«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحذيرات من إعادة نشر "شارل إبدو" رسمًا كاريكاتوريًا للرسول
نشر في المصريون يوم 13 - 01 - 2015

حذّر مسؤولون ومؤسسات ومنظمات دينية عربية يوم الثلاثاء، من إعادة صحيفة "شارلي إبدو" الفرنسية، نشر رسم كاريكاتيري للنبي محمد خاتم المرسلين، في عددها المقرر صدوره غدًا الأربعاء، مطالبين ب"منع صدور الصحيفة".
ففي مصر، حذرت دار الإفتاء من إقدام صحيفة "شارلي إبدو" الفرنسية على نشر عدد جديد مسيء للنبي محمد، واصفة الأمر بأنه "استفزاز غير مبرر لمشاعر مليار ونصف مسلم عبر العالم يكنون الحب والاحترام للنبي".
وفي بيان للإفتاء تلقت "الأناضول" نسخة منه، رأت دار الافتاء أن "هذا العدد سيتسبب في موجة جديدة من الكراهية في المجتمع الفرنسي والغربي بشكل عام، كما أن ما تقوم به المجلة لا يخدم التعايش وحوار الحضارات الذي يسعى المسلمون إليه، مما يعد تطورًا خطيرًا مناهضًا للقيم الإنسانية والحريات والتنوع الثقافي والتسامح واحترام حقوق الإنسان كما أنها تعمق مشاعر الكراهية والتمييز بين المسلمين وغيرهم".
وطالبت دار الإفتاء "الحكومة الفرنسية والأحزاب والمنظمات الفرنسية بإعلان رفضها لهذا الفعل العنصري من قبل المجلة، التي تعمل على إثارة الفتن الدينية والنعرات الطائفية وتعميق الكراهية والبغضاء، وتؤجج الصراع بين أتباع الحضارات والديانات، فضلاً عن أنها تهدم الجهود التي تبذل لتعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب".
كما أدانت دار الإفتاء "تزايد الاعتداءات التي تعرض لها بعض المساجد في فرنسا عقب العملية الإرهابية" التي ضربت البلاد الأسبوع الماضي.
بدوره، دعا وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني يوسف ادعيس، الحكومة الفرنسية "للضغط على صحيفة شارلي إبدو ومنعها إعادة نشر رسوم مسيئة للنبي".
وفي تصريحات خاصة عبر الهاتف، قال الوزير لوكالة الأناضول: "نتمنى أن تمنع الحكومة الفرنسية هذه الصحيفة من نشر ما يسيء إلى النبي، وخاصة أننا كمسلمين قمنا بإدانة الجريمة التي وقعت ولن نرضى بها".
وأضاف: "عليهم أن يراعوا مشاعر المسلمين، وعلى الحكومة ألا تسمح بذلك بدعوى حرية النشر والتعبير، كونها تمس مشاعرنا وعقيدتنا"، متابعا: "إعادة نشر الصور يؤجج مشاعر الغضب للمسلمين وإثارة للعنف في كل مكان".
وبشأن إمكانية إثارة موجة غضب في أوساط المسلمين عقب نشر العدد، قال ادعيس: "نحن دعاة دعوة سمحة لا تشجع على العنف والإرهاب، وأدعو المسلمين إلى التروي ومعالجة الموضوع بعيدا عن العنف والإرهاب".
وفي نفس الاتجاه، استنكر حسن الصيفي، وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، نية صحيفة "شارلي إبدو"، الفرنسية، نشر رسوم كاريكاتور مسيئة للنبي، معتبرا نشرها "مخالف للمواثيق الدولية، واحترام الأديان".
ورأى الصيفي في تصريحات ل"الأناضول" أن "نشر الكاريكاتور، سيثير موجة غضب عارمة في البلاد الإسلامية"، داعيًا "الحكومة الفرنسية، لمنع نشره، وإغلاق المجلة، التي افتعلت وبدأت بالإساءة للمسلمين ونبيّهم".
وتابع: إن "سمحت فرنسا بنشر هذه الرسوم، فإنها قد تدفع بالمسلمين لردود فعل لا يريدها أحد، نخشى أن تتكرر حادثة شارلي إبدو، نحن لا نؤيد قتل أي شخص مهما كانت ديانته، ودومًا سنلجأ للاحتجاج بصورة سلمية وقانونية".
ووصف الصيفي نشر "شارلي إبدو" للكاريكاتور ب "الخطأ الفادح" الذي يجب تداركه في أسرع وقت، حتى "لا يخلّف ردود فعل سلبية".
وفي العراق، أبدى ديوانا الوقفين الشيعي والمسيحي في العراق (مؤسستان تنظمان شؤون الشيعة والأقليات الدينية) رفضهما نشر صور مسيئة للرسول محمد، معتبرين ذلك "نصرًا لتنظيم داعش والجماعات الإرهابية".
وفي تصريحات للأناضول، قال عباس الساعدي، أمين عام العتبات (المزارات) الشيعية بديوان الوقف الشيعي، إن "ما ستقوم به الصحيفة الفرنسية يوم غدٍ من إعادة نشر الصور المسيئة للرسول محمد سيكون نصرًا لتنظيم داعش والجماعات الإرهابية".
وأوضح أن "النبي محمد لا يمثل فكر داعش حتى تقوم الصحيفة بالرد على الهجوم الإرهابي بالإساءة إلى النبي، الفكر الارهابي لا يمثل سُنة النبي، ولا الرسالة السماوية، الإساءة إلى النبي لا تخدم أي طرف بما فيها فرنسا".
وأضاف الساعدي: "أصدرنا قبل شهر من الآن كتابًا وترجمناه الى اللغة الفرنسية كي يطلعوا على موقف المسلمين من الفكر الارهابي، نحن في العراق سنُة وشيعة ومسيحيين وجميع الديانات الأخرى أول المتضررين من الفكر الإرهابي، وعلى القائمين على الصحيفة الفرنسية أن يدركوا ذلك، وأن يعيدوا النظر بسعيهم الإساءة إلى الرسول".
وأشار إلى أن "سنُة الرسول محمد لم تبح الدم، والرسول كان يتعايش مع اليهود ويتاجر مع الأديان الأخرى، إلا أن داعش أساءت إلى الرسول بالاعتداء على الصحيفة الفرنسية قبل أن تسيء إلى الصحيفة والمجتمع الفرنسي، وأصدرنا موقفنا بالرفض والشجب".
وتوقّع أمين عام العتبات الشيعية في العراق أن "نشر الصور المسيئة للرسوم محمد ستزيد الكراهية بين المجتمعات الغربية والمسلمة".
ومضى قائلا: "نحن نتفق معهم على الخطوط الوسطى، بمحاربة داعش والجماعات الدينية المتطرفة"، داعيا الحكومة الفرنسية إلى "الضغط على الصحيفة لردعها عن نشر أي صور من شأنها خدمة أهداف داعش".
كما حذر ديوان الوقف المسيحي والأقليات الدينية في العراق من خطورة إعادة نشر الصور التي تسيء للرسول محمد، داعيا صحيفة "شارلي إبدو" إلى "عدم توجيه إهانة لملايين المسلمين ردا على اعتداء إرهابي من قبل جماعات لا تمثل الإسلام".
وقال مارتن هرمز، عضو ديوان الوقف المسيحي، ل "الأناضول"، إن "رد الصحيفة الفرنسية على الاعتداء الإرهابي الذي طالها الأسبوع الماضي لا يكون بتوجيه إساءة وإهانة لملايين المسلمين، إنما في العمل والتنسيق بين الدول لتجفيف منابع الإرهاب والسيطرة على فكر تلك المنظمات".
وأضاف هرمز أن "الرد الذي تعتزم الصحفية الفرنسية القيام به لن يستهدف الجماعات الإرهابية التي لا تمثل أي طائفة مسلمة، وهو توجه خاطئ، سيؤدي إلى الفوضى بين الديانات، وهو ما يسعى إليه تنظيم داعش".
