الإسلام هو دين الله -سبحانه- وهو دعوة كل أنبياء الله التي أجملها ربنا -تبارك وتعالي وأكملها وأتمها وحفظها في القرآن الكريم فانطلاقا من وحدانية الله -سبحانه وتعالي- كانت حقيقة وحدة الدين. فكما أن الله واحد فهدايته للبشرية واحدة اسمها "الإسلام". وهو اسم مستمد من الأصلين العربيين: "السلام" و"التسليم". بمعني الرضا بأوامر الله تعالي والتسليم لحكمه في سعادة وسلام. ولذلك كان الإسلام هو دعوة كل أنبياء الله ورسله وفي ذلك يقول ربنا تبارك وتعالي: "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإنه الله سريع الحساب" آل عمران: 18-.19 وأكد ربنا تبارك وتعالي هذا الحكم القاطع في نفس السورة بقوله العزيز: "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" آل عمران .85 وعاود ربنا سبحانه وتعالي تأكيد هذا الحكم في عدد كبير من آيات القرآن الكريم وذلك من مثل قوله تعالي: "ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا" النساء: .125 ويؤكد القرآن الكريم أن كل نبي وكل رسول بعث بالإسلام القائم علي التوحيد الخالص لله -تعالي- وعلي عبادته بما أمر وعلي حسن القيام بواجبات الاستخلاف في الأرض بعمارتها وإقامة شرع الله وعدله في ربوعها وفي ذلك نقرأ من كلام ربنا "تبارك وتعالي- الآيات القرآنية الآتية: "فتلقي آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدي فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" البقرة: 37-.39 "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ووصي بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفي لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل واسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون". البقرة: 127-.133 قالوا كونوا هودا أو نصاري تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلي إبراهيم وإسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما أوتي موسي وعيسي وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون" البقرة:135-136". "فلما أحس عيسي منهم الكفر قال من أنصاري إلي الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بأنا مسلمون" آل عمران 52". "ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين إن أولي الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين" آل عمران: 67-.88 * أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل علي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط وما أوتي موسي وعيسي والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" آل عمران: 83-.85 "إنا أنزلنا التوراة فيها هدي ونور يحكم بها النبيون الذين اسملموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك: هم الكافرون" المائدة: 44". "وإذ أوحيت إلي الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون" المائدة: .111 "وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتي إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين "آلان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكن لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون" يونس: 90-92". ومن هنا يحتم القرآن علي كل مسلم الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله دون تمييز أو تفريق انطلاقا من قول ربنا "سبحانه-: "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته:ته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير". البقرة: .285