تقرير: سوريا تُبعد الفصائل الفلسطينية وتُسلّم أسلحتها استجابة لضغوط دولية وإسرائيلية    عمرو أديب: هناك حديث عن احتمالية إيقاف النشاط الرياضي بمصر وتعليق إعلان بطل الدوري    غرق شاب داخل حمام سباحة بالشيخ زايد    المركز الثقافي بكفر الشيخ يشهد عرض ملحمة السراب لفرقة دمياط    مستقبل وطن يعقد اجتماعا مع أمنائه في المحافظات لمناقشة خطة عمل المرحلة المقبلة    يد الأهلي بطلا لكأس الكؤوس الأفريقية بعد الفوز على الزمالك    إنقاذ شاب مصاب بطعنة نافذة بالقلب فى المستشفى الجامعى بسوهاج الجديدة    سبورت: خطوة أخرى على طريق ميسي.. يامال سيرتدي الرقم 10 في برشلونة    لتصحيح المفاهيم الخاطئة، الأوقاف تسير قوافل دعوية للمحافظات الحدودية    انخفاض القيمة السوقية لشركة آبل دون مستوى 3 تريليونات دولار    اليورو يهبط مع تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي    نيللى كريم تغنى وترقص مع تامر حسنى بحفله jukebox والجمهور يصفق لها    السفيرة نبيلة مكرم عن أزمة ابنها رامى: نمر بابتلاءات وبنتشعبط فى ربنا (فيديو)    وفقا للحسابات الفلكية.. موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025    «الوزير» يتفقد الخط الثاني للقطار الكهربائي السريع في المسافة من القاهرة حتى المنيا    بسبب توتنهام.. مدرب كريستال بالاس يكشف حقيقة رحيله نهاية الموسم    أسعار مواد البناء مساء اليوم الجمعة 23 مايو 2025    «مكنتش بتفرج عليها».. تعليق مفاجئ من الدماطي على تتويج سيدات الأهلي    ما حكم الكلام فى الهاتف المحمول أثناء الطواف؟.. شوقى علام يجيب    اليونيسيف: الأزمة الإنسانية فى غزة تعصف بالطفولة وتتطلب تدخلاً عاجلاً    انطلاق امتحانات العام الجامعي 2024–2025 بجامعة قناة السويس    محافظ البحيرة: إزالة 16 حالة تعدي على أملاك الدولة بالموجة ال 26    عاجل|بوتين: مستقبل صناعة السلاح الروسية واعد.. واهتمام عالمي متزايد بتجربتنا العسكرية    يختتم دورته ال 78 غدا.. 15فيلمًا تشكل موجة جديدة للسينما على شاشة مهرجان كان    كم تبلغ قيمة جوائز كأس العرب 2025؟    «المشاط» تلتقي رئيس المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة لبحث سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين    من مصر إلى إفريقيا.. بعثات تجارية تفتح آفاق التعاون الاقتصادي    مستشفى الحوض المرصود يطلق يوما علميآ بمشاركة 200 طبيب.. و5 عيادات تجميلية جديدة    بين الفرص والمخاطر| هل الدعم النفسي بالذكاء الاصطناعي آمن؟    