«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«حزب الله» من المقاومة إلى «الإرهاب»
هل أعلن انتحاره السياسي؟
نشر في محيط يوم 27 - 05 - 2013

بعد ساعات من تصريحات زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، في خطاب له بأنه سيساعد على تحقيق النصر لحليفه الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية، توالت الانتقادات والتصريحات والتخوفات من حدوث حرب طائفية بلبنان، وأخيراً واجهت لبنان سقوط صاروخان على الضاحية الجنوبية لبيروت، أو البيئة الشعبية الحاضنة للحزب، وخلفا عددا من الجرحى وأضرارا مادية.
وتعتبر تصريحات نصر الله التي ألقاها في الذكرى ال13 لانسحاب إسرائيل من لبنان، بمثابة ضربة قد تقسم ظهر حزب الله، وتهدد مكانته كبطل للمقاومة عبر تاريخه الطويل، خاصة بعد سيل الانتقادات والإدانات التي واجهها الحزب، والتي كان ابرزها إدانة سعد الحريري رئيس حزب تيار المستقبل الذي اعتبر خلالها أن نصر الله بهذه التصريحات كتب شهادة المقاومة.
وكان نصر الله قد صار بطلا في العالم العربي بعد أن أجبرت قواته القوات الإسرائيلية على الانسحاب من جنوب لبنان في عام 2000 وخاضت حربا قصيرة مع إسرائيل في عام 2006، لكن التدخل المتزايد لحزب الله في الحرب الأهلية السورية دفع الكثيرين إلى تغيير آرائهم في جماعته.
وهناك من رأى أن تصريحات نصر الله قد تسفر عن حرب طائفية بلبنان، وأنه حان الوقت لانتقال سياسي بالأزمة السورية، كما أثارت هذه التصريحات استياء الأمم المتحدة، هذا بالإضافة إلى أن هناك من وصف نصر الله بأنه «إرهابي» ويجب إيقافه، وهذا ما سيتم عرضه الآن.
شهادة وفاة
وبداية نتطرق صدى هذه التصريحات داخل لبنان، والتي كان أبرزها ما قاله سعد الحريري رئيس تيار المستقبل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، حيث انتقد خطاب نصر الله، مؤكداً أنه كتب شهادة وفاة المقاومة.
وكتب الحريري على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي ال "فيسبوك": "لقد أعلنت بفمك يا سيد حسن نهاية المقاومة في عيد المقاومة.. المقاومة تنتهي على يديك وبإرادتك.. المقاومة أعلنت الانتحار السياسي والعسكري في القصير".
ووجّه الحريري كلماته إلى نصر الله، قائلاً: "لقد أخذت المقاومة إلى الهزيمة في القصير، فبئس هذا القرار وبئس الدعوات التي يندى لها جبين الشرفاء من اللبنانيين وكل العرب.. لقد حفرت في سوريا وبدماء الأطفال والنساء والشيوخ من أبناء الشعب السوري، حفرت هاوية أردت للمقاومة أن تسقط فيها".
واتهم الحريري، حسن نصر الله بأنه "أبدع" في التحريض على الفتنة الطائفية في لبنان، مضيفاً: "خطابك إعلان صريح عن السقوط في الهاوية، ولا شك أنك أبدعت في التحريض المذهبي والطائفي كما لم تبدع من قبل. لكن يبقى أن نقول لك أن زمن المتاجرة بفلسطين والمقاومة، زمن المتاجرة بالوحدة الوطنية قد انتهى، واللبنانيون كما الشعوب العربية والإسلامية في كل مكان باتت تدرك أن أكذوبة المتاجرة بالشعارات باتت مكشوفة والزمن سيكشف المزيد من حبل الأكاذيب".
وشدد على أن عيد المقاومة والتحرير ليس حكراً على حزب الله، موضحاً أن هذا اليوم "هو بالتأكيد ذكرى غالية على جميع اللبنانيين، لاسيما على أهلنا في الجنوب والبقاع الغربي الذين دفعوا الثمن الأكبر في مواجهة العدوان الإسرائيلي وكانوا في الخطوط المتقدمة التي افتدت لبنان وأنهت الاحتلال"، متوجهاً بالتحية إلى أرواح الشهداء الذين سقطوا في مسيرة التحرير.
