كنيسة القديس يعقوب في القدس توجد وثيقة تاريخية ممهورة بخاتم الرسول صلي الله عليه وسلم تقول بالحرف الواحد: أنا محمد بن عبد الله رسول الله تعالي أعطيت هذا العهد إلي شعب ابراهام البطريرك, وإلي المطارنة ورهبان الأرمن. فيالذين يقيمون في القدس ووهبت لهم كنائسهم ودورهم وأوقافهم وأراضيهم. والتاريخ يقول: إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما قرأ هذه الوثيقة اعتبرها عهدا ينبغي علي ولاة المسلمين أن يلتزموا به وأصدر إيضاحا حدد مسمي شعب البطريرك ابراهام بأنهم الأرمن والأحباش والسريان. و التاريخ يقول أيضا: إن القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي عندما نجح في استرداد بيت المقدس من الصليبيين أصدر مرسوما يجدد به الالتزام بالعهد الذي قطعه الرسول عليه الصلاة والسلام في الوثيقة المودعة في كنيسة القديس يعقوب. ونفس هذه العهود والالتزامات الواضحة والصريحة قدمها العرب والمسلمون إلي جميع الديانات والطوائف اليهودية والمسيحية علي طول التاريخ وفي كل بلدان العالم العربي والإسلامي دون استثناء وبما يضمن لهم حرية العقيدة وحرية ممارسة الدين وإقامة الشعائر وإعفاء رجال الدين من الضرائب. فهل بعد كل هذا السجل الناصع يمكن أن يخرج علينا من يريدون إعطاء الدروس وإلقاء المواعظ والادعاء علي أمتنا العربية والإسلامية بعدم احترامها لحقوق الإنسان والقول بشبهة وجود اضطهاد للأقليات؟! ومن أسف أن الذين يقولون بذلك هم من الذين لا يتعدي تاريخ وجودهم كأمم وشعوب بضع مئات من السنين أو من جانب أولئك الذين يشهد عليهم سجلهم المشين بارتكاب الفظائع والمذابح اللا إنسانية ضد من يخالفونهم الرأي ومن ليسوا علي شاكلتهم في الدين والعقيدة! إن الإسلام الذي تجري محاولات خبيثة في الغرب لتشويهه وإدانة شعوبه بتهم باطلة وزائفة هو دين يقوم علي حماية الحقوق والحريات وأولي هذه الحريات حرية الاعتقاد, وحرية العبادة,ولكل ذي دين دينه ومذهبه لا يجبر علي تركه إلي غيره وأساس هذا الحق يتمثل بوضوح في قوله تعالي: لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي صدق الله العظيم كما أن الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب والأكل من ذبائحهم كما أباح مصاهرتهم والتزوج من نسائهم المحصنات العفيفات حيث أباح للمسلم أن تكون زوجته وشريكة حياته وأم أولاده غير مسلمة, وأن يكون أخوال أولاده وخالتهم من غير المسلمين.. وفي هذا يقول الله عز وجل: اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا أتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان صدق الله العظيم. وغدا نواصل الحديث خير الكلام: لهفي علي الفصحي رماها معشر من أهلها.. شلت يمين الرامي! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله