مواقف وطرائف ل"جلال علام" على نايل لايف في رمضان المقبل    رئيس جامعة طنطا يشهد حفل تخريج الدفعة ال30 من كلية الهندسة    "أصحاحات متخصصة" (1).. "المحبة" سلسلة جديدة في اجتماع الأربعاء    وجهة للتطوير العقاري تطلق مشروعين في مسقط باستثمارات 2 مليار دولار    وزير الإسكان يصدر حركة تغييرات بهيئة المجتمعات العمرانية وأجهزة المدن الجديدة    محافظ الأقصر يوجه بتكثيف أعمال النظافة والإنارة في البرين الشرقي والغربي    إنتاج 9 ملايين هاتف محمول محليًا.. وزير الاتصالات: سنبدأ التصدير بكميات كبيرة    نشرة التوك شو| تقرير دولي يكشف جرائم نتانياهو.. وتفاصيل سرقة إسورة من المتحف المصري    إسرائيل تعلن عن إكمال بناء سلاح دفاعي بالليزر    أمريكا: إصابة شخصين في حادث إطلاق نار بجنوب ولاية بنسلفانيا    بريطانيا: زيارة الدولة الأمريكية جلبت 150 مليار باوند استثمارات أجنبية    الشرع: الاتفاقية الأمنية مع إسرائيل ضرورية    تأكيد إصابة الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو بسرطان الجلد    ماذا تناول ترامب على مائدة الملك في بريطانيا؟ وما دلالته الرمزية؟    إنتر يعود بانتصار ثمين على آياكس في دوري أبطال أوروبا    سان جيرمان يفوز برباعية في بداية مشواره للدفاع عن لقب دوري أبطال أوروبا    وجه جديد.. حكم مواليد 1990 يدير مباراة الأهلي وسيراميكا    موعد مباراة برشلونة ونيوكاسل يونايتد في دوري أبطال أوروبا والقناة الناقلة    إصابة 4 أشخاص في 3 حوادث سير متفرقة بالعريش والشيخ زويد    غلق كورنيش النيل بالأقصر استعدادًا لزيارة ملك وملكة إسبانيا    وزير الثقافة: تخصيص 18 مارس من كل عام ليكون اليوم المصري للفن الشعبي    "أحلامهم تحققت".. الذكاء الاصطناعي يجمع نجوم الفن مع آبائهم    صلاح يتألق وفان دايك يحسمها.. ليفربول يضرب أتلتيكو مدريد بثلاثية مثيرة    اسكواش - خروج نور الشربيني في أبرز مفاجآت ربع نهائي بطولة مصر المفتوحة    احتفاءا بالوفاء.. صور لتكريم الراحلين والمتقاعدين والمتميزين في جامعة القاهرة    نائب محافظ دمياط تتابع تطوير عواصم المدن والمراكز    خبير عسكري: إنشاء قوة عربية مشتركة فكرة تواجه تحديات.. ولكنها مطروحة    ترامب وخصمه القضائي على المأدبة الملكية في بريطانيا.. ما القصة؟    وزير الثقافة ومحافظ القاهرة يكرمان الفائزين بجوائز التنسيق الحضاري    هيدي كرم بفستان جريء وسيلفي مروان موسى.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    محمد رمضان يطرح أغنية جديدة بعنوان "تصدق ولا متصدقش"    انتهاء تطوير وحدة جراحات العيون بمستشفى الشيخ زايد التخصصي    إصابة ربة منزل سقطت عليها شرفة عقار في مينا البصل غرب الإسكندرية (صور)    «الأهلي خسره».. هاني رمزي يشيد ب محمد شوقي قبل مباراة زد ضد بيراميدز    مصدر بالزمالك: جون إدوارد مستمر في منصبه.. وسنشكو من يحاول هدم استقرارنا    4 أبراج يحققون إنجازات خلال أسبوع: يجددون حماسهم ويطورون مهاراتهم ويثبتون جدارتهم في العمل    بعد خفض الفائدة بالفيدرالي الأمريكي..سعر الدولار الآن أمام الجنيه الخميس 18-9-2025    في خطوتين بدون فرن.. حضري «كيكة الجزر» ألذ سناك للمدرسة    700 فصل و6 مدارس لغات متميزة جديدة لاستيعاب طلاب الإسكندرية| فيديو    وزير الأوقاف يشهد الجلسة الافتتاحية للقمة الدولية لزعماء الأديان في «أستانا»    حمدي كامل يكتب: السد الإثيوبي .. من حلم إلى عبء    ما حكم كثرة الحلف بالطلاق؟.. أمين الفتوى يجيب    اختلت عجلة القيادة..