عندما انشغل حزب الله وزعيمه الحالى حسن نصر الله، وكما وعد وتعهد هو ذاته وبصفة شخصية وعلى الملأ لجميع الفرقاء اللبنانيين وغيرهم بأن سلاح حزب الله ليس موجها لأى أحد أو أى طرف فى الداخل اللبنانى أو حتى الإقليمى إلا فقط العدوان الصهيونى، ومقاومته واستعادة الحقوق السليبة والمسلوبة للشعب الفلسطينى وأيضا اللبنانى، وكذا السورى بطبيعة الحال، قد صدقناه جميعا فى طول عالمنا العربى وعرضه بل وحتى فى العالم الحر وبقية أرجاء المعمورة، واصطففنا جميعا خلفه مدعمين وداعمين ومؤيدين ومناصرين خاصة عندما ادعى نبذه لجميع الخطابات والدعوات الطائفية والشعوبية فى لبنان وغيره، وخاصة فى أعقاب العدوان الإسرائيلى، والذى تلته حرب إسرائيل على لبنان، ومن ثم على حزب الله فى عام 2006، حيث صمدت فيها لبنان وكذا حزب الله، ولم تخرج إسرائيل من تلك الحرب بأية مكاسب على الإطلاق وكما اعتادت على ذلك منذ حربى عام 1948، و يونيو 1967. وكانت انتفاضة الشعب السورى وثورته على نظام الأسد فى جوهرها محاكاة لكافة ثورات الربيع العربى فى عالمنا العرب أو لنظرية «الدمينو»، والتى كانت تتلخص وتنادى فى بداية الأمر فقط إلى تحقيق بعض الدعوات والمطالبات الإصلاحية الشعبية المحدودة فى ظل بقاء نظام ال «الأسد». حيث كانت تدعو، وبشكل أساسى، إلى ضرورة ضمان الحياة الحرة الكريمة لكل مواطن سورى يعيش على التراب السورى أو الأراضى السورية بعيدا عن التدخلات الأمنية السافرة لأجهزة الأمن القمعية السورية فى كل شأن يخص أى سورى، أو غيره من المقيمين، يعيش على الأراضى السورية، والتى سحقت كرامة المواطن السورى وآدميته سواء كان رجلا أو امرأة أو كهلا أو حتى طفلا. كما دعت الثورة السورية السلمية المدنية أيضا فى بداية الأمر، إلى ضرورة تحقيق بعض الديموقراطية وضخ بعض الدماء الجديدة فى الحياة السياسية السورية من خلال تعددية حقيقية يقابلها تمثيل نيابى حقيقى فى البرلمان السورى من غير المصفقين دائما لنظام ال «الأسد» منذ الأسد الأب وحتى الأسد الابن، والذين ساهموا في تغيير الدستور السورى من أجل أن يبقى الأسد الابن رئيسا لسوريا بعد موت والده حيث كان عمره وقتها أربعة وثلاثين عاما..! وكان يفترض فى كل من حزب الله المقاوم الممانع، وكذا الجمهورية الإسلامية الإيرانية الثورية، واللذان كان قد أيدا ودعما معا ثورة كل من الشعب التونسى والمصرى على نظامى بن على ومبارك، أن يؤيدا ثورة الشعب السورى على أكبر طاغية فى المنطقة بل فى العالم، بل على مدى التاريخ الإنسانى كله، لم يفعلا، وبدلا من أن ينحازا إلى مطالب الشعب السورى العادلة فى الحياة الحرة الكريمة انحازا إلى نظام الطاغية..! وهما بذلك أى كل من إيران وحزب الله قد كشفا فى حقيقة الأمر عن وجههما الحقيقى وأجندتهما الطائفية الكريهة والبغيضة، والتى أخفوها كثيرا، وموهوا عليها وزايدوا بها عهودا، إلى أن قامت الثورة الشعبية السورية ضد النظام الطائفى الحاكم فى سوريا، والتى كانت بحق فارقة، حيث قاتل كل من حزب الله وإيران مع نظام حكم الطاغية ضد شعبه..! وكانت ثالثة الأثافى - وكما يقال فى الأمثال - أن تدخل نصر الله وحزب الله، ومن ورائهما إيران بطبيعة الحال، مدعومين معا بدعم روسى غير محدود سواء على الصعيد السياسى لاسيما فى مجلس الأمن أو على مستوى العسكرى من حيث التسليح، وفتح أكثر من جسر جوى وبحرى، وحتى برى خاصة بعد تدمير القصير، وتدخل أو دخول المالكى الطائفى هو أيضا على الخط من ناحية الحدود العراقية السورية، وذلك جنبا إلى جنب مع حزب العمال الكردستانى الإرهابى، والذى بمجرد أن طرد من تركيا زحف نحو سوريا مؤيدا وداعما لنظام الأسد..! لإمداد النظام السورى بكل ما يحتاجه من أسلحة فتاكة، وبما فى ذلك تلك المحرمة دوليا كالسلاح الكيماوى والقنابل العنقودية، وغيرهما، لقتل الشعب السورى، أو قمعه وردعه عن ثورته ضد نظام ال «الأسد»..! ولكى يظهر نصر الله بعضاً من أريحيته، أو زعامته الزائفة، لكى يسكت معارضيه فى الداخل اللبنانى، ومنتقديه من خارج لبنان على السواء، ادعى بأنه آخر الداخلين إلى سوريا، وهو بذلك كشف فى واقع الأمر عن جانب مهم من شخصيته، يحتل قدراً لابائس به من تكوينه النفسى، ونشأته السياسية، الديماجوجية وكذا تدليسه على الآخرين، حيث إن كل من دخل سوريا لمناصرة الجيش الحر كانوا مجرد أفراد ينتمون إلى جنسيات مختلفة قد دخلوا فرادى، وبمحض إرادتهم، أو اختياراتهم وقناعاتهم الفردية والشخصية الخاصة، وبمبادرة فردية خاصة من قبل كل منهم دونما أية ضغوطات أو حتى توجيهات لهم من حكوماتهم أو دولهم التابعون إليها، أو حتى من قبل أية منظمات دولية أو أهلية أو أحزاب أو غيرهم، خاصة بعد ما رأوه بأم أعينهم من اعتداء الجيش النظام السورى الممانع والمقاوم على أعراض السوريات وهتك أعراضهن، فضلا عن قتل وذبح الأطفال بدءا من حمزة الخطيب وحتى الآن، بينما دخل نصر الله إلى سوريا باسم حزب الله مدعوما من إيران، وليس باسم نصر الله..! وكان من المنتظر، أو المتوقع، من جمهورية إيران الإسلامية وحزب الله الإسلامى أن يقيما الحدود على من قام بجريمة الزنا والاعتداء الجنسى على شقيقانتا السوريات وقام بهتك أعراضهن، وبدلا من ذلك فقد انحازا إلى النظام الذى قام بذلك على مرأى ومسمع من العالم كله، وأيداه ودعماه بالمال والسلاح والمرتزقة من المقاتلين الطائفيين والمتطرفين، وكأنهما بذلك يشجعانه على الاستمرار فى غيه، وفى سياسة هتك الأعراض والزنا والاعتداء الجنسى، وإنا لله وإنا إليه راجعون، والله غالب على أمره ولو كره الإيرانيون ومعهم حزب الله..!