«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفريق محمد زاهر عبدالرحمن قائد الدفاع الجوى الأسبق ل«الوفد»
أسقطنا 44 "ميراج" و"فانتوم" في أكتوبر بفضل منظومة الدفاع المتكاملة
نشر في الوفد يوم 10 - 10 - 2014

وقعت هزيمة يونية قبل تشكيل قوات الدفاع الجوى المصرية، وبدأت حرب الاستنزاف ووصلت الغطرسة الإسرائيلية إلى أن قالت «جولدا مائير» إن الوسيلة الوحيدة لإخضاع الشعب المصرى هو ضرب العمق المصرى وبدأت من يناير 1970 وحتى أبريل بتوجيه (3400) طلعة جوية على قلب مصر.. إلى أن تم بناء حائط الصواريخ للتصدى لطائرات العدو.
وأكد الفريق محمد زاهر عبدالرحمن، قائد قوات الدفاع الجوى الأسبق، فى حوار ل«الوفد» إنهم أسقطوا (30) طائرة مقاتلة إسرائيلية بعد استكمال حائط الصواريخ وحتى توقيع مبادرة «روجرز» وخلال حرب أكتوبر 1973 تم إسقاط (44) طائرة إسرائيلية خلال ال(5) ساعات الأولى من الحرب مما أجبر «موشى ديان» وزير الدفاع الإسرائيلى على منع اقتراب الطائرات من قناة السويس ولمسافة (15) كم، وأكدت مجلة «التايم» الأمريكية سقوط (87) طائرة إسرائيلية بواسطة قوات الدفاع الجوى التى عملت فى منظومة تعاون مع باقى الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة فى تنفيذ المهام الموكلة لها.
كيف ترى حرب أكتوبر 1973؟
- حرب أكتوبر مثال رائع ونموذج جيد لحرب أو معركة الأسلحة المشتركة، حيث أدت جميع أفرعها الرئيسية وقواتها دورها ومهامها التى كلفت بها على أكمل وجه، وحققت نصراً عظيماً أنهت به أى تواجد للقوات الإسرائيلية على أى ذرة من تراب مصر.
أين كانت قوات الدفاع الجوى فى يونية 1976؟
- حرب يونية 67 لم يكن يوجد بها قوات دفاع جوى وكانت تنقسم إلى عناصر تسليح تتبع أسلحة مختلفة كأجهزة الرادار والإنذار وكانت تتبع قيادة القوات الجوية والمراقبة بالنظر تابعة لقوات حرس الحدود والمدفعية المضادة للطائرات كانت تتبع الجيوش الميدانية، ووحدات الصواريخ تتبع قيادة مدفعية الدفاع الجوى، ومراكز القيادة كانت موجودة فى القوات الجوية ثم بدأت حرب يونية 67 فى تطبيق مبدأ القيادة الموحدة، أى أن القائد لابد أن تكون جميع الوحدات تحت قيادته، وهذا لم يكن ينطبق على قوات الدفاع الجوى، ومن هنا ظهر التفوق الواضح للقوات الجوية الإسرائيلية لبعثرة قوات الدفاع الجوى على مختلف الأسلحة والنتيجة أن الطيران المصرى دمر فى يونية 1967.
وهل حدثت الهزيمة لعدم وجود قوات دفاع جوى؟
- لا.. ولكن المهم أن القوات المسلحة لم تكن سبباً فى الهزيمة، لأن نصف القوات المصرية كان فى اليمن، حيث كان القتال هناك يختلف عن مسرح العمليات فى سيناء، بالإضافة إلى وجود خلافات بين القيادتين السياسية والعسكرية ثم هل يعقل أن تقوم حرب فى العالم صباح 5 يونية ثم يصدر أمر انسحاب للقوات المسلحة مساء (6) يونية أى بعد (36) ساعة، علماً بأنه كان يوجد قوات فى سيناء والمناطق الدفاعية كانت جاهزة للقتال والتمسك بمواقعها الدفاعية لقد حدث ما حدث، ولكن القوات المسلحة تعرضت لانتقادات شديدة جداً من جميع الفئات لدرجة أن أفراد القوات المسلحة استمروا فى المعسكرات حتى لا يتعرضوا لإهانات ليس لهم بها أى علاقة.
