اسعار اللحوم اليوم الثلاثاء 28اكتوبر 205فى اسواق ومجازر المنيا    أسعار الذهب تستعيد مستوى 4 آلاف دولاراً للأونصة    أسعار مواد البناء اليوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025    وزيرة التخطيط تشارك في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» بالسعودية    الأمم المتحدة: قوات الدعم السريع ترتكب فظائع وانتهاكات خطيرة في الفاشر وكردفان    وزير الخارجية يبحث مع كبير مستشاري «ترامب» تطورات الأوضاع بالسودان وليبيا    حبس المتهمين بالتنقيب عن الآثار في المرج    رئيس الوزراء يفتتح مشروع تطوير سوق العتبة بوسط القاهرة    آخر فرصة لحج القرعة 2025.. خطوات التقديم أونلاين من البيت قبل غلق الباب اليوم    محافظ أسيوط: شاشات عرض بالمراكز والأحياء لمتابعة افتتاح المتحف المصري الكبير    نزلات البرد في فصل الشتاء.. المرض الموسمي الذي لا يرحم الكبار ولا الصغار    قنديل: استاد الأهلي سيُبنى وفق أحدث المعايير والتقنيات الحديثة    كرة اليد، موعد مباراة مصر والمغرب في كأس العالم للناشئين    رد فعل أحمد شوبير على أزمة مشاركة نبيل دونجا فى السوبر المصرى    صعود جماعي لمؤشرات البورصة المصرية في بداية تعاملات الثلاثاء    آداب حلوان تستقبل الطلاب الوافدين البلغاريين    الجيزة تواصل استعداداتها المكثفة لافتتاح المتحف الكبير.. سباق الزمن لإظهار الوجه الحضاري لمصر أمام العالم    ماذا قال المتهم بنشر «بوست» عن واقعة وهمية لخطف طالبة؟    ضبط 4 أطنان سوداني ملون بمادة مصنعة من سم الفئران في الشرقية    مصرع موظف ببنك فى حادث تصادم بين سيارتين بالمنوفية    زلزال بقوة 3.5 درجة يضرب مقاطعة "لاجونا" الفلبينية    ذات يوم 28 أكتوبر 1944.. دفن شاه إيران «الأب» رضا بهلوى بمسجد الرفاعى.. والشاه «الابن» يتهم الملك فاروق بسرقة سيف والده المرصع بالأحجار الكريمة والمدفون معه    الإعصار ميليسا يتحول إلى الفئة الخامسة قبالة سواحل جامايكا    عيادة ثابتة و5 سيارات خدمات متنقلة أبرزها، خطة التأمين الطبي لافتتاح المتحف المصري الكبير    المتحدث باسم حماس: إسرائيل تكذب بشأن مساعدتنا.. وبعض جثامين أسراها قد تكون في مناطق تسيطر عليها    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 28-10-2025 في محافظة قنا    خالد الجندي: في الطلاق رأيان.. اختر ما يريحك وما ضيّق الله على أحد    بوتين ووزيرة خارجية كوريا الشمالية يتعهدان بتعزيز العلاقات الثنائية    أسعار المأكولات البحرية والجمبري اليوم الثلاثاء 28-10-2025 في محافظة قنا    رابط حجز تذاكر المتحف المصري الكبير.. احصل على تذكرتك    موعد بداية شهر رمضان 2026 وأول أيام الصيام فلكيًا    مستشار وزير الثقافة: مصر تسجّل 10 عناصر تراثية في اليونسكو بينها السيرة الهلالية والأراجوز    رسميًا.. موعد امتحانات الترم الأول 2025-2026 (متى تبدأ إجازة نصف العام لجميع المراحل التعليمية؟)    