وسط هذا الكم الهائل من الحكايات والاخبار والتعليقات على شبكات التواصل الاجتماعى، ما بين السخط وإصدار اللعنات على القائمين على الدورة الاخيرة من المهرجان، والمدح لإنقاذه من خروجه من القائمة العالمية ،ترنحت يومياته فقد يرى البعض أن هناك قدراً هائلاً من عدم التنظيم وخاصة فى الافتتاح وهناك من يشيد بتواجد طلاب معاهد السينما وإقبال محبى السينما على الافلام ،ولكن كل هذا يجعلنا نطالب برؤية مستقبلية لاقامة المهرجان فى السنوات القادمة بشكل يليق بمصر وكفانا استهتاراً! حفل الختام تحت سفح الهرم يختتم اليوم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى دورته ال 36 وسط قاعة الصوت والضوء تحت سفح الهرم، يخرج حفل الختام اللبنانى وليد عونى ويقدم خلاله حفلا راقصا يشارك فيه عدد كبير من راقصي الأوبرا، مدعو للحفل أكثر من 2000 شخص ما بين اعلاميين وفنانين، تعلن اليوم نتيجة المسابقة الرسمية ومسابقة آفاق عربية، وتقدم من خلال الختام إدارة المهرجان رسالة ان اهرامات مصر تدعو العالم للسياحة واقامة مشروعات سينمائية فى مصر الآمنة ضد الارهاب، اسبوع من العمل الشاق ما بين إيجابيات وسلبيات ليخرج المهرجان بعد غياب عامين بشكل ينقذ صفته الدولية شارك عدد كبير من الافلام فى مسابقات المهرجان وأقيمت لها جميعا ندوات عقب عروض افلامهم.. فعاليات كثيرة وبرامج موازية ضيوف عرب واجانب يختتمون اليوم المهرجان. شهادات الفنانين عن المهرجان نور الدين صايل الباحث المغربى والذى أهداه المهرجان جائزته الذهبية «هرم نجيب محفوظ، اثنى كثيرا على دورة المهرجان وعلى جدول الأفلام المشاركة هذا العام وقال: إن دورة المهرجان هذا العام مهمة لمشاركة عدد كبير من الافلام الدولية المختلفة، كما أن مسابقات الأفلام الموازية والتى تقام للمرة الأولى تابعتها وهى لا تقام بهذا الكم فى أغلب مهرجانات العالم وهذا مجهود يحسب للدورة الحالية والتى ضمنت حضوراً أكبر عدد من الافلام، وأشاد صايل بمشاركة افلام التحريك للمرة الأولى بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، مشيراً إلى أن السينما لاتنجح فقط بالأفلام الروائية ولكن الأفلام القصيرة والتسجيلية وأفلام التحريك «التشكيلية» دليل نجاح أن المهرجان لديه القدرة على التطرق لكل أنواع الفنون السينمائية بأشكالها وهذا اعتراف فى حق المهرجان. المخرج فولكر شولندروف أحد المكرمين فى المهرجان أشاد بالجمهور المصرى الذى حضر أفلامه ضمن فاعليات الدور ال 36 وأشاد بردود الفعل التى أتته عن عرض فيلمه «دبلوماسية» فى أول وثانى أيام المهرجان، وقال: إن الجمهور المصرى لايتكرر أبداً، وكان كامل العدد وعلمت من الإدارة أن الفيلم كل تذاكره نفدت وهذا دليل على تذوق الجمهور للأفلام المهمة التى ترسل رسالة حقيقية لمصر. المخرج فاتح أكين مخرج فيلم القطع أشاد بالمصريين والامان الذى يبثوه فى كل مكان وقال كنت خائفا من حضورى إلى القاهرة خاصة فى ظل احداث الارهاب الموجودة وأنا واحد ممن تترقبهم الجماعات الاسلامية لكن بمجرد حضورى إلى مصر شعرت بالألفة والأمان، واشاد فاتح بمهرجان