بعد نهاية الدور الأول من عمر بطولة كأس العالم لكرة القدم ، كانت الظاهر الأبرز بخروج العديد من المنتخبات الكبرى مبكراً في مونديال كانت السمة الأساسية فيه المفاجآت الصارخة التي جعلت منتخبات بحجم كوستاريكا تظهر بالدور الثاني في مقابل وداع حزين لمنتخبات أوروبية عريقة مثل إنجلتراوإيطاليا واسبانيا وكرواتيا. الظاهرة الأبرز التي شهدتها مباريات بطولة كأس العالم تمثلت في الانقلاب الحاد في بورصة المدربين، ونشرت صحيفة «دايلي مايل» البريطانية قبل المونديال تقريراً يفيد بأن الرواتب السنوية لمدربي منتخبات المونديال ضخمة للغاية ويتصدرها المدرب الإيطالي العجوز فابيو كابيلو المدير الفني لمنتخب روسيا ويليه روي هودجسون وبرانديلي ويواخيم لوف ثم ديل بوسكي. وبالتأكيد ستتغير الأمور عقب نهاية منافسات كأس العالم بعد أن لمع نجم أكثر من مدرب في المونديال البرازيلي وعلى رأسهم فيليبو سكولاري مدرب البرازيل وخوسيه بيكرمان المدير الفني لمنتخب كولومبيا وأيضاً خورخي بينتو مدرب كوستاريكا الذي حقق مفاجأة مدوية بالإطاحة بمنتخبات كبرى بحجم إيطالياوإنجلترا وأيضاً أوسكار تاباريز الذي قاد أوروجواي للمركز الرابع في بطولة كأس العالم 2010 ونجح في الصعود بمنتخب السيلسيتي للدور الثاني بالنسخة الحالية. وعلى النقيض تماماً ، أصاب الفشل العديد من المدربين الكبار الذين سيجدون أنفسهم خارج مناصبهم بعد نهاية مشوارهم بالبطولة مبكراً. ورسمياً أعلن ثلاثة مدربين رحيلهم عن مناصبهم في المونديال هم الفرنسي صبري لموشي مدرب كوت ديفوار الذي أعلن الرحيل بعد الوداع المخيب للآمال في بطولة كأس العالم بهزيمة مريرة على يد اليونان ولم يحقق لموشي المطلوب منه مع الأفيال رغم أنه استمر لأكثر من عامين مع كوت ديفوار خاصة أن الفريق لم يحرز أي لقب حتى خلال مشاركته ببطولة كأس الأمم الافريقية 2012. وجاء الدور أيضاً على المدرب القدير تشيزاري برانديلي المدير الفني لمنتخب إيطاليا الذي أعلن استقالته رغم أنه جدد عقده قبل انطلاق المونديال بأيام قليلة، وأكد برانديلي أنه حان الوقت للرحيل بعد الخروج المبكر على يد أوروجواي من الدور الأول ليكرر سيناريو مونديال 2006. تجربة برانديلي مع إيطاليا لم تكن فاشلة كما يعتقد البعض فالمدرب القدير نجح في قيادة الأزوري إلى وصافة أوروبا في بطولة الأمم عام 2012 وأعاد الهيبة لمنتخب إيطاليا كما أنه حرر الأزوري من الطريقة الدفاعية العقيمة واكتشف وجوهاً بالجملة لصالح منتخب بلاده. وترددت أنباء عن تعيين الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني الحالي لفريق جالاتا سراي التركي لتدريب الأزوري خلفاً لبرانديلي خاصة أن اسم مانشيني تردد بقوة قبل بطولة اليورو الأخيرة إلا أن الأمر انتهى بتأهل إيطاليا للمركز الثاني. واستقر صفوت ساسيتش مدرب البوسنة على الرحيل بعد أن فشل في قيادة الفريق للتأهل للدور الثاني بالمونديال رغم امتلاكه يضم العديد من اللاعبين المتميزين أمثال إيدين دجيكو وبيانيتش وليايتش. وأصبح أكثر من مدرب مهدداً بالرحيل عقب المونديال مثل الداهية الاسباني فيسنتي ديل بوسكي المدير الفني لمنتخب أسبانيا والذي ودع المونديال مبكراً وفقد لقبه بالبطولة، وألمح بوسكي للرحيل عن منصبه بعد ارتباط دام أكثر من 5 أعوام كاملة نجح خلالها في وضع الماتادور على قمة منتخبات العالم. ويأتي ألبرتو زاكيروني المدرب الحالي لمنتخب اليابان على رأس المرشحين للرحيل عن منصبه بعد أن قاد محاربي الساموراي لخروج مهين من الدور الأول وهزيمة ساحقة أمام كولومبيا برباعية وعروض هزيلة كما أصبح المدرب نيكو كوفاتش المدير الفني لمنتخب كرواتيا مهدداً بالرحيل عن منصبه. وسار الاتحاد البرتغالي عكس التيار وأعلن تجديد الثقة في خدمات المدير الفني باولو بينتو حتى في حالة فشله في التأهل للدور الثاني للمونديال وهو نفس الاتجاه الذي يسير به منتخب إنجلترا الذي جدد الثقة في مدربه القدير روي هودجسون.