بعد حلقة الحاجة نبيلة.. الملحن محمد يحيى لعمرو أديب: هو أنا ضباب! أطالب بحقي الأدبي    القنوات الناقلة لمباراة النصر ضد الاتحاد في كأس خادم الحرمين الشريفين.. والموعد    جاهزون.. متحدث مجلس الوزراء: أنهينا جميع الاستعدادت لافتتاح المتحف الكبير    ترامب يتوقع زيارة الصين العام المقبل ويرجح استقبال «شي» في أمريكا    تحرك طارئ من وزير الشباب والرياضة بعد تصريحات حلمي طولان (تفاصيل)    استقبال رسمي مهيب، لحظة وصول شيخ الأزهر إلى قصر الرئاسة الإيطالي في روما (فيديو)    زاهي حواس: المصريون القدماء عرفوا القائمة وتعدد الزوجات (فيديو)    موسكو تفند اتهام واشنطن لها بنيتها البدء بسباق تسلح نووي    «لاماسيا مغربية» تُبهر العالم.. وإشراقة تضيء إفريقيا والعرب    #عبدالله_محمد_مرسي يتفاعل بذكرى مولده .. وحسابات تستحضر غموض وفاته ..فتش عن السيسي    الزناتي يشارك في احتفالية اليوبيل الماسي للهيئة القبطية الإنجيلية    رئيس محكمة النقض يزور الأكاديمية الوطنية للتدريب    تصل إلى الحرائق.. 6 أخطاء شائعة في استخدام الميكرويف تؤدي إلى كوارث    مفاجأة.. الزمالك يفكر في إقالة فيريرا قبل السوبر وتعيين هذا المدرب    درس في المرونة وتقبل التغيرات.. حظ برج الدلو اليوم 28 أكتوبر    «الداخلية» توضح حقيقة زعم أحد المرشحين بالأقصر تعنت مركز شرطة القرنة في الإفراج عن نجله    الداخلية تكشف حقيقة ادعاء محاولة اختطاف فتاة في أكتوبر    «Gates»: انضمام «عز العرب» إلى عملائنا بمقر رئيسى في «Space Commercial Complex»    أبوريدة يحسم الملفات الحائرة بالجبلاية.. المفاضلة بين ميكالي وغريب لقيادة المنتخب الأولمبي    ذاكرة الكتب| تدمير «إيلات».. يوم أغرق المصريون الكبرياء الإسرائيلى فى مياه بورسعيد    «العمل» تُحرر 338 محضرًا ضد منشآت لم تلتزم بتطبيق الحد الأدنى للأجور    بعد مأساة الطفل عمر.. كيف تكشف لدغة ذبابة الرمل السوداء التي تُخفي موتًا بطيئًا تحت الجلد؟    انتبه إذا أصبحت «عصبيًا» أو «هادئًا».. 10 أسئلة إذا أجبت عنها ستعرف احتمالية إصابتك ب الزهايمر    حكم طلاق المكره والسكران في الإسلام.. الشيخ خالد الجندي يحسم الجدل ويوضح رأي الفقهاء    اعرف وقت الأذان.. مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 27 أكتوبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بين عامى 1935 و1936
مصر حاربت مع أثيوبيا ضد الاحتلال الإيطالي
نشر في الوفد يوم 26 - 06 - 2014

حاربت الاحتلال الإيطالي مع الشعب الإثيوبي .. أطقم من الأطباء المصريين.. لعلاج الجنود الإثيوبيين الجرحى.. مظاهرات شعبية مصرية.. تدين احتلال موسوليني لإثيوبيا
.. الضباط المصريون يتطوعون بصفوف الجيش الإثيوبي .. النحاس باشا + مكرم عبيد باشا: مصر مع الصديقة إثيوبيا ..لصحافة المصرية تدين الاحتلال + معونات عسكرية ومالية
شعب مصر: المسلمون والمسيحيون مع الشعب الإثيوبي
الكُتاب المصريون حاربوا بأقلامهم الاحتلال.. وأدانوا إيطاليا
كثير من باشوات مصر يجري بعروقهم دم حبشي بالزواج
الدكتور محمد الصاوي جمعة كان أول شهيد مصري في معارك إثيوبيا ومصر المحروسة العسكرية ضد الاحتلال الإيطالي عام 1935.