القاهرة 36 درجة.. الأرصاد تحذر من موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد غدًا    مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة: لا عودة للمستشفيات دون ضمانات أممية    هل يحرم على المُضحّي قصّ شعره وأظافره في العشر الأوائل؟.. أمين الفتوى يوضح    رئيس "التنظيم والإدارة" يبحث مع "القومي للطفولة" تعزيز التعاون    أمين اتحاد دول حوض النيل يدعو للاستثمار في أفريقيا |خاص    إيفاد قافلتين طبيتين لمرضى الغسيل الكلوي في جيبوتي    تقديم الخدمة الطبية ل 1460 مواطنًا وتحويل 3 حالات للمستشفيات بدمياط    الزمالك يعلن جاهزيته للرد على المحكمة الرياضية بعدم تطبيق اللوائح فى أزمة مباراة القمة    صفاء الطوخي: أمينة خليل راقية وذكية.. والسعدني يمتلك قماشة فنية مميزة    جوارديولا: مواجهة فولهام معقدة.. وهدفنا حسم التأهل الأوروبى    البريد المصري يحذر المواطنين من حملات احتيال إلكترونية جديدة    ضمن رؤية مصر 2030.. تفاصيل مشاركة جامعة العريش بالندوة التثقيفية المجمعة لجامعات أقليم القناة وسيناء (صور)    خطيب المسجد النبوى يوجه رسالة مؤثرة لحجاج بيت الله    ضبط مدير مسئول عن شركة إنتاج فنى "بدون ترخيص" بالجيزة    ننشر مواصفات امتحان العلوم للصف السادس الابتدائي الترم الثاني    "طلعت من التورتة".. 25 صورة من حفل عيد ميلاد اسماء جلال    بدون خبرة.. "الكهرباء" تُعلن عن تعيينات جديدة -(تفاصيل)    محافظ الجيزة: الانتهاء من إعداد المخططات الاستراتيجية العامة ل11 مدينة و160 قرية    وزير الزراعة يعلن توريد 3.2 مليون طن من القمح المحلي    زلزال بقوة 5.7 درجة يدمر 140 منزلا فى جزيرة سومطرة الإندونيسية    رئيس بعثة الحج الرسمية: وصول 9360 حاجا من بعثة القرعة إلى مكة المكرمة وسط استعدادات مكثفة (صور)    الدوري الإيطالي.. كونتي يقترب من تحقيق إنجاز تاريخي مع نابولي    المشروع x ل كريم عبد العزيز يتجاوز ال8 ملايين جنيه فى يومى عرض    ترامب وهارفارد.. كواليس مواجهة محتدمة تهدد مستقبل الطلاب الدوليين    يدخل دخول رحمة.. عضو ب«الأزهر للفتوى»: يُستحب للإنسان البدء بالبسملة في كل أمر    ضبط 379 قضية مخدرات وتنفيذ 88 ألف حكم قضائى فى 24 ساعة    مصادر عسكرية يمينة: مقتل وإصابة العشرات فى انفجارات في صنعاء وسط تكتّم الحوثيين    دينا فؤاد تبكي على الهواء.. ما السبب؟ (فيديو)    خدمات عالمية.. أغلى مدارس انترناشيونال في مصر 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء نجيب سليمان قائد الحرس الجمهوري السابق في حوار مع مصطفى بكري:
كواليس بيان تأييد الجيش لثورة 25 يناير اقترحت استخدام كلمة "التخلي" عن السلطة بدلاً من "التنحي"
نشر في الوفد يوم 15 - 08 - 2014

أسرار جديدة‮.. وتفاصيل مثيرة عن أحداث ثورة‮ 52‮ يناير وما تبعها من تداعيات تتكشف للمرة الأولي‮ علي‮ لسان الرجل الذي‮ ظل صامتًا علي‮ مدي‮ السنوات الماضية،‮ فيما كان هو الأقرب لكل الأحداث التي‮ سبقت،‮ وأعقبت الثورة‮.‬
وبقدر العاصفة السياسية،‮ والإعلامية التي‮ أحدثتها‮ «‬الحلقة الأولي‮» لحوار قائد الحرس الجمهوري‮ السابق اللواء‮ «نجيب عبدالسلام‮» مع الإعلامي «مصطفي‮ بكري‮» في‮ برنامج «حقائق وأسرار‮» علي‮ فضائية‮ «صدي‮ البلد» بقدر ما تكشف الحلقة الثانية عن الكثير من كواليس ما جري‮ من أحداث،‮ جرت وقائعها في‮ مرحلة فاصلة من عمر الوطن‮.‬
في‮ هذه الحلقة‮ يكشف قائد الحرس الجمهوري‮ السابق عن الرواية الحقيقية لمحاولة الاغتيال التي‮ تعرض لها نائب رئيس الجمهورية‮ الراحل عمر سليمان،‮ ويروي‮ كواليس صدور البيان رقم‮ (1) الصادر عن القيادة العام للقوات المسلحة إبان أحداث الثورة،‮ ويؤكد أن الرئيس الأسبق حسني‮ مبارك لم‮ يصدر أبدًا قراراً باستخدام الذخيرة الحية في‮ مواجهة المتظاهرين،‮ وأنه عمل من منطلق مسئوليته عن الحرس الجمهوري‮ علي‮ تنفيذ هذا القرار بحذافيره‮.‬
ويتناول اللواء نجيب عبدالسلام دور الحرس الجمهوري‮ في‮ تجنب الصدام مع الشعب بعد أن بدأ المتظاهرون الزحف إلي‮ القصر الجمهوري،‮ ويفجر مفاجأة هامة،‮ حين قال في‮ حواره الهام إنه هو الذي‮ اقترح علي‮ الرئيس مبارك آنذاك المغادرة إلي‮ شرم الشيخ،‮ كما أنه صاحب اقتراح استخدام كلمة‮ «التخلي‮» عن السلطة،‮ بدلاً‮ من‮ «‬التنحي‮» في‮ البيان الشهير الذي‮ ألقاه الراحل عمر سليمان،‮ والذي‮ كلف فيه الرئيس الاسبق القوات المسلحة بإدارة شئون البلاد‮.. وإلي‮ تفاصيل الحوار‮.‬
‮ بعد أن ذهب اللواء عمر سليمان إلي‮ مكتبه في‮ مبني‮ المخابرات العامة لينهي‮ بعض المتعلقات سمعنا في‮ هذا الوقت عن محاولة لاغتياله بينما هو متجه إلي‮ القصر الجمهوري‮.. ماذا عن هذا الحدث؟
‮ من واقع مسئوليتي‮ بمجرد تعيين اللواء عمر سليمان نائبًا للرئيس أصبح من مهامي‮ تأمينه وأمرت بتشكيل ركاب لتأمينه من مبني‮ المخابرات بالزيتون وطلبت منه ركوب السيارة المدرعة الخاصة بالرئاسة ويترك سيارته وبطبيعة الأحوال كان هناك‮ غليان في‮ الشارع ولم‮ يكن معروفا بالضبط من هو علي‮ الأرض سواء شرطة أو مواطنين أو‮ غيرهم وفي‮ شارع الخليفة المأمون في‮ الطريق إلي‮ قصر الاتحادية حدث إطلاق النار علي‮ الركاب بكثافة وكان الهم الأكبر سرعة الإخلاء للسيد عمر سليمان وبدأت باقي‮ السيارات في‮ التعامل مع مطلقي‮ النيران وأصيبت سيارته التي‮ لم‮ يركبها وتوفي‮ سائقه وحارسه،‮ وبعدها اطمأننا علي‮ اللواء عمر سليمان‮.‬
‮ ولكن ما قيل في‮ هذا الوقت إنه ركب السيارة‮ (‬X5‮) ولم‮ يركب سيارته ومع ذلك تم اطلاق الرصاص علي‮ ال‮(‬X5‮)‬؟‮!‬
‮ بالفعل حدث هذا‮،‮ ولكن دعني‮ أقول لك إن من أطلق الرصاص علي‮ السيارة‮ (‬X5‮) لم‮ يكن محترفًا والاشتباك لم‮ يكن قاصرًا فقط علي‮ هذه السيارة مما‮ يشير إلي‮ أن الأمر لم‮ يكن مخططًا،‮ وعمومًا هذا الأمر من الأمور السرية لأنه كان رهن التحقيق ومن المؤكد أن النتائج ستعلن إن شاء الله‮.‬
عمومًا منذ محاولة الاغتيال قام الحرس الجمهوري‮ بالإشراف علي‮ تأمين عدد كبير من الشخصيات مثل اللواء محمود وجدي‮ وزير الداخلية والفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء وكل من كان لهم دور مهم في‮ صناعة القرار في‮ هذا الوقت‮.‬
‮ كيف كانت القيادة تنظر إلي‮ مسار ثورة‮ 52‮ يناير في‮ هذا الوقت؟‮!‬
‮ لقد كنت دائمًا أقول إن ثورة‮ 52 يناير هي‮ ثورة الصدمة الفكرية،‮ لأن هذه الصدمة مرتبطة بالفكر والعقل وقد أحدثت شللاً‮ فكريًا ولم‮ يتمكن أحد من التصرف وإصدار القرارات،‮ ومن ثم لم‮ يستطع أحد التعامل مع المتظاهرين المحتشدين في‮ الميادين في‮ هذا الوقت‮.‬
وقد كانت وزارة الداخلية من أكثر المؤسسات التي‮ أصيبت بهذا الشلل الفكري‮ وعدم القدرة علي‮ اتخاذ القرار بسبب تطور الأحداث التي‮ فاجأت الجميع‮.‬
وفي‮ الأول من فبراير‮ 1102 اجتمعت القيادة العامة للقوات المسلحة برئاسة المشير حسين طنطاوي‮ وزير الدفاع والقائد العام،‮ وأصدرت بياناً أعربت‮ به عن تفهمها لمطالب المتظاهرين وتأييدها لهم،‮ وفي‮ نفس الوقت لم تستخدم العنف أو تلجأ إلي‮ القوة‮.‬
‮ ولكن‮ يبقي‮ السؤال كيف سمح بإذاعة هذا البيان؟
‮ لقد تمت إذاعة البيان بقرار من المجلس الأعلي‮ للقوات المسلحة،‮ ورئيس الجمهورية هو القائد الأعلي‮ للقوات المسلحة،‮ ومن المؤكد أن‮ يكون لديه علم وخلفية بهذا البيان،‮ وبالتالي‮ نحن كحرس جمهوري‮ سهلنا مهمة إذاعة هذا البيان الصادر عن المجلس العسكري‮.‬
‮ ولكن تردد في‮ هذا الوقت أن هناك اتجاهًا من الجيش لعزل الرئيس؟‮!‬
‮ هذا ليس صحيحًا،‮ وقد كان ذلك من ضمن الشائعات التي‮ تم ترديدها في‮ هذا الوقت‮.‬
‮ دعا الرئيس مبارك إلي‮ اجتماع مساء الأول من فبراير وقد حضرتم هذا الاجتماع،‮ وقد قال الفريق سامي‮ عنان إنه طلب منكم نزع الذخيرة الحية من الحرس الجمهوري‮ ووضع ذخيرة فشنك بدلاً‮ منها؟‮!‬
‮ أحب أن أؤكد أن الرئيس لم‮ يصدر أية تعليمات باطلاق النيران علي‮ المتظاهرين تمامًا،‮ وفي‮ المقابل لقد شجعناه علي‮ هذا القرار وانحزنا إلي‮ الشعب المصري‮ في‮ موقفه،‮ خاصة أن هذا الشعب كانت له مطالب عادلة،‮ ومن ثم كانت لدينا قناعة بأن القوات المسلحة هي‮ الأداة القادرة علي‮ تحقيق هذه المطالب الشعبية،‮ ومن ثم فقد عملنا علي‮ تحقيق مطالبه المشروعة‮.‬
وقد كان هذا اللقاء الذي‮ عقد مساء الأول من فبراير وشاركت فيه إلي‮ جانب آخرين مع الرئيس الأسبق حسني‮ مبارك،‮ فقد كان الهدف منه هو تحليل ما وصلت إليه الأوضاع في‮ البلاد‮.‬
أما بالنسبة للذخيرة فالحرس الجمهوري‮ ليست لديه ذخيرة‮ «فشنك‮»‬،‮ بل كلها ذخيرة حية،‮ وهذا من طبيعة عملنا في‮ سرعة التصدي‮ لمواجهة الأحداث الطارئة أو وجود أحداث تستدعي‮ الدفاع عن الرئيس ومؤسسة الرئاسة أو أي‮ شخصية في‮ ضيافة مصر‮.‬
