من حق فرنسا ان تقيم الدنيا وتقعدها بعد وقوع هذا الحادث الإرهابى الأليم والذى راح ضحيته 12 من المواطنين الفرنسيين ولأن فرنسا ضد الإرهاب وأوروبا كلها والعالم أجمع ومصر كانت من أولى الدول التى نددت بخطورة الإرهاب.. فإننا جميعا نبغض ما حدث بفرنسا ونبغض وبشدة وبكل جوارحنا الإسلامية ما حدث من إساءة لنبى الله وحبيبه سيد الخلق محمد «صلى الله عليه وسلم».. فإن ما حدث من الأقلام الفرنسية المسيئة لرسول الله من بذاءات وإساءة له لن ترضى عنها ملايين المسلمين وليس هؤلاء الداعشيون أو تنظيم القاعدة وكلاهما وجهان لعملة واحدة. لأن تلك الأقلام المسمومة التى سمحت لنفسها أن تقدم رسوما مسيئة لنبى الله هى نفسها التى تحولت من أقلام إلى طلقات رصاص أطاحت بتلك الرؤوس وأزهقت تلك الأرواح من الإعلاميين الذين نأسف بالفعل لمصيرهم الدامى..لكن يجب أن نتساءل من الذى بدأ بإطلاق الرصاص؟! إن الديانات جميعها وعلى رأسها الدين الإسلامى خطوط حمراء مشددة لها مواقع خاصة وأماكن فى قلوب معتنقيها من البشر فمن ذا الذى توسوس له نفسه باحتقار الأديان أو رموزها الطاهرة؟ بكت فرنسا وخرجت عن بكرة أبيها فى مليونية ذكرتنا بالمليونيات المصرية المتعددة من أجل شجب ورفض ما يحدث من لغة البرابرة ولغة الإرهاب الأسود الذى نمقته جميعا لكن هذه المرة هم الذين بدأوا بإرهاب الفكر المظلم.. هم الذين استباحوا إهانة الدين الإسلامى واللعب فى أخطر مناطق الإنسانية والبشرية ألا وهى (العقيدة) وتحولت أقلامهم إلى طلقات رصاص فردت لهم بأسوأ منها.. إن منطقة الفكر والعقيدة هى منطقة محرمة مقدسة وقد سبق كانت هناك وقائع مماثلة للإساءة لرسول الله ولن ننسى ما فعلته الدانمارك والتي بدأت إحدى الصحف هذه المسيرة وأعتقد أن منتج الفيلم الهولندى الجنسية الذي قدم عملا فنيا يسىء للإسلام قد تعاطف ودخل الإسلام راضيا وأشهر إسلامه راضيا ولم تتوقف دموعه المنهمرة أثناء أداء فريضة الحج تكفيرا عن البذاءات التى قدمها فى حق الإسلام والمسلمين. لماذا لم تعش الدول فى سلام واحترام للأديان بكافة ألوانه وصوره والكل يعلم كيف تكون ردود أفعال الدول المعتدى عليها باحتقار أى دين أو ديانة. وقد تفاعل القضاء الفرنسى فى إصدار قانون ولأول مرة يدين تهمة تبرير الإرهاب وهو جرم أدرج أخيرا بالقوانين وعلى نفس الصعيد قامت مظاهرات قوية انطلقت من غزة والتى حمل أبناؤها الشموع تضامنا مع الشعب الفرنسى وانطلاقا من موقف فرنسا الأخير فى مؤتمر إعمار غزة والذى أعلنت فيه ضرورة مساندة الشعب الفلسطينى وقدمت له دعما مناسبا فى إطار الدعوة للإعمار وصل قدره 30 مليون يورو ورغم التحذيرات التى وجهها رئيس فرنسا فرانسوا أولاند بعدم حضور قائد الإرهاب الدولى نتنياهو إلى وقفة فرنسا الاحتجاجية ضد الإرهاب.. حضر الأخير مستغلا المليونية فى الدعاية لحزب الليكود الإسرائيلى. فإذا كان هناك محرض للإرهاب العالمى فهذا هو رمزه الأول والذى دفن أطفال فلسطين أحياء فى مقابر جماعية ولم يصرخ العالم ويخرج بمليونيات تهز الكيان البشرى جراء المذابح الإسرائيلية اليومية على مرأى ومسمع من الدنيا كلها. وفى النهاية نحن ضد أى إرهاب وضد الإساءة للديانات السماوية.