يسرا.. نجمة متألقة، تغير من جلدها دائما، تحمل قضايا المرأة على عاتقها وتبحث فيها عن كل جديد، تألقت في دور المرأة الشعبية في «شربات لوز» العام الماضي، وقدمتها بشكل كوميدي وهذا العام تقدم شخصية مريم من خلال مسلسلها «نكذب لو قلنا ما بنحبش» وهو دعوة للحب الذي يحتاجه الوطن الآن، داخل «مطعم مريم» تأخذنا يسرا لنماذج كثيرة من المرأة المصرية بعيداً عن السياسة في رمضان، حاورناها عن دورها ورؤيتها السياسية. مريم شخصية سلبية تظهر منذ اللحظة الأولى وهى تخاف الجميع.. ماذا جذبك لتلك الشخصية لتقدميها في مسلسلك الجديد «نكذب لو قلنا ما بنحبش»؟ - الشخصية جديدة علىَّ في الأداء وفي الاسلوب المكتوبة به، فهى المرة الأولى سواء في الدراما أو السينما التي أقدم شخصية بهذا الشكل تظل طوال العشر حلقات الأولى سلبية. فمريم مستسلمة لأي شىء يحدث حولها والجميع يريدون منها حل مشاكلهم فهى تعيش من أجل الآخر ولا تبحث عن نفسها نهائيا، حتى لو كانت تحاول أن تقلدهم لكنها تضطر إلى أن تكون امرأة طيبة، واعتبرت أن هذه هى الطريقة التي تعيش فيها، حتى تأتي لها «ورد الخال» وتحولها لشخصية أخرى تبحث عن ذاتها وانسانيتها، فتغير حياتها وتكتشف أنها اذا لم تحب نفسها فلن تحب الآخرين. ولكن شخصية المرأة المعطاءة التي تضحي من أجل الآخرين قريبة من شخصية «شربات لوز» التي قدمتيها العام الماضي.. فما الجديد؟ - الشخصيتان مختلفتان تماما في الأداء فمريم طيبة «مكسورة» أما شربات عفوية وما يجمع الشخصيتان انهما يقدمان وجبة كوميدية للجمهور لأن المشاهدين ملوا من الظروف التي نعيش فيها، وجميعنا في حاجة إلى أن نخرج من الأحداث المسيطرة، لذا نريد تقديم عمل كوميدي خفيف، بالاضافة الى إنني في العملين أقدم السيدة المصرية الحلوة الجدعة التي تملك من المبادئ ما لا يملكه أحد، وهى السيدة التي تلون روحها على حسب الظروف، «شربات» غيرت شكل المرأة الشعبية نحن دائما نفكر في الحارة بشكلها الكئيب النكدي ونصور الحارة بأن روادها لا يعيشون ودائما فقراء ومكتئبين رغم أن العكس هو الحقيقة هم أكثر من يضحكون، ويعرفون تماما كيف يستمتعون بوقتهم، وهو أيضاً ما ظهر مع «مريم» فهى امرأة تثبت أن المرأة المصرية تفعل ما تريده أيا كان وتضحك وقتما تريد فنحن شعب كوميدي يبحث عن الضحكة والنكتة في أحلك الحدود، لذا حتى السيدات اللاتي يظهرن مع مريم في المطعم الذي تملكه اختص تامر حبيب المؤلف أن يجعل فيه نماذج كثيرة من السيدات، بمشاكلهم وحياتهم. منذ مسلسل «حياة الجوهري» أخذت على عاتقك حمل الدفاع عن المرأة ومناقشة قضاياها، هل هذه مسيرتك لدعم المرأة؟ - حياة الجوهري كان أولى أعمالي في التليفزيون ولم أخف عليك مدى تخوفي عندما أجبرني صديقي المرحوم مصطفى متولي أن أقدمه، وكان من انتاجه ومن وقتها وجدت نفسي أقدم قضايا المرأة، وهذا طبيعي لأن المرأة هى التي تعول وتربي وتصرف وتبحث عن حياتها، المرأة الآن أصبحت أكثر من نصف المجتمع لذا لابد من مناقشة قضاياها. أغلب أعمالك الأخيرة تقدمين مفهوم الوطن من خلال الأم التي تجمع أولادها حولها لماذا؟ - لأن البيت أو الأسرة هو الوطن لكل انسان فينا، ووطننا الأكبر هو مصر التي تجمع كل الأوطان الصغيرة، لكن كل انسان في بيته لديه شخصيات دائما تقابل ناس موجودة في حياتك يربطك بهم وطن، ولذا من الصدفة أن يكون اختياراتي بهذا الشكل لكننا نفتقد للأسرة وهذا ما أحاول أن أناقشه. وما هو نقاط التماس بين يسرا ومريم؟ - الشخصية فيها أكثر من وجه نستطيع أن نكون متعايشين معه، فأنت تحمل في طياتك كافة تفاصيل الشخصية، في حياتي أجد تفاصيل كثيرة من مريم ومررت كثيراً بما مررت به من شعور حزين وآخر سعيد فهى كل امرأة في العالم تبحث عن الحب فالانسان عندما يعرف الحب تتغير كل صفات الحياة أمامه. تعودين للعمل مرة أخرى مع الفنان مصطفى فهمي؟ - عدت مع مصطفى كدويتو بعد آخر أعمالنا «حياة الجوهري» لم نلتق الا في فيلم «الوردة الحمراء» مصطفى له بريق خاص وهذا ما يميزه كنت أتمنى أن أعمل معه في أكثر من عمل لكنه دائما مشغول واللقاء بيننا هذا العام بشكل مختلف واداؤه واحساسه وتمثيله مختلف مع اولاده لأنه سيظهر بدور كوميدي، خاصة أن العمل مع مخرجة متميزة مثل غادة سليم والمؤلف المبدع تامر حبيب جسد الشخصيات من لحم ودم. للمرة الثانية على التوالي تستعيني بمجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة؟ - لأنهم متميزون للغاية وأشعر أنني أخرجت نجوماً كثيرين وهذا يسعدني فأنا أرفض أن أكون البطل الوحيد في العمل، وعندما أشاهد أحمد عز ومي عز الدين اشعر بسعادة أنني عملت معهم، وأشعر أنني ألعب جيداً امام أي ممثل شاطر. كيف ترين المنافسة هذا العام، خاصة أن عدد الأعمال أقل من الأعوام الماضية؟ - أنا لا أنافس غير نفسي، عندما أقدم عملاً كل همي أن يكون مختلفاً عن أعمالي السابقة لكن لا يشغلني أن أكون مميزة عن عمل آخر لأن كل مسلسل وله عوامل نجاحه، وهذا العام تعرض أعمال كثيرة مميزة من بينها «العراف» و«نظرية الجوافة» و«فرح ليلى» و«آسيا». هل تقرأين الوضع السياسي الحالي؟ - الجيش أعاد كرامتنا أمام العالم العربي ولابد أن نعيد حساباتنا بسرعة وأن نضع دستوراً سريعاً لنثبت للعالم كله أن هذه هى الديمقراطية الصحيحة، نحن وطن واحد شاهدنا ماذا فعلت الامارات والسعودية من تدعيم لمصر ولذا أرى أن يستعيد الجميع حب مصر، وأن تقام مصالحة وطنية بين كل الفصائل حتى ينتهي مشهد رابعة العدوية الدرامي المحزن، فمصر وحشتنا. ماذا تتمنين لمصر؟ - أتمنى أن ترتاح مصر لأننا تعبنا وأتمنى مصالحة داخلية بيننا بالحب والتسامح وطوي الصفحات القديمة ويكون هدفنا الوحيد أن ننهض للدفاع عن مصر ونقول تحيا مصر وأدعو الله أن يصبر أهالي الشهداء فلولاهم ما استعدنا مصر. هل هناك أشخاص افتقدتهم يسرا خلال ثورة 30 يونية؟ - أثناء سير المظاهرة مررت أسفل منزل يوسف شاهين وناديته وأيضاً افتقدت صلاح جاهين كانا سيغيران حياتي ورؤيتي السياسية، أيضاً أنا لم أعاصر العندليب لكنني افتقدته وكنت سأشعر أنه سيساهم في ايقاظ وطنيتي.