دعا وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، إلى تشكيل تحالف عالمى فى مواجهة تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق وبلاد الشام، المعروف ب"داعش"، قائلا "لكى نهزم الإرهاب، نحن بحاجة إلى مساعدة العالم". وقال الوزير الأمريكى فى مقال بصحيفة نيويورك تايمز، إن الدولة الإسلامية تشكل تهديدا موحدا لمجموعة واسعة من البلدان، بما فى ذلك الولاياتالمتحدة. لذا هناك حاجة إلى تحالف عالمى يستخدم الأدوات السياسية والإنسانية والاقتصادية وإنفاذ القانون والاستخبارات لدعم قوة عسكرية فبالإضافة إلى قطع الرؤوس والصلب وأعمال الشر المحض، التى أسفرت عن مقتل آلاف الأبرياء فى سورياوالعراق ولبنان، بما فى ذلك المسلمين السنة الذين يعارضونهم، فإن داعش تشكل تهديدا يتجاوز المنطقة. وأشار كيرى إلى تهديدات قادة التنظيم الإرهابى للولايات المتحدة، مرارا، فضلا عن قيام جماعة ذات صلة، مايو الماضى، بقتل 3 أشخاص فى المتحف اليهودي ببروكسل. وتابع متحدثا عن الأهداف الأوسع للتنظيم وتمويله على نحو أفضل من القاعد، من حيث سيطرته على آبار نفط فى سورياوالعراق، فضلا عن تجهيزه بأسلحة ثقيلة متطورة وقدرته على السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي، أكثر من أى منظمة إرهابية أخرى، بل وفى منطقة إستراتيجية على الحدود مع الأردن ولبنان وتركيا. وأكد كيرى أن مع استجابة موحدة بقيادة الولاياتالمتحدة وتحالف أوسع محتمل من البلدان، أن يتم السماح لهذا السرطان أن ينتشر إلى بلدان أخرى. لكن الضربات الجوية وحدها لن تهزم هذا العدو، لذا فهناك حاجة إلى استجابة دولية أوسع كثيرا وحاجة إلى دعم القوات العراقى والمعارضة السورية المعتدلة. وكشف جون كيرى إلى أنه فى أعقاب قمة الناتو، المقررة الأسبوع المقبل فى ويلز ببريطانيا، فإنه وزير الدفاع تشاك هاجل سيقومان بزيارة إلى الشرق الأوسط لتطوير المزيد من الدعم لائتلاف دولى. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة، التى ترأس رئاسة مجلس الأمن الدولى فى سبتمبر المقبل، سوف تستغل هذه الفرصة لمواصلة العمل على بناء تحالف واسع وتسلط الضوء على الخطر الذى يشكله المقاتلون الأجانب فى صفوف داعش. وأوضخ أن الرئيس باراك أوباما سوف يقود قمة مجلس الأمن، خلال دورة الجمعية العامة، لوضع خطة للتعامل مع هذا التهديد. وخلص وزير الخارجية الأمريكى مشيرا إلى أنه عندما غزا الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، الكويت عام 1990، لم يعمل الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الأب ووزير خارجيته جيمس بيكر الثالث وحدهم أو على عجل، لكنهم جمعوا ائتلاف من البلدان. وختم قائلا "إن هزيمة المتطرفين ممكنة فقط عندما تتوحد الدول والشعوب التى تشعر بالمسئولية، فى مواجه هذا التهديد"