القاهرة السينمائى وقال: إن أفضل ما قابله فى مصر هى الحفاوة التى قابلها به الجمهور أثناء عرض فيلمه «القطع» بالإضافة إلى المناقشات التى تابعها والتى أكدت على متابعة الجمهور المصرى لأعماله. المخرج الانجليزى ادوارد أولس اشاد بعرض فيلمه التسجيلى ضمن مسابقة المهرجان، وقال: إنه شارك فى أكثر من 5 مهرجانات دولية ولكنها المرة الأولى التى يشارك فيها فى مهرجان القاهرة، وأشاد ادوارد بحضور عدد كبير لفيلم تسجيلى مؤكداً أن الجمهور المصرى لديه رغبة فى متابعة كافة الفنون فى العالم، وقال لم أتصور أن يهتم الجمهور بمشاهدة فيلم تسجيلى عن عائلة من الهند، وأضاف: إن عرض الفيلم فى مصر أكبر من أى جائزة. المخرج رولف لى هير قال: إن فيلمه الاسترالى «بلد تشارلى» حظى باهتمام كبير وهذا تأكيد على نجاح المهرجان فى استقبال جنسيات مختلفة للجمهور وللافلام مشيرا إلى أنه حضر مهرجانات كثيرا، لكن ما يميز القاهرة السينمائى هو دفء شعب مصر، وطالب المهرجان بتوفير فرصة التقاء لعرض الأفلام المصرية فى استراليا والعكس. الناقد المغربى مصطفى المثناوى أشاد كثيرا بالحضور المغربى الذى اهتم به مهرجان القاهرة هذا العام عن الدورات السابقة، وقال: إن ما يميز هذا العام هو عدد النقاد المصريين الذين التقاهم ضمن فعاليات الدورة ال 36 وأضاف: إن الندوات التى كانت تقام بعد الأفلام كان يميزها حضور مؤلفين ومخرجين وممثلين مصريين مثل خالد أبو النجا وأحمد عبدالله السيد بالاضافة لعدد كبير من النقاد وهى المرة الأولى التى التقى نقاد بهذا الكم فى المهرجان خلال حضورى لأغلب دوراته. نجوى نجار مخرجة فيلم «عيون الحرامية» أشادت بعرض فيلمها ضمن المهرجان مشيرة انها قررت ان تشارك به فى كافة المهرجانات الدولية كرسالة للعالم بأحقية فلسطين فى الحياة، وأشارت إلى أن الفيلم حظى باشادة من الجمهور المصرى خاصة، وأن بطله المصرى خالد أبو النجا، وأشادت نجار بالأفلام المشاركة هذا العام وقالت ممدت فترة وجودى بمصر لأستمتع بكل الأفلام المشاركة وخاصة الفيلم المصرى «باب الوداع» الذى اعجبنى كثيرا. كريم حنفى مخرج فيلم «باب الوداع» قال فيلمى لم يكن ليعرض فى مصر لولا مهرجان القاهرة السينمائى لأنه أعطانى الفرصة فى تمثيل بلدى أمام العالم وأشار إلى أنه يعلم أن فيلم لن يحقق ايرادات فى شباك التذاكر المصرية لكنه منافس قوى جدا لكل أفلام المسابقة الرسمية ويتمنى له النجاح اليوم خاصة مع نجاح المهرجان الذى استطاع اقامة فرصة لمخرجين العالم لمشاهدة الفيلم. السلبيات بدأت بتجاهل خالد ومريم ومعالى ضمن الانتقادات الموجهة لادارة المهرجان هذا العام بخلاف حفل الافتتاح التى تنصلت الادارة من إقامته وأسندت الخطأ لوزارة السياحة ووزارة الداخلية ومن أبرز السلبيات. أولا: إقامة ملتقى للفيلم لم يحضره احد وأقيمت ندوات كان عدد الحاضرين فيها قليلاً جدا، بل تم الاستعانة برئيس غرفة صناعة السينما محمد حسن رمزى لافتتاح الملتقى لكنه أعلن أن أحدا لم يبلغه بالموعد الافتتاح ولم يحظ الملتقى بأى اهتمام رغم مشاركة عدد من المشروعات فيه مما أكد على فشل الملتقى. لم يعرض المهرجان أي من الافلام احتفالا بالفنانين الراحلين مريم فخر الدين أو خالد صالح او معالى زايد التى غابت عنا عالمنا خلال المهرجان، وهى علامه من علامات السينما المصرية، فى الوقت الذى انشغلت ادارة المهرجان بعرض افلام عن مخرجين رحلوا خلال الأعوام الأخيرة مثل الفرنسى الآن رينيه والتشيكوسلوفاكى فيرا شيتيلوفا فكان الاولى ان يتم تقديم ولو فيلم قصير عن حياة هؤلاء باعتبارهم من أيقونات السينما المصرية كلا بأسلوبه المختلف، ونتمنى ألا يخيب ظننا بتذكر معالى زايد فى الختام، غياب النجوم المصريين عن حضور فعاليات المهرجان سواء الممثلين أو المخرجين والمؤلفين حتى أثناء الندوات التى أقيمت على هامش المهرجان عدا المشاركين بأفلامهم والذين قدموا صورة محترمة للفن المصرى فى محاولة استضافة النجوم الأجانب وتعريفهم على مصر مثل حورية فرغلى وخالد أبو النجا وأحمد عبدالله السيد والمخرج سعد هنداوى والمخرج مجدى احمد على الذين حضروا عروض معظم الأفلام المشاركة فى المهرجان. عدم خروج كارنيهات لاعضاء نقابتى السينمائيين والتمثيليين كانت نقطة سوداء فى تاريخ ادارة المهرجان باعتبارهم قائمين على الفن فى مصر ومن حقهم الحضور مثل الضيوف الأجانب الذين تم استضافتهم من الخارج ولكن للأسف تم التعامل معهم بالنصف تذكرة مما سبب مقاطعة من النقابتين رغم مشاركة نقابة السينمائيين بالاشراف على مسابقة «آفاق السينما العربية» التى تتولاها النجمة ليلى علوى. اعتذار عدد من النجوم العالميين دون إبداء اسباب مما يمثل عدم الاهتمام بالمهرجان من بينهم جيرالدين شابلين رغم اقامة احتفالية خاصة بمرور 125 سنة على ميلاد «شارلى شابلن»، حيث يعرض له مهرجان القاهرة فيلم «المتشرد» و«سباق الأطفال فى فينسيا» و«الغاز المضحك» و«ليلة فى الاستعرض» و«الحلبة» و«المهاجر»، وغيرها من الأفلام. أغلب الأفلام التى شاركت فى المهرجان اما شاركت فى مهرجانات دولية سابقة او عرضت فى بلدها عرضا تجاريا مثل فيلم «الصبى والعالم» مما اثر على مستوى الأفلام المعروضة والمهرجان لم يحظ سوى ب 3 أفلام فقط هى التى تعرض عرضا أول حتى الأفلام المصرية المشاركة كان من بينها أفلاما فضلت عرضها فى مهرجان لندن وأبو ظبى فى البداية، مما كان له أثر سيئ على عرض الأفلام لأنها كلها موجودة على مواقع التواصل الاجتماعى واليوتيوب. الإقبال الكثيف يثبت تعطش الجمهور للسينما أهم مايميز هذه الدورة دون غيرها هو الحضور المبهر للجمهور المصرى وطلبة معهد سينما وطلبة الكليات المختلفة بالاضافة لنفاد التذاكر لكل فيلم مما يؤكد أن الجمهور متعطش للسينما وأن عدم إقامة المهرجان كل هذه الفترة كان سببا فى تعطش الجمهور أكثر للمشاهدة، أيضا حفلات التوقيع التى أقيمت للكتب التى خرجت ضمن فعاليات المهرجان حظيت باهتمام كبير خاصة وأن المهرجان هذا العام اهتم بشخصيات بعينها ليخرج لنا كتباً عنها من بينها «خالد السرجانى» لابراهيم منصور و«بركات» لمجدى الطيب و«فطين عبد الوهاب» لاشرف غريب و«حسين صدقى» لناهد صلاح و«حوارات سينمائية» لنبيل فرج و«الكتابة بالضوء» لسعيد شيمى