استضافتني الإعلامية الشهيرة راندا أبو العزم على قناة «العربية» للحديث عن إمكانية المصالحة مع الاخوان في ظل وجود السيسي في قصر الاتحادية فقلت لها إن المصالحة مع الإخوان في ظل الدماء الساخنة التي تسيل كل يوم لمجموعة من شهداء الشرطة والجيش باتت مستحيلة سواء في ظل وجود السيسي أو حتى صباحي داخل القصر!! فالمشكلة الآن أصبحت بين الشعب وبين هذه العصابة.. وليست كما يحاول الاخوان الترويج لها على انها صراع حول السلطة، وقلت أيضاً إن أي - حاكم في ظل هذه الأجواء الساخنة - لن يستطيع انتزاع موافقة الشعب على التصالح مع هذه العصابة الدموية، والتي تضيف كل يوم لسجلها عملاً إرهابياً جديداً، وجاء السؤال الأهم لراندا أبو العزم، هل تتوقع استمرار هذه الأعمال الإرهابية إذا ما أراد الحاكم القضاء على الإخوان؟ فقلت: هذه الأعمال الارهابية رد فعل طبيعي من هذه العصابة التي أخطأ المصريون، وتعاملوا معها على أنها جماعة سياسية، وأدخلوها الحياة السياسية حتى أوصلهم الشعب إلي سدة الحكم، فهؤلاء الذين رتبوا أنفسهم للبقاء في الحكم لأكثر من 500 سنة، وفجأة انقلب عليهم الشعب ووضعهم في السجون التي جاءوا منها، لهذا فهم يعاقبون الشعب والسلطة معاً، وأكملت: أن هذه الدماء ماهى إلا ضريبة طبيعية يدفعها الشعب حتى يصلح آثار العدوان الاخواني الغاشم والآن دعونا نسمع لصوت الشارع ستجد أنه رافض كل الرفض قضية المصالحة مع هذه العصابة، بل إن الشعب بات يحكم بالخيانة على كل أصحاب المبادرات وعلى الأقل بات يصمهم بالخلايا الاخوانية النائمة، لأن كل هذه المبادرات ما هى إلا «قبلة الحياة» لهذه العصابة التي خسرت «الجلد والسقط» في صراعها الدموي، وهو ما يؤكد أنهم يتسمون بالغباء السياسي الشديد.. لأن الغباء لازمهم وهم في الحكم ولازمهم أيضاً وهم في المعارضة، لأنهم لو كان لديهم قدر من الذكاء لانصاعوا لإرادة الشعب.. وانزووا بعيداً حتى ينسى الشعب خيبتهم في الحكم.. حتى إذا ما نسى الشعب عادوا اليه مرة أخرى لطلب وده وتسول أصواته. أما الغباء فجعلهم يشنون حرباً شعواء ضد كل المصريين شعباً وسلطة، وهو ما أفقدهم أي تعاطف شعبي أو إمكانية للاستمرار في منظومة «المظلومية» التي كانوا يجيدون تمثيلها، فكان الشعب دائما متعاطفاً معهم، وفاتحاً حضنه لهم، أما الآن فقد شعر الشعب كله بل والشعوب العربية وحكامها أنهم كمن يربي ثعباناً في منزله، فما إن يشتد عوده حتى يلدغه ويقضي عليه فوراً فأصبحوا منبوذين في كل بقاع الأرض، بل إن شعوباً لا تتحدث العربية باتت تنظر اليهم بعين الشك والريبة تمهيداً لطردهم من جنتهم الأوروبية، أما دعوات المصالحة والتي كانت في الغالب تنطلق من قبل الاخوان أنفسهم، ولكنهم كانوا يسوقونها باسماء اعوانهم وأنصارهم أو المتعاطفين معهم، فهى في مجملها رسالة للخارج أكثر منها رسالة للداخل حتى يتم تدويل الأزمة والجلوس على طاولة مفاوضات واحدة مع رجال السلطة وممثلها كما كان يحدث في جنيف مع المعارضة السورية والنظام هناك، أما الداخل فلا حديث عن المصالحة بعد أن عبأوا نفوس شبابهم بكراهية المجتمع وتكفير أفراده، في خطاب رابعة التحريضي المجرم، لذلك يرفض شبابهم كلمة المصالحة أيضاً، ويفضلون العمل السري الإرهابي والقيام بعمليات استهداف رجال الشرطة والجيش والأبرياء من المجتمع تحت غطاء الثأر لشهدائهم، لكل هذه الأمور فلا حديث عن المصالحة مع هذه العصابة على الإطلاق ومن يحدثك عن تجربة جنوب افريقيا فهو لا يعرف حقائق التجربة هناك، فالبداية كانت «المصارحة» ثم المصالحة أي اعتراف البيض بجرائمهم في حق السود ثم طلب العفو والغفران منهم، فهل ترون أي مراجعة من قبل الاخوان أو أي اعتراف بجرائمهم؟! لهذا لا حديث قريباً عن المصالحة بين «دولة» مصر وبين «عصابة» شاردة مارقة.