مصرع شخصين بمركز المراغة فى سوهاج    هل الحب يين شاب وفتاة حلال؟.. أمين الفتوى يجيب    إصابة شاب بإصابات خطيرة بعد أن صدمه قطار في أسوان    مدارس «القليوبية» تستعد لاستقبال مليون و373 ألف طالب    فوائد السمسم، ملعقة واحدة لأبنائك صباحا تضمن لهم صحة جيدة    إحالة شكاوى مرضى في وحدة طب الأسرة بأسوان للتحقيق    قرار قضائي جديد بشأن طفل المرور في اتهامه بالاعتداء على طالب أمام مدرسة    خالد الجندى: الإنسان غير الملتزم بعبادات الله ليس له ولاء    80%ملكية أمريكية.. ملامح الاتفاق الجديد بين الولايات المتحدة والصين بشأن "تيك توك"    ڤاليو تنفذ أول عملية مرخصة للشراء الآن والدفع لاحقاً باستخدام رخصة التكنولوجيا المالية عبر منصة نون    ضبط المتهم بذبح زوجته بسبب خلافات بالعبور.. والنيابة تأمر بحبسه    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 17سبتمبر2025 في المنيا    هل يجوز لى التصدق من مال زوجى دون علمه؟.. الأزهر للفتوى يجيب    المنيا.. تنظيم قافلة طبية مجانية في بني مزار لعلاج 280 من المرضى غير القادرين    قبل ما تنزل.. اعرف الطرق الزحمة والمفتوحة في القاهرة والجيزة اليوم    ملكة إسبانيا فى زيارة رسمية لمصر.. أناقة بسيطة تعكس اختياراتها للموضة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ممدوح طه يكتب : ثورة مصر.. أسئلة غربية وإجابات عربية
ممدوح طه يكتب : ثورة مصر.. أسئلة غربية وإجابات عربية
نشر في الوفد يوم 16 - 08 - 2013

ما جرى في مصر من أحداث ومتغيرات منذ تفجر ثورة 25 يناير قبل عامين ونصف، وما يجري حاليا من أحداث ومتغيرات منذ انفجار ثورة 30 يونيو هذا العام، يطرح من التحديات المحددة والاستجابات المتعددة بقدر ما يستدعي من الأسئلة المحددة والإجابات المتعددة، لتوضيح معالم الطريق لما سيجري من أحداث ومتغيرات لاحقا، في إطار الخارطة الواقعية لمستقبل مصر والمنطقة العربية والإسلامية.
ولهذا فإن المشهد المصري والعربي الحالي، المتباين المبادئ والمتناقض المصالح بين مكوناته، يتطلب منا الوعي العميق بحقيقة ما جرى فيه، والعمل الواعي والموحد من جانب القوى الشعبية وجيوشها الوطنية أصحاب المصلحة الحقيقية في الوطن والثورة، للرد على الادعاءات السياسية الغربية المضادة للثورة المصرية، والدعايات الفضائية الناطقة بالعربية ضد الإرادة الشعبية، للإمساك بحقائقه وآليات محركاته كي نستطيع توجيهه والتأثير فيه.
من ذلك أنه وسط مشاهد التحديات والاستجابات الداخلية والخارجية عقب ثورة 30 يونيو الشعبية، ومن بين ما طرحته من أسئلة مصرية وعربية، ترددت الأسئلة "الغربية" للحصول على إجابات تشكك في ثورية وشعبية ومشروعية أحداث تلك الثورة المصرية، بعضها ما طرحته على وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" عبر مراسلها في الإمارات العربية، في حديث وزعته على القنوات الغربية فقط كالتلفزيون الفرنسي والنرويجي!
كان السؤال الأول على ما أذكر: لماذا تدخل الجيش في السياسة المصرية؟ وهل هناك شرعية شعبية أو مشروعية دستورية ل"الانقلاب العسكري الناعم" الذي جرى في مصر ضد رئيس مدني منتخب بغالبية شعبية في انتخابات ديمقراطية؟
وقلت وأقول، أولا: ربما لا يعرف الكثيرون في الغرب طبيعة العلاقة الوطنية العضوية بين الجيش المصري والشعب المصري، بقدر ما نعرف نحن في مصر على مدى تاريخ مصر. الجيش المصري هو جزء من الشعب المصري بكل أطيافه وطوائفه وطبقاته، وهو يختلف عن تكوين الجيش الفرنسي أو الإنجليزي أو الأمريكي الذي كان يعتمد على فرق المستعمرات الأجنبية، والآن يعتمد على مرتزقة غير وطنيين من شركات الأمن الدولية. وثانيا: الجيش المصري، هو جزء من "تحالف قوى الشعب" في مواثيق ثورة يوليو الأم لكل الثورات المصرية والعربية.
وهو ملك لإرادة الشعب المصري، وواجبه الوطني هو حماية أمن البلاد بنص الدساتير المصرية، في مواجهة كل التحديات الخارجية لحماية السلامة الوطنية، وجل الأزمات الداخلية لحماية الإرادة الشعبية، وهو في الحالتين يؤدي دوره الوطني وليس السياسي، لحماية الدولة والشعب والوطن، في إطار دوره الأساسي لحماية الأمن القومي.
