لابد لصاحب الخطاب الديني أن يعرف أساسيات رئيسية ولا يمكن أن يحيد عنها وهي ضرورة لا يمكن أن يحيد عنها بل هي طوق يلازمه عندما يتحدث بشأن الخطاب الديني. فلابد أن يعرف أن الاسلام يتعامل بأرقي تصور للوجود وللحياة وأقوم منهج للمجتمع الإنساني بلا مراء وهو الذي ينادي بأن لا إكراه في الدين وتاريخ الاسلام الطويل شاهد علي أن الشريعة وأهلها قدكفلوا لأتباع الأديان الذين يعيشون في ظل الإسلام البقاء علي عقائدهم وديانتهم ولم يرغم أحداً علي اعتناق الإسلام. ومعلوم لدي القاصي والداني أن هذا لم يكن ضعفاً من دولة الاسلام ، بل كان مبدأها حتي وهى في أوج قوتها،ولو أرادت ان تفرض علي الأفراد عقيدتها بالقوة لكان ذلك بمقدورها لكن لم تفعل. وهناك شهادات من علماء غير مسلمين ويوثق بهم قالوا أن الاسلام ترك حرية الاعتقاد لغير المسلمين. وتقول المستشرقة الإيطالية لورا فشيئا في كتابها، دفاعاً عن الاسلام، كان المسلمون لا يكادون يعقدون الاتفاقيات مع الشعوب حتي يتركوا لها حرية المعتقد ولا يكرهوا أحدا علي الدخول في الدين الجديد. كما أن الجيوش الإسلامية لم تكن تفرض الدين علي أحد ولم يكن معها مبشرون أبدا بالدِّين حتي تنشر العقيدة بل لقد تم في فترة من الزمن ان يتم إشهار إسلام أحد بقيامه بالإعلان انه غير مكره بل دخل في الدين بمحض إرادته وامام قاض. والإعلان بالدخول في الدين بدون ضغط ولقد كفل الإسلام لغير المسلمين حرية المعتقد والعبادة، وحماية المعابد والصوامع والبيع كما ان الإسلام لم يقم علي اضطهاد مخالفيه أو مصادرة حقوقهم أو تحويلهم بالكره عن عقائدهم أو المساس بآمالهم وأموالهم وأعراضهم ودمائهم وتاريخ الإسلام أنصع شيء علي وجه الأرض. والفتح الإسلامى اعترف أيضاً بالآخر ولم يرغم أي واحد علي الدخول في الإسلام في حين ان جيوشاً أخري عندما كانت تنتصر علي أحد كانت تبيد أمماً بأكملها ومن شواهد التاريخ انه لما توسعت رقعة الدولة الإسلامية كانت تحفظ حقوق الآخر بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ ومثلا لقد كان أهل الذمة في عهد الدولة الأموية يتمتعون بدرجة عالية من التسامح ليست موجودة الآن وقبلها في زمن الخلفاء الراشدين. صاحب الخطاب الديني لابد ان يتسلح بكل هذا الأفكار قبل ان يخوض غمار التجديد وإلا يكون قد فقد القدرة علي توصيل ما يرغب من فكر ورأي، بمعني أنه لابد أن تكون لديه ثوابت أساسية ولا يحيد عنها وهي تشبه المعادلات التي توصل إلي نتائج مضمونة وعناصر الخوض في غمار التجديد تقتضي من صاحبه أن يمتلك الأدوات التي تمكنه من ذلك......وللحديث بقية. سكرتير عام حزب الوفد