ظلم شديد
إذن الجندى المصرى ظلم عندما ادعوا أنه فقد إرادة القتال؟
- نعم.. ظلم ظلماً شديداً ولهذا جاء الرد حاسماً وسريعاً، فقد جاء 30 يونية 1967 وكانت إسرائيل قد احتلت سيناء بالكامل عدا «بورفؤاد» التى لم تستطع إسرائيل احتلالها مع أن هذه المنطقة كان بها (30) فرد ضابط وجندى ولكنهم تصدوا لوحدات مدرعة إسرائيلية ومنعتها من أن تكمل طريقها وتحتل «بورفؤاد» وعاودوا الهجوم أكثر من مرة وفشلوا واستشهد منهم (15) فرداً، وفى يومى (14) و(15) يوليو بعد ضرب مطاراتنا وتدمير 80٪ منها قامت مجموعة من القوات الجوية المصرية بطائرات ميج (17) ودخلت سيناء وضربت تجمعات العدو، ويوم (21) أكتوبر 67 تم تدمير المدمرة «إيلات» التى اخترقت المياه الإقليمية فى عملية استعراضية وهذه العملية تمت بعد حرب يونية بستة أشهر إذن الجندى المصرى لم يفقد إرادة القتال، وكانت موجودة ولكن أسىء لدوره فى الحرب فى يونية 67.
وحدة القيادة
وكيف تم تقدير الموقف من القيادة العامة السياسية والعسكرية بعد الهزيمة؟
- جاء تقدير الموقف من القيادة العامة بتحديد ما هو السلاح القوى والفعال لدى إسرائيل، فكانت القوات الجوية التى صرح قائدها بعد حرب 67 قائلاً: بواسطة قواتنا الجوية نستطيع أن نغزو أى مكان فى العالم حتى لو كان القطب الشمالى، ومن ناحية أخرى كانت طائراتنا من الناحية النوعية أقل كفاءة فنياً من الطائرات الإسرائيلية، وعملنا على ضرورة وجود سلاحين يكملان بعضهما البعض وهما القوات الجوية وقوات الدفاع الجوى التى كانت موزعة على الأسلحة المختلفة بما لا يسمح لها بمبدأ وحدة القيادة.
متى تم تشكيل قوات الدفاع الجوى؟
- فى فبراير 1968 أصدر الرئيس عبدالناصر قراراً بتشكيل قوات الدفاع الجوى، وأصبحت أجهزة الرادار والإنذار ومراكز القيادة وقوات حرس الحدود والمراقبة بالنظر والمدفعيات والصواريخ تتبع قوات الدافع الجوى.
وحينها بدأت حرب الاستنزاف؟
- بدأت حرب الاستنزاف بعد أن وصلت الغطرسة الإسرائيلية بأن قالت جولدا مائير، رئيسة الوزراء: إن الوسيلة الوحيدة لإخضاع الشعب المصرى هو ضرب العمق المصرى، وبدأت فى يناير 1970 توجيه ضربات بالطائرات حتى إبريل 1970 ووصلت إجمالى الطلعات الجوية الإسرائيلية إلى 3400 طلعة جوية على قلب مصر الصعيد، والدلتا، ومناطق الهايكستب وأنشاص والبحر الأحمر وأبوزعبل، فكان لابد من الرد على هذه الطلعات والعمل على إيقافها.