وحينما انحازت القيادة العسكرية للغالبية الشعبية فلقد انحازت لشرعية الشعب وسلطة الشعب، أداء لواجبها الوطني والدستوري، فالجيش لم يقم بثورة، بل حقق إرادة الشعب بالثورة، وسلم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية العليا طبقا لدستور 71 المعطل، ولم يتدخل في السياسة المصرية بأن انضم إلى حزب ضد حزب، بل انضم إلى غالبية شعب ضد رئيس فقد ثقة الشعب، وبالتالي فقد شرعيته!
كما أن الجيش الوطني غير المسيس لم يقم "بانقلاب عسكري" ليحكم، كما كان يروج الأميركان والغرب والإخوان (وتراجعوا الآن)، بل استجاب لإرادة الشعب بعزل من يتحكم، حينما قرر الثورة على الرئيس الذي يتحكم في إرادته وجماعته التي تتسلط على دولته، حماية لأمن البلاد بنص دستور 71 الذي لم يُلغ للآن، والذي ينص على واجب الجيش في "حماية النضال الشعبي"، علماً بأن الفارق كبير بين الانقلاب العسكري والثورة الشعبية، فالانقلاب العسكري هو مجرد استبدال حاكم مدني بحاكم عسكري بإرادة فرد أو مجموعة عسكرية ولصالح تلك المجموعة وحدها، بالقوة العسكرية والتحول إلى الديكتاتورية.
ولو ضد المصالح الوطنية وضد الإرادة الشعبية للغالبية، بينما الثورة هي حركة شعب بدعم جيشه أو حركة جيش بتأييد شعبه، لإحداث التغيير الجذري المطلوب بإرادة الشعب ولمصلحة الوطن، ولتحقيق الأهداف الوطنية والأهداف الشعبية ضد الاستبداد والاستغلال، وصولا لسلطة الشعب وهذه هي الديمقراطية..
وحول المواقف العربية قلت وأقول: لا نستطيع فصل "المشهد المصري" عن المشاهد العربية، لسببين الأول، أن ما هو مصري الآن هو نتيجة لما هو عربي وإقليمي، ونتائجه ستكون سببا في متغيرات عربية وإقليمية، كما أنه ليس منفصلا عما سبقه من تفجيرات وتغييرات عربية، ضمن خطة المؤامرة الكبرى لتقسيم الشرق العربي الإسلامي المسمى ب"الشرق الأوسط".
والتي بلورتها القوى الصهيو أمريكية بنظرية الفوضى الهدامة عبر ما سمي ب"استراتيجية ثورات الربيع العربي".. والثاني "أن ما جرى ويجري مصريا وعربيا عبر ذلك الربيع الغربي، استهدف ضمن أولوياته ركوب ثوراته وتصعيد حلفائه وأدواته الإخوانية إلى الحكم عبر الصناديق في الدول العربية الفاعلة، بالمال والدعاية وبوسائل مشروعة وغير مشروعة.
وبضغوط خشنة وناعمة، لإصباغ حكمهم بألوان شرعية زائفة، لتكون هذه الأنظمة الإخوانية الإسلاموية وسيلتها في إخماد "الإرهاب" ضد أميركا والغرب و"المقاومة" ضد إسرائيل. من هنا تقدمت الدول العربية التي كان عليها الدور التآمري الإخواني في الخليج العربي ضمن مسلسل ذلك الربيع المزعوم، مثل الإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت والبحرين، لدعم الثورة الشعبية المصرية، وهو ما رحب به الشعب المصري وقدره لهذه الدول الشقيقة السباقة إلى دعم إرادته.
وإقليميا، لم يكن مفاجئا لنا في مصر تلك الهستيريا السياسية والتخبط العثماني للحكومة الأردوغانية التركية.. بينما فاجأنا الموقف الإيراني الذي سارع بإعلان احترامه لإرادة الشعب المصري.
ودوليا، تخبطت الإدارة الأميركية والدوائر الأوروبية التي صدمت بانهيار خططها الربيعية على الأسوار المصرية، عبر نوع من الهستيريا الدعائية والتهديدات السياسية، في محاولة لإجهاض الثورة الشعبية عن طريق وصفها بالانقلاب العسكري، وبتشجيع حلفائها وأدواتها لإثارة الفوضى ومواجهة التغيير.. وقد وجه الرأي العام المصري دعوات عالية لفرض سيادة القانون على كل مظاهر الفوضى.
وتطبيق خارطة المستقبل الثورية، ورفض المعونة الأمريكية. وفيما لم يصدر عن روسيا سوى تصريحين وزاريين يحترمان إرادة الشعب المصري، امتلأت الميادين بصور الزعيم عبد الناصر والفريق السيسي، مع صور للرئيس الروسي بوتين، وترددت أنباء مصرية لم تتأكد عن زيارة قريبة للرئيس الروسي إلى مصر.. وهنا فالرسائل واضحة لكل من يهمه الأمر!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.