لقد أذاعت القوات المسلحة بيانها الأول وعززته بعدم استخدام الذخيرة الحية أو القوة مع المواطنين بأي‮ صورة من الصور،‮ وأنا كقائد حرس جمهوري‮ في‮ هذا الوقت،‮ كانت لدي‮ تعليمات صدرت من القائد العام للقوات المسلحة بعدم استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين،‮ وكان في‮ مقابل ذلك هناك سلطة لرئيس الجمهورية لكنه لم‮ يستخدمها،‮ وأنا شخصيًا خلال الفترة الأخيرة في‮ الأحداث كنت أتحاشي‮ مقابلة الرئيس أو أتحدث معه رفعًا للحرج،‮ إضافة إلي‮ قراري‮ الشخصي‮ بعدم استخدام الذخيرة الحية ضد الشعب المصري‮.‬
‮ لكن الرئيس مبارك استدعاك في‮ 2‮ فبراير وكان إلي‮ جواره جمال مبارك الذي‮ عاتبك علي‮ موقفك؟‮!‬
‮ هذا أمر‮ يخصه،‮ ولكن من منطلق مسئوليتي‮ في‮ تأمين الشعب المصري‮ كان موقفي‮ واضحًا،‮ وهذا هدف أساسي‮ لا‮ يمكن التخلي‮ عنه‮.‬
لقد خططنا للاستعداد لزحف المتظاهرين إلي‮ القصر الجمهوري،‮ وكان هناك هدفان أساسيان بالنسبة لنا‮:‬
الهدف الأول هو تأمين المتظاهرين الذين بدأوا في‮ التوجه إلي‮ القصر‮.‬
الهدف الثاني‮ هو تأمين قوات الحرس الجمهوري‮.‬
لقد كنا علي‮ يقين أنه لو حدث صدام مباشر في‮ هذه اللحظات الخطيرة لوصلت الأمور إلي‮ مرحلة خطيرة وبالتأكيد كنا سنفقد السيطرة بالضبط كما حدث مع رجال وزارة الداخلية أثناء الأحداث التي‮ شهدتها البلاد‮ يوم‮ 82 يناير وما بعدها،‮ وكانت الدماء ستتدفق وتتحول إلي‮ بحور،‮ ولذلك فكرت علي‮ الفور في‮ وضع الأسلاك الشائكة وذلك لمنع الاحتكاك بين الشعب وقوات الحرس الجمهوري،‮ وكان ذلك بعد منتصف ليلة العاشر من فبراير،‮ والحمد لله فإن الله وفقنا عندما سمعنا هتاف المواطنين وهم متجهون إلي‮ القصر الرئاسي‮ وشعرت وقتها بأن القرار قراري،‮ وأنني‮ مسئول عن حماية الشعب من جهة والرئيس وأسرته والحرس الجمهوري‮ من جهة أخري‮.‬
دعوت الله في‮ هذا اليوم وبكيت أن تمر الأمور بسلام واتخذت القرار بعدم استخدام الذخيرة‮.‬
لقد أصدرت تعليماتي‮ بوضع الذخيرة في‮ صناديقها بحيث‮ يكون كل قائد برتبة‮ «‬عميد‮» معه نسخة من مفاتيح هذه الصناديق والنسخة الأخري‮ معي‮ أنا شخصيًا،‮ وكانت أوامري‮ أنه لا‮ يتم فتح صناديق الذخيرة إلا بقرار شخصي‮ مني‮ فقط،‮ ونزلت إلي‮ القوات وتأكدت من ذلك بنفسي‮ وقلت للمتظاهرين أنتم أبناؤنا وفي‮ حمايتنا ولن نمسكم أبدًا‮.‬
‮ في‮ العاشر من فبراير اجتمع المجلس الأعلي‮ للقوات المسلحة بدون رئيس الجمهورية،‮ ماذا كان رأي‮ الرئيس مبارك في‮ ذلك؟‮!‬
‮ عندما اجتمع المجلس العسكري‮ يوم العاشر من فبراير بدون مشاركة الرئيس حسني‮ مبارك هنا‮ يجب القول إن المجلس العسكري‮ كان‮ يعمل وفق منظومة عسكرية محددة،‮ ولم‮ يكن من المهم حضور الرئيس في‮ هذا الوقت كما قررت القيادة العسكرية ومن ثم كان البيان الذي‮ صدر‮.‬
‮ ولكن لماذا تأخر الرئيس في‮ إعلان قراره بنقل اختصاصاته لنائبه عمر سليمان حتي‮ مساء العاشر من فبراير؟‮!‬
