يقول تعالى فى سورة البقرة: 127 - 128: «وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، ربنا واجعلنا مسلمَين لك ومِن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويُعلمهم الكتاب والحكمة ويُزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم». والقواعد هنا ليست قواعد البناء من الأحجار والرمال والكسوة وحسب وإنما حقيقة القواعد هى البنيان الروحى لمكة، ففى هذا المكان نطوف ونسعى وفيه ندعو ونلبى، ونحن نعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يحده مكان ولا زمان، وإنما نتوجه إليه سبحانه فهو العلى العظيم. واجعلنا مسلمين وهنا التوجه بالنفس والذهن والإدراك والاستمساك بعروة الأدب بين يديك، فقمة عظمة الله للإنسانية اكتملت مع الإسلام. ونحن نحبك يا ربنا وأرنا مناسكنا تعنى أننا لا ندرى كيف نعبدك فالنسك هو منهج العبادة والتوبة من الله والهدى إن لم يكن منه فلا هدى، فالمؤمن الموحد يعلم أن الحركة التى يتحركها إنما هى باستخدام القوة التى هى من الله فإن أحسن استعمال الحركة فله وإن أساء استخدامها فعليه. والرسول هو محمد صلى الله عليه وسلم قلباً كاملاً تاماً نزيهاً كصفحة بيضاء جرى فيها قلم القدرة الإلهية ليكون هذا الرسول رحمة للعالمين، وآثر التلاوة على نفس المؤمن يبكيه وكتاب من غير حكمة مثل الجسد من غير روح. ويزكيهم وهى الزيادة وزكت النفس أى طهرت فهو يطهرهم من النفاق والرياء ومن الكذب والخداع، ولذلك فإن الله هو الطاهر ومحمد طاهر الدين والدنيا. مصطفى أبوحلوة