تسجيلاً لحقائق تاريخية: إن الرأي العام المصري وإسهام الشعب المصري في مساندة الدولة الإثيوبية.. والشعب الإثيوبي عن أراضيهم في النصف الثاني من عام 1935.. والنصف الأول من عام 1936.. هذا التاريخ يوافق عدوان إيطاليا على الأراضي الحبشية التي تقع في حوض نهر النيل.. وتربطها بمصر الكثير من الروابط التاريخية + الجغرافية + الدينية.
وكلمة حق تقال: يسجل التاريخ المصري.. أن شعب مصر قاطبةً.. وقف إلي جوار اثيوبيا ضد العدوان الإيطالي الذي قصد عن عمد احتلال الأراضي الحبشية! لقد كانت ميول المصريين وعواطفهم ومشاعرهم إلى جانب الشعب الاثيوبي ضد الغزو الايطالي الغاشم.. ويسجل التاريخ أن الكُتاب المصريين وقفوا كالجبل الشامخ ضد العدوان الغاشم الذي حاربوه بأقلامهم.. إما في كتب وإما مقالات ساخنة ضد العدوان الايطالي.. وقد كان «موسوليني» يبغي من وراء ذلك الاعتداء الذي تحول فيما بعد إلى احتلال كامل للأراضي الاثيوبية، كان يريد تكوين إمبراطورية ايطالية.. وذلك أسوة بما فعلته بريطانيا + فرنسا + ألمانيا في القارة الأفريقية.
عطاءات مصر للشعب الإثيوبي الشقيق
وقد شاركت مصر الدولة الشقيقة إثيوبيا.. في هذه المحنة اللا انسانية. ويسجل التاريخ الدور الذي قامت به مصر المحروسة على المستوي الشعبي والحكومي والحزبي.. ويقول المرحوم الدكتور عبدالملك عودة، أستاذ سابق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.. وخبير الشئون الأفريقية بشكل عام، ودولة إثيوبيا بشكل خاص.. إن ما قدمته مصر خلال هذه المحنة لدولة إثيوبيا، الجارة + الصديقة التي تربطنا بها علاقات قوية.. لأن ماء نهر النيل قادم إلينا من الهضبة الإثيوبية منذ الأزل.. من قديم الزمان! ودماء المصريين سالت فوق أراضي الحبشة!
ويسجل التاريخ: إن مصر كانت معطاءة.. وعطاءاتها سارت على درب خطة عامة شارك فيها الشعب + الحكومة + الصحف والمجلات + ما كتبه الكثير من المؤلفين في كتبهم + مئات المتطوعين «وربما أكثر» من ضباط الجيش المصري + أعداد كبيرة من الأطباء والممرضين والممرضات.. ولقد كان للأحزاب باع طويل تمثل في اجتماعاتها وكذلك الصحف التي تصدرها.. بخلاف فتح باب التبرعات بشكل عام.
ويسجل التاريخ خطة مصر العامة والخاصة التي شغلت البلاد في جميع قطاعات الدولة المصرية.
ونتحدث عن دور الكُتاب + المؤلفات الكثيرة
قال الدكتور محمد أنيس، في كتابه عن ثورة 23 يوليو عام 1952: إن الظروف الدولية حتمت معاهدة دولية بين مصر من جهة، وبريطانيا من جهة أخرى، وإن القصد من الالتفاف حول ايطاليا التي كانت تريد انشاء امبراطورية على حساب دولة اثيوبيا التي قامت باحتلالها لتكون بداية الأحلام الايطالية!
وقال الدكتور صلاح العقاد في كتابه عن الحرب العالمية الثانية والاستعداد لها، وقال في فصل عن العدوان على الحبشة وكذلك ليبيري. إنهما دولتان مستقلتان في القارة الافريقية.. والعدوان الايطالي على الحبشة ازعج أوروبا.. لأن طموحات «موسوليني» سوف تؤثر ايجابياً في مصالح أوروبا في قارة أفريقيا.
أيضاً أصدر د. راشد البراوي كتاباً عن الحبشة.. تحدث عن الغزو الايطالي.. واتفاق دول «الأعضاء» في عصبة الأمم على توقيع عقوبات رادعة!