هل هذا ما دفع إلى بناء حائط الصواريخ؟
- بالفعل لأن الرئيس «عبدالناصر» والقيادة العامة أكدوا ضرورة إنشاء حائط الصواريخ للتصدى لطائرات العدو، وبدأ التشكيل فعلاً لمجموعة قادة كتائب الصواريخ وأذكر منهم الرائد مختار الهنيدى حينها واجتمع الرئيس مع وزير الحربية وقائد الفرقة وقائد قوات الدفاع الجوى اللواء محمد على فهمى مع قادة الكتائب من مقدم ورائد ووصل إلى اقتناعه بأنه إذا لم تتم حماية سماء مصر من العربدة الإسرائيلية فلا أمل فى شىء.
وماذا عن الملحمة البطولية التى قامت بين المدنيين والعسكريين فى بناء حائط الصواريخ؟
- ركزت شركات البناء فى بناء مواقع الصواريخ فى حماية المدفعية الخفيفة المضادة للطائرات، ومع هذا ركزت طائرات إسرائيل على العاملين وقصفتهم بآلاف القنابل والصواريخ، فى مارس 1970 شنت إسرائيل 96 هجمة جوية ضدهم، وفى شهر إبريل 93 هجمة وفى مايو 43 هجمة وامتزجت دماء الشهداء من المدنيين مع دماء العسكريين بمواقع الصواريخ.
وماذا عن كتائب الصواريخ الهيكلية التى بنيت للخداع؟
- بنينا كتائب صواريخ هيكلية عبارة عن دمى وصاج وخشب وأجهزة لاسلكية تذيع حتى يعتقدوا أنها مواقع حقيقية للخداع والتمويه.
حائط الصواريخ
ولماذا أطلقت معاهد الاستراتيجية العالمية مصطلح «أسبوع تساقط الفانتوم»؟
- بعد أن تم تشكيل حائط الصواريخ فى 30 يونية 1970، فوجئت إسرائيل بهذا الحائط لأنها دخلت كما اعتادت ب(4) طائرات فدمرنا 3 وتم أسر 3 طيارين واستمر تساقط الفانتوم إلى أن تم وقف إطلاق النيران فى أغسطس 1970 وكنا أوقعنا لهم أكثر من 30 طائرة، وفى مبادرة «روجرز» تم الاتفاق عن أن تكون كتائب الصواريخ على مسافة 30 كم من قناة السويس وكان مدى الصواريخ 20 كم، ولكن يوم توقيع المبادرة تحركت كتائب الصواريخ بالكامل فى الليل وأصبحت على مسافة من 10 إلى 15 كم من قناة السويس وحينها كنا نستطيع ضرب أى طائرة فى سيناء على مسافة 15 كم وأصبحت قوات الدفاع الجوى تسيطر وتحقق الحماية الجوية لمنطقة الجبهة بالكامل.
وكيف تم إسقاط أول طائرة داخل سيناء بعد حرب يونية 1967؟
- كان لدى إسرائيل طائرة استطلاع حديثة «استراتو كروزو» كانت تستطلع خط القناة من بورسعيد حتى العين السخنة ومن الحبر المتوسط من العريش حتى السلوم وتم التخطيط لضربها بواسطة كتيبتى صواريخ فى الليل وأصبحنا على مسافة 2 كم من القناة وطارت الطائرة فى سبتمبر 1971 وأطلقا عليها صاروخاً وأسقطاها وكان بها 13 عالماً إلكترونياً وهكذا أصبح موقف قوات الدفاع الجوى قوياً.
المبادأة والخداع
ومن هنا بدأ الاستعداد لحرب التحرير؟
- نعم.. بدأ التخطيط لحرب أكتوبر بسرية تامة، وكان الضباط يدخلون إلى هيئة عمليات القوات المسلحة وتكتب التخطيط للعمليات باليد وتخرج دون ورقة أو قلم وأكدنا حينها على مبادئ الحرب وهى المبادأة والخداع، بإعلان الجرائد أن وزير الحربية سمح للضباط بالسفر لأداء العمرة، وأن قائد القوات الجوية سيزور دولة عربية شقيقة وكنا مجندين أكثر مما نحتاج من جنود، وقبل الحرب بفترة تم تسريحهم، وجزء منهم مؤهلات عليا وذهبوا إلى النوادى وإلى أعمالهم، وقالوا أنهينا التجنيد، وكان هذا مؤشراً على أننا دولة لا تبحث عن الحرب وأصبح الشكل العام كله بعيداً عن حالة الحرب.