‮ التأخير في‮ اتخاذ القرار كان السمة الغالبة لرجال النظام في‮ مواجهة المتغيرات الحادثة علي‮ الأرض وتحديدًا في‮ القرارات التي‮ كان‮ يصدرها الرئيس ومؤسسة الرئاسة بسبب عدم الدراسة الكافية للأمور،‮ وكان هناك ارتباك في‮ اختيار الوقت المناسب والتحرك في‮ ضوء ذلك،‮ وهو أمر أربك الشارع أيضًا،‮ أما خطاب الرئيس في‮ هذا اليوم فقد تم تسجيله في‮ قصر الرئاسة بالاتحادية وتم إجراء أكثر من عملية مونتاج له وهكذا فإن هذا الخطاب ادخلت عليه تعديلات عديدة،‮ لدرجة أن كثرة التعديلات التي‮ تم ادخالها علي‮ هذا الخطاب أفرغته من مضمونه،‮ وبالتالي‮ فإن المتلقي‮ لم‮ يفهم شيئًا من هذا الخطاب وهذا ما تسبب في‮ رفضه،‮ وكان‮ يجب أن‮ تكون هناك استجابة واضحة لمطالب الشعب في‮ هذا الخطاب‮.‬
‮ هل تعتقد أن هناك بعض الأطراف داخل مؤسسة الرئاسة كانت تريد فعلاً‮ أن تصل الأمور بالبلاد إلي‮ هذا الحد؟
‮ الأطراف التي‮ كانت موجودة في‮ القصر لم‮ يكن لها هدف وقتها أو قدرة لأن الواقع علي‮ الأرض كان هو محرك الأحداث وليس أحدًا آخر،‮ غير أنني‮ أقول إن الكبرياء كانت هي الدافع لهذا التشدد،‮ كان من الصعب علي‮ هؤلاء أن‮ يتنازل أي‮ منهم عن مناصبهم بسهولة وفي‮ نفس الوقت فإن الجماهير كانت تطالب بقرارات ونتائج سريعة،‮ وكانت هناك قوة تدفع بالناس والمتظاهرين بالبقاء في‮ أماكنهم للمطالبة باسقاط النظام،‮ وكان المتظاهرون‮ ينتمون إلي‮ قوي‮ متعددة ومن اتجاهات مختلفة‮.‬
‮ في‮ تقديرك لماذا كان الموقف العدائي‮ من الإدارة الأمريكية تجاه مبارك ونظامه خلال أحداث الثورة؟
‮ من منظوري‮ كمواطن مصري،‮ أمريكا دولة استعمارية ولها مخططها وأهدافها في‮ مصر والمنطقة،‮ كما أن أمريكا شعرت أن مبارك قد انتهي‮ فأرادت أن تركب الموجة وتظهر بمظهر المساند للشعب المصري‮ وهي‮ لها مصالح كبيرة مع مصر،‮ بصفتها دولة محورية في‮ إفريقيا والشرق الأوسط‮.‬
‮ هل كان لديكم قناعة بأن مصر تواجه مؤامرة هدفها إسقاط الدولة لصالح مخطط الشرق الأوسط الجديد؟‮!‬
‮ لقد أثير موضوع الشرق الأوسط الجديد منذ ثماني‮ سنوات سبقت ثورة‮ 52 يناير،‮ وهو مخطط استهدف المنطقة كلها وكافة البلدان العربية بلا استثناء،‮ ولكن كانت هناك صعوبات تعترض تنفيذ هذا المخطط،‮ خاصة أن كافة الدول العربية عارضت هذا المخطط الواضح والمعلن لكن الأحداث التي‮ شهدتها مصر وبعض البلاد العربية الأخري‮ تلاقت مع المخطط الأمريكي،‮ فهذه البلاد كانت تعاني‮ من الفساد والاستبداد فاستغلت أمريكا الحالة الرافضة من الشعوب لهذا الفساد والاستبداد الذي‮ كان موجودًا وحاولت تنفيذ مخططها في‮ مصر والمنطقة‮.‬
‮ يوم العاشر من فبراير‮ 1102،‮ رفضت الجماهير بيان الرئيس بنقل الاختصاصات إلي‮ النائب عمر سليمان،‮ من هو صاحب فكرة مغادرة الرئيس إلي‮ شرم الشيخ‮ يوم الجمعة؟‮!‬