ويسجل التاريخ أن هناك مقدمات سبقت الهجوم العسكري الإيطالي.. ويشير د. عبدالملك عودة الى أن المقاومة الاثيوبية كان لها تاريخ بدأ بعد مغادرة الامبراطور هيلاسلاسي بلاد الحبشة.. وكان ذلك في الرابع من شهر سبتمبر عام 1935.. وأن القائد الايطالي الماريشال «بادرليو» دخل العاصمة أديس أبابا في الخامس من شهر مايو 1936.. وأن «موسوليني» حاكم إيطاليا أعلن قيام افريقيا الشرقية الايطالية في أول يونية عام 1936.
إن الاحتلال الايطالي لدولة الحبشة الصديقة.. شغل تماماً الاهتمام الشعبي المصري.. كذلك كان تأييد الرأي العام المصري لقضية وكارثة الاحتلال الايطالي.. بخلاف ذلك نسجل أيضاً أن الموقف الحكومي كان ضد الاحتلال.. وإجمالاً كان الدور المصري وطنياً + وكانت العطاءات كلها تشير الى حب ومحبة للشعب الإثيوبي والدولة الإثيوبية.
القتال مع الإثيوبيين كان ضريبة وطنية
في حديث نشرته مجلة المصور.. اقترح النبيل اسماعيل داوود تكوين وتأليف فرقة خاصة من المتطوعين.. يتولى قيادتها ضباط مصريون. كان بينهم وبين القيادة العسكرية الإثيوبية اتصال.. وقد حققت الفرقتان العسكريتان «المصرية والإثيوبية» انتصارات على جنود الاحتلال، نشرت ذلك جريدة «روزاليوسف» اليومية! وجاء في نفس الجريدة، أن القوات الإثيوبية المصرية شاركت في معارك كثيرة أطلقوا عليها معارك التحرير.
ونشرت مجلة «المصور» الأسبوعية تحقيقاً صحفياً عن قائد الجيوش المصرية - الإثيوبية في الجبهة الجنوبية.. كان اسم ذلك القائد «محمد وهيب باشا» - من أصل تركي - عاش في لبنان.. ثم بعد ذلك اختار مدينة حلوان مقراً لاقامته عندما سافر إلى إثيوبيا.. تولى قيادة الجيوش الاسلامية في منطقة «هرر».. وهذا القائد من زملاء كمال أتاتورك.
وقد نشرت جريدة «البلاغ» رسالة من جندي مصري برتبة شاويش.. حوت الرسالة سطوراً كثيرة حول نشاط وحيوية الجنرال وهيب باشا في العديد من المعارك ضد جيش الاحتلال الايطالي!
لجنة لقضية الحبشة تضم المسلمين والأقباط
تكونت في القاهرة لجنة عامة.. تكونت المجموعة الأولى منها من: النبيل اسماعيل داوود + د. عبدالحميد سعيد الرئيس العام لجمعيات الشبان المسلمين.. وكانت اللجنة في خدمة كل ما يتعلق بقضية الاحتلال الايطالي لدولة إثيوبيا.. وكان عمل اللجنة الثانية الاتصال بين البطريرك الأنبا «يؤانس» والأمير طوسون.. وبعد تحقيق نتائج مبهرة في الخدمة العامة بجميع أسمائها + مسمياتها.. واختير الأنبا يؤانس راعياً لتلك اللجنة + عمر طوسون رئيساً فخرياً لها.. واسماعيل داوود رئيساً + عبدالحميد سعيد نائباً للرئيس.. وكانت اجتماعات اللجنة تتم في البطريركية، وكثر أعضاء هذه اللجنة العامة.. حتى إنها استوعبت عدداً كبيراً من الأمراء + النبلاء + البشاوات + البكوات + الوزراء + المحامين + الأطباء + مُلاك الأراضي + التجار.. ومن الزعماء: النحاس باشا الذي قال:
إن الاحتلال الإيطالي للدولة الإثيوبية كان كارثة بجميع المقاييس.. وهى حالة خطيرة تجعل مصر في وضع خاص.. يحتم عليها أن تقف في صف الصداقة + حُسن الجوار + ضرورة أن تقوم بواجبها الوطني نحو جارة صديقة.. مصالحها هى مصالحنا.. وحربها هى حربنا.. وجهادها هو جهادنا!.. إن ميدان القتال في إثيوبيا.. هو ميدان قتال لمصر، وهو دور لابد أن تقوم به مصر.. وتتحمله برضاء كامل + حب + عطاءات من مصر لإثيوبيا الصديقة.. يجب أن تتم بلا حدود!
