كتبت - جهاد رمزي: مع انخفاض الدخول وارتفاع الأسعار الذى نشهده هذه الأيام يظل هو الوحيد المحتفظ بقيمته الغذائية وسعره، ليظل "أكلة الشعب" التى يلجأ إليها كل مواطن مصرى من جميع الطبقات والفئات، بكل لهفة للذة طعمه من جهة ورخص ثمنه من جهة أخرى، ليبقى هو دائما وأبداً " أكلة المصريين"، والحقيقة هنا لم يقتصر هذا الكلام على المصريين فقط بل هناك الكثير من السياح تأتى من بلدها إلى مصر وهى فى شدة الاشتياق إليه بعدما ذاقوا طعمه .
"الكشري".. "الأكلة" الشعبية التى تعد من أطعم الأكلات التى تشتهر بها مصر عن جميع بلدان العالم، ويتكون من "المكرونة والأرز والعدس الأسود والبصل المقلي "التقلية" وصلصة الطماطم . وتتميز القاهرة بوجود العديد من محلات الكشرى والمكرونة ب"التقلية" بشكل عام، نظرا لأنها المحافظة المشهورة بعمل الكشرى؛ فهناك الكشري الاسكندرانى الذى يتكون فقط من "أرز وعدس أصفر"، ولكن الكشرى المصرى يحظى بشعبية أكبر داخل مصر وخارجها.
يقول "سيد أبو رجيلة" "44 سنة" - مالك لعربة ومحل كشرى بحلوان " الكشرى والمكرونة ب"التقلية" من أشهر الأكلات المحبوبة لدى الشعب المصرى، فهى "أكلة" كل الناس؛ الغنى والفقير واللى تحت خط الفقر، يعنى اللى معاه جنيه النهاردة يقدر ياكل طبق كشرى ويشبع؛ فهو الأكلة الوحيدة اللى سعرها ما بيغلاش حتى مع ارتفاع سعر الطماطم أو أحد المكونات الأخرى".
وعن اختلاف طعم الكشري فى المحل عن "العربة" يقول أبو رجيلة " أنا أمتلك عربة صغيرة ومحل أيضا فى نفس المنطقة، ولكن الحمد لله الإقبال كويس الفرق فى نوع المكرونة داخل الطبق مثلا فى المحل المكرونة "خواتم" وفى العربية " مكرونة ألم" لكن الاتنين نفس الطعم مفيش اختلاف؛ فالعائلات هى أكثر المترددين على المحل وغير ذلك يفضل العربية".
ويتحدث محمد سيد "23 سنة" - بائع متجول وأحد زبائن العربة ليقول " إن الكشرى هى أكلة الناس الغلابة اللى زي حالاتى اللى بيلاقوا أكل عيشهم يوم بيوم، وأكلة الشعب المصرى كله، سعره مناسب جدا وبيشبع؛ يعنى الكمية كبيرة والسعر على أد الحال". ويضيف محمد عثمان " 32 سنة" - مُحاسب - أحد زبائن المحل " الكشرى هو أكلة شعبية اتفق عليها كافة فئات الشعب المصرى، سواء كان الغنى أو الفقير، الشاب أو الكبير، يعتبر هو الوحيد المتماسك حتى الآن فى سعره، ولم يرتفع سعره ليظل فى متناول الجميع، ويتراوح سعر الطبق من جنيه ونص إلى 6 جنيه، وبالرغم من ذلك فالكمية فى الطبق تكفى لإشباع الفرد، ولما بكون لوحدى بأكل من العربية، ولكن مع المدام بنأكل فى المحل هربا من الزحمة". p
