قبل أن تقرأ: لست من دراويش «الجيش».. ولا من أصدقاء «الشرطة» ولن أكون.. بل إننى – مع تقديرى واعتزازى الكبير بالزعيم جمال عبدالناصر - رفضت ممارسات «عسكر طنطاوى وعنان» رفضاً قاطعاً.. ونددت بها فى عشرات المقالات, بل وأثنيت على خطوة «مرسى» - رئيس مصر الفاشل السابق - بعزلهما, وطالبت مع المطالبين بمحاكمتهما.. ومع هذا ففى تقديرى أن الفريق السيسى ورفاقه يختلفون عن عسكر طنطاوى.. تماماً.. ويزعجنى كثيرا ما يتعرضون له من اتهامات ظالمة. ورغم أن رجال الشرطة - يساندهم الجيش - يخوضون معركة رهيبة لكن بعض إمكانياتهم «هزيلة».. تدفعنا إلى التساؤل بلهفة: لماذا تتواضع إمكانيات مواجهة الحرائق وإطفائها بسرعة؟!.. فمن الغريب أن يبقى حريق مبنى «المقاولون العرب» أكثر من خمس ساعات, فى مشهد «مريع».. بل و«مروع» لا شك أنه يعطى صورة خاطئة للمشاهدين فى الداخل والخارج؟!.. ويحاول البعض أن يبرر ذلك بأن «المسلحين» من الجماعة يمنعون دخول سيارات الإطفاء إلى أماكن الحريق, وهو ما تكرر سابقاً عند إحراق مبنى محافظة الجيزة.. وكذلك إحراق عدد كبير من الكنائس فى مشاهد تعيد إلى الأذهان حريق «المجمع العلمى».. وهنا نتساءل: كيف احترقت دون إغاثة «الدفاع المدنى» والمطافئ؟!.. بل كيف لم يتم تأمينها وهى فى طريقها لتؤدى عملها؟.. وكيف لم يستجب الأمن المصرى لاستغاثات الكنائس..ويصل الأمر إلى حد أن زميلنا صلاح الإمام يتهم الأمن بإحراقها ويقول إنها كانت تحتاج إلى ترميم فى إيحاء مقصود؟! ثمة اكاذيب تملأ الساحة الآن.. ف «خنزيرة» قطر - كما اسماها حازم عبدالعظيم - تكذب بتبنيها وجهة نظر واحدة تروجها دوماً عما تسميه «انقلاب 30 يونية», كما يتنفس الإخوان سواء فى «الجحور» التى بدأوا يختبئون فيها, أو الشوارع التى يحرقونها الكذب بادعائهم سلمية الاعتصامات والمظاهرات وكأن من يحمل منهم السلاح الآن هو متظاهر سلمى «عصرى»؟.. ويصر الدكتور «العوا» على أن هؤلاء الذين تمترسوا فى رابعة والنهضة خلف «الجدران العازلة» والمولوتوف والرشاشات سلميون تماماً وأن الانقلابيين قتلة ودمويون.. متسائلاً: كيف سيواجهون الله يوم القيامة (سبق له اتهام الكنائس بتخزين الأسلحة.. ما يدفع للتساؤل الآن: لماذا لم نرها أثناء احتراقها؟). أما الأسئلة الأكثر مرارة فهى عن «الكذب» الذى يمارسه عدد من ثوار يناير جهاراً نهاراً, فقد زعموا أن ترك أعمدة اللهب وألسنة النار والدخان تتصاعد من الكنائس والمبانى المحترقة.. لاستمطار اللعنات على «عبدة الحرائق» الجدد الذين يطفئون نار غضبهم بإشعال النار فى كل ربوع مصر! والأدهى من هذا أن «نشطاء» وقوى ثورية وزملاء مهنة يروجون لشهادات غير موثقة عن أن الطائرة الهليكوبتر التى شوهدت فى سماء منطقة رمسيس وما حولها (فى جمعة الغضب!) قامت بإطلاق النار على المتظاهرين.. وينشر «أحدهم» شهادات تقطع بإطلاقها النار, فيما يقدم الزميل «إسلام يحيى» شهادة حية أكد فيها أنه تابع مسيرة الإخوان دقيقة بدقيقة منذ وجودها على كوبرى 15 مايو ومحاولتهم المتكررة الوصول إلى أكثر من مكان.. (الكيت كات