وما دور المؤهلات العليا فى سلاح قوات الدفاع الجوى؟
- المؤهلات العليا من المجندين كان لهم دور مؤثر فى التعامل مع أجهزة الدفاع الجوى لأن كتيبة الصواريخ عبارة عن كبائن أجهزة الرادار والطاقم كان من المؤهلات العليا من مهندسين وخريجى كليات العلوم وغيرهم من باقى المؤهلات، وما حدث فى أكتوبر يتم تدريسه فى جميع المعاهد الاستراتيجية على مستوى العالم، بعدما قالوا: إن تدمير خط بارليف يحتاج قنبلة ذرية ولكن المصريين حطموه دون مساندة من خبراء روس أو أمريكان بل بالتفكير المصرى والسواعد المصرية ولهذا ستظل حرب أكتوبر تدرس فى التاريخ العسكرى لأن المانع المائى لقناة السويس، بطول أكثر من 160 كم يهاجم فى توقيت واحد بواسطة الجنود المصريين، ويتم فتح الثغرات فى الساتر الترابى بفكرة من المهندس المصرى ويتم التدريب عليها والعمق بمنتهى السرية، وهذه السرية لم تكن موجودة فى حرب يونية 67، لأن الوحدات العسكرية عندما اتجهت إلى سيناء سارت فى شوارع القاهرة، ولم يكن هناك تخطيط للمعركة.
ومتى علم الضباط والجنود بيوم الهجوم؟
- قادة الجيوش علموا بموعد الهجوم قبلها ب5 أيام وقادة الفرق عرفوا الموعد قبلها ب3 أيام، ثم هبط العلم بموعد الهجوم إلى قادة الكتائب بالساعات، ومنهم من غير الخرائط التدريبية إلى خرائط العمليات فى التو واللحظة، لتحقيق مبدأ السرية والخداع لأننا كنا فى شهر رمضان والحرب صعبة خلال الصيام، ولاختيار يوم الهجوم تمت دراسات عديدة فى هيئة العمليات وتحدد يوم كيبور وفى هذا اليوم لا أحد يتحدث مع أحد من اليهود ثم إنه يوم سبت وهو يوم الراحة ولا توجد إذاعة ولا تليفزيون لإعلان التعبئة العامة وفى الحروب دائماً الذى يبدأ بالهجوم يكون من أول ضوء أو آخر النهار ولم يبدأ أحد هجومه الحربى فى الساعة 2 ظهراً، وهذا لم يخطر على بال الإسرائيليين ولكنه كان اختياراً جيداً لأن جنودنا كانوا سيهجمون فى اتجاه الشرق إذن ستكون الشمس فى هذا التوقيت فى عيون العدو، وفى ظهر جنودنا، فهذه الحرب كان مخططاً لها تخطيطاً جيداً ومدروساً بعناية، وتم التدريب على تنفيذ الخطة لدرجة الاتقان.
خسائر فادحة
ما المهام التى كلفت بها قوات الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر؟
- تأمين القوات المسلحة خلال إعادة تمركزها وتحركها وإقامة الجسور والمعابر وعبور القوات لتنفيذ مهمة القوات المسلحة فى اقتحام قناة السويس وإقامة رؤوس الكبارى شرقاً وأيضاً تأمين تطوير الهجوم ولأول مرة فى تاريخ الحروب حيث لم يتم تصميم أو استخدام الصواريخ من أنواع سام 2 وسام 3 لهذا الغرض، وفى مثل هذه المهام وبالفعل أدى الدفاع الجوى تنفيذ المهام المكلف بها وبنجاح وأسهم فى تحقيق القوات المسلحة لمهامها بدءاً فى صد جميع الهجمات الجوية المعادية وتكبيد العدو خسائر فادحة من خلال منظومة متكاملة ومتناسقة ومتناغمة مع باقى أفرع القوات المسلحة وجيوشها الميدانية.
