مراسم بسيطة فى وداع ملك ترجل، وانتقال سلس ويسير للسلطة لملك تولى مقاليد الحكم، هكذا تصرفت مملكة الإنسانية فى اجتماعها بقصر الحكم بالرياض بعد رحيل ملك القلوب خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز، وبايعت شقيقه سلمان بن عبدالعزيز ملكًا للبلاد، ومقرن بن عبدالعزيز وليًا للعهد، ومحمد بن نايف بن عبدالعزيز وليًا لولى العهد. أرسلت السعودية رسالة للعالم عن تسلسل سلطة واضحة وصلت إلى الجيل الثانى من آل سعود وهو جيل الشباب، وكشفت الرسالة عن قوة وصلابة الشعب السعودى الذى يبايع حاكمه الجديد على السمع والطاعة، وعراقة مدرسة الحكم السعودية التي ترتب البيت وترى الشعب ركنًا رئيسيًا من أركان ثبات الحكم وهدفا من أهدافه، كما تؤكد نعمة الاستقرار التي تتمتع بها المملكة. أمانة كبيرة تحملها الملك السابع سلمان بن عبدالعزيز الذى سيبدأ فى متابعة شئون شعبه وقراءة مستقبله والسير بخططه فى البناء والتطور، بعد الانتقال السلس للسلطة شهد توافد الأمراء وكبار المسئولين والموطنين علي قصر الحكم بالرياض لمبايعته ملكًا على البلاد فى مظهر حضارى أحبط ما كان ينتظره المرجفون من حدوث أمر ما يحيق بالسعودية بعد أن فقدت الأمة رجل الخير والحكمة كبير العائلة العربية عبدالله بن عبدالعزيز، وانتقال السلطة بهذه الصورة السهلة والبسيطة إلى أخيه أحبط آمال من يؤلمهم النجاح وخيب ظنهم.. أبناء المجتمع السعودى بكل فئاته ومراكزه ومواقعه شاهدناهم يقفون فى صفوف متوالية داخل وخارج قصر الحكم لتقديم الولاء والوفاء والمبايعة والمباركة لملك البلاد، وقدمت هذه اللحظة درسًا فى الإدارة والسياسة والحكم، والانتقال السريع والمتزن للسلطة الذى طوى صفحة مجد وبناء وخلود وفتح صفحة جديدة من البناء مع حاكم جديد، هو الحكم الرشيد الذى درج عليه حكام السعودية بداية من المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن إلي سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله. كشفت الصورة البسيطة لانتقال الحكم إلى الملك سلمان عن حب الشعب للقيادة وحب القيادة للشعب، ولم تشهد لحظة التنصيب أية بروتوكولات أو حراسات حيث التقى الشعب بالقائد والقائد بالشعب فى لحظات يخالطها فرح وحزن. مفتى السعودية عبدالعزيز آل الشيخ قال إن بيعة الشعب السعودى لملكه الجديد بيعة شرعية صالحة صادقة على كتاب الله وسنة رسوله. وتعهد سلمان بالحكم الرشيد الذى يعالج أوضاعه بنفسه ويتكيف مع الحاضر ويتفهم مؤشرات المستقبل دون أن يتخلى عن ثوابته الأصيلة الممتدة منذ 120 عامًا فى حكم السعودية. تمت البيعة فى أحد أيام السعودية الحزينة بحجم الوطن لكنهم لملموا أنفسهم للتكيف مع الوضع الجديد. الملك سلمان عاهل السعودية الجديد خادم الحرمين الشريفين له مواقف عديدة عبر عقود مع الزمن فقد كان أميرًا للرياض فأولاها كل الاهتمام، وكان قريبًا من المواطنين فى كل مواقع المسئولية، تميزت شخصيته بحبه لعمل الخير والأعمال التطوعية له مواقف انسانية عديدة وعرف برجل الوفاء والمواقف. تنتظر الملك سلمان ملفات مفتوحة عديدة فى مقدمتها أسعار النفط، ورأب الصدع الخليجى، وملف مصالحة مصر وقطر الذى تبناه الراحل الكريم ومواجهة التنظيمات الإرهابية وفى مقدمتها داعش، ومواجهة الحوثيين فى اليمن وسيأخذ الملك سلمان خطوات جدية فى هذا الملف هناك حرص دائم من قادة السعودية علي تطوير الدولة لخدمة المواطنين تعبيرًا عن حبهم واخلاصهم، نتج عنها قيادة حوارات مع أبناء الشعب السعودى وتمكين المرأة فى العديد من المواقع، وسوف يستمر العطاء من الملك سلمان وولى عهد وولى ولى العهد. رحم الله الملك عبدالله ووقف الملك سلمان إلى ما فيه خير ورفعهة السعودية والأمتين العربية والإسلامية.