أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير، أن السيدات اللاتي تعملن في حقل السياسة قلما تقعن في فضائح جنسية، مقارنة بالرجال؛ وأرجعت ذلك إلى أن السلطة تمنح القوة سواء للرجال أو للنساء، لكن تأثيرها يكون مختلفاً في الحالتين، حيث تحفز الرجال على إفراز هرمون التستوستيرون الذكوري الذي يزيد رغباتهم الجنسية ويجعلهم جذابين بالنسبة للنساء، بينما تؤدي هذه القوة إلى جعل النساء العاملات في حقل السياسة غير جذابات للرجال. بدأ التقرير بالإشارة إلى الموقف الذي اعترف خلاله النائب الأمريكي أنتوني وينر بأخطائه الرهيبة وتأسفه العميق على ما سببه من ألم على حد تعبيره، حيث دارت العيون وشاع إحساس معتاد من نساء مجلس النواب الأسبوع الماضي؛ وهو ما جعل كانديس ميللر، النائبة الجمهورية عن ميشيجن، تقول متعجبة: "ما الذي جرى لهؤلاء المفضوحين؟ ألا يدركون أنه سيتم الكشف عنهم؟" وأرجعت الصحيفة سبب ندرة النساء في هذه الفضائح مقارنة بالرجال إلى طبيعة الفجوة النوعية بينهما وانشغال النساء واهتمامهن بالعمل ثم إنهن لا يملن إلى العمل السياسي لأنه يلقي عليهن الكثير من الأضواء ويجذب نحوهن الفضوليين والمتطفلين. وقالت ديبي والش مديرة مركز السياسات والنساء الأمريكيات بجامعة روتجرز: "يمكن تلخيص المسألة في كون المرأة مثلاً تترشح لعمل شيء لكن الرجل يترشح ليكون شيئاً. المرأة تترشح لكونها تمتلك رؤية لإصلاح شيء أو تغييره أو الاهتمام به لكن الرجل يترشح لأنه يرى أن هذا هو التطور الطبيعي لمجاله المهني". وقالت الصحيفة: "إن الدراسات أظهرت أن النساء أقل ميلاً للترشح للسلطة ومن الصعب استقطابهن حتى عندما يمتلكن نفس المؤهلات والكفاءات التي يملكها الرجال. ورغم اقتحام المرأة لمجال السياسة ونجاحها إلا أن السياسة ما تزال هي لعبة الرجل. فالبيانات التي جمعتها روتجرز تظهر أن النساء حاليا لديهن 16.6% من مقاعد الكونجرس البالغ عددها 535 مقعداً، و23.5% من المقاعد في المجالس التشريعية للولايات. وهناك ست حاكمات ولايات من النساء، ومن بين مائة عمدة للمدن الكبرى هناك ثمانية من النساء. وأكدت كاثرين بيرسون الخبيرة في شؤون الكونجرس بجامعة مينيسوتا أن النساء يشعرن بالحاجة أكثر إلى العمل الجاد حيث تظهر الدراسات أنهن يقدمن طلبات إحاطة ومشروعات لوائح قانونية أكثر ويشاركن في مناقشات حامية داخل المجلس. وفي 2005 و2006 كان متوسط حديث النساء في الخطب الافتتاحية التي تستغرق دقيقة واحدة هو 14.9 مقارنة ب 6.5 للرجال. وأضافت بيرسون أنها لا تجد أي دليل على أن المرأة أقل ميلا للمشاركة في سلوك فيه مجازفة أو سلوك أحمق نوعاً ما؛ لكن نساء الكونجرس يثبتن دوماً أنهن على درجة عالية من الجدية والكفاءة". واختتمت الصحيفة بأن السياسيات النساء لسن معصومات من الخطأ أو الوقوع في الخطايا الجنسية، وضربت مثالاً على ذلك بحاكمة ولاية ساوث كارولينا، نيكي هالي، التي اتُّهمت بالزنا العام الماضي بينما كانت تستعد للترشح. وقد أنكرت وتم انتخابها. أما هيلين تشيناوث هيج نائبة الكونجرس الراحلة من الحزب الجمهوري عن إيداهو فقد اعترفت ذات مرة بأنها ظلت على علاقة محرمة مع رجل متزوج لمدة ست سنوات. وهناك أمثلة أخرى أيضاً.