ومن جانبه، انتقد المرجع الديني اللبناني علي الأمين، تصريحات نصر الله، وحذر من مشاركة أحزاب لبنانية، لا سيما حزب الله، في القتال في سوريا، متوقعاً أن ينتقل القتال إلى لبنان.
وفي حديث لقناة "العربية" الإخبارية، قال النائب في البرلمان اللبناني أحمد فتفت: "إن ما حدث هو جريمة فعلية، وهذا ما رأته جميع القوى السياسية في لبنان"، مؤكداً أن "المستفيد الأول حسن نصر الله، الذي يريد أن يبرهن على وجود قوة تريد الشر بالطائفة الشيعية".
وأضاف: "هناك شك كبير بأن الصواريخ التي أحدثت التفجير مصدرها حزب الله"، مستنداً بذلك إلى وجود الحزب في منطقة التفجير وسيطرته عليها خلال أحداث مايو/أيار 2008، متسائلاً: هل افتعل حزب الله القضية لمكسب سياسي؟
وأوضح فتفت أن ما قاله نصر الله "كلام غير مسؤول"، موضحاً أن القتال اللبناني في سوريا سيتسلل إلى داخل لبنان، الأمر الذي يريده نصر الله، لاعتقاده بأنه يملك الإمكانيات، فمنذ سنوات وحسن يسعى لتدمير الدولة اللبنانية، وفرض سيطرته عليها، بحسب تعبيره.
النظرة العربية
وفي تحول عن النظرة العربية التقليدية لحزب الله على أنه قوة رئيسية معادية لإسرائيل، جاءت عدد من التصريحات العربية التي انتقدت تدخل حزب الله بشكل علني في الأزمة السورية، كما أظهرت الانقسامات الطائفية المتزايدة في المنطقة بسبب الحرب الدائرة في سوريا.
فمن جانبه، وصف الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني، حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني بأنه «إرهابي» بعد أن قال زعيم الجماعة الشيعية إنه سيساعد على تحقيق النصر لحليفه الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية.
ونقلت وكالة أنباء البحرين عن الشيخ خالد قوله في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»: "إن نصر الله إرهابي يعلن الحرب على أمته"، مضيفاً أن "إيقاف (نصر الله) وإنقاذ لبنان من براثنه واجب قومي وديني علينا جميعا".
وكانت الخارجية البحرينية كلفت في 7 أبريل /نيسان الماضي، وزارتي الداخلية والخارجية في الحكومة البحرينية بوضع الإطار القانوني لإدراج حزب الله اللبناني على لائحة الإرهاب كمنظمة إرهابية.
وتعتبر البحرين أول دولة عربية تتخذ هذه الخطوة، وقالت البحرين وقتها: "إنها ستتبع معايير دولية في هذا الجانب في خطوة لحماية البحرين من خطر المنظمات الإرهابية".
كما قام مجلس النواب البحريني بخطوة مماثلة طالبا من الحكومة البحرينية إدراج حزب الله اللبناني كمنظمة إرهابية، وقال نواب المجلس حينها في بيان صدر بهذا الشأن: "إن مطالبهم جاءت بسبب النشاط المتزايد للحزب في شؤون دول المنطقة".
المعارضة السورية
ومن جانبه، رد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الأحد، على خطاب نصر الله، قائلاً: "إن دعوته للقتال ضد الشعب السوري ستدفع "الشرفاء" في حزبه إلى اتخاذ مواقف تليق بالمقاومة الحقيقية".
وجاء في بيان الائتلاف الوطني، الذي أصدره مساء السبت: "كرر حسن نصر الله ( أمس السبت) محاولاته الرامية إلى تحريض أبناء لبنان ضد السوريين الثائرين على نظام (بشار) الأسد، مقامرا بأرواح شباب لبنان على أرض سوريا لصالح عصابة أفسدت في الأرض وسفكت الدماء، وقدمت أبشع صورة يمكن للإرهاب أن يتمثلها".
