سقط النظام فى سوريا ... انتهت صلاحيته ، وخارت قواه ، وأحيل الى الاستيداع بعد عقود من القهروالظلم الاسود . لم يعد بشار الاسد رئيسا للجمهورية الشقيقه ، وعلينا فى مصر الا نعترف به ، وأن نمحوه من زعماء العرب ، وأن نغلق نوافذنا فى وجه نظامه البشع المفزع . فى الاسبوع الماضى كان حمزة الخطيب الصبى البالغ 13 عاما يسير فى مظاهرة بمدينة درعا تطالب بالحرية ، عندما اختطفته سلطات الامن ولم تتركه سوى جثة هامدة .. كانت جثة حمزة مشوهه ، كمسخ مزرى منّفر ... كدمات سوداء على الوجهين توحى بضربات وصفعات قاسية ، وثقوب فى اليدين والذراعين نتيجة رصاص قبل الوفاة لصناعة أكبر قدر من الالم ،وحلقات حمرا حول العنق تدلل أنه تم تعُليقه فى الاسقف للتنكيل به مرارا ، وجرح غائر اسفل البطن يكشف قطع العضو الذكرى للصبى . أية بشاعة دفعت الجلادين أن يفعلوا فعلتهم وكأنهم يؤدون صلاة مقدسة !! أية ذرات كرامة لدى كتاب وطبالى ومصفقى النظام السورى بعد تلك الفعلة الشنعاء دون أن تنبس لاحدهم شفة ! أية أخلاق تسمح لرجال لديهم جزء من ضمير أن يصافحوا بشار الاسد ورجاله ، ولا تتلوّث أيديهم بالدم ! أى جنون يدفع متثاقفين سوريين أن يطلّوا علينا من التلفزيون الرسمى للدفاع عن الديكتاتور ، ووصم الثوار بالعصابات المغرضة !! لا يهود ولا أمريكان ولا قتلة مأجورين يمكنهم أن يفعلوا مثل هذه الفعلة .... لا عدو ولا غازى يمكنه أن يعامل ضحاياه بكل هذه القسوة . لو اراد بنا الاعداء انتقاما ما فعلوا ما فعله شواذ القلوب والعقول ، ولو فكر ابليس فى جرم يخسر به رحمة الله تماما ما توصل مكره لكل هذه الوضاعة . إننا فى مصر غير بعيدين عما جرى لحمزة الخطيب .. إنه ليس شأنا داخليا لسوريا ، بل جريمة شنعاء ضد الانسانية .. وواجبنا وواجب حكومتنا الحالية أن تقاطع النظام السورى وتنبذه لأنه نظام ضد الحرية وضد التحضر وضد الاخلاق . لا يجوز أبدا أن تبقى العلاقات قائمة مع سفاحي البراءة ، ومهرقى الدماء . فالسياسة ليست علاقات مصالح فقط ، وأنما هناك مبادىء تجعلنا نرتبط بالشعب لا السلطة .. نمد أيادينا للضعفاء والمقهورين لا للجبابرة المتسلطين . إن مصر الجديدة لا تتحالف مع طغاة ولا تتآلف مع قتلة .. وبشار الاسد لا يحق له دخول مصر ما دام جاثما على جثث الاحرار ، وما دامت اجهزة أمنه تضم مجموعة من الحيوانات المهووسة بالدم والالم . سيكون حمزة الخطيب رمزا لنجاح الثورة فى سوريا مثلما كان بوعزيزى رمزا لثورة تونس ، وخالد سعيد مفتاحا للثورة المصرية .. والله اعلم . [email protected]