وقال النحاس باشا أيضاً: إن إثيوبيا هى أرضنا.. وميدان القتال في بلاد الحبشة هو ميداننا، إن ذلك ضرورة لابد أن نحققها وكلمة أخيرة: حي على الجهاد لنصرة إثيوبيا.
وقال محمد محمود باشا: النزاع الايطالي - الحبشي «يمس» مصر وسلامتها.. ويفرض ضريبة القتال من جنود مصريين لابد أن يقاتلوا في صف واحد مع جنود اثيوبيا.
وقال عثمان محرم باشا: إن الحبشة والإخوة الأحباش لم يعبثوا منذ فجر التاريخ حتى اليوم.. بمصالح مصر فيما يخص المياه التي نحتاجها.. والقادمة إلينا عبر نهر النيل من الهضبة الحبشية! وهذا جميل في اعناقنا وفي أعناق حكومة مصر + أحزابها + وشعبها.
وقال فكري باشا أباظة: إن الحرب في الصف الاثيوبي.. ومع الشعب الإثيوبي واجب وطني.. والدم المصري الذي يسيل في معارك الحرية ضد الاحتلال العسكري الايطالي وسام علي صدر كل مصري! إن ما تحتاجه إثيوبيا من متطوعين + أي معونات غذائية أو عسكرية واجب في أعناقنا لابد أن نقوم به علي شرف الجهاد المصري - الإثيوبي! ولن يهدأ لنا قرار. اتخاذ أي قرار في صف إثيوبيا وشعبها.. وذلك لتحرير الأرض وطرد المستعمر الغاصب الجبان.
ويقول الدكتور عبدالعظيم رمضان: لقد اشتركت مصر في جميع التدابير الحربية.. كأنها احدى الدول المتحاربة.. رغم أن مصر لم تكن عضواً في «عصبة الأمم»... ولم تكن قد حصلت على استقلالها.. ورغم ذلك.. قبلت تنفيذ العقوبات التي فرضتها المنظمة الدولية «عُصبة الأمم» على ايطاليا في 14 أكتوبر سنة 1935.. وقد شكرت المنظمة الدولية مصر علي قرارها ضد ايطاليا.
الأحزاب تؤيد إثيوبيا وتحارب الاحتلال الغاشم
ويسجل التاريخ أن الأحزاب المصرية لم يتخلف فيها حزب واحد عن تأييد اثيوبيا ضد الاحتلال الايطالي الغاشم، ولقد قامت الأحزاب بتشكيل لجان من أجل مساعدة الحبشة.. والمساعدة كانت في شكل اعانات غذائية + مالية + أقمشة بدون حياكة.. وأخرى بالآلاف لجميع الأعمال من الرجال + النساء + الأطفال.
وكان هناك مطبوع قام بتأليفه محمد لطفي جمعة.. اسم الكتاب: «الأسد الأفريقي الإثيوبي والنمر الإيطالي».. مطبوع عام 1935.. وهذا هو ملخص لما جاء في الكتاب في النقاط التالية:
- إن إثيوبيا أو الحبشة.. هي الوطن الوحيد المستقل في القارة الأفريقية.. وهي في قلب كل مصري.
- اهتمام مصر بقضية الحبشة سببه الجوار + الصداقة التي تربط بين مصر وإثيوبيا + رباط نهر النيل الأبدي.. الذي يربط بين مقر المنبع.. ومقر المصب.
- إن شعب اثيوبيا لم يعبث أبداً بمياه نهر النيل.. رغم علمهم أن 90 بالمائة من أمطار الحبشة تنبع من الهضبة الإثيوبية.
