يعيش أكثر من 12 ألف مواطن من أهالى منطقة سقارة الأثرية كل ألوان العذاب، إهمال متعمد من حكومة النهضة لآهات الشيوخ والأطفال الذين اغتالهم المرض. وعلى الرغم من أن العالم كله ينظر إلى حضارة هذه المنطقة الرائعة نظرة فخر واعتزاز تصل فى معظم الأحيان إلى درجة القداسة، إلا أن وعود الإخوان للأهالى بالحياة الرغدة والمستقبل المشرق وإنقاذهم من مستنقع الإهمال سرعان ما تبددت تحولت إلى كابوس قاتل أصاب مواطنى سقارة باليأس والإحباط. اقتحمت «الوفد» هموم وآلام أهالى سقارة التى تقع جنوب محافظة الجيزة على مسافة 14كم من وسط المدينة، والتقت الأهالى. أكد الشيخ طه سيد، خطيب وإمام مسجد الرحمة، تعتبر سقارة قبلة السياحة من مختلف أنحاء العالم، ورغم ذلك يعيش الأهالى حياة القرون الوسطى، ويعانون الفقر والإهمال والمرض. فأهالى تلك المنطقة سهروا الليلى لمواجهة البلطجية من أجل حماية وتأمين آثار سقارة من السرقة منذ اللحظة الأولى من قيام الثورة، ويضيف الشيخ طه: تقدمت بطلب لإقامة مركز لعلاج الفشل الكلوى إلى الأوقاف، وبالتالى إلى وزارة الصحة التى وافقت على الفور، ولكن وزارة الأوقاف رفضت الطلب على الرغم من أن تكاليف المشروع كاملاً تتم بالجهود الذاتية من خلال تبرعات أهالى المنطقة، خاصة أن منطقة سقارة من أعلى المناطق التى بها إصابات بالفشل الكلوى، ويفترس هذا المرض المئات من أبناء أسر المنطقة، والذى يتوطن بداخلهم منذ سنوات طويلة وتسبب هذا المرض فى موت وتشريد العديد من الأسر والعائلات بالمنطقة، فالكثير من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم العشرة أعوام يسكن بداخلهم المرض اللعين، واستنزف علاجه كل ما تملك الأسر لإنقاذ أبنائهم من المرضى، والكثير من المرضى من البسطاء ومعدومى الدخل الذين لا يجدون قوت يومهم، فأكثر من 50٪ من أهالى سقارة يعملون باليومية، ورغم أن 99٪ من أهالى سقارة لا يشتغلون بالسياسة ويميلون إلى ما هو إسلامى، إلا أن الإخوان استغلوا تدين أهالى سقارة ولم يلتفوا إلى المطلب الرئيسى وهو إنشاء مركز لعلاج الفشل الكلوى لحماية المئات من أهالى المنطقة من هذا المرض اللعين، ولكن وعودهم تبخرت فى الهواء وأصر أهالى سقارة على إنشاء هذا المركز حتى لوكلفهم دماءهم، وبفضل الله قمنا بإنشائه ولكن فوجئنا بمحضر من مركز شرطة البدرشين بوقف هذا المشروع الذى كان أملاً لكثير من المرضى من أهالى المنطقة والقرى المجاورة لنا. وتبرع جميع أهالى المنطقة الفقير قبل الغنى والصغير قبل الكبير وبفضل الله تم بناء المركز على مساحة كانت غير مستغلة أمام المسجد، وكانت فرحة أهالى المنطقة لا توصف عندما انتهينا من بناء هذا الصرح الطبى. ويقول شعبان الدروال، من أهالى منطقة سقارة، سياسات الحكومة فاشلة، فكل يوم يمر علينا يزيد المرضى مريضاً والأموات ميتاً من أهالى تلك المنطقة بسبب إهمال «محمد مرسى» وجماعته لإرجاع هؤلاء المرضى.أين وعوده التى قطعها على نفسه منذ أن تم انتخابه رئيساً للمصريين وليس للإخوان؟ هل يريد أن يخرج أهالى منطقة سقارة ليقطعون الطرق ويغلقون المنطقة الأثرية أمام السياحة مثلما يحدث فى أماكن أخرى كثيرة؟ هل يريد أن تتحول مصر إلى خرابة أكثر من ذلك الخراب الذى نعيشه بسبب عشيرته التى يهتم بهم فقط؟ هل قامت الثورة من أجل مرسى وجماعته؟ وهدد «الدروال» الرئيس مرسى وحكومته إذا لم يتم تنفيذ مطالبنا فإن الأهالى سوف تقف فى وجه هذا الاستبداد الإخوانى من أجل إنقاذ مرضانا من الموت المحقق على أيدى حكومة الرئيس مرسى وجماعته. يقول عطا الله الحمزاوى، موظف بالوحدة المحلية، لماذا تتغاضى وزارة الأوقاف عن الفساد داخل الوزارة واستيلاء الكثير على المئات من الأفدنة التابعة لها، ولم يتحرك لها ساكن وعندما قمنا نحن أهالى سقارة بناء مركز لعلاج مرضى الفشل الكلوى على مساحة لا تتعدى 100 متر فضاء وغير مستغلة أمام المسجد. قامت الدنيا ولم تقعد عندما وقمنا بإنشاء المركز وكأن الوزير يعاقب أهالى سقارة على موقفهم عندما انتخبوا مرشح الإخوان بوقف هذا المشروع. ويقول سيد محمد سيف، أحد مرضى الفشل الكلوى: الحياة توقفت وانقطعت بى كل حبال الأمل، فالمرض يفترس جسدى النحيل وتكاليف العلاج لا أستطيع أن أتحملها. ويقول الدكتور إبراهيم الطلاباوى: فقدنا الثقة فى هذه الدولة فمرضانا يموتون أمام أعيننا ولا نستطيع أن نفعل لهم شيئاً، وعندما وجدنا شعاع أمل تتضافر أهالى المنطقة التى قامت بالجهود الذاتية لإنشاء مركز لعلاج الفشل الكلوى. لنصطدم بالواقع فإذ بوزارة الأوقاف تقف أمام آمال وأحلام المئات من الأسر التى تبرعت من قوت يومها وهى فى أشد الحاجة إليه. وقام الأهالى باصطحاب كاميرا «الوفد» لتتجول فى شوارع المنطقة لتسجل مرارة ويأس المواطنين الذين اغتالتهم يد المرض اللعين. فوجدنا أشياء لم يصدقها عقل، ترعة تخترق وسط المدينة أقل ما توصف بأنها مستنقع من المياه الراكدة التى بها الكثير من الحيوانات النافقة من كلاب ومواشى وقطط، وأطنان من القمامة التى يغطيها الحشرات الضارة التى تسببت فى قتل كثير من الأمراض إلى الأطفال ومياه الصرف التى أغرقت جميع شوارع المنطقة، وكادت تدخل على الأهالى منازلهم البسيطة والشوارع الضيقة التى لا يستطيع أن يسير فيها إلا شخصان على الأكثر بجوار بعضهما البعض. وهنا وقفنا أمام منزل أحد المرضى بالفشل الكلوى ويسمى محمدغانم، الذى يلزم الفراش منذ أكثر من خمس سنوات ولا يتحرك إلا على «نقالة» ولا يرى ضوء الشمس إلا عندما يذهب إلى المستشفى للغسيل فقط. أكد سيد محمود أن منطقة سقارة تحولت إلى سجن كبير، فيحيط بالقرية سور خرسانى يشبه القلاع، ووضع بناء السور يثير كثيراً من التساؤلات، فبدلاً من أن يتم بناؤه فى وضع يعزل القرية عن الترعة التى تحولت إلى مستنقع من الأمراض وكانت ومازالت سبباً رئيسياً فى نقل الأمراض للكثير من أبناء القرية بأمراض الفشل الكلوى ولكن تم بناء السور بطريقة تؤكد أن الدولة تريد أن تقتل أهالى المنطقة مع سبق الإصرار والترصد، فأكد سيد محمود أن هذا السور تكلف ملايين الجنيهات من أجل راحة كبار المسئولين عند اجتماعاتهم فى مركز المحافظين، الذى كان يجتمع بهم جمال مبارك وحتى لا تتأذى أعينهم وأنوفهم من قبح المنظر والرائحة القاتلة وبدلاً من تغطية المصرف لحماية الأهالى قررت أن تحاصرهم بالأمراض ببناء هذا السور.