‮ لقد وضعت عدة خطط لإخلاء الرئيس وأسرته علي‮ ثلاث مراحل،‮ ثم عندما تطورت الأوضاع في‮ البلاد ووصلت الجماهير إلي‮ القصر الرئاسي‮ كانت هناك مخاطر شديدة جدًا ولذلك طرحت فكرة أن‮ يغادر الرئيس مبارك القصر الجمهوري‮ إلي‮ شرم الشيخ،‮ واتصلت بالرئيس وأخبرته بفكرة المغادرة ففوجئت بالرئيس‮ يرفض فكرة مغادرة القصر الرئاسي‮ وقال لي‮: «‬أنا لن أغادر مصر أبداً» وكررها أكثر من مرة،‮ وعندما قلت له أنت لن تغادر مصر أنت فقط ستذهب إلي‮ شرم الشيخ رفض بشدة،‮ وظل علي‮ هذا الموقف حتي‮ تم إقناعه بذلك بعد أن أكدت له أن هذا المطلب ضروري‮ وملح،‮ ثم إنني‮ أجريت في‮ هذا الوقت اتصالاً‮ بالمشير حسين طنطاوي‮ طلبت منه مساعدتي‮ في‮ نقل الرئيس إلي‮ شرم الشيخ وفي‮ نفس الوقت طالبت السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية بأن‮ يبذل جهوده لإقناع الرئيس مبارك بضرورة مغادرة القصر إلي‮ شرم الشيخ خوفًا من تعرضه وأسرته لمخاطر أمنية ونجحنا جميعًا في‮ ذلك‮.‬
‮ وكيف تمت عملية المغادرة؟‮!‬
‮ بعد أن اقتنع الرئيس بالمغادرة تم ذلك عن طريق طائرة هليكوبتر وكان معه في‮ الرحلة إلي‮ شرم الشيخ صهره السيد منير ثابت شقيق قرينة الرئيس وكان قرار المغادرة لا تفاوض فيه مع الأسرة جميعًا وتم تنفيذه بترتيب منظم قبل إذاعة بيان التخلي‮ عن السلطة‮.‬
‮ وماذا عن باقي‮ مجموعة المسئولين الذين كانوا متواجدين في‮ القصر في‮ هذا الوقت؟
‮ كان هناك النائب عمر سليمان والسيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية والدكتور زكريا عزمي‮ وأيضًا الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء وآخرون،‮ وبالفعل اتخذت الإجراءات الخاصة بتأمينهم جميعًا لأن الشارع كان في‮ حالة انفلات،‮ وكانت الأوضاع الأمنية صعبة،‮ فخشينا علي‮ ارواحهم ووضعنا خططا لتأمينهم في‮ إدارة شئون البلاد،‮ وكان كل هدفنا هو متابعة الموقف خارج القصر الجمهوري‮ في‮ الاتحادية،‮ خاصة أن الضغط الشعبي‮ كان رهيبًا،‮ وسعينا في‮ هذا الوقت إلي‮ محاولة احتواء الموقف وعدم الاستفزاز لأن الضغط الشعبي‮ كان رهيبًا وكانت الثقة بين القيادة السياسية والشعب المصري‮ تكاد تكون منعدمة‮.‬
‮ في‮ اتصالاتكم بالرئيس الأسبق حسني‮ مبارك ماذا كان رأيه عندما طلب منه التنحي‮ عن السلطة؟
‮ عندما اتصلت بالرئيس مبارك وكنا في‮ هذا الوقت في‮ مقر قيادة الحرس الجمهوري‮ واتصل به أيضًا السيد عمر سليمان وضعنا الرئيس في‮ الصورة وقلنا له إن الأوضاع أصبحت‮ غاية في‮ الصعوبة،‮ وأنه لا خيار أمامه سوي‮ التخلي‮ عن السلطة وبمساعدة المشير طنطاوي‮ والقوات المسلحة أمكن تجاوز هذا الأمر ووافق الرئيس سريعًا‮.‬
‮ ما صحة ما تردد من أن المشير حسين طنطاوي‮ رفض تولي‮ السلطة حال تخلي‮ الرئيس وأنه عرض عليك وعلي‮ آخرين منصب وزير الدفاع واعتذرتم؟