و«غسان عبد الخالق» لمحمود الغيطانى و«سينما ماركيز» لعصام زكريا و«السينما العربية» لمحمود قاسم و«الافلام المصرية فى المهرجانات الدولية» لأمل الجمل. أيضا كان هناك اهتمام بالحفلات التى أقيمت وحضرها عدد كبير من النقاد والجمهور والاعلاميين المصريين من بينها حفل «يوم أن تحصى السنين» الذى كرم فيه الراحلين السينمائيين من الدورة الماضية وحتى الآن وأيضا حفل صوت الموسيقى لراجح داوود والذى حظى باهتمام كبير، وحلقات البحث التى اقيمت من 10 إلى 17 نوفمبر تحت إشراف الباحث ناجى فوزى لم تحظ باهتمام كبير أو خروج توصيات بأهمية تلك الحلقات رغم أهمية الموضوعات التى ناقشتها وهى المختصة بمهرجانات السينما الدولية فى العالم العربى. احتفاليات الادارة بمولد شارل شابلن وشكسبير كان نقطة اهتمام تحسب لهم خاص أنهم اثروا السينما العالمية بعدد كبير من الأعمال. الجوائز (التماثيل) و(صديقي نيتشه) مع (حبيبي) شهادة تقدير لكل من فيلم (التماثيل) للمخرج المكسيكى روبرتو فيسكو، وأخرى لفيلم (تلك الموسيقي) للمخرج داريو فجرانو (كولومبيا). وشهادة أيضا لفيلم (حبيبي) للمخرج الألمانى إيزابيلا بلوشنسكا، وحصل على جائزة أفضل فيلم طلبة وقدرها 20 ألف جنيه مصري لفيلم (سانترا و الأشجار المتحدثة) للمخرج الفنلندى ميا تريفو (فنلندا). وحصل على جائزة أفضل فيلم قصير و قدرها 30 ألف جنيه مصري لفيلم (صديقي نيتشه) للبرازيلى فاوستون دا سيلفا. «ديكور» و«دبلوماسية» الأكثر نجاحاً أفلام كثيرة أثبتت نجاحها من عرضها فى فعاليات المهرجان أبرزها الفيلم المصرى «باب الوداع» الذى حضره عدد كبير جدا من الجمهور وتدور أحداثه حول قصة «حزم ام» يعيشها ابنها الوحيد وهو فيصم دون أى حوار من انتاج وزارة الثقافة ومجدى احمد على للمخرج كريم حنفى. أيضا فيلم «دبلوماسية» للمخرج فولدر شولندروف وتدور أحداثه حول الحروب فى باريس وأثر الديبلوماسية فى انهاء هذه الحرب. وفيلم «من ألف إلى باء» المصرى - الاماراتى والذى تدور أحداثه حول 3 أصدقاء يجتمعون بعد غياب طويل فى ذكرى وفاة صديقهم الرابع، ويقررون الخروج فى رحلة بالسيارة من مدينة أبوظبى إلى مدينة بيروت، وتقابلهم فى رحلتهم العديد من المفارقات، مما يحوِّلها إلى مغامرة لا تتكرر. فيلم من «ألف إلى باء» من تأليف محمد حفظى، وإخراج على مصطفى، بطولة خالد أبو النجا، يسرا اللوزى، ومها أبو عوف، وعدد من النجوم العرب منهم سمير المصرى، على سليمان، مادلين زيما، فهد البتيرى. فيلم «ديكور» الذى حظى بحضور كل فريق العمل حورية فرغلى وماجد الكدوانى ولبلبة وخالد ابو النجا والمخرج أحمد عبدالله السيد والمؤلف محمد دياب وحظى باهتمام أثناء عرضه واثناء الندوة التى تلت عرضه. حضور الفنان محمود ياسين رغم مرضه أعطى أهمية كبيرة لعرض فيلم «حائط البطولات» للمرة الأولى فى مصر بعد رفضه سنوات طويلة على هامش المهرجان. فيلم «القط» الذى شارك به عمرو واكد حقق نجاحاً كبيرا فى عرضيه المتتاليين رغم عدم حضور عمرو، أيضا فيلم «عيون الحرامية» الفلسطينى الذى يقوم ببطولته خالد أبو النجا حظى باهتمام جماهيرى وإعلامى كبير.
