هذه رسالة استغاثة، استغيث فيها للمهندس إبراهيم محلب رئيس وزراء مصر.. وللدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم، وللدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ القاهرة.. وهي ليست استغاثة مجازية، بل حقيقية لأنها تخص أحفادي من ابنتي الدكتورة عزة.. وآخر حفيداتي من ابني «هاني».. وهم بين 2400 تلميذ وطالب وطالبة بكل مراحل التعليم من كي.جي إلي الابتدائية إلي الإعدادية إلي الثانوية. والقضية تتعلق بمدرسة الرواد الكائنة بالقطعة رقم 8 بلوك 10 بالمنطقة الحادية عشرة بمدينة نصر، المتفرعة من شارع مصطفي النحاس قرب المنزل السابق لوزير الداخلية الذي شهد محاولة الاغتيال الفاشلة، منذ شهور. وبداية نحن لا نريد ضرراً بأحد، حتي مالك هذه المدرسة ومديرها عادل الشيخ. والمدرسة مقامة منذ عام 1992 بناء علي الترخيص رقم 61 لعام 1992 عبارة عن بدروم جراج وأرضي وثلاثة أدوار متكررة وغرف بالسطح. ولكن وبسبب أعمال إنشائية مجاورة حدثت عدة شروخ بالحوائط وهبوط بأرضية البدروم وساحة حوش المدرسة مما يشكل خطورة علي الطلاب وأيضاً علي أعضاء هيئة التدريس والعاملين بها. وبسبب ذلك- وحماية للتلاميذ- صدر لها قرار تنكيس رقم 46 لسنة 1995 ويقضي بترميم المدرسة ترميماً شاملاً. ولم يقم صاحب المدرسة- وهو مديرها- بتنفيذ قرار الترميم هذا، فتحرر له محضر عدم تنفيذ قرار التنكيس تحت رقم 18 لسنة 1995، كما جاء في تقرير حي شرق مدينة نصر الصادر برقم 5436 في أول سبتمبر الحالي، عام 2014. وهو تقرير موجه من إدارة الحي إلي رئيس هيئة الأبنية التعليمية. ويحمل توقيع رئيس الحي وكيل أول الوزارة.. كما يحمل توقيعات مدير عام الإسكان ومدير التنظيم ومدير الأعمال والمهندس.. ومذيل بعبارة «الموضوع هام جداً وعاجل» وأغلب الظن ان هذه العبارة بخط رئيس الحي، وكيل الوزارة.. ربما بسبب خطورة المبني.. أو ربما خوفاً علي حياة 2400 طالب، غير العاملين. وهذا التقرير الأخير، والخطير، والذي يعترف بخطورة وضع المدرسة الإنشائي ويشكل خطورة علي الطلاب يرجو سرعة عمل المعاينة اللازمة للمدرسة مع عمل تقرير رسمي بذلك، والإفادة عن امكانية انتظام الطلاب في العام الدراسي الجديد لسلامة الطلاب وهيئة التدريس.. علماً بأن العام الدراسي يبدأ يوم 21 سبتمبر، أي بعد أيام. وللحقيقة قامت هيئة الأبنية التعليمية بتاريخ 27 أغسطس الماضي بعمل معاينة.. أثبتت وجود شروخ وتنميلات عديدة متفرقة بالمبني منها المائلة والرأسية والأفقية والقطرية ويتركز تواجد تلك الشروخ في الجهة الخلفية للمبني بالقرب من موقع إنشاء جديد وترجع تلك الشروخ والتنميلات إلي حدوث عيوب بأساسات المبني أو طبقة ما تحت الأساس نتيجة لهبوط بين القواعد.. مع وجود تطبيل وتصدع بطبقة البياض «المحارة» بواجهة المبني، مع هبوط أسفل البلاطات الخرسانية بفناء المدرسة أدي إلي تصدع طبقة الخرسانة لبعض البلاطات.. وغيرها. وهذا الوضع أدي بإدارة الحي إلي توجيه رسالة شديدة اللهجة لمدير المدرسة بضرورة تنفيذ قرار التنكيس لعلاج هذه الشروخ وعلاج أسبابها.. وألا سيضطر الحي لاتخاذ اجراءات إخلاء المدرسة وإيقافها عن الدراسة وإخطار إدارة التعليم الخاص.. وكان ذلك- بكل أسف- في 23 نوفمبر «من عام 1997» ورغم مضي كل هذه السنوات.. لم يتم تنفيذ المطلوب! فهل تكفي هذه المدة.. أم يكتفي الحي بالمراسلات والقرارات علي الورق.. ولا نفيق إلا بعد أن تقع الواقعة؟! كل ذلك- وبسبب تأخر الإنقاذ أي الترميم- تحرك أولياء الأمور وأحضروا لجنة من كلية هندسة شبرا لتقوم بمعاينة المدرسة وإعداد تقرير نهائي بطرق المعالجة الإنشائية والتصدعات. وقامت اللجنة بمعاينة يوم الخميس الماضي.. ثم واصلت عملها أمس وأول أمس.. ولكن ماذا يحدث إذا بدأت الدراسة ولم يتم الإنقاذ؟! حقيقة تعهد صاحب المدرسة- وهي ناشيونال وانترناشيونال- بتدير مكان مع مدرسة الأهرام.. ولكن هذه المدرسة نفت هذا الاتفاق. ولكن أولياء الأمور- ومنهم ابنتي وابني- ولهما بالمدرسة الكثير من الأبناء والبنات يرون أن العمل للحل يمضي ببطء شديد.. ويطالبون إدارة المدرسة بتدبير أتوبيسات للطلاب غير المشتركين بهذه الأتوبيسات لنقل التلاميذ من أمام مدرسة الرواد في موعد الدراسة الصباحي وتعيدهم أمام المدرسة في نفس مواعيد الانصراف بها. وبدون أي رسوم.. علي أن تتعهد المدرسة بأن تكون جميع فصول الطلاب بالمدرسة التي ينقلون إليها، فصولاً في فترة صباحية. مع تعهد المدرسة بتوفير مكان صحي وآمن للطلاب.. بالمدرسة الجديدة.. وألا تزيد كثافة الفصول بها عما هي في مدرسة الرواد.. خصوصاً سأن مصاريف الدراسة التي يدفعها ولي الأمر للتلميذ الواحد تتراوح بين 9000 و30 ألف جنيه، في السنة الدراسية! وأضم صوتي إلي صوت كل أولياء الأمور بضرورة أن يصبح المبني آمناً وصالحاً للدراسة، بعد تمام عمليات الترميم والتنكيس.. مع تحديد مدة تنفيذ هذه الترميمات.. وألا تطول هذه المدة. إننا- ياسيادة رئيس الوزراء- لا نريد الاضرار بأحد، حتي بصاحب المدرسة ولكننا نريد أن نطمئن علي أولادنا وأحفادنا. وأن نعرف هل المبني آمن، أم غير آمن، حتي بعد تمام الترميمات.. حتي تستريح قلوبنا. وكل ما نطلبه ونحن نري فيك الأب الحنون الذي يخاف علي أولادنا.. كما يخاف علي أولاده وأحفاده.. هو تقرير فني «سليم.. سليم» لا شبهة فيه.. يقترح الحلول.. ويحدد مدة التنفيذ. تلك استغاثة أولياء أمور 2400 طالب يستغيثون بك وبالدكتور الوزير محمود أبوالنصر والدكتور المحافظ جلال سعيد.. وكلكم آباء وأجداد فهل نسمع ما يطمئننا علي فلذات أكبادنا.. يامحلب بك؟!