وتابع البيان: "لقد أجبر الأسد الجيش السوري على قتل المواطنين، صارفا اياه عن دوره الاساسي في حماية الشعب، ما دفع شرفاء الجيش إلى الانشقاق عنه والوقوف في جانب الحق"، مشيراً إلى أنه "اليوم يكرر حزب الله نفس الخطأ، فيجبر بعض ابناء لبنان على قتل السوريين، ما سيدفع بدون شك الشرفاء منهم إلى اتخاذ موقف يليق بأبناء المقاومة الحقيقية".
وأكد الائتلاف أنه يبدي عظيم استهجانه لدعوة زعيم حزب الله الى نقل اي خلاف داخل لبنان إلى سوريا وتصفيته فيها في موقف لا يعبر إلا عن اضطراب مطبق لبوصلة الحزب، أو يكشف أنها كانت ضائعة على طول الخط.
مراجعة تقييم
وعلى الصعيد الدولي، كان لتصريح حزب الله بالتدخل بشكل علني في سوريا، صداه أيضاً داخل البيت الأبيض، حيث أكد جوش إرنست المتحدث باسم البيت الأبيض، أنه تتم مراجعة تقييم الموقف في سوريا باستمرار، وأن إعلان «حزب الله» اللبناني هذا سيؤخذ في الاعتبار، مشددًا على أنه حان الوقت للرئيس السوري، بشار الأسد، لترك السلطة، وحان الوقت لانتقال سياسي، لأن عدم الاستقرار أصبح واضحًا في جميع أنحاء المنطقة، وأصبح يشكل تهديدًا كبيرًا لها.
وجدد البيت الأبيض الإعراب عن قلقه من الدور الذي يقوم به «حزب الله» في دعم نظام «الأسد» في سوريا، مشيرًا إلى أن واشنطن تدين هذا العنف ومشاركة «حزب الله» فيه.
وأضاف جوش إرنست: "من الواضح لنا أن إعلان (حزب الله) عن مشاركته تأتي ردًا على تزايد الإصابات التي لحقت بمقاتليه في المنطقة، وهو ما يؤكد الحاجة الملحة لانتقال سياسي ديمقراطي في سوريا".
وأوضح أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها وحلفائها، في محاولة لتيسير استمرار التحول في سوريا.
ومن جانبه، اعرب بان كي مون الأمين العام للامم المتحدة عن «قلقه البالغ» حيال تصاعد النزاع وعلى الاخص في محيط مدينة القصير، ودور حزب الله اللبناني المتنامي في النزاع الجاري في سوريا، داعيا إلى تكثيف الجهود لوقف انتشار المعارك الى دول اخرى.
وبعد بضع ساعات على سقوط صاروخين في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله الشيعي حليف دمشق، دعا بان كي مون كل الدول والمجموعات الى “التوقف عن دعم العنف داخل سوريا"، بحسب ما افاد المتحدث باسمه مارتن نيسيركي في بيان.
واضاف نيسيركي أن على الجميع في المنطقة ان يتصرفوا بمسئولية وان يعملوا على خفض حدة الخطاب وتهدئة التوتر في المنطقة، مؤكداً أن «بان» أبدى معارضته لتسليح جميع اطراف النزاع في سوريا من قبل دول ومجموعات خارجية.
وقال نيسيركي: "إن على القادة اللبنانيين ان يلتزموا بشكل صارم باتفاق قطعوه بالبقاء على الحياد في هذا النزاع وحماية لبنان من النزاع".
حرب طائفية
ومن جانبها، رأت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن لبنان، التي طالما تعاني من التوترات، أضحت قريبة من الإنزلاق في براثن الحرب الطائفية، إثر امتداد الصراع الدائر في سوريا إليها، في أعقاب الهجوم الصاروخي الأخير الذي ضرب ضواحي بيروت بالقرب من معاقل حزب الله.
وأشارت الصحيفة البريطانية - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني الأحد، إلى أن تزايد المخاوف من مشاركة حزب الله في الصراع السوري قد يؤجج ويوسع نطاق التوترات الطائفية المستمرة بالفعل في شمال وشرق لبنان.
