كتبت - دعاء البادي: تصوير - اشرف شبانة: كلاهما اندثر بالخضار .. الأول التف به ليزين الجسد الطاهر والثاني اختبأ تحته ليتواري من نظام جثم علي نفوس المصريين ثلاثين عاماً. المسجد بجوار القسم.. الضجيج يعم فتصم الآذان لتترك العيون تتأمل جدران المبني التي طالتها نيران الثورة قبل خمسة أشهر ألوان مصابيح المسجد تنعكس علي جدرانه بجسده المظلم متذكراً العام الماضي وكيف كان شامخاً أمام من أتوا للإحتفال بذكري مولد السيدة زينب. تحول قسم شرطة السيدة زينب إلي مزار لمن أتوا لحضور المولد الزينبي، فمريدو السيدة هذا العام أصبح لهم مقامان، مقام لواحدة من آل البيت وآخر للثورة يتمثل في القسم المحترق الذي أحيط بالأراجيح وأكياس الحمص. بعد عامين عجافا لم يحتفل فيهما محبو حفيدة الرسول بذكري مولدها علي النحو الذي اعتادوا عليه، يأتي احتفالهم هذه السنة مملوءاً بكل ما منعوا منه في الاحتفالين السابقين، بسبب انتشار فيروس انفلونزا الخنازير ثم منع حلقات الذكر. السرادقات أقيمت والملاهي احتلت أرصفة وحدائق المنطقة وبائعو الحلوي حاصروا المسجد بشكل يبرز الغياب الأمني، فقط ترتكن إحدي عربات الشرطة علي إحدي حوائط الجامع تاركة التجاوزات تلهو معطلة الحركة المرورية، ورداً علي ذلك الانفلات الأمني شكل اهالي المنطقة لجانا شعبية لحماية زوار المولد من البلطجية. المستفيد الوحيد من الفتور الامني هم «الأرزقية» كما يصفون أنفسهم فقد التقطوا أنفاسهم من بلطجة أمناء الشرطة الذين كانوا يفرضون «إتاوات» في مقابل ترك هؤلاء الباعة الجائلين دون مصادرة لبضاعتهم. ليس الامن وحده ما غاب عن المشهد الزينبي في مولد ما بعد الثورة ولكن صورة الدكتور فتحي سرور الضاحكة لكل زائر ولافتات أعضاء الحزب الوطني التي كانت أكثر من رواد المولد أنفسهم اختفت أيضاً هذا العام «الناس مش طايقة أي حد من فلول الحزب الوطني علشان كده ما حدش منهم نزل المولد السنة دي» هكذا برر محمد عبدالسلام أحد أهالي حي السيدة زينب غياب سرور ورفاقه عن المولد. رائحة البخور تنبعث بكثافة من خدمات الطرق الصوفية التي انتشرت في المولد الزينبي وبخاصة خدمة الطريقة الرفاعية «أصبح مسموحا لنا اقامة حلقات الذكر داخل المسجد بعدما مُنِعت العام السابق» هكذا أكد أحد مريدي الاشراف المهدية. الخوف من التواجد السلفي تلحظه بسهولة بعدما حدث خلال مولد الإمام الحسين حيث وزعت الجماعات السلفية منشورات تحذر من الاحتفال بآل البيت والتهديد بهدم أضرحتهم حتي الآن لم يتدخل السلفيون في طقوسنا ولكن نحن علي أتم الاستعداد لمواجهتهم فنحن لهم بالمرصاد هذه الحماسة التي يتحدث بها طه بسيوني أحد أتباع الطريقة الخليلية منتشرة بين الكثيرين من زوار المولد. الليلة الافتتاحية التي لم يحضرها أي من ممثلي المشيخة العامة للطرق الصوفية ووزارة الاوقاف رغم الحضور الشعبي القوي هذا العام يثير الكثير من علامات الاستفهام كما يؤكد الشيخ سعيد عبد الله - نائب وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية - مبديا استياءه من الغياب الامني. اشتباكات يتوقع حدوثها بين زوار المولد والشيعة في حال نفذ اتحاد قوي آل البيت ما أعلن عنه من النزول للاحتفال بالمولد اليوم وحتي الليلة الختامية يوم الثلاثاء القادم، حيث أكد محمد الدريني - زعيم شيعة مصر ورئيس المجلس الأعلي لرعاية شئون آل البيت - ل «الوفد» اقامة الشيعة سرادقا لأول مرة مساء اليوم وسيحمل سرادقهم لافتة «احياء مولد بطلة كربلاء» كما يوضح الدريني مشيراً إلي مشاركة عدد من المسيحيين للاحتفال الشيعي بالمولد الزينبي.