وبولاق وإمبابة وصولاً إلى معروف وميدان رمسيس) وأكد أن «الهليكوبتر» لم تطلق النار على أحد. يعيدنى هذا إلى علاء عبدالفتاح مجدداً الذى نشر «post» مغلفا بغلالة مفرطة فى الإنسانية (من أجل مستقبل الأجيال الجديدة)، يقول فيه: إن واجبنا أن نسمى المحطات - أحداث الحرس الجمهورى, مواجهات بين السرايات, فض رابعة والنهضة وغيرها - باسمها الصحيح.. فهذه مذبحة وذلك «تمرد مسلح» وذاك «عنف طائفى».. إلخ.. وبوضوح شديد فإنها «تسميات» غير صحيحة مع الأسف, ومع نبل هدف علاء, فإن سبب خطأ تسمياته هى أنه – وعشرات من ثوار يناير - ينظرون لكل «حادث» باعتباره منفصلاً عن الآخر, مع أن رؤيتها كلها معاً ستنتج في النهاية مسمى لا لبس فيه وهو انها «عمل إرهابي شامل»؟ تسمى أحداث «الحرس» مذبحة.. لكن إليك الصورة: حشود تعتصم في منطقة سكنية وتهدد وتحرض وترسل مسيرات تضم مسلحين الي مناطق حساسة مثل الحرس الجمهوري ويطلقون لانفسهم العنان فى مواجهة آلة القتل والتدمير لدي جنوده ..فماذا يفعلون حينما يواجههم الغاضبون ولو بالحجارة.. أليست تقتل كما تجرح؟ فضلا عن اننا شاهدنا بينهم مسلحين يطلقون النار.. فهل «المذبحة» تسمية صحيحة؟ ثم انهم يدعون انهم اعتصموا سلميا, فهل يتسق هذا مع استخدام منصة رابعة للتهديد بالقتل والحرق وقول «صفوت حجازى»: «جربوا تفضوا وشوفوا هيحصل ايه»؟! ماذا يعني ذلك؟ -تسمي احداث بين السرايات والجيزة ب «اعتداءات مسلحة» من إسلاميين علي أهالي.. اذن فما معني الارهاب؟ ولماذا لاتصفها ب «مذبحة» أيضا؟ ماذا عن أحداث «جمعة الحرق» والقتل.. والاعتداء علي الناس في بيوتهم وقنصهم ثم الهروب تحت ستار المولوتوف الي المساجد حيث النساء والأطفال ودار العبادة المقدسة للاحتماء بها - أو بمعني أدق حماية دنسهم واستحمامهم في الدم؟ وفي نفس الوقت «يولولون» اذا تم اقتحام المسجد لملاحقتهم, فيتحصنون أولا بايماننا ب «حرمة» المساجد(...) ثم يتمترسون خلف النساء مهدرين رجولتهم أمامهن, ثم يصعدون الي المآذن ليطلقوا الرصاص فماذا يسمى هذا؟ - تسمى حرق الكنائس «عنف طائفى»؟ أما الهجمات على أقسام فتسميها «تمرد مسلح»؟ وبعد هذا تريد من كل منا ان يواجه الجانب الذى يقف فيه ب «مسمياتك» بهدف الا نقدم للفصيل الذى نصطف معه ونؤيده دعما يغطى على جرائمه ؟ا - من قال اذن اننا «موحدون» ضد الارهاب كما يفاخر بعضهم؟ لا ليس صحيحا..فعدد كبير من «ثوار يناير»ينددون بما يصفونه الآن «حكم العسكر», متفقين فى ذلك مع «الإخوان».. مع أنهم لو أعادوا التفكير فى ارتباط الحوادث فسيرون صورة متكاملة بؤرتها ومركزها والقاسم المشترك الوحيد فيها هو «عنف» المتاجرين بالشعارات الدينية وارهابهم»؟ والسؤال الآن هو: هؤلاء الذين يواجهوننا بقسوة..هل نقدم لهم البنبون أم غصن الزيتون؟ - بعد أن قرأت: نحلم مع الحالمين بدولة مدنية ديمقراطية حرة لاحكم فيها إلا للقانون والعدالة.. إلا أن المعركة الآن - توقيتا - ليست مع الدولة القمعية, لا مع الجيش ولا مع الشرطة بل مع الفاشية الدينية والإرهاب أو الكذب الذى يمارسه كثيرون بامتياز!