ذكرت وكالة "رويترز" الإخبارية أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أطلق بداية جيدة للاقتصاد المصرى خلال المائة يوم الأولى من حكمه, التى تقدم فيها بخطوات اقتصادية طالما تمناها المستثمرون الأجانب. لكن هذه الخطوات ستتطلب المزيد من القرارات السياسية والدعم من صندوق النقد الدولى. وأضافت "رويترز" أن المستثمرين يتمنون من السيسى أن يتخذ المزيد من القرارات الاقتصادية التى اعتبرها أسلافه من الرؤساء نوعا من المخاطرة. وقال بريان كارتر, مدير محفظة الديون الناشئة لشركة إدارة الأصول الأكادية فى بوسطن "نحن لا نريد تسييس الأمور أو معالجتها بطريقة درامية ولكننا نبحث عن قائد يستطيع أن يطبق نظام سليم للاستثمار فى مصر على المدى الطويل". أكدت رويترز أن التحدى الأكبر الذى يواجه السيسى هو تراجع المستثمرين الأجانب عن العمل فى مصر بسبب ارتفاع التضخم والنظام البيروقراطى وانقطاع التيار الكهربائى. أضاف كارتر أن حل الأزمة الاقتصادية فى مصر يتلخص فى "تحفيز الاستثمار". وقالت الوكالة أن مصر تناقش صندوق النقد الدولى بشأن تطبيق ضريبة القيمة المضافة التى من المتوقع أن ترفع العائد لأكثر من 4 بلايين دولار وهو الأمر الذى جعل المستثمرين الأجانب يتطلعون لتطبيقها دون معارضة شعبية أو توتر سياسى. مشروع قناة السويس الجديدة وأضافت وكالة "رويترز" أن مشروع السيسى لإنشاء قناة السويس الجديدة سينتج حوالى 5 بلايين دولار عائدا سنويا واحتياطيا أجنبيا. رأت رويترز أن السيسى اعتمد على الأهمية الرمزية والجيوسياسية لقناة السويس لرفع مكانته. رصد المصريون من أجل هذا المشروع 8.5 بليون دولار بشرائهم شهادات تمويل القناة من البنوك المصرية, الذى اعتبرته الحكومة بمثابة تصويت على ثقة المصريين فى الاقتصاد. قال ريمى مارسيل, مدير صندوق التعاون لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى شركة إدارة الأصول "أموندى" أن مشروع القناة, نظريا, يعتبر خطوة إيجابية كبيرة ستوفر الكثير من العائدات وفرص العمل ولكننا لا نستطيع تحديد مدى نتائج هذا المشروع فى المستقبل". أضاف أشرف سلمان, وزير الاستثمار فى حوار له مع رويترز أن "مصر تهدف إلى جذب 18 بليون دولار استثمارات بدءا من 2018". يذكر أن الاستثمار الأجنبى المباشر كان يقدر ب8 بلايين دولار قبل ثورة 2011 ووصل 4.1 بليون دولار بانتهاء السنة المالية هذا العام". لا يوجد حلول سريعة أكد دانيل بروبى, الرئيس التنفيذى لشركة "جيمفوندز" أن وقف الدعم ليس حلا للأزمة الاقتصادية فى مصر وأن المستثمرين مخطئون بشأن اعتقادهم أنه لن يجلب معارضة واسعة. أضافت رويترز أن استقرار سعر الجنيه المصرى لم يمنع قلق المستثمرين من السوق السوداء بالإضافة إلى قلقهم من فترة ما بعد الانتخابات البرلمانية وإحتمالات تأثيرها على سعر الجنيه المصرى مما أدى لتراجع المستثمرين وزيادة نشاط السوق السوداء. أضافت رويترز أن المؤشر الرئيسى للبورصة المصرية قد ارتفع بنسبة 18.6% منذ تولى السيسى للسلطة ولكن يلاحظ عدم مساهمة المستثمرين الأجانب بالنسبة إلى المستثمرين المحليين. الآفاق الواقعية قالت رويترز أن وزراء حكومة السيسى لديهم رؤية أكثر واقعية مقارنة بحكومة مبارك التى تعودت أن ترسم صورة وردية للواقع. قال وزير المالية هانى قدرى لرويترز أن الحكومة تتطلع لتعزيز الاقتصاد بنسبة بين 5 و6% خلال الثلاث سنوات القادمة وتقليل عجز الموازنة للنصف خلال السبع سنوات القادمة مع إدراك جميع التحديات الموجودة على أرض الواقع.