- إن سعي إيطاليا لاحتلال الاراضي الاثيوبية.. هو رغبة من موسوليني في إقامة توسعات استعمارية أسوة بالدول الأوروبية وعلي قمتها بريطانيا + فرنسا + ألمانيا.
- مصر وقفت مع الأحباش ضد الاحتلال الايطالي.. لأن نداء الحرية التي كان يطالب بها لشعبها هذه الحرية جمعت بين إثيوبيا ومصر!
شهيد.. طبيب مصري اسمه محمد الصاوي جمعة
ولقد كثرت البيانات التي صدرت عن جميع اللجان في الأحياء المصرية في القاهرة والاسكندرية + المدن الكبرى.. وهناك لجان فرعية كثيرة منها لجان نقابة المحامين + نقابة المهندسين + نقابة الصحفيين + نقابة الزراعيين + نقابة الأطباء.. وهذه الأخيرة قدمت الآتي:
- ثلاثة أفواج من الأطباء الاستشاريين في جميع التخصصات.. وصل عدد ثلاثة أفواج كل فوج به حوالي خمسة عشر طبيباً + 52 ممرضة وعدد من الممرضين.. وذلك بخلاف كميات كبيرة من الأدوية لجميع الأمراض.. خاصة الحالات الجراحية التي تتخلف عن المعارك العسكرية.. وعلاج الجرحى!
- لقد تم استشهاد طبيب مصري اسمه د. محمد الصاوي جمعة، كان عمره 26 سنة.. نشرت الصحف المصرية صوراً ومعلومات عن تاريخ حياته.. ولم يعرف هل دُفن في اثيوبيا كشهيد أم أن جثمانه نُقل إلى مصر ليدفن في مدافن أسرته.
لجان جامعية وطلابية وشعبيته رجالاً ونساءً
وكان لطلاب الجامعة + المدارس نصيب في النشاط المصري لمساعدة الشقيقة الدولة الإثيوبية.. كانت هناك لجان من الطلاب أهمها لجنة طلابية لجامعة فؤاد «جامعة القاهرة الآن».. وكانت تهتم بالتبرعات المتنوعة من مال + ملابس + أغذية مجففة وقد حقق تنظيم «قريش الحبشة» طوابع كان يوزعها مقابل تبرع مالي.
وكان هناك نشاط كثير من قبل الجمعيات الإسلامية والجمعيات المسيحية.. وقد نظمت لهم أسواق خيرية منوعة.. وكانت تشرف على جميع هذه الأنشطة لجان خاصة تنفيذية مثل اتحاد الجمعيات القبطية.. واتحاد جميع الهيئات الاسلامية.. وكان نشاط جمعية «الشبان المسلمين» واضحاً ومحققاً لجميع الأغراض العسكرية والإنسانية وأيضاً الأغراض الاجتماعية لصالح الدولة الإثيوبية.
ويحسب للدكتور عبد الحميد سعيد رئيس جمعية الشبان المسلمين إرساله نداء ورسالة طويلة للباب في روما.. يشكو العدوان الإيطالي على الحبشة.. ويطالب بالجلاء عن الأراضي الإثيوبية.
دور الأحزاب ومختلف قطاعات الشعب المصري
وبمرور الوقت كثرت أعداد المصريين من مختلف القطاعات المتعددة: الأسرة الملكية + الزراعيون + رؤساء المصالح الحكومية + المصالح الخاصة «رجال الأعمال + المحامون + الأطباء + ملاك الأراضي + التجار» وأخيراً أعداد كبيرة من الشخصيات المصرية وكبار رجال الأحزاب مثل: محمود فهمي النقراشي + عبد الرحمن عزام + عثمان محرم + خشبة باشا + علي باشا ابراهيم + واصف غالي باشا + ميشيل لطف الله + ابراهيم دسوقي أباظة».. وغيرهم كثير جداً.. هؤلاء وغيرهم جميعاً قدم لإثيوبيا ما يستطيع أن يقدمه من مقالات + أبحاث + كلمات في مناسبات وفي احتفالات تؤيد موقف مصر المحروسة الجامع والشامل من أجل الوقوف إلي جوارها بالآتي:
- المتطوعون من الجيش والقطاعات المدنية + المتطوعون من الأطباء + طلاب السنة النهائية لكلية الطب + جميع فئات وطبقات الشعب + السلطة التنفيذية + رجال البرلمان: مجلس النواب والشيوخ + جميع أطياف الشعب + إداراتها في القاهرة + الأحزاب المصرية + عواصم المدن الكبرى + مدراء المصالح الحكومية + قطاع العمد والمشايخ في القرى المصرية.
ولقد وجدت الترجمة طريقها إلى الأخبار + الموضوعات والتحقيقات الصحفية التي قامت بتغطيتها الميديا الأوروبية.. وكانت غالبيتها حول: توجيه الاتهام الى ايطاليا التي احتلت الدولة الإثيوبية من أجل امتداد مساحة الاحتلال الإيطالي إلى بلدان افريقيا.. وكانت إثيوبيا هى الدولة المختارة!
وكان هنا نشاط آخر خارج حدود الدولة المصرية.. وكان القائم على هذا النشاط المصريين في الخارج.. والسؤال المهم: ماذا قدموا؟! والجواب:
- نشاط لشباب مصر الدارسين في الخارج: قاموا بإنشاء كثير من الجمعيات في عواصم الدول الأوروبية مثل: لندن + باريس + برلين + بعض دول شمال أوروبا.. بخلاف اتصالات مع بعض النقابات العمالية، وكان الهدف من وراء ذلك كشف الغطاء عن الاستعمار الإيطالي الدنس القذر الذي يقوم باحتلال الدول الافريقية.. وكانت إثيوبيا هي الدولة التي كانت محور نشاط الشباب المصرى في الخارج.. وكانت في بعض الأحيان الصور غير شاهد علي سوء الاحتلال الإيطالى.
ومن الأخبار المثيرة: أن هناك رجالاً كباراً ممن يحملون لقب الباشوية تجرى في عروقهم الدم الحبشى عن طريق الجنس الناعم.. عن طريق الزواج بالأمهات الحبشيات وهم: عدلي يكن باشا + حسين سعيد باشا + إمام العبد + البرنس محمد داود والد النبيل إسماعيل داود + اللواء عبدالرحيم فهمي باشا + أحمد صادق باشا + الزعيم أحمد عرابى.. وهذا البطل الشعبى المصري معروف عنه زواجه من سيدة حبشية أنجب منها الكثير من الأطفال.
كلمة أخيرة:
هذه الكلمة هي حسن الختام..
لقد كان حب مصر.. وشعب مصر.. وجميع سلطات الحكم لدولة إثيوبيا + شعبها الكريم + سلطات الحكم بها التي رعت + حمت + اعتنت بنهر النيل.. وماء النهر الذي يجرى ماؤه فوق هضبة الحبشة.. ويظل يجري لأسوان.. ثم يتحرك في أمان إلي فرعى المصب: دمياط ورشيد.
وتمضي سنوات الزمن تمضي.. تحوطها دولة شقيقة هي إثيوبيا.. ودولة صديقة أحبتها مصر بقلوب شعبها النقية.. وهو بحق حب أخوى + صادق + أبيض اللون كالثلج الناصع البياض.. وكان الدليل: وقوف مصر مع إثيوبيا وشعبها ورجال الحكم فيها أيام الاحتلال الإيطالى.. لم تبخل بشيء.. قدمت كل ما هو غال من أجل وطن «إثيوبيا».. حتي يرحل الاستعمار! وهناك دماء زكية مصرية اختلطت بأرض إثيوبيا.. وهو طبيب شهيد من أجل إثيوبيا.. ونحن في عام 2014!! عام سد النهضة. لماذا تقولون: «لا».. ومصر قالت لكم 1935 قالت «نعم»!! إن قضية «سد النهضة» لا يمكن أن تكون محنة لشعب مصر.. إن الصداقة تحتم الحل العادل.. إثيوبيا تستفيد.. ومصر تستفيد! ولا يمكن أن يُضار شعب.. وتضار حضارة عمرها آلاف + آلاف السنين.. والله محبة!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.