همس لى نائب سابق على طريقة «كلام فى سرك» أثناء اجتماع للجنة الشئون الدستورية والتشريعية فى مجلس الشعب الذى استولى الحزب الوطنى على جميع مقاعده فى الانتخابات التى أجريت أواخر عام 2010، أن صفوت الشريف هو الراعى الأول لنجاحه فى الدائرة التى اختارها له بإحدى دوائر شمال الجيزة. كنت قد «نكشت» حضرة النائب الذى كان يرأس حزبًا معارضًا من الأحزاب الورقية عن الشكوى التى قدمها ضده أهالى الدائرة إلى مجلس الشعب بأنهم لم ينتخبوه ولم يلتقوا به، ولم يعقد مؤتمرًا واحدًا فى الدائرة فكيف فاز فى الانتخابات؟! فرد علىّ حضرة النائب بابتسامة صفراء، فعلاً لم ألتق بهم، ولا عاوز أعرفهم، ويروحوا يسألوا صفوت الشريف. وعندما حاولت أسأله, يسألوا صفوت الشريف عن إيه، بدأ اجتماع اللجنة وكان يناقش طعونًا انتخابية مقدمة ضد نواب الحزب الوطنى الذين نجحوا بالتزوير والأساليب إياها! الفضول الصحفى جعلنى أبحث عن حكاية النائب الذى تبوأ مقعده تحت القبة برعاية الأمين العام للحزب الوطنى، ووجدت من يقول لى «كلام فى سرك» وهو مصدر مسئول، فى البداية قالى لى اسأل صفوت الشريف وأحمد عز، ومباشرة دخل فى الموضوع قائلاً: بعد مقاطعة القوى السياسية الرئيسية للانتخابات وفى مقدمتها الوفد، وبعد إصرار «عز» على حصول مرشحى الحزب الوطنى على أكبر نسبة غير مسبوقة من المقاعد لزم اللى بالى بالك، فقلت له مقاطعًا إيه اللى بالى بالك، كلام فى السر أيضًا، قال التوريث يا سيدى! قلت له ايه حكاية التوريث فقال: هناك دور سيكون لمجلس الشعب عندما تسيطر عليه الأغلبية التى تسمونها ميكانيكية فى تبنى ترشح جمال مبارك للرئاسة، وبسرعة عاد الحديث إلى حكاية النائب المعارض الذى نجح بقرار من الأمين العام للحزب الوطنى، وقال المصدر، مش لوحده، وذكر لى أسماء أربعة آخرين ينتمون إلى المعارضة المستأنسة التى تسعى إلى المصالح، يتبناهم «الشريف» فى الدوائر التى اختارها لهم، ونجحوا بدون أى مجهود وسألت المصدر ولماذا أصر الشريف على نجاح هؤلاء فقال إنه ذر للرماد فى العيون حتى لا يكون المجلس بالكامل من الحزب الوطنى، وسألته وكيف يضمن الشريف فوز هؤلاء، أين الإشراف القضائى، قال كله تحت السيطرة، وهل حضرتك فاكر أن مرشحى الحزب الوطنى الذين يفوزون فى الانتخابات باكتساح يعتمدون على شعبيتهم، سألت أمال نتيجة أية، قال: عوامل كثيرة وراء النجاح أهمها رضاء الكبار عن المرشح قلت له ومن هم هؤلاء الكبار، قال مثلاً لجنة السياسات، هيئة مكتب الحزب الوطنى.. وأخذ المصدر نفسًا طويلاً وقال: «عز» أجرى انتخابات برلمانية فى 2010 لا يستطيع الشيطان الإتيان بمثلها. تذكرت هذا الحوار الذى دار داخل اللجنة التشريعية بمجلس الشعب الذى تم حله بعد ثورة 25 يناير والذى مر عليه أكثر من ثلاث سنوات، بعد الحكم الذى أصدرته أمس الأول محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بحرمان قيادات الحزب الوطنى المنحل من الترشح لأى انتخابات رئاسية أو برلمانية أو محلية، عقابًا للحزب الوطنى الذى كانوا ينتمون إليه لأنه المسئول عن إفساد الحياة السياسية، وإضعاف الأحزاب، وتشكيل حكومات فاسدة أفقرت الشعب، وخلقت طبقة صغيرة تحكمت فى كل شىء. وطبق حكمًا شموليًا، رفض تداول السلطة، وحمى الفاسدين، أثار هذا الحكم ردود فعل فى الشارع السياسى البعض معه خوفًا من إنتاج نظام مبارك مرة أخرى والبعض ضده ولإنه إقصاء يتعارض مع الدستور. ويعتبرون أن الترشح حق شخصى لا يقيده إلا قانون. الإخوان خلال فترة حكمهم أصدروا قانون العزل السياسى لاستبعاد الفريق أحمد شفيق من الترشح للرئاسة وقضت المحكمة الدستورية العليا بعدم دستوريته وعاد «شفيق» إلى كشوف المرشحين، ثم أجروا تعديلاً آخر فى قانون الحقوق السياسية يحظر ترشح قيادات الحزب الوطنى ونوابه السابقين فى مجلسى الشعب والشورى، المشير عبدالفتاح السيسى المرشح الرئاسى قال فى حواره مع الإعلاميين إبراهيم عيسى ولميس الحديدى عندما سألاه عن تصريحات سابقة له بأنه لا عودة لرموز نظام مبارك، رد المشير مؤكدًا ما سبق له قوله عندما كان وزيرًا للدفاع، أن الماضى مستحيل يعود مرة أخرى، وأنه يتكلم عن حالة وليس عن أشخاص، وقال حالة ما قبل ثورة 25 يناير اسقطتها ثورة 25 يناير، وحالة ما قبل ثورة 30 يونية أسقطتها ثورة 30 يونية، وقال لا أجد سببًا للمخاوف النظامين السابقين، لأنه لن يعود نظام مبارك، ولن يعود الإخوان، ولن أسمح بوجود مكتب للإرشاد فى مصر، هكذا تحدث المشير السيسى هو يرى أن الشعب صاحب الحق فى انتخاب من يريد ورفض من لا يريده سواء فى الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية، وطالب بالتدقيق فى المرشحين، وضرب مثالاً بأم العروسة، التى تسأل عن العريس قبل موافقتها على طلب يد ابنتها.