وناشد هرمز صحيفة "شارلي إبدو" ب "التراجع عن توجيه أي إهانة لمعتقدات الآخرين، ورسالتنا إلى الشعب المسلم أن يكونوا دائما يقظين أمام جميع المحاولات التي تبث الفكر المتعصب الذي يولد مزيدا من الكراهية بين المجتمعات".
وفي الكويت، وصف مطلق القراوي، الوكيل المساعد بوزراة الأوقاف الكويتية سابقًا، اعتزام صحيفة "شارل إيدو" نشر صور مسيئة للرسول بأنه "رد فعل للصحيفة لكنه غير صحيح".
وقال القراوي للأناضول إن إعادة نشر رسم كاريكاتير للرسول من شأنه أن يثير حفيظة المسلمين الذين يمثلون أكثر من 30% من سكان العالم.
وأضاف: "يفترض أن تتصف العلاقات الإنسانية بالاحترام والسماحة سواء من المسلمين أو غير المسلمين".
وتوقع القراوي حدوث مظاهرات احتجاجية إذا ما أعيد نشر هذه الصور، مضيفا: "حتى من لا يتظاهر سيتأثر سلبا".
من جهته، قال محمد الراشد، رئيس تحرير مجلة المجتمع، التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي، إن إعادة نشر الرسوم ستنعكس سلبا على الفرنسيين وسيخسرون التعاطف الذي حدث معهم.
وأوضح أن هذا سيؤثر على المسلمين في الدول الأوروبية ولا سيما فرنسا وسيثير مشاعرهم وسيضفي توترا داخليا.
وبسؤاله عن ردة الفعل المتوقعة في الدول العربية، قال الراشد : "لا أعتقد أن هناك قدرة لتنظيم مظاهرات احتجاجية في الدول العربية بسبب ما يحدث فيها سواء في سوريا أو العراق أو ليبيا أو اليمن".
وأشار إلى أن المنظمات الإسلامية يمكن أن تحتج، مبينا أنه يمكن اللجوء إلى القضاء الفرنسي ومحاكمة الصحيفة عن نشرها رسوما مسيئة.
وتابع : "في الوقت الذي نرفض فيه إزهاق الأرواح والجريمة التي حدثت بالصحيفة فإننا نرفض أيضا الإساءة للنبي والتعرض له".
ودعا الراشد لتحرك إسلامي من المنظمات الإسلامية والدول العربية والإسلامية للتوجه للمنظمات الدولية واستصدار قرار يمنع بموجبه المس بالأديان والرموز الدينية والأنبياء.
وفي الأردن، دعا وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، هايل عبدالحافظ داود، المسلمين إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية وعدم زيارة فرنسا للضغط على حكومة الأخيرة لمنع نشر كل ما هو مسيء للرموز الدينية في وسائل إعلامها.
وقال داود، في تصريح لوكالة الأناضول: "لا بأس من قيام المسلمين بحملة لمقاطعة منتجات فرنسا وعدم زيارتها حتى تمنع نشر مثل هذه الرسوم المسيئة للرموز الدينية".
وفيما أعرب عن رفض بلاده للإرهاب بشتى أنواعه ووقوفها ضده، طالب داود الدول العربية والإسلامية بالرد على فرنسا من خلال جميع وسائل الإعلام، والقنوات الدبلوماسية.
وأكد وقوف بلاده إلى جانب الحريات الإعلامية وحرية الرأي والفكر وفق ضوابط تمنع الإساءة لرموز دينية، معتبرا أنه من "غير المعقول أن يحاسب من يسيء برأيه لشخصيات وينتقدها ويكون الاعتداء عليه له نص قانوني بينما تندرج الإساءة لشخصية بحجم النبي صلى الله عليه وسلم تحت بند حرية الرأي والفكر".
وأوضح أنه "على أن فرنسا إذا أرادت محاربة الإرهاب والتطرف، فإن عليها أن تمنع نشر مثل هذه الرسوم الاستفزازية المتطرفة فكريا، كونها تعطي الذرائع للإرهاب المسلح للقيام بأفعاله".
وتوقع داود أن "تتجدد الأعمال الإرهابية للرد على هذه الرسوم لكون الأخيرة تعطي المجال لنشوء الإرهابيين وتعطيهم الأسباب للقيام بأعمال على غرار الهجوم الأخير على الصحيفة".
وفي لبنان، قال مدير عام الأوقاف الإسلامية، التابعة لدار الفتوى، الشيخ هشام خليفة، إن اعتزام صحيفة "شارلي إبدو" نشر رسم كاريكاتوري على غلافها غدًا الاربعاء لنبي الإسلام أمر "مرفوض"، معلنًا تأييد موقف دار الإفتاء في مصر الذي حذر من تلك الرسومات.
لكن خليفة، في اتصال مع "الأناضول"، دعا المسلمين إلى التعقّل، وعدم القيام بردات فعل فردية "غير واجبة شرعًا".
ورأى خليفة أن "فعل الإساءة لنبي المسلمين جميعا ستقابله ردة فعل"، موضحًا أن "هذا العمل يفتح باب التوتر والخلاف بعد الاختلاف واحتمال تطوره إلى ما لا تحمد عقباه".
وفي الصومال، استنكر شيخ بشير صلاد، رئيس هيئة العلماء الصومال، موقف صحيفة شارلي إبدو، معتبرًا إياه "خطوة استفزازية ضد المسلمين".
وقال صلاد إن "التطاول على نبي الإسلام يعادي التسامح بين الأديان"، مشيرًا إلى أن "الإسلام هو الدين النصيحة ولاعلاقة له بالأعمال الإرهابية".
وحول ما يمكن أن تثيره هذه الخطوة من موجة غضب في المجتمعات الإسلامية، قال: "طبعا ستثير غضب المجتمعات الإسلامية"، مشيرًا إلى أن "ما يتعرض له المسلمون بعد هجوم صحيفة شارلي من مداهمات وحرق مساجد وعبارات مشينة ضد الدين الإسلامي تصرفات غير مقبولة".
وأكد على "ضرورة احترام التعايش بين الأديان حتى لا تثير الكراهية بين معتنقيها"، مؤكدا أن "المهاجمين على الصحيفة لايمثلون الإسلام وما يقومون به بعيد كل البعد عن الإسلام".
من جهته، اعتبر لحسين سكنفل، عضو المجلس العلمي الأعلى بالمغرب ( المؤسسة الدينية الرسمية بالمغرب التي يرأسها العاهل المغربي ) أنه على الرغم من دعوات الغرب لاحترام حقوق الإنسان والديمقراطية، إلا أنه لا يلتزم بذلك عندما يتعلق الأمر بمعتقدات المسلمين.
وأشار في تصريحات لوكالة الأناضول، إلى أن "المسلمين يرفضون هذه الاستفزاوات، لأنها تمس عمق كيانهم وعقيدتهم وجودهم على حد تعبيره، مجددا في ذات الآن إدانة كل الأعمال الإرهابية الداعية للقتل والترهيب ومصادرة حرية الآخرين".
من جانبه اعتبر عبد الباري الزمزمي رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل (غير حكومي)، أن إعادة نشر رسوم مسيئة للرسول "عمل عابث" و"غير منطقي" للرد على الهجوم المسلح الذي تعرضت له الصحيفة.
وفي تصريحات لوكالة الأناضول، وصف الزمزمي الذين يخلطون بين الإسلام والإرهاب ب"السفهاء"، معتبرا أن الصحيفة بعد "الضربة الموجعة التي تلقتها" تحاول الرد، لكن عبر المساس بمقدسات الملايين من المسلمين الذين أدانوا بشدة الهجوم المسلح عليها.
من جهته، حذّر علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في رسالة مفتوحة وجهها إلى "عقلاء الغرب ومفكريه وقادته"، ووصل وكالة "الأناضول" نسخة منها، من "مغبة التمادي في الإساءة والازدراء بالإسلام بحجة القيم والحرية".
وقال إن "إعادة نشر الرسوم المسيئة والأفلام السيئة حول الرسول صلى الله عليه وسلم، والهجوم على الإسلام، أو المسلمين، ليس من العقل ولا المنطق، ولا الحكمة".
وأردف : " إذا اتفقنا بأن هؤلاء المتطرفين (وهم قلة) لا يمثلون الإسلام والمسلمين، وأنهم يقتلون من المسلمين أكثر من غيرهم، إذن كيف يرد على تصرف هؤلاء المتطرفين بتصرفات ليست ضدهم، بل ضد رسول الرحمة للعالمين، ورسول يؤمن به حوالي ملياري نسمة ويحبونه حباً جماً، وهم مستعدون للتضحية بأنفسهم في سبيله. فهذا ليس من العدل ولا الإنصاف ولا المنطق السليم".
ودعا عقلاء الغرب والشرق ومفكريهما وقادتهما للوصول إلى "ميثاق شرف للتعايش السلمي"، على أن يرفع هذا الميثاق إلى القادة السياسيين من الغرب والشرق لتطبيق أهم متطلبات التعايش السلمي.
وفي النمسا، أكد الرئيس النمساوي هاينز فيشر وممثلو الأديان المختلفة على مواقفهم الرافضة للعنف والإرهاب، منوهين إلى أن الإرهاب لاعلاقة له بالدين.
جاء ذلك في بيان مشترك بعد لقاء الرئيس مع ممثلي الأديان المختلفة في النمسا كرد فعل على الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة باريس الأسبوع الماضي.
البيان أعرب عن "الاشمئزاز من الجرائم التي ارتكبت في فرنسا، كما أعرب عن التضامن مع الضحايا وأسرهم".
كما أكد البيان على أهمية اتفاق المسلمين والمسيحيين واليهود على الالتزام بسيادة القانون واحترام معتقدات الآخر والرفض الحازم للإرهاب والعنف، مشيراً إلى أن القرآن الكريم والإنجيل والتوراة كتب سماوية دعت للحب والسلام وليس للكراهية.
ومن جانبه، قال فؤاد سنج، رئيس الهيئة الإسلامية الرسمية بالنمسا، إن اللقاء تم بمقر رئاسة الجمهورية اليوم الثلاثاء وحضره الحاخام اليهودي الأكبر حاييم أينزبرج والكاردينال كريستوف شونبورن، رئيس أساقفة النمسا، وممثلون عن كنائس مختلفة بالنمسا.
وطالب سنج، في تصريحات للأناضول، ضرورة الالتزام بالحكمة والشعور بالمسؤولية معاً، وأهمية إرسال رسالة للعالم تحمل شعوراً بالقلق مما يحدث، مشيراً إلى أهمية تعاون الهيئة الإسلامية مع الأديان الاخرى والاستمرار في الحوار من أجل مستقبل آمن وأفضل.
ومن المنتظر أن تنشر صحيفة "شارلي إبدو"، غدا الأربعاء، أول أعدادها بعد الهجوم الدامي الذي أودى بحياة عدد من صحفييها، الأربعاء الماضي، متضمنا رسما كاريكاتوريا جديدا على غلافها للنبي محمد خاتم المرسلين، حسب أحد رسامي الصحيفة.
ووفق ما نشره، باتريك بيللوكس أحد رسامي الصحيفة، فإن عدد الغد سيشمل على صفحة الغلاف رسم كاريكاتوري للنبي محمد والدموع تنهال من عينيه، حاملا لافتة مكتوب عليها "أنا شارلي"، في إشارة إلى عبارة كانت رمزا للتضامن مع الصحيفة في الأيام الماضية ضد الهجمة التي تعرضت لها.
وأعلى الرسم الساخر من الرسول محمد، دونت عبارة "الجميع مغفور له"، كما تضمن الغلاف عبارة "عدد غير مسؤول"، باللون الأحمر.
وقتل 12 شخصًا، بينهم رجلا شرطة، و8 صحفيين، وأصيب 11 آخرون، الأربعاء الماضي، في هجوم استهدف مقر صحيفة "شارلي إبدو"، الأسبوعية الساخرة في باريس، أعقبته هجمات أخرى أودت بحياة 5 أشخاص خلال الأيام الماضية، فضلًا عن مصرع 3 مشتبه بهم في تنفيذ تلك الهجمات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.