لا أظن أن فى مصر إنساناً يعشق أكل الكشري كما أحبه أنا، وبفضل الله يمكن أن أقطع بأنني أكلت فى أغلب محلات الكشري الشهيرة فى القاهرة، أبو طارق عندما كان بعربة فى شامبليون، وتوم وبصل، والتحرير، والزعيم، وقشطة، وهند وغيرها المئات، وقبلها فى مدينة طنطا، وقد بدأ حبى لطبق الكشري منذ الطفولة، عندما كنا نسكن فى بيت جدى بقرية قحافة مركز طنطا، حيث كان يباع على عربة فى منطقة دير الناحية، وأول طبق كشري أكلته فى مدينة طنطا بعد أن انتقلنا إليها وأنا فى الصف الرابع الابتدائى للإقامة فى عمارة جدي الحاج بسيونى عريبى، كان طبق كشرى من عربة « عم سالم» رحمة الله عليه، وكان يقف على ناصية دحديرة شارع صبري مع شارع الصاغة، وأذكر أن بعض الزملاء كانوا يأكلون الكشري سندوتشات، وبفضل الله وعونه عندما انتقلت للقاهرة لم أترك محل كشري لم أجرب خلطته، وكان لي الفضل في إدخال علب الكشري إلى جريدة الوفد فى نهاية الثمانينيات عندما كان مقرها فى المنيرة، كانت الدهشة تملأ وجوه الزملاء وقيادات الجريدة. حد يأكل كشري على الصبح أنا، الصبح وبليل والعصر والفجر والمغرب. وبعون الله انتشرت وجبة الكشري فى الجريدة، من أصغر عامل وفنى وموظف إلى قيادات الجريدة، البعض كان يتناوله فى الصباح والبعض يطلبه مع وجبة الغداء، وقد استمرت هذه العادة فى الجريدة حتى انتقالنا من المنيرة إلى الدقى بقصر البدراوى باشا، ثم بعد أن بنى د.نعمان جمعة أدام الله عليه الصحة مبنى الجريدة فى حديقة القصر. بالطبع لم أكتب هذا المقال لكى أحكى لكم قصتي أو مذكراتى أو يومياتى مع أطباق ومحلات الكشري فى قحافة وطنطا ومرسى مطروح والقاهرة وأبوظبى والإسماعيلية، ودمنهور، والإسكندرية، بل أكتبه لأن بعض القراء من عمارات إسكان شباب المهندسين بامتداد شارع مكرم عبيد بمدينة نصر أرسلوا لى رسالة يستغيثون من محل كشري الزعيم، وهم السيدات: سنية محمد مسعود مرزوق مستشار بجامعة الدول العربية، وحميدة عبده مصطفى الصحفي معهد سكرتارية، وماجد صابر مسبيرو تادرس، وننقل استغاثتهم لكى يقوم الزعيم بمراضاتهم وإزالة جميع ما يضايق سكان العقار، فأنتم فى النهاية جيران، ويجب يا زعيم الكشري أن تحافظ على جارك وتحفظ حرمتهم. الشكوى الأولى: كشافات التيار الكهربائي تخترق أضواؤها شرفات منازل جيرانك، وهو ما يضايقهم ويسلط الضوء عليهم للمارة، وبمعنى أنك تحرمهم من الجلوس فى الشرفات مثلهم مثل غيرهم، وإن كانوا أكدوا أن هذه الكشافات وهذا التيار من خارج العداد. الشكوى الثانية: إن الأخ الزعيم ردم حديقة مدخل العقار(رقم 20) واحتل المدخل بالترابيزات والكراسى، فوسع على نفسه وضيق على أهله وجيرانه، كما قام بهدم الجانب الخاص بالعقار ووضع تند صاج وعدد 2 فرن ومدخنة، حسب قولهم، بدون تصريح أو ترخيص. الشكوى الثالثة: قام زعيم الكشرى باستئجار شقة فى الدور الأول بالعقار، واستخدمه مخزنا لمستلزمات الكشري وأنابيب الغاز ومأوى للعمال. الشكوى الرابعة: مضايقة الزبائن لسكان العقار السيدات أثناء دخولهن العقار، ويذكر أن محل الزعيم هو عبارة عن شقة بالدور الأرضي بالعقار اشتراها وحولها إلى محل كشري. أصحاب الاستغاثة أكدوا أنهم حاولوا مع الزعيم أكثر من مرة دون فائدة، فلجأوا إلى الحى ولم يتحرك للمعاينة وإزالة المخالفات إن كانت موجودة بالفعل، وفى كل الأحوال نحن نناشد الزعيم أن يحافظ على جيرانه فهم فى النهاية أهله، وأن يبعد كشافات الكهرباء عن شققهم، ويخصص منطقة حرم يدخل ويخرج منها سكان العقار فى أمان بعيدا عن أنظار الزبائن، كما يبعد عن العقار اسطوانات الغاز التي قد تهدد حياة السكان، كما أتمنى أن يتابع حى شرق مدينة نصر هذه الشكوى ويتابع ما سيقوم به الزعيم للمحافظة على حرمة وراحة أهله وجيرانه، عن نفسى سوف أتوقف عن أكل طبق كشرى الزعيم تضامنا مع سكان العقار حتى يراضيهم ويحافظ على حرمتهم.