‮ هذه الرواية اثيرت وقد سمعتها ولكنها رواية‮ غير دقيقة،‮ هناك فصائل كانت تسعي‮ إلي‮ ارباك القيادة ولكننا لم نسمح بها واستوعبناها‮.‬
‮ ما‮ شروط مبارك في‮ التخلي‮ عن السلطة؟
‮ مبارك لم تكن له أية شروط محددة،‮ لقد وافق علي‮ التخلي‮ عن السلطة سريعًا،‮ وكان قرار التخلي‮ يعني‮ انتهاء حكم الرئيس مبارك نهائيًا وفقط طلب منا ألا‮ يذاع بيان تخليه عن السلطة الذي‮ ألقاه السيد عمر سليمان إلا بعد مغادرة زوجته السيدة سوزان مبارك ونجله السيد جمال مبارك مقر الإقامة الرئاسي‮ في‮ القاهرة إلي‮ شرم الشيخ،‮ وهو ما تم بالفعل‮.‬
‮ وماذا عن المجلس الرئاسي‮ بعد تخلي‮ مبارك عن السلطة؟
‮ هذه الفكرة طرحت بالفعل،‮ ولكن المجلس الأعلي‮ للقوات المسلحة هو الذي‮ تولي‮ السلطة بناء علي‮ تكليف من الرئيس مبارك للمجلس لإدارة شئون البلاد،‮ وكما قلت لك فإن مصطلح‮ «التخلي» وليس‮ «‬التنحي‮» كان ضروريًا لأنه أشمل وأعم،‮ لقد كان الهدف هو إرضاء الشعب والقبول بمطالبه كاملة،‮ وكان مطلب الشعب في‮ هذا الوقت هو إبعاد الرئيس مبارك عن السلطة تمامًا،‮ وقد كنت أنا صاحب كلمة‮ «التخلي» وليس‮ «‬التنحي» وقد أبلغت الرئيس بها فوافق علي‮ الفور‮.‬
‮ قال لي‮ اللواء عمر سليمان إنه طلب من الرئيس مبارك منذ الخامس من فبراير أن‮ يسمح بمغادرة السيدات من أسرته إلي‮ الخارج إلا أنه رفض ذلك،‮ لماذا رفض الرئيس؟
‮ لم تثر أمامي‮ معلومة طلب اللواء عمر سليمان من الرئيس أن‮ يسمح بمغادرة أسرته ولكن ما أستطيع قوله إن الرئيس مبارك رفض رفضًا قاطعًا مناقشة فكرة مغادرته البلاد وأصر حتي‮ اليوم الأخير أن‮ يبقي‮ في‮ مصر‮.‬
‮ ماذا عن واقعة طرد د.حسام بدراوي‮ من القصر الرئاسي‮ بعد إسناد منصب الأمين العام للحزب الوطني‮ إليه؟
‮ هذا صحيح،‮ لأن المجموعة التي‮ كانت موجودة بالقصر وعلي‮ رأسها د. زكريا عزمي‮ كانت علي‮ خلاف مع د.حسام بدراوي‮ وكانت ترفضه ولا تريد التعامل معه،‮ وعندما استدعاه الرئيس مبارك إلي‮ القصر الجمهوري‮ كان الهدف هو البحث عن مخرج للأزمة‮.‬
‮ بقي‮ سؤال أخير في‮ هذه الحلقة،‮ ما هي‮ رسالتك إلي‮ الرئيس مبارك وهو وراء الأسوار الآن؟
‮ أقول للرئيس مبارك‮ «‬لقد ساعدتنا علي‮ أن تخرج البلاد من الأزمة إلي‮ بر الأمان حيث ترك الحكم في‮ هدوء تام وهذا القرار‮ يحسب لك،‮ ولم أعرف الفارق بين رجل الدولة وغيره إلا عندما رأيت محمد مرسي،‮ ولذلك أقول لك لقد كنت رجل دولة بالمعني‮ الصحيح بغض النظر عن الخلاف أو الاتفاق معك»‮.‬
‮ وما رسالتك للشعب المصري؟
‮ أقول للشعب المصري‮.. نحن دائماً منحازون إليكم،‮ وأي‮ مسئول‮ يتخلي‮ عن رسالته في‮ دعم الشعب المصري‮ والوقوف إلي‮ جانبه فلماذا نبقي‮ نحن في‮ مناصبنا،‮ نحن بدونكم لا نساوي‮ شيئًا‮.‬
الجمعة القادم الحلقة الثالثة‮: «‬أيام مع مرسي‮»!!‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.