يؤسفني.. أن يكون عنوان مقالي عن فئران السفينة.. الذين ينخرون في خشبها طوال وجودهم على ظهرها.. وعندما تتعرض السفينة لأي خطر يكونون أول من يقفز منها!! وما دعا الى ذكر ذلك ما تردد في بعض وسائل الاعلام.. عن أن هنالك ما يزيد على 140 خبيراً مالياً واقتصادياً بادروا بالتقدم باستقالتهم الى البنوك والمؤسسات الاقتصادية.. التي يعملون بها.. منعا لتطبيق الحد الأقصى للأجور عليهم.. وهم يظنون أو يقصدون حرمان مصر من خبراتهم الفذة.. التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن من فشل وتدهور اقتصادي لأي تناسب مع الامكانيات والفاعليات المتوافرة لدينا. ولهذا أرى أنهم احسنوا صنعاً بهذا القرار الانهزامي.. فلا خير في الذين يضحون بصالح البلاد في سبيل مصلحة ذاتية.. ولا يأخذون في الاعتبار ما يسببه ذلك من مضار وأذى للوطن. ووسائل الاعلام مطالبة.. إذا ذكرت خبراً عن وجود فئات من الشعب لهم نفس الاتجاهات.. أن تذكر الأسماء لهؤلاء.. حتى نسقطهم ولا نحسبهم المواطنين الأوفياء والشرفاء. وأنا أدعو كل من يعتقد أنه يتفضل على مصر وأهلها بعطائه.. بأن يعلم ويتذكر دائما.. أنه لولا مصر.. وما أعطته له من تعليم وخبرة.. ووصل فيها الى أعلى المناصب وما تيسر له أن يعيش وعائلته في المستوى الذي وصل اليه من رغد وبحبوحة عيش.. وبعد ذلك ينظرون الى أنفسهم.. وليس إلى بلدهم!! وهنا يحضرني ما حدث في عام 1956.. عند تأميم قناة السويس.. واستقال المرشدون الأجانب.. إلا بعض المرشدين اليونانيين الذين تمسكوا بالبقاء في وظائفهم في هيئة قناة السويس اخلاصاً لمصر «وعلينا أن نذكر لهم ذلك دائما». وكذلك عندما أعلن عن وظائف لمرشدين بحريين.. تقدم مرشدون مصريون.. وقاموا بالعمل على أكمل وجه وأثاروا بحق إعجاب العالم.. لأن عددهم كان محدوداً وحلوا محل المشردين الأجانب الذين كانوا يفوقونهم عدداً وخبرة. وهنا الفرق بين مواطنين يغلبون مصلحة وطنهم على أنفسهم.. وبين مواطنين يبتزون وطنهم في أوقات الشدة ويكون في حاجة اليهم.. ولكنهم لا يأبهون!! ولذلك ليس من حق كل من يتقدم باستقالته في الظروف شديدة الصعوبة التي تمر بها مصر.. هارباً من حق الوطن عليه.. أن يتمتع بمزايا وتقدير لا يستحقه!! ولقد أحسن الرئيس عبد الفتاح السيسي.. عندما ذكر صراحة في خطابه الأخير.. بأن قرار الحد الأقصى للأجور سيطبق على عموم شعب مصر.. وهو أولهم وليس هذا مستغرباً فالرئيس السيسي دائما يضرب المثل.. ليكون القدوة.. في الشدائد والأوقاف الصعبة يتقدم الصفوف.. ولا يطالب أحداً من الشعب بما لا يقدمه هو.. ففي الوقت الصعب والمصيري.. الذي وضع الرئيس السيسي رأسه على كفه.. تقدم الصفوف للاطاحة بنظام حكم الاخوان الفاشي الارهابي.. مستعداً لتحمل كل التبعات بمفرده حماية للوطن، ولسلامة أبنائه من الضياع!! ولدواعي الحزن والأسى في هذه المرحلة التاريخية.. أننا صدمنا في شخصيات.. وضعنا فيهم الثقة بدون حدود في وقت ما.. وكنا نعتقد أنهم جديرون بكل تقدير ويستحقون تقدم الصفوف ليحتلوا مواقع الصدارة. في حين.. ثبت أنهم ينفذون.. مخططات تآمرية لمصالح خارجية.. حتى ولو كان بالتضحية بسلامة الوطن وأمن أبنائه فما كانوا يسعون اليه مصالح شخصية.. مكافأة لما قدموه من خدمات جليلة وما ارتكبوه من خيانة ضد وطنهم لصالح أعدائه!! الكلمة الأخيرة لا أجد أنسب من أن أستشهد بقول الشاعر: «جزى الله الشدائد كل خير.. عرفت بها عدوى من صديقي» عظيمة يا مصر