ألتقينا بها داخل ستوديو مصر حيث تقوم بتصوير دورها في الديكور الرئيسى لها، وهو عبارة عن مطعم كبير تملكه داخل منزلها ويشاركها البطولة فيه الفنان مصطفى فهمي، وقبل البدء فى التصوير قامت يسرا بالذهاب إلى غرفة مصطفى فهمى للتحضير معا للمشهد المراد تصويره، وفى نفس الوقت تذكرا لقاءهما فى مسلسل "حياة الجوهري" الذى جمع بينهما منذ أكثر من عدة سنوات، وتذكرا كواليس التصوير التى كانت مليئة بالحب والسعادة والفرحة، والتى تشبه إلى حد ما كواليس المسلسل الجديد وناقشا معا أسباب عدم لقائهما كل هذه الفترة وأنشغال كل منهما فى أعمال درامية أخري، كما تطرقا إلى الظروف الصعبة المحيطة بهما والتى تمر بها البلاد حاليا، هنا تدخلنا وتحدثنا مع يسرا والتى أستقبلتنا أفضل أستقبال، وبعدها ذهبنا إلى غرفتها لإجراء الحوار: فى البداية تقول يسرا: سعيدة بهذا المسلسل لانه يجمع بينى وبين مصطفى فهمى بعد فترة غياب طويلة منذ مسلسل "حياة الجوهري"، فضلا عن ان المسلسل يضم كوكبة كبيرة من الفنانين الذين يظهرون لأول مرة فى الدراما المصرية منهم اللبنانية ورد الخال واللبنانى رفيق على أحمد وكارمن لبس التى ظهرت من قبل فى عدة أعمال مصرية، وتظهر هذه الشخصيات جميعها فى سياق درامى محكم على انهم اصدقائى من لبنان يساعدوننى فى الازمات التى اتعرض لها داخل احداث المسلسل. دور مختلف وتضيف يسرا قائلة: بجانب هؤلاء النجوم هناك النجوم الشباب الذين شاركونى مسلسل "شربات لوز" العام الماضى منهم محمد شاهين ويارا جبران وامينة خليل وأحمد صلاح الدين، كما تتقدمهم رفيقة دربى الفنانة القديرة رجاء الجداوى دور الام والتى شاركتنى فى العديد من المسلسلات السابقة، فضلا عن وجود أربعة وجوه جديدة يتم الدفع بهم لأول مرة. وتوضح يسرا: دورى فى هذا المسلسل مختلف تماما عن الادوار التى قدمتها من قبل، وهو ما احرص دائما على تحقيقه وأقدم للمشاهد كل ما هو جديد دون أن أكرر نفسي، وهو ما حققه لى دور مريم الذى كتبه المؤلف تامر حبيب ليعد ذلك ثالث تعاون بينى وبينه بعد مسلسلى "خاص جدا وشربات لوز"، وتقوم باخراج المسلسل غادة سليم فى ثانى تعاون بيننا بعد مسلسل "خاص جدا". المسلسل حمل اكثر من اسم فما الاسم النهائى له؟ بالفعل المسلسل حمل عدداً من الاسماء منها "ملكية عامة" و "انهم لايأكلون الخرشوف" وطعم الدنيا وغيرها، ولكن حتى الآن لم نستقر على الاسم النهائى للمسلسل، خاصة ان هذه الاسماء جميعها غير تجارية ولاتجذب المشاهد. تقولين ان شخصية مريم مختلفة فما وجه الاختلاف؟ الاختلاف هنا نابعا من شخصية مريم التى تحمل الكثير من المعانى الإنسانية، والتى أصبحت غير موجودة منها الحب والعطاء وإنكار الذات، فانها توفر كل هذه المشاعر والاحاسيس الايجابية لإسعاد من حولها دون النظر إلى ذاتها وتتخيل ان هذا الامر يسعدها أيضا، لكن تكتشف مع مرور الوقت ان هذا الامر أصبح حقا مكتسباً، ويطالب به المقربون منها دون النظر إلى مشاعرها وأحاسيسها التى تحتاج ايضا للحب وكل المعانى التى تشعرها بأهميتها، هنا تقرر مريم ان تهتم بذاتها على حساب الاخرين، كل هذا فى طار كوميدى اجتماعي. نفهم من ذلك ان مريم تمر بمرحلتين؟ هذا صحيح فالمرحلة الاولى عبارة عن امرأة لاتهتم بمظهرها ومطلقة من مصطفى فهمى ولديها ثلاثة ابناء ووالدتها تعيش معها، وكل ما يهمها راحة المقربين منها على ان توفر لهم كل السبل من أجل تحقيق رغباتهم حتى لو كان ذلك على حساب راحتها، أما المرحلة الثانية فتتحول تماما وتهتم بشخصيتها ومظهرها وتحاول ان تعيد ما فقدته من عمرها بسبب راحة الاخرين فتقرر العيش لنفسه لامتاع ذاتها بمنطق "أنا ومن بعدى الطوفان" وهو شيء جديد ومختلف لم اقدمه من قبل .. شخصيتان مختلفتان فى الطباع والمظهر والملبس. ولكنه قدم من قبل فى مسلسل "شربات لوز"؟ بالفعل قدمت مرحلتين فى شربات لوز، ولكن طباع الشخصية لم تتغير فى المرحلتين، حيث انها كانت فتاة تنتمى إلى الطبقة الفقيرة ولها لغتها الخاصة، وهو ما لم يتغير بسبب كونها فتاة تنتمى للحارة الشعبية، ولم يشفع لها انتماؤها للطبقة الراقية فى المرحلة الثانية، ولم تغير من شخصيتها ولم تستطع ان تتأقلم مع طباعهم. من خلال حديثك عن شخصية مريم نشعر انها مثالية فى رحلتها الأولي؟ ليست مثالية بالمعنى المفهوم، فلها سلبياتها وايجابياتها، واتصور ان الانسان الذى يهمل فى حقه من أجل تحقيق مطالب الاخرين فإنه شيء سلبي، ولابد ان يكون هناك نوع من العطاء للطرفين، فضلا عن ان المثالية فى حياتنا أصبحت غير موجودة وهى مسألة نسبية لا يستطيع أحد ان يحكمها. ما آليات التغيير التى تلجأ إليها مريم من أجل تحقيق رغباتها؟ أمور بسيطة جدا، حيث تحاول التغيير من مظهرها سواء الملابس التى ترتديها والاهتمام بالشكل الخارجى مع اجراء بعض الرتوش البسيطة التى تظهر جمالها، مثل صبغ شعرها ووضع المكياج لانها لاتحتاج إلى اجراء عمليات تجميل حتى تغير من شكلها، فضلا عن أنه ليس من الضرورى ان تلجأ المرأة لمثل هذه الامور حتى تلفت نظر زوجها أو أى رجل، وفى النهاية تلجأ إلى طبيب خاص يرشدها إلى الطريق الصحيح. هل انت مع المرأة التى تغير من مظهرها من أجل الرجل؟ بالتأكيد لا فأنا مع التغيير، ولكن من أجلها ومن أجل عودة الثقة لشخصيتها، ولابد ان تكون راضية تماما على ما تفعله قبل ان ترضى الاخرين سواء زوجها أو أولادها. وماذا عن يسرا؟ أنا دائما أحب التغيير وأرحب به، خاصة انه يجدد الدماء ويشعرنى بحيوية ونشاط، وهو ما انصح به المرأة المصرية، وهذا الامر يزيدنى ثقة فى نفسى ويشعرنى بالرضا التام. نفهم من ذلك ان حياة مريم ملك لغيرها؟ هذا صحيح، لذلك اطلقنا على المسلسل فى البداية اسم "ملكية عامة"، وهو ما تتعرض له مريم وهى ان حياتها ملكية عامة للجميع، ويرون انها حق مكتسب لهم ولايمكن ان تطالب بحقوقها، وكأنه واجب وفرض عليها ان تؤديه دون ان تعبر عن آلامها وأوجاعها ومطالبها، فضلا عن هذا الأمر أصبح مسلما به لانها طوال عمرها اعتادت تحقيق رغباتهم دون ان تشعرهم باحتياجها لهم، وبالتالى أصبح هناك فجوة كبيرة فى العلاقات الانسانية التى تعتمد فى الاساس على نظرية التواصل "خد وهات". ولكن فى رأيك ما السبب الحقيقى وراء ذلك؟ اتصور انه يرجع إلى الشخص الذى يمنح حياته للاخرين، فلابد ان يهتم بنفسه اكثر من ذلك حتى يكون لديه القدرة على العطاء، وهو ما يهدف إليه المسلسل ان كل شخص عليه ان يفكر فى الطرف الاخر على الاقل المقربين منه وفى نفس الوقت ألا ينسى ذاته. متى شعرت يسرا بنفس المشاعر والاحاسيس التى مرت بها مريم؟ أشعر بها فى أوقات كثيرة فإننى مررت بالمرحلتين وهذا أمر طبيعى واتصور ان الجميع مر ايضا بنفس الاحساس، فالحياة مليئة بالنوعين هناك من يصبح ملكية عامة وهناك من يفضل ان يكون ملكية خاصة، ونشاهده فى حياتنا اليومية حتى على مستوى المهنة التى نمتهنها، فلابد ان يكون هناك ما يسمى بالحقوق والواجبات حتى يقدم كل شخص ما عليه دون ان ينقص من حق الاخرين. أرى أنها شخصية مسالمة تماما؟ تقاطعنى قائلا: هذا صحيح ولكن كما يقولون "اتق شر الحليم إذا غضب"، وهى تشبهنى فى هذا الامر فإنها ظلت تتحمل اعباء كثيرة دون ان يفكر فيها المقربون منها، ولكن عند لحظة معينة تقرر الانفجار، وحتى الآن لم أصل لهذه الدرجة مع المقربين مني، ولكن على مستوى المهنة فهناك الكثير الذين تحملت اعباءهم، ولكن بعد فترة انفجرت فيهم ولم اتحمل انانيتهم. مريم والخرشوف مريم تمتلك مطعما خاصا تطهى فيه جميع أصناف الطعام فماذا عن يسرا؟ أنا طباخة ماهرة واستطيع طهى العديد من الاطعمة التى اتميز بها، منها البطاطس والملوخية والبامية وجميع انواع المكرونات واللحوم والطيور. وماذا عن الخرشوف؟ انها اكلة تتميز بها مريم تحب طهيها دائما، ولكن المقربين منها لايحبونها. دائما ما يحاول تامر حبيب العزف على أوتار الطبقات الاجتماعية المختلفة بكل ما تحمله من مشاعر وتقديم نماذج تعبر عنها، فهل كان ذلك سببا للقائكما الثالث؟ من خلال تعاونى مع تامر فى اكثر من عمل درامى أقول انه ينفرد ببعض المميزات، منها العزف على اوتار المشاعر والاحاسيس لجميع الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية، فيقدم اكثر من نموذج فى عمل فنى واحد ويلقى الضوء على حياتهم دون ان تشعر بالملل، وفى نفس الوقت ينهى ادوارهم بشكل منطقى ودون ان تشعر انها مقحمة داخل احداث المسلسل. فكرة الظهور بممثل غائب عن الساحة مثلما حدث من قبل مع سمير غانم فى "شربات لوز" ومن قبله هشام عبدالحميد فى "بالشمع الاحمر" وحاليا مصطفى فهمى فى هذا المسلسل، هل يعد ذلك استراتيجية جديدة تتبعينها؟ الامر لايقاس بهذا الشكل لانه نابع من فكر الجماعة، فالجميع يفكر من أجل مصلحة العمل وحتى نرتقى به ويحقق نجاحا ملحوظا، واتصور انه تحقق فى هذه الاعمال فأنا سعدت عندما وافق سمير غانم على المشاركة فى "شربات لوز"، وهو كوميدى كبير وقدم دورا فى غاية الصعوبة، ومختلفا تماما عن شخصيته الكوميدية، بينما مصطفى فهمى وأنا لم نلتق منذ تقديمنا مسلسل "حياة الجوهري"، وفى كل عام نتفق معا على ان نشارك فى عمل درامى جديد، لكن تفرقنا الظروف إلى ان سنحت لنا الفرصة هذا العام. توقع البعض ان عملك القادم بعد "شربات لوز" مع العدل جروب، ولكن اختيارك لنفس شركة انتاج مسلسل "شربات لوز" خالف كل التوقعات؟ أنا سعيدة بالتعاون معهم خاصة انهم يوفرون كل احتياجاتي، وبالتالى نقدم اعمالا متميزة وهو ما لمسته فى شربات لوز، وهذا لايعنى ابتعادى تماما عن العدل جروب، وتحديدا المنتج جمال العدل الذى يمثل لى مكانة كبيرة فى حياتى ولا اتصور ان نفترق فى ذات يوم، فالعلاقة التى تربطنا سويا أكبر بكثير من المهاترات التى تتردد انفصالنا فنيا، واكبر دليل على ذلك ما قدم به جمال العدل الذى زارنى وهنأنى على المسلسل. كان من المفترض ان يقوم بإخراج المسلسل سميح النقاش ولكن تحملت المسئولية فى اللحظات الاخيرة المخرجة غادة سليم؟ كنت اتمنى العمل مع سميح النقاش لانه يمتلك قدرات اخراجية عالية، وفى نفس الوقت هو نجل الناقد الكبير رجاء النقاش، ولكن بسبب انشغاله فى تصوير مسلسل "فى غمضة عين"، فضل الانسحاب وكانت غادة سليم قد تعاقدت على مسلسل اخر من بطولة غادة عال، وبعد فترة قصيرة توقف المسلسل وقررت ان تتحمل غادة سليم المسئولية، وتسبب تغيير المخرج فى تأخير البدء فى تصوير المسلسل ما يقرب من شهرين ونصف مقارنة بالعام الماضى وأتصور أن غادة سليم انقذتني، خاصة انها استطاعت ان تدرس المسلسل بشكل جيد فى فترة قصيرة. شاركت هذا العام فى العديد من المهرجانات، منها مهرجان ابوظبى لافلام البيئة ومن قبله مهرجان الاقصر الذى كرمت فيه؟ اقامة المهرجانات من أهم الاعمال التى تصنع لغة تحاور بين الشعوب، وتتعرف من خلالها على أهم معالم هذا البلد وعاداتها وتقاليدها، كل ذلك من خلال افلامها التى تعرض فى المهرجان، وهو ما لمسته فى مهرجانى أبوظبى لأفلام البيئة والاقصر للسينما الافريقية، وربما تكريم الاقصر كان له مذاق خاص، لاننى شعرت بما يتالم به شعب الاقصر بعد ان أصبح يعانى من قلة الموارد السياحية، رغم انهم يملكون ثلث اثار العالم فى الوقت الذى تهتم فيه الدول والحكومات بكل قطعة اثرية، وتحاول ان تسوقها جيدا حتى تدر عليها موارد مادية ولكننا نفتقد لذلك. إلى الأسوأ فى رأيك هل ترين السبب فى ذلك الوضع الأمنى غير المستقر؟ بدون الدخول فى الاسباب اتصور أنه لابد من تكاتفنا، ونحاول ان ننقذ ما يمكن انقاذه لان فى النهاية سنحاسب جميعا على ما نفعله فى حق بلادنا، لاننا لم نحافظ على النعم التى وهبها الله لنا ولم نستفد منها، واصبح القبح بديلا عنها وأصبح من المألوف ان نشاهده دون ان نحرك ساكنا، فكل شيء فى حياتنا تغير إلى الأسوأ. البعض يرى الاعلام سببا رئيسيا فيما يحدث؟ أرى ان الاعلام فى الفترة الحالية يعد خط الدفاع الاول، لانه يظهر الحقائق فى الوقت الذى أصبحت فيه المعلومات مغلوطة ويصعب كشفها، واتصور اننا أصبحنا نعيش عصر التلفيق وهو ما يحدث على المواقع الالكترونية، والتى تسببت فى اثارة حالة من التخوين واثارة الفتنة. المهرجانات تقرب الشعوب فما الذى افادك من المشاركة فى أبوظبى لافلام البيئة والاقصر؟ فى مهرجان ابوظبى تم القاء الضوء على البيئة وأهميتها فى المجتمع، أما الاقصر فتم فتح ملف الماء من خلال مشاركة دول حوض النيل، والانقسامات التى شهدتها دولة السودان تحديدا. عيد ميلادي! تزامن تكريمك فى مهرجان الاقصر مع عيد ميلادك، فكيف كان الاحتفال به؟ فوجئت بأصدقائى يحتفلون بعيد ميلادى وسعدت كثيرا بهذا الامر، خاصة انه وسط اصدقائى الذين يحبونني، منهم ليلى علوى والهام شاهين وهالة سرحان وغيرهم، على الرغم من كرهى للاحتفال بعيد ميلادى بصفة عامة، لان ليس هناك ما يفرحنى عندما يزداد عمري، اسعد اكثر عندما يكبر مع العمر العقل "والباقى كله دمه تقيل" ولكن انا صغيرة فى قلبي. ماذا عن صحة والدتك؟ هى بصحة جيدة وأتمنى لها الشفاء العاجل، خاصة ان هذه المرة كانت فى غاية الصعوبة وتألمت كثيرا بسببها، حيث مكثنا فى المستشفى لمدة شهرين تقريبا.