وماذا عن عامل المفاجأة على إسرائيل؟
- المفاجأة كانت شديدة على إسرائيل لدرجة أن «موشى ديان»، وزير الدفاع الإسرائيلى، الساعة 5 طلب من قائد القوات الجوية عدم اقتراب الطائرات الإسرائيلية من قناة السويس بمسافة 15 كم لأن كتائب الصواريخ المصرية كانت على مسافة 10 كم من القناة وهذا دعم سلاح المهندسين والمشاة بعمل المعابر والكبارى والتغلب على خط بارليف وأصبحت السيطرة الكاملة لقوات الدفاع الجوى.
التنسيق المشترك
وماذا عن التعاون بين قوات الدفاع الجوى وبين القوات الجوية المصرية؟
- منذ نشأة قوات الدفاع الجوى 1968 أصبح قادة القوات الجوية وقادة الدفاع الجوى يعملان فى مكان واحد فى مركز القيادة المشتركة بدءاً من المشير محمد على فهمى، قائد قوات الدفاع الجوى، وحسنى مبارك، قائد القوات الجوية، نزولاً إلى قادة الألوية والوحدات والكتائب والتنسيق مشترك وعلى أعلى مستوى وهذا ظهر عندما هاجمت إسرائيل قاعدة المنصورة الجوية فى 14 أكتوبر بأكثر من 70 طائرة واستطاع قائد اللواء 104 بقيادة العقيد أحمد نصر التنسيق مع قائد لواء صواريخ 92 دفاع جوى لمنع الأعداد الرهيبة من القوات الجوية الإسرائيلية أن تصيب أى شىء فى مطار المنصورة، وهى القاعدة الرئيسية الأمامية فى القوات المسلحة.
وماذا عن العلاقة بين القائد والجندى فى حرب أكتوبر؟
- العلاقة بين القائد والجندى كانت فى منتهى التعاون والتفانى، وتم العبور بطريقة جديدة لم تطبق من قبل، حيث كان فى السابق يقول القائد للجندى تقدم واهجم ويظل هو فى الخلف، ولكن فى حرب أكتوبر كانت الانساق الأولى تتكون من الجنود والضباط الملازمين والنقباء ثم بعد أقل من 3 ساعات عبر قادة الألوية فى رتبة العقيد وبعد 6 ساعات من العبور انتقل قادة الفرق إلى الضفة الشرقية برتبة العميد وتم استشهاد قادة فرق وألوية خلال الحرب، وهذه هى مصر التى ظهرت فى أروع صورها خلال حرب أكتوبر.
قرار تطوير القتال حدث فيه خلافات هل أثر ذلك على عمل قوات الدفاع الجوى؟
- خروج القوات المصرية من مظلة الدفاع الجوى كان أحد الأسباب فى عدم الاقتناع بعملية التطوير، لأنه لم يكن يوجد وحدات قوات دفاع جوى كافية لهذا الغرض، ويوجد اتفاق عام أن أى قوات برية لابد من وجود حماية من الدفاع الجوى لها، وكان هذا أحد أسباب عدم التطوير لعدم خروج القوات المصرية من مظلة الدفاع الجوى.
هذا كان رأى الفريق سعد الشاذلى رئيس أركان القوات المسلحة؟
- لا كان رأى الرئيس السادات.
كيف وقيل إن سبب الثغرة هو القرار السياسى من الرئيس السادات؟
- السادات لم يقل طوروا الهجوم.
ولماذا إذن الخلافات بين الفريق سعد الشاذلى والقيادة السياسية المتمثلة فى الرئيس السادات؟
- سبب الخلافات بين الرئيس السادات وبين الفريق الشاذلى، رئيس أركان القوات المسلحة أن الفريق الشاذلى بعد حدوث الثغرة طالب بسحب قوات من الشرق للغرب مرة أخرى، والرئيس رفض هذا الكلام رفضاً تاماً وقال: مجرد أن يرى الجنود بعض زملائهم راجعين إلى الغرب سيعتقدون أن هناك انسحاباً مرة أخرى كما حدث فى يونية 1967، ولكن الثغرة التى حدثت أمر تكتيكى ووارد حدوثها فى كل الحروب، وإذا كانت إسرائيل عملت ثغرة واحدة فى الجيش المصرى، فإن عبور القوات المصرية أحدث عشرات الثغرات فى الجيش الإسرائيلى بعشرات الآلاف من الجنود المصريين، ولكننا استفدنا من الثغرة بضرورة وجود القوات المسلحة تحت مظلة قوات الدفاع الجوى أو تحت مظلة الطيران المصرى.
معارك مريرة
ماذا عن شهادات الأعداء فى حق منظومة الدفاع الجوى المصرية التى استطاعت قطع الذراع الطويلة لإسرائيل؟
- شهادات القادة الإسرائيليين كانت لصالح قوات الدفاع الجوى واعترفوا بقدرتها على حماية سماء مصر وتوفير الأمن للقوات المصرية فى سيناء، فمثلاً موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى قال أثناء الحرب يوم 9 أكتوبر: إن طيراننا عاجز عن اختراق شبكة الدفاع الجوى المصرية دون تكبد خسائر فادحة، وفى 14 أكتوبر قال أيضاً: إن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك مريرة لأنها حرب ثقيلة بأيام ثقيلة بدمائها.
وهل إسرائيل فوجئت بوجود أسلحة الدفاع الجوى لدى مصر؟
- لا.. لم تفاجأ بها وقد قال موشى ديان: كان الجيش الإسرائيلى يعلم بوجود هذه الأسلحة لدى مصر ولكن استخدام قوات الدفاع الجوى بكفاءة عالية فهذا هو ما لم نكن نعلمه، لأن قوات الدفاع الجوى استطاعت أن تدمر 44 طائرة مقاتلة إسرائيلية وإسقاطها خلال 5 ساعات من الحرب بواسطة أبطال الدفاع الجوى، ودعا موشى ديان إلى عقد مؤتمر صحفى يوم 7 أكتوبر أعلن فيه أن القوات الجوية الإسرائيلية خسرت 50 طائرة مقاتلة وأكد أن الطيران الإسرائيلى عاجز عن اختراق شبكة الدفاع الجوى المصرى بعد تحديثها وتطويرها، بعد أن كانت القوات الجوية الإسرائيلية تغرد فى أجواء مصر عام 1970 من خلال 3400 طلعة جوية لعدم وجود قوات دفاع جوى لدى مصر فى ذلك الوقت، مما جعل الجنرال أندريه بوفرد أحد قادة الاستراتيجية العسكرية يقول: لقد أدى استخدام الصواريخ المضادة للطائرات لتقديم الوقاية الفعالة للقوات البرية المصرية، مما خلق موقفاً جيداً تماماً لم تسبق ممارسته فى الحروب السابقة، ويختلف تماماً عما لمسناه فى الحرب العالمية أو فى الجولات الإسرائيلية المصرية السابقة عندما كان يستطيع أحد الخصوم أن ينجح فى فرض السيطرة الجوية على مسرح العمليات.
وماذا قال الخبراء العسكريون المحايدون من المعاهد العسكرية العالمية؟
- الجنرال أرمين زيمومان رئيس أركان حرب القوات الألمانية، قال: إن الجانب المهم فى هذه الحرب هو نظريات قوات الدفاع الجوى بعد أن تكبدت إسرائيل خسائر فادحة فى الطيران، وأيضاً بريجاديل كنتيس نائب المعهد القومى للدراسات الاستراتيجية، قال: إن حرب الشرق الأوسط غيرت آفاقاً عديدة عن التوازن بين طائرات القتال ووسائل الدفاع الجوى الأرضية التى واجهت السيطرة التى كانت تتمتع بها دائماً الطائرات الإسرائيلية مما شكل تحدياً خطيراً من الدفاع الجوى المصرى، ومجلة «تايم» الأمريكية نشرت أن قوات الدفاع الجوى المصرية تمكنت من استخدام أول منظومة دفاع جوى متكاملة فى التاريخ وتمكنت فى وقت قصير نسبياً من إسقاط 87 طائرة إسرائيلية، وهذا تأكيد واعتراف دولى بأن منظومة الدفاع الجوى المصرية هزمت الميراج والفانتوم.
ماذا تقول عن المشير محمد على فهمى أبو الدفاع الجوى المصرى؟
- المشير محمد على فهمى تشرفت بالخدمة معه فى مواقع كثيرة جداً وقد كان قائداً صاحب قرار ورؤية، درس فى الاتحاد السوفيتى وتولى المناصب القيادية المختلفة، وكان قائد الفرقة الخامسة دفاع جوى ثم عند تشكيل الدفاع الجوى تولى رئاسة أركان الدفاع الجوى مع اللواء حسن كامل، رئيس قوات الدفاع الجوى، ثم عينه الرئيس عبدالناصر قائداً لقوات الدفاع الجوى بعد هزيمة يونية وبذل جهداً كبيراً وحضر جميع الرمايات بالذخيرة الحية والصواريخ وهو الذى خطط وأشرف على عملية ضرب الطائرة الاسترانوكروزو فى 1971، وأرسل بعثات قوات الدفاع الجوى إلى الاتحاد السوفيتى وتعليم أبناؤنا استخدام الصواريخ الجديدة وقد تم تكريمه بعد أكتوبر وعين رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وحصل على وسام نجمة سيناء ورتبة فريق ثم كرمه مبارك ومنحه رتبة المشير.
وكيف ترى الرئيس السادات؟
- مصر كلها تذكر وستظل تذكر أن الرئيس السادات هو صاحب قرار الحرب الذى لم يكن سهلاً، ولكنه استطاع أن يتخذه لأنه كان صاحب مبادأة والفرق الذى أحدثه أنه كان متداخلاً ومتواصلاً مع القوات المسلحة وعين المشير أحمد إسماعيل وزيراً للحربية بعد أن كان خارج الجيش نهائياً بدلاً من الفريق محمد أحمد صادق وكان كثير من القادة يميلون إلى السادات ولهذا كاد يتخذ قراراً بتغييره على الفور، لأن السادات واجه الكثير فى حياته ولذلك كان يستطيع المقاومة والمناورة، ولم يخطئ بفصل القيادة العسكرية عن القيادة السياسية مثل عبدالناصر الذى أقدر دوره فى تاريخ مصر ولكن كان يجب عليه الفصل بين القيادتين والنتيجة قرار الانحساب الذى صدر ثانى يوم فى الحرب فكيف صدر؟ وهل صدر من القيادة العسكرية؟!!
فريق محمد زاهر عبدالرحمن
تخرج فى الكلية الحربية 1955.
خدم فى وحدات الدفاع الجوى المختلفة.
تولى جميع المناصب القيادية فى قوات الدفاع الجوى.
قائد فوج.. قائد لواء صواريخ دفاع جوى، قائد فرقة دفاع جوى.
رئيس شعبة عمليات الدفاع الجوى.
رئيس أركان قوات الدفاع الجوى.
قائد قوات الدفاع الجوى.
حاصل على:
وسام الجمهورية من الطبقة الأولى.
نوط الخدمة الممتازة من الطبقة الأولى.
نوط الخدمة الطويلة من الطبقة الأولى.
نوط التدريب من الطبقة الأولى.
نوط الشجاعة.
قائد قوات الدفاع الجوى فى حرب تحرير الكويت.
خريج كلية القادة والأركان.
خريج كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر.
زميل كلية الحرب العليا.
محافظ مطروح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.