تشهد منطقة سقارة بالجيزة صراعاً غريباً بين الأجهزة الحكومية، وزارة الأوقاف تصارع المحليات والضحية 400 مريض فشل كلوي وإمام مسجد الرحمة! وكان أهالي سقارة شيدوا بالجهود الذاتية مسجداً اختاروا له اسم مسجد الرحمة، وفي عام 1997 تم ضم المسجد إلي وزارة الأوقاف التي عينت بدورها الشيخ طه سيد محمود إماماً للمسجد. ولأن المئات من أهالي سقارة يعانون مرض الفشل الكلوي طرح البعض فكرة إقامة وحدة للغسيل الكلوي في سقارة، وتحمس إمام مسجد الرحمة للفكرة، فأسس جمعية أهلية أطلق عليها اسم جمعية أحباب الجنة للخدمات الطبية، وانهالت تبرعات الأهالي علي الجمعية، ومن هذه التبرعات شيد الشيخ طه محمود، إمام المسجد، وحدة غسيل كلوي فوق أرض الوحدة المحلية وتعاقد علي شراء أجهزة الغسيل الكلوي من ألمانيا بمبلغ 700 ألف جنيه، وأوشك حلم مرضي الفشل الكلوي بسقارة أن يتحقق، ولكن حدث ما لم يخطر علي بال أحد. صاحب العمارة الملاصقة للمسجد ولوحدة الغسيل الكلوي شكا لوزارة الأوقاف، وقال في شكواه إنه هو المتبرع بإقامة المسجد، وأنه يرفض إقامة وحدة غسيل كلوي فوق أرض المسجد. ردت رئاسة مركز ومدينة البدرشين فأكدت أن الأرض المقام عليها وحدة الغسيل الكلوي تابعة للمحليات وليس للأوقاف. وبدلاً من أن ينتهي الأمر عند هذا الحد، تصاعدت الأحداث بشكل مثير ووزارة الأوقاف أصرت علي أحقيتها في ملكية وحدة الغسيل الكلوي ووصل الأمر لدرجة أن وزير الأوقاف د. مختار جمعة شكل لجنة لمعاينة المسجد وحصر ما قام به أهالي القرية وإمام المسجد من تعديات علي أعمال الجهود الذاتية، علي حد ما جاء في قرار الوزير. وفوجئ أهالي سقارة بلجنة وزارة الأوقاف فحاولوا إقناعهم بأن وحدة الغسيل الكلوي هي مطلب لأهل سقارة جميعاً وأنها لم تتعد علي حرم المسجد، وأن هذا المسجد تم بناؤه بجهود أهالي سقارة جميعاً، ولكن اللجنة اكتفت بلقاء المهندس رمضان عبدالعظيم علام، صاحب العمارة المجاورة للمسجد، وقالت اللجنة في تقريرها إنها لاحظت أن وجود وحدة الغسيل الكلوي مطلب شعبي لأهالي سقارة وليس لديها مانع من وجوده. وأضافت اللجنة في تقريرها تم إخطار المتبرع المهندس رمضان عبدالعظيم علام والتنسيق معه بشأن وحدة الغسيل الكلوي فوافق علي أن يكون الدور الأرضي بالوحدة مركزا للغسيل الكلوي بشرط عدم صرف وحدة الغسيل علي خزان تحليل أو مصارف وأن تتولي وزارة الأوقاف تشغيل الوحدة بنفسها. وواصلت اللجنة أيضاً أن المتبرع بالمسجد أوصي بإحالة إمام المسجد للشئون القانونية لقيامه بإنشاء وحدة الغسيل الكلوي دون الرجوع للوزارة، وأوصت اللجنة أيضاً بنقل إمام المسجد إلي مسجد آخر. وما إن علم أهالي سقارة بما جاء في توصيات لجنة وزارة الأوقاف حتي انفجرت الأحداث، تظاهر المئات رافضين ضم وحدة الغسيل الكلوي لوزارة الأوقاف خاصة بعدما علموا بأن الوزارة ستحصل 300 جنيه مقابل كل عملية غسيل، ورفض الأهالي نقل إمام المسجد واعتبروا هذا النقل عقاباً لرجل كل ما فعله هو انحيازه لمطالب الناس وتحمسه لتحقيق أحلام 400 مريض فشل كلوي كان مقرراً أن يتم علاجهم بالمجان، بمجرد تشغيل وحدة الغسيل الكلوي بسقارة. وفي مذكرة وقعها 207 من أهالي سقارة وقدموها لوكيل وزارة الأوقاف بالجيزة قال الأهالي إنهم يرفضون نقل إمام مسجد الرحمة ويرفضون ضم وحدة الغسيل الكلوي إلي وزارة الأوقاف، ولكن وكيل وزارة الأوقاف لم يحرك ساكناً. لجأ الأهالي إلي محافظ الجيزة علي عبدالرحمن وقدموا مذكرة وقعها 171 مواطناً قالوا فيها أنقذوا سقارة من وزارة الأوقاف. وأضاف الأهالي في مذكرتهم موظفو وزارة الأوقاف جاملوا رجلا لا يعيش في القرية وادعي أنه متبرع ببناء المسجد وهو غير صادق، ولأن له علاقات شخصية بالإدارات الهندسية بمديرية الأوقاف فقاموا بمجاملته علي حساب المريض وعلي حساب كل أهالي سقارة، فهل من أجل شخص تموت قرية بأكملها ويموت 400 مريض فشل كلوي بسقارة؟ ومازال الصراع مشتعلاً بين وزارة الأوقاف والأجهزة المحلية بالجيزة و120 ألف مواطن في سقارة!