يبدأ أمين التظيم بالحزب الوطنى، اعتبارا من الأسبوع المقبل، جولات فى المحافظات «قبلى وبحرى» لدعم المرشحين ومحاولة إقناع الآخرين بنظرية «الالتزام الحزبى»، التى يبدو أنه يواجه صعوبة فى تمريرها بالكامل حتى الآن. يسعى رجل التنظيم فى أول اختبار «حقيقى» له فى إدارة الانتخابات بعد خروج كمال الشاذلى إلى القضاء على أزمة المنشقين وتسجيل نتيجة كبيرة «وطنى»، ويعول على «الاختبار التجريبى» الذى اجتازه فى الشورى بداية الصيف، حيث قال عز فى وقت سابق ل«الشروق» إن عدد «غير الملتزمين انخفض بشكل كبير ليصل إلى 5 فقط على مستوى الجمهورية» فى هذه الانتخابات. لكن قبل 5 سنوات حصد الحزب الحاكم 33% فقط من مقاعد مجلس الشعب قبل أن تتضخم وتقترب من 75% بعد ضم «المطاريد»، الطريقة الوحيدة التى منحت الوطنى «الأغلبية» داخل البرلمان، وينتظر عدد من أعضاء الحزب الوطنى إعلان الأسماء التى تخوض المجمعات الانتخابية للمنافسة على مقاعد البرلمان. وأعلن أمين عام الوطنى صفوت الشريف أمس الأول أن 2788 شخصا سيخوضون المجمعات الانتخابية للتصفية فيما بينهم وهو رقم يتجاوز بقليل جدا العدد فى انتخابات 2005. ذلك العام أيضا ترشح ما يقرب من 2000 من أعضاء الوطنى ضد زملائهم تحت صفة «مستقل». وهو سيناريو يخشى الوطنى تكراره. «الغضب» وما تلاه من خروج على «الالتزام الحزبى»، التعبير الشهير لعز، لم يعد خفيا فى عدد من الدوائر، رفض فيها أعضاء الوطنى التوقيع على التوكيلات التى تسمح لقياداتهم باتخاذ «الإجراءات القانونية» أو «التنازل» عن ترشيحهم عند فتح الباب رسميا له نهاية الشهر المقبل. وأجبر الوطنى المرشحين على توقيع توكيلات جديدة لتقييد عملية إلغائها. «بيحاولوا يكتفوا كل مرشح علشان يدخل القفص مايطلعش»، يقول أحد مرشحى الوطنى فى الدلتا مؤكدا قصة سحب بطاقات الرقم القومى منهم عند التقدم بأوراق الترشيح منذ شهر، رغم نفى الوطنى لجوءه لهذا الإجراء. محاولات الوطنى إقناع رجاله أن الاختيار هو «اختيار ابناء الدائرة»، ومرجعه المجمعات الانتخابية واستطلاعات الرأى والانتخابات الداخلية، لم تنجح فى تهدئة بعض الدوائر التى اشتعلت بين مرشحى الوطنى «المحتملين» وبين «المنشقين». ففى البدرشين أعلن 5 من أعضاء الوطنى عن نيتهم خوض الانتخابات «مستقلين» للمنافسة على مقعد الفلاحين فى حال أعاد الوطنى اختيار النائب الحالى خليل لمعى، بعد أن تقدموا بعدد من الطعون ضده ينفون عنه صفة «الفلاح». ويواجه نائب مقعد الفئات فى الدائرة شريف عنانى منافسة مماثلة. وفى شبين الكوم بالمنوفية يعتزم أمين المحافظة السابق سامى ياسين منافسة مرشح الوطنى بعد أن رفض الحزب قبول أوراقه. وهى دائرة «ستفتت فيها الأصوات»، بتعبير الوطنى، حيث ترشح (داخل الوطنى) لمقعد الفئات كل من أمين مبارك ابن عم الرئيس ومحمد زكى بدر شقيق وزير التعليم. بينما تقدم أمين الوطنى بمطاى فى المنيا بهاء مصطفى باستقالته لأحمد عز معترضا على «فرض الوطنى مرشحين على الدوائر» معلنا خوض الانتخابات مستقلا. الأمر ينسحب على القاهرة فى دائرة المنيل التى تشهد صراعات كبيرة «وطنى وطنى» على مقعد العمال الذى يشغله فتحى جليد، وعلى مقعد الفئات الذى شغله مجدى علام خلفا للنائبة المستقيلة شاهيناز النجار، ويسعى لإزاحة علام من مقعده، عضو الوطنى «الشاب» أحمد كمال سليمان، نجل نائب الشورى السابق محمد كمال سليمان. فى العاصمة أيضا، يتوقع الوطنى تفتيتا للأصوات فى دائرة الوايلى بسبب المنافسة على مقعد الفئات الذى يحمل اسم النائب شيرين عبدالعزيز وبالمثل فى دائرة أبوالنمرس. ومن المتوقع أن تشهد دائرة نجع حمادى بقنا منافسة ساخنة جدا على مقعد الفلاحين، بين أبناء الحزب، فى حال أعاد الوطنى ترشيح نائبه عبدالرحيم الغول «صديق أحمد عز» كما يدور فى الدائرة.