في حياة الشعوب هناك «حدث كبير» يتم الاحتفال به سنوياً..على اعتبار أنه حدث «لا يتكرر» و«لا ينسى» وأنه «يبقى» وأنه «ذو أثر خلاق»...ونصر أكتوبر 1973 هو مثل لتلك الأحداث.. فهو «النصر الوحيد» على «إسرائيل الباغية» مصرياً وعربياً..!! ومع ذلك فقد تعرض هذا «الحدث» للكثير من «التشويه» و«التناسي» حتى أكتوبر 2013..إذ بدأنا نحتفل احتفالاً شعبياً مكثفاً.. خطوة نحو العودة إلى الإبراز الحقيقي» لحدث مصري صميم « كان وستكون له آثاره المضيئة في التاريخ الحديث لمصر بل ولكل الأمة العربية. وفى إطار «خطة خفية» لحجب الآثار المصرية لنصر أكتوبر 1973 وجدنا من يحاول إما الإقلال من حقيقة النصر.. وإما تشويه دور جمال عبد الناصر إنكاراً أو تضخيماً..وإما تشويه أداء محمد أنور السادات – صاحب القرار ومديره التنفيذي..وهو رجل أجمع المحللون العالميون على أنه رجل «سبق عصره» بمائة عام على الأقل.. ولما كان حوالي 70% من أفراد الشعب المصري أقل من 50 سنة عمرياً.. أي أنهم لا يعوون تلك الحرب وحقيقة آثارها فإنني من منطلق «تعصبي المطلق لمصر» أود أن أقدم في هذا المقال بعض الحقائق التي لابد لأبنائنا أن يتفهموها بقصد التمهيد لتعرفهم على الحقائق وهى حقائق تجعل «الشباب المصري الحصرى» يلم بمجريات أمور حاسمة بالنسبة لتاريخ مصر وتجعله – في حسم – يشجب «المحاولات الحزينة والمخزية» التي يحاول البعض القيام بها تشويهاً للحدث «الأكبر» و«الأعظم» في تاريخ مصر والعروبة جمعاء. ولتحقيق وعى بحقيقة التاريخ وعظمة حرب 1973 أتذكر عدداً من الأجواء التي كنا نعيش فيها : (1) بالنسبة للعالم سادت حالة من «اللا سلم واللا حرب» نتيجة اتفاق القوتين الحاكمتين (الاتحاد السوفيتي حينئذ والولاياتالمتحدة) وأدركت مصر أنها في استعدادها لخوض حرب «استعادة الكرامة» لن تستطيع الاعتماد على مؤازرة من جانب أي من الدولتين.. بل عليها أن تعتمد على نفسها اعتماداً مطلقاً...!! ألا يذكرنا ذلك بجانب كبير من موقفنا الحالي في حربنا ضد الإرهاب والتطرف وضد المؤامرات التي تستهدف صميم «الكيان المصري». (2) وكان علينا ونحن نعيد بناء قواتنا المسلحة ونستمر في حرب الاستنزاف ثم نعيد التسليح تمهيداً للحرب ..كان علينا أن نعتمد على أنفسنا وأن نأخذ في الحسبان أن العدو كان يتمتع بمساندة كاملة من الولاياتالمتحدة بما في ذلك الحصول على أحدث المعدات المتاحة في الترسانة الأمريكية..بينما كان علينا أن نكافح للحصول على السلاح السوفيتي والمقرر أن يبتعد عن السلاح الهجومي وأن يبتعد عن أحدث تكنولوجيا للسلاح..!! معادلة صعبة.. تماثل ما نواجهه في الوقت الحاضر، خاصة أننا نجحنا في ذلك الحين في توفير السلاح المناسب للمعركة القادمة.. من مصادر متنوعة.. مع لمسة مصرية خالصة على بعض الأسلحة لتوفير خواص فنية إضافية مناسبة وكان الثمن ..النصر الغالي..!!من المؤكد أننا نستطيع أن نقدم ذات الدرس إلى العالم في الوقت الحاضر.. ونقرأ جميعاً «الفاتحة» ونترحم مقدماً على الإرهاب وممارسيه ومؤازريه.. وعلى التنظيم الدولي ومموليه.. وعلى المؤامرة «الأمريكية» في الشرق الأوسط.. وعلى غير المغفور لها السيدة آن باترسون.. وعلى أي من كان ممن لا يعترفون بإرادة شعب مصر الكاسحة. (3) وأفصح الشعب المصري عن حقيقة وعيه.. في صورة جبهة داخلية متماسكة وصامدة..تؤمن بمصر أولاً وأخيراً.. وتؤمن بأنه «لا صوت يعلو على صوت المعركة» فلم نسمع عن تظاهرات تدمير و تخريب وإحراق ..ورأينا الشباب يقبل على «التجنيد» بدون تحديد مدة.. ولم نر أي مطالبات فئوية بل وانخفضت معدلات الجرائم..!! شعب أصيل.. أوضح للعالم كله أنه على استعداد لمواجهة كافة الاحتمالات..مادام الهدف في النهاية هو «استعادة الكرامة» وبالتالي لم يمكن هناك مكان لمن لا يؤمن بمصر. (4) وقدم الرئيس السادات درساً للعالم كله ولأجهزة المخابرات المتعجرفة من خلال تحرك مدروس لتنفيذ خطة في إخفاء نوايانا الحقيقية لدخول الحرب..!! خطة تمويه إعلامي فشل الجميع في التعرف عليها إلا مع انطلاق الصف الأول من جنودنا عبر القناة. وجاء النصر في ست ساعات يوم 6 أكتوبر 1973 (العاشر من رمضان) وانتصرت مصر رغم أنف الجميع بل وانتصر العرب.. ولأول مرة..!! وكان من الواضح أن استراتيجية السادات تمثلت في: (1) الحرب من أجل استعادة الكرامة (2) استعادة كل الأراضي المصرية (3) التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية بعد أن تعادلت الأطراف (4) وضع أساس راسخ لإرساء سلام عادل ومتكافئ في المنطقة (5) انطلاقة اقتصادية حقيقية في منطقة يسودها السلام. وعلى الرغم من ذلك «الفكر» السباق فإن الأحداث التي توالت بعد الحرب أثبتت أن الكثيرين - من بينهم أصدقاء – لم يتبينوا حقيقة «فكر السادات» وانهالوا عليه بالأكاذيب الباطلة وبالادعاءات الظالمة.. ووصل الحد إلى اغتيال رجل «مصري حتى النخاع» ودفعنا جميعاً الثمن.. وهو ثمن باهظ..!! ومع كل فها نحن نرى – فى حربنا الحالية – نرى الإرهاب يدفعنا بقوة نحو «الفكر الساداتي» المصري الخالص.. وسننتصر.. وسينحصر الإرهاب عن المنطقة وستقوى أمة العرب وستخيب المخططات..!! وستعود أمريكا إلى وعيها وسيتحقق لمصر.. ولشعب مصر .. وللشعب العربي الحر «أكتوبر» جديد..!! وسنظل نسير وراء «أحمس المصري» (مع كل التمنيات للفريق أول السيسى) في مسيرة متماسكة مؤمنة بمصر حصرياً ونحن نهتف.. «مصر فوق الجميع.. وتحيا مصر.. ولسوف تحيا..!!».