخريبها أو الاعتداء علي القائمين فيها سواء في حالتي السلم أو الحرب. وهناك وثائق تاريخية كثيرة في وصية الخلفاء لقادة الجيوش، وكذلك المعاهدات التى تم إبرامها في التاريخ الإسلامى، ومنها الوثيقة العمرية مع أهل بيت المقدس. والدليل الملموس هو بقاء أماكن عبادة تاريخية لأهل عقائد غير الإسلام في الديار الاسلامية. والمعروف تاريخياً أن الفتح الإسلامى اعترف بالآخر ولم يرغم أحداً علي الدخول في الإسلام ومن شواهد التاريخ إنه لما ازدادت رقعة الدولة الإسلامية زمن النبى (صلى الله عليه وسلم) كانت هناك قبائل نجران غير المسلمة وقام الرسول بإبرام المعاهدات معها والتي اتسمت باللين والرفق والتسامح وقام بتأمين حرية العبادة لها وممارستها كل الشعائر بحرية كاملة وكل أماكن عبادتهم وضمن لهم حرية الفكر والمعتقد. كل هذه المعتقدات ضرورة ملحة في الخطاب الديني والقائمين عليه وبدون ذلك يكون هناك قصور في الذين يقومون بشأن الخطاب، وحرية الفكر ضرورة أيضاً ملحة للقائمين علي أمره خاصة في التعامل مع الآخر الذي يختلف فكرياً. ومن هنا بات ضروريا وملحا التسلّح لأهل الخطاب الديني بهذا الفكر الحر القائم علي رؤي التجديد. وللحديث بقية،، سكرتير عام حزب الوفد