زيادة واردات الدواجن إلى 80 ألف طن سنوياً.. واللحوم حطمت الأرقام القياسية! مستورد سكندرى يستورد 50 ألف طن كبدة أمريكية ب80 مليون دولار ويطالب بزيادة نسبة الدايوكسين.. ورئيس رابطة المستوردين يؤكد: استيراد 100 ألف طن سنوياً من المجازر الهندية.. خطر كبير! أصبح استيراد اللحوم والدواجن فى مصر هو أقصر الطرق وأسهلها للثراء الفاحش ودخول عالم الأثرياء أصحاب الأرصدة التى تقدر بالملايين ولا نغالى إذا قلنا بالمليارات.. بالأمس القريب تم إغلاق مطعم شهير بمنطقة إمبابة كان يرتاده مشاهير الرياضة والفن والأعمال يبيع اللحوم الفاسدة، وبالطبع أغلب الظن أن هذه اللحوم مستوردة، وقضية إغلاق المطعم الشهير لن يكون الأخير الذى يتم إغلاقه، تكشف بجلاء أن البلد والسوق أصبحا فريسة للمستوردين الذين يستوردون «زبالة» العالم من كل فج عميق عملاً بمبدأهم الشعبى الشهير «معدة المصريين تفرم الزلط» ويبيعونها بأسعار فلكية جعلتهم من أصحاب الملايين وربما المليارات.. «الوفد» تفتح ملف استيراد اللحوم وترصد خطايا لعبة استيرادها فى السطور التالية. نبدأ باستيراد الدواجن والتى لا تشكل خطورة كبيرة فى عملية استيرادها ولكن خطورتها تكمن فى وجود دواجن مصابة بمرض «الدايوكسين» وتكون نسبة الدايوكسين زائدة على الحد المسموح به، بالإضافة إلى قيام المستوردين بطرحها فى الأسواق بأسعار مبالغ فيها حتى وإن كان هناك وفرة فى المطروح من الإنتاج المحلى. زيادة فى واردات الدواجن بقراءة فى الواردات من الدواجن نجد أن الكميات المستوردة زادت إلى نحو 80 ألف طن سنوياً بمعدل 7 و8 آلاف طن شهرياً، ويصل الإنتاج المحلى إلى نحو 1.3 مليون طن سنوياً وتعد دولة البرازيل المورد الرئيسى للدواجن إلى مصر وأبرز المستوردين للدواجن البرازيلية هما رجل الأعمال السكندرى خالد أبوإسماعيل والحاصل على وكالة شركة «ساديا» البرازيلية والتى تنتج نحو مليونى طن سنوياً ورجل الأعمال محمد رجب، صاحب محال أولاد رجب، الشهيرة والحاصل على وكالة شركة «سيرة» البرازيلية أيضاً. لعبة الكبدة المثير فى قصة استيراد الكبدة أن هناك مستورداً سكندرياً كبيراً مشهوراً بأنه ملك استيراد «الكبدة» قد أحضر على نفقته الخاصة، وفداً من خبراء أجانب «أمريكان» وذهب بهم إلى معهد بحوث صحة الحيوان فى محاولة منه لتغيير المواصفة القياسية المصرية الخاصة بنسب الدايوكسين «نسبة متبقيات المبيدات فى كبد الحيوان» فى كبد الحيوان، ولكن معهد بحوث صحة الحيوان التابع لوزارة الزراعة رفض طلب المستورد، مؤكداً له أن المواصفة القياسية المصرية من أفضل المواصفات، وهناك العديد من الدول العربية، خاصة فى منطقة الخليج تعمل وتأخذ بها، ويستورد رجل الأعمال السكندرى سنوياً من 40 إلى 50 ألف طن كبدة وتصل قيمتها لنحو 80 مليون دولار تقريباً، الأمر الذى يؤكد أن الكبدة المستوردة وغالباً ما تكون رديئة بدليل أن الأمريكان أنفسهم وغالبية الأوروبيين لا يتناولونها على الإطلاق تحقق لمستورديها ثراء فاحشاً لا تعرف بدايته من نهايته! فى يناير من عام 2013 سجلت الواردات من الكبدة نحو 8211 طناً ارتفعت فى فبراير من العام نفسه إلى 9502 طن ثم إلى 13055 فى مارس واستمر صعود أسهم الواردات إلى أن سجلت فى أغسطس نحو 14571 طناً، الأمر الذى يوضح بجلاء أن هناك تدفقاً كبيراً فى واردات الكبدة يتزايد عاماً بعد الآخر وغالبية الكميات المستوردة تأتى من خلال «إمبراطور» استيراد الكبدة من الولاياتالمتحدةالأمريكية أو البرازيل. اللحوم حطمت الأرقام القياسية حطمت واردات اللحوم المجمدة، حيث تستورد مصر كميات ضعيفة للغاية من الأبقار الحية، كل الأرقام القياسية وتتضاعف الكميات المستوردة يوماً بعد الآخر، وتعد دولة الهند بمثابة «قبلة» المستوردين. بعض المستوردين لا يكتفى باستيراد اللحوم المجمدة بل يقوم بدس بعض الكميات من لحوم «التريمنج» المحظور استيرادها فى الشاحنات المستوردة بعيداً عن أعين الأجهزة الرقابية ولحوم التريمنج كما هو معروف هى عبارة عن بقايا لحوم الأبقار والجاموس بعد تقطيعها وتشفيتها. فى يناير من عام 2013 سجلت الكميات المستوردة من اللحوم الهندية نحو 13066 طناً ارتفعت فى شهر فبراير إلى 14036 طناً ووصلت فى شهر مايو من عام 2013 إلى 16227 طناً ثم إلى 18270 طناً خلال شهر أغسطس من العام نفسه ويصل إجمالى ما يتم استيراده من الهند سنوياً وحدها إلى أكثر من 100 ألف طن وهى كميات ضخمة جداً يستوردها عشرات المستوردين المصريين الذين يستسهلون الاستيراد من الهند نظراً إلى تدنى الأسعار هناك بسبب ارتفاع عمر الحيوان وكثرة المعروض ورغم قيام الهيئة العامة للخدمات البيطرية أكثر من مرة بإصدار قرارات تنص على حظر الاستيراد من مجازر هندية بعينها، نظراً إلى عدم صلاحيتها، ووجود أخطاء قاتلة بها تتعلق بعدد ساعات الذبح، والطاقات التى يتم ذبحها فى الساعة الواحدة، بالإضافة إلى رداءة المجزر نفسه وتهالكه، ورغم ذلك تملأ اللحوم الهندية الأسواق المصرية. رضوان يصف الوضع بالخطر الكبير فى مذكرة رسمية كان قد بعث بها علاء رضوان، رئيس رابطة مستوردى ومصنعى اللحوم، إلى وزير الزراعة الأسبق أمين أباظة جاء فيها نصاً إن «مصر تستورد سنوياً من مجازر الهند ما يقرب من 100 ألف طن لحوم من المجازر المعتمدة وغير المعتمدة وهذا خطر كبير بأن يوجد فى هذه الكمية مجازر لا يجب نهائياً أن تصدر إلي مصر حالياً...»، والخطاب يؤكد اعتراف رئيس الرابطة وهو من الأشخاص المشهود لهم بالنزاهة ودماثة الخلق بأن مصر تستورد من مجازر هندية غير معتمدة وغير مصرح بالاستيراد منها ربما لأنها تصدر لحوماً غير جيدة أو لأن عمر الحيوان كبير أو كما يسميه المستوردون من الأفيال. فتح باب استيراد اللحوم الحية فى خطاب صدر بتاريخ 24/9/2013 طالبت الرابطة وزارة الزراعة بإلغاء الجزاءات التى يتم فرضها على المجازر الهندية مع فتح باب استيراد الأبقار الحية والسماح بتداولها بين المحافظات، كما طالبت الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات بالسماح بإجراء سحب عينة ثالثة حسب قرار وزير التجارة رقم 770 لسنة 2005، مع توحيد معامل فحص الواردات الغذائية المجمدة، بالإضافة إلى ضرورة قيام البنك المركزى بتمويل صفقات الواردات عن طريق البنوك المعتمدة.