واعتبرت الصحيفة البريطانية أن خطاب نصر الله يعد واحدا من أهم الخطابات التي القاها زعيم حزب الله - أو اي من أسلافه - حيث أقر خلاله صراحة بتورط الحزب في جبهة قتال في سوريا، بعيدا عن الحروب التقليدية ضد إسرائيل الذي أتهمها بانها تقود حملة لإسقاط الأسد.
ورأت الصحيفة أن خطاب نصر الله قد أعطي الضوء الأخضر لحزب الله (الشيعي) للمشاركة في الصراع السوري (بين السنة والشيعة وفقا للصحيفة) مما ينذر بإشعال فتيل الحرب الطائفية في عدة أجزاء من بيروت، حيث تعيش مجتمعات سنية وشيعية جنبا إلى جنب.
وحذرت الصحيفة في ختام تقريرها من أن التطورات الأخيرة في مجريات الصراع السوري قد تغير موقف سوريا في مؤتمر جنيف المقبل حول الوضع في سوريا وسط تعهد الدول الرافضة لإستمرار نظام الأسد بتكثيف المساعدات لقوى المعارضة، وذلك وسط مخاوف من تزايد الشقاق في صفوف المعارضة السورية الذي قد يفشل قمة جنيف قبل عقدها.
«حزب الشيطان»
واستمرارا للانتقادات المتلاحقة على حزب الله، كان لبكير بوزداغ نائب رئيس الحكومة التركي موقفه المعارض لهذه التصريحات حيث انتقدها وبشدة، وقال الاحد: "إن على الحزب تغيير اسمه إلى «حزب الشيطان»".
ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة «زمان» عن بوزداغ قوله في مؤتمر بعنوان «مشاكل العالم الإسلامي وحلولها» في إسطنبول: "إنه كيف يمكن لمؤسسة أن تطلق على نفسها اسم «حزب الله» فيما تعلن الحرب لقتل أبرياء من رجال ونساء وأطفال".
وأضاف أن أعمال الحزب لا تنسجم مع تعاليم الإسلام، داعياً إلى تغيير اسمه إلى «حزب الشيطان». وتابع: "أولئك الذين يقفون إلى جانب نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد ويقتلون أخوتهم المسلمين، ويقتلون النساء والأطفال بدون تمييز في ساحة المعركة يجب ألا يلجأوا إلى الإسلام والقرآن لتبرير أفعالهم".
وحذر من تصاعد الاقتتال المذهبي في المنطقة، وهاجم الرئيس السوري بشار الأسد وقال: "إنه لا فرق بينه وبين فرعون الذي أمر بقتل الصبية حديثي الولادة بسبب حلم رآه".
الجامعة العربية
ومن جانبه، حث نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية حزب الله اللبناني الأحد، على وقف مشاركته في القتال في سورية بجانب قوات الرئيس بشار الأسد، خاصة بعد سقوط صاروخين على الضاحية الجنوبية لبيروت.
ودعا العربي في بيان لها قيادة حزب الله إلى مراجعة مواقفها وعدم التدخل في القتال في سوريا، مؤكداً أن السبيل الوحيد لتحصين لبنان وحماية مقاومته الوطنية يكون بتحصين وحدة لبنان الداخلية، لحماية لبنان وسلمه الأهلي من التداعيات الإقليمية الخطيرة للأزمة السورية.
كما ندد العربي بالهجوم على جنوب بيروت والقتال في شمال لبنان وقال: "هذه الحادثة الإجرامية إضافة إلى الاشتباكات المسلحة العبثية المستمرة في مدينة طرابلس هي أعمال تخريبية مرفوضة تهدف إلى إشعال نار الفتنة، وتوتير الوضع الأمني في لبنان على إيقاع الأحداث الدموية المؤسفة الجارية في سوريا".
وفي نفس السياق، وصف المنتدى العالمى لللبرلمانيين الإسلاميين، خطاب نصر الله بأن استفزازي، واعتبر ان ذلك ليس سوى مقامرة بأروح الشباب اللبناني على الارض السورية، لصالح نظام ارتكب أبشع الجرائم التى يمكن للإرهاب ان يرتكبها بحق المدنيين العزل.
وفى بيان له صباح اليوم الاثنيين، استنكر المنتدى ذلك الخطاب المذهبي المتطرف الذي من شأنه أن يزج بالشباب اللبناني في آتون حرب أهلية قد تقودهم إلى الهلال والدمار، فإن يؤكد على حرصه التام على الامن والاستقرار في لبنان، وعلى السلم الاهلى هناك، ويرفض أي محاولات غير محسوبة لجر المنطقة وفي القلب منها لبنان لحرب دموية طائفية لصالح اطراف خارجية تسعى لنشر العنف والفوضى والانقسام في المنطقة.
فما يقوم به حزب الله اللبناني من محاولات مرفوضة لإثارة الفتن وتقديم التبريرات الواهية لمساعيه الخاصة، يمثل انتهاك صارخ ليس فقط لسيادة الدولة السورية وللاعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الانسان، وإنما كذلك للدولة اللبنانية التى ترفض المشاركة في تلك المعركة، وتعتبر ما يقوم به حزب الله خروجا فادحا على الشرعية.
وطالب فى بيانه حزب الله بمراجعة سياساته الخاطئة وتدخله المرفوض في الشأن السوري، وكذا يهيب بالمجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الامن والامم المتحدة بضرورة الاضطلاع بمسئولياتهم في حفظ الامن والاستقرار، ووضع حد لانتهاكات حزب الله للأراضي السورية، وتقديم الدعم اللازم للشعب السوري الذي يناضل من أجل الحرية والديموقراطية والكرامة الانسانية.
الصحافة الخليجية
وأخيراً نتوقف على انتقادات عدد من الصحف الخليجية على ما يحدث في سوريا خاصة بعد تدخل حزب الله اللبناني في الشأن السوري وإشعاله النيران في بلدة القصير السورية.
وأشارت الصحف الخليجية إلى أنه لو استمر فيما هو عليه الان فإن هذه النيران لن تحرق سوريا وحدها بل من المحتمل ان تلتهم لبنان كلها وتمتد الى دول اخرى في المنطقة.
فمن جانبها، حذرت صحيفة «الوطن» القطرية، من مخاطر انزلاق الوضع المتدهور في سوريا على خلفية مايجري في بلدة "القصير" الى حرب مذهبية، منوهة الى ان ما يحدث في القصيرمن المحتمل ان تصل تداعياته الى لبنان في ضوء إعلان حزب الله اللبناني مشاركته في القتال الدائر هناك الى جانب قوات النظام السوري.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم: "الصراع في سوريا حوله الأسد وحلفاؤه الإقليميون إلى صراع مذهبي وان لبنان، الذي يعاني من تداعيات وتعقيدات الأزمة السورية، أصبح مفتوحا بعد تدخل حزب الله في سوريا على تداعيات أخطر، ليس في طرابلس فقط بل لبنان كلها، وما شهدته طرابلس بالأمس، وما شهدته الضاحية الجنوبية، من هجوم بصاروخين، يكشف عن ذلك بوضوح تام".
وطالبت الصحيفة في الوقت الذي دخلت فيه الأزمة السورية، منعطفا طائفيا خطيرا جدا، ان تتداعى سريعا، مرجعيات السنة والشيعة، بقلوب مفتوحة، إلى اجتماع عاجل، لتجنيب هذه المنطقة من العالم شرور حرب طائفية، لو اندلعت فإن نيرانها لا يمكن إطفاؤها، في وقت قريب.
كما دعت، "الوطن"، في ختام افتتاحيتها حزب الله اللبناني الى سحب قواته من سوريا، لافتة الى ان هذا الانسحاب، يدعو له صوت العقل، وقبل ذلك يقول به الدين القيم، الذي يتدين به المسلمون كافة.
ومن جانبها أكدت صحيفة «الوطن» الاماراتية تحت عنوان «أخطاء حزب الله في سوريا» أنه كما يفعل النظام السوري بتوجيه السلاح إلى صدور ورؤوس المعارضين السوريين، فإن حزب الله يرتكب الجريمة نفسها محاولا إيجاد ذرائع موضوعية تغطي أخطاءه.
وقالت: "إنه كان معظم العرب وغيرهم ينظرون إلى "حزب الله " على أنه ساند مقاومة خرجت من قلب ثورة التحرير استهدفت الحفاظ على القضية الفلسطينية فخاض حروبا عديدة باