"بلادى بلادى بلادى لك حبى وفؤادى".. أكمل نص النشيد الوطني لجمهورية مصر العربية، وإن استطعت فحاول ترديده أكثر من مرة، بصحبة موسيقى السلام الجمهوري. النشيد الوطنى –كما هو معروف- هو الراية أو العلم الخاص بالدول، والذي يلتف حوله الحاكم والمحكوم، ويوقظ الشعور الوطني، ويستهدف العزائم ويبث روح الأمل والنضال من أجل الوطن، ولا يستطيع أحد أيا كان، تغيير كلماته أو موسيقاه إلا بقرار دستوري، لكن النشيد الوطني المصري غير كل هؤلاء –نحن نختلف عن الآخرين. بدأت القصة حين وزعت وزارة التربية وتعليم منشورًا رسميًا ممهوراً ب"ختم النسر" بنص النشيد الوطنى لجمهورية مصر العربية، على المديريات والإدارات، والتى قامت بتوزيعها على المدارس. وبناء عما أصدره الرئيس المؤقت عدلي منصور قبل رحيله عن السلطة، من قرار بقانون رقم 41 لسنة 2014، بشأن العلم والنشيد والسلام الوطنيين باعتبارهم رموزًا للدولة يجب احترامهم. ونص القانون على أنه يجب الوقوف احتراماً عند عزف السلام الوطني، ويؤدي العسكريون التحية العسكرية على النحو الذي تنظمه اللوائح العسكرية، وتعمل أجهزة التعليم قبل الجامعي على نشر الثقافة المُستفادة من عبارات النشيد القومي المصاحب للسلام الوطني، وهنا نسأل ما هو النص الرسمي للنشيد الوطني؟. وجاء القانون بعدما شهدت مصر خلال الفترة الماضية حالة من الاستياء العام بين جموع المصريين جراء امتناع أعضاء حزب النور إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسى عن الوقوف أثناء عزف السلام الجمهورى، احتفالا بالانتهاء من التصويت على مسودة مشروع الدستور. كما أثير جدلًا كبيرًا بعد ارتداء الراقصة الاستعراضية "صافيناز" بدلة رقص بألوان العلم المصرى، والتى على إثر طالب البعض بطردها من البلاد، لإهانتها العلم المصرى. حين طلبت إدارة إحدى مدارس المرحلة الابتدائية من معلمة الموسيقى تحفيظ التلاميذ النشيد الوطنى بصحبة الآلات الموسيقى، اكتشفت أخطاء بالمنشور الرسمي الصادر من وزارة التربية والتعليم تختلف عما تعلمته قديما، وتساءلت كيف ذلك؟ ووفقا للهيئة العاملة للاستعلامات يرتبط النشيد الوطني بالمراحل التاريخية التى تمر بها الشعوب، وعرفت مصر في تاريخها الحديث أول نشيد وطني في عهد الملكية، وكان يطلق عليه" السلام الملكي المصري" لأنه كان عبارة عن مقطوعة موسيقية من تأليف الموسيقار الإيطالي فيردى مؤلف أوبرا عايدة، واستمر العمل به حتى عام 1923، عندما ألف مصطفى صادق الرافعي نشيد "اسلمي يا مصر" ولحنه صفر على ليكون النشيد الوطني. وتبنت ثورة يوليو 1952 نشيد الحرية الذى كتبه الشاعر كامل الشناوي ولحنه الموسيقار محمد عبدالوهاب نشيدًا وطنيًا حتى عام 1960، ثم استبدل بنشيد "والله زمان يا سلاحي" من كلمات الشاعر "صلاح جاهين ولحن الموسيقار كمال الطويل، وكان هذا النشيد نال شعبية كبيرة خلال العدوان الثلاثي على مصر 1956. وفي عام 1979 عُدل النشيد الوطني إلى نشيد "بلادي بلادي" الذي كتبه الشيخ يونس القاضي متأثرا بخطبة للزعيم الوطني مصطفي كامل قال فيها "بلادي بلادي لك حبي وفؤادي.. لك حياتي ووجودي، لك دمي، لك عقلي ولساني، لك لُبي وجناني ، فأنت أنت الحياة.. ولا حياة إلا بك يا مصر." وكان الموسيقار سيد درويش لحن هذا النشيد، ثم أعاد الموسيقار محمد عبد الوهاب توزيعه، ومنذ ذلك الحين أصبح النشيد الوطني الرسمي لمصر. روت مدرسة الموسيقى –التي رفضت ذكر اسمها- لزوجها عما اكتشفته من أخطاء أثناء قراءتها لنص وزارة التربية والتعليم حين استمعت للنشيد الرسمى بالصوت، حينها حاول تفنيد الأخطاء خاصة أن كان أيضا مدرسا لمادة الموسيقى، إلا أن تخصصه الجديد فى مجال الطباعة والنشر أكسبه قدرا من البحث. "المفروض إن النص ده مكتوب علشان الدقة الشديدة فى تناول السلام الوطنى.. يعنى الموضوع مش اجتهادات ورؤية أشخاص.. لازم يكون محدد وواضح.. وعلشان كده.. النشيد الرسمى المسجل صوتيا فى الهيئة العامة للاستعلامات.. والمفروض إنه التسجيل الرسمى للنشيد الوطنى به العديد من الاختلافات عن الكلمات المرفقة". هكذا فند الأخطاء على النحو التالى: "الأبيات مدونة بدون إعادة المذهب بلادى بلادى لك حبى وفؤادى"، كما أن جملة: "مصر يا أرض النعيم" غير موجودة على الإطلاق فى النشيد، إضافة إلى تعديل كلمات "نحن حرب وسلام وفداك يابلادى"، إلى "سوف تحظى بالمرام باتحادهم واتحادى". وهذا هو نص كلمات النشيد الوطني المصري وفقا لمنشور وزارة التربية والتعليم والتى اعتمدت فيه على الهيئة العامة للاستعلامات، لكن النص الصوتى للهيئة مخالفا تماما لما فى النص المكتوب: بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي مصر يا أم البلاد أنت غايتي والمراد وعلي كل العباد كم لنيلك من أيادي مصر يا أرض النعيم فزت بالمجد القديم مقصدي دفع الغريم وعلي الله اعتمادي مصر أنت أغلي درة فوق جبين الدهر غرة يا بلادي عيشي حرة واسلمي رغم الأعادي مصر أولادك كرام أوفياء يرعوا الزمام سوف نحظي بالمرام باتحادهم واتحادي بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي استمع للنشيد الوطنى ولاحظ النص المكتوب: ;feature=youtu.be