لما «نُصحى» يقول إن البلد بقت صلصة تبقى صلصة.. بس على طبق كشرى

على عكس المتوقع، لم تتأثر أسعار الكشرى، إحدى أهم الوجبات المعتمدة على الطماطم بارتفاع سعرها، ربما لأن البعض لجأ إلى صلصة الطماطم وإضافة الجزر وبعض الإضافات التى تغنى عن الطماطم الطبيعية، لكن فى أشهر محال الكشرى فى وسط البلد الوضع اختلف، ففى عز أزمة ارتفاع سعر الطماطم، كان «نصحى إبراهيم» أحد أقدم صانعى صلصة الكشرى يفاخر زملاءه: «الصلصة عندنا طبيعية، أصلها لو اتلعب فيها لا الصلصة هتبقى صلصة، ولا الكشرى هيبقى كشرى». داخل محله،
وقف إبراهيم يقلب صلصة الكشرى على نار هادئة ويستعرض أمام زبائنه سمكها وكم كيلو من الطماطم وضعها فيها، يقول مفاخرا: «والله 20 كيلو، رغم إن الطماطم نار، لكن أعمل إيه، الصنعة تبوظ، والكشرى ما يبقاش له طعم إلا والطماطم مغرقاه، أما الصلصة الجاهزة فهى مايعة ومالهاش طعم وكلها مواد حافظة».
ويبرر إبراهيم عدم زيادة أسعار الكشرى رغم زيادة سعر الطماطم: «إزاى أخلى طبق الكشرى أبو 3 جنيه بعشرة؟.. ده الزبون ما يجيش تانى لو عملت كده.. هو ممكن يتحمل زيادة سعر الطماطم لأنها ضرورة فى كل أكلة، لكنه مش مضطر يتحمل زيادة الكشرى، أكيد هيبطل ياكله، وبكده مش هازود رزقى، دا أنا هاخسره».
«43 عاما» قضاها إبراهيم فى المهنة، لم يعمل فى مجال بعيد عن الكشرى: «بدأت حياتى صبى بشلن فى اليوم، وكنت أتهزأ وأتشتم لكنى اتعلمت.. أصل القرش زمان احسن من الجنيه دلوقتى.. عندما بدأت العمل فى المحل كان سعر كيلو الطماطم قرش صاغ، وأكبر طبق سعره ما يزدش عن 3 صاغ».
يختار إبراهيم الطماطم بنفسه كل صباح، ويترك التالف منها لإعادته إلى البائع، بمنطق: «الطماطم ما بقتش زى زمان.. الكيماوى جابها الأرض، زمان كان الواحد يشترى الطماطم وهو ماشى فى الشارع وياكلها كده، دلوقتى مالهاش طعم.. حتى الزبون تغير، فلم يعد الكشرى أكلة الجميع، ولا أكلة المزاج وبشهية، بل أصبح أكلة الجعان وخلاص، وما عدش فيه بهوات بكرفتات يجيبوا عيالهم عشان ياكلوا طبق كشرى.. وده طبيعى لأن البلد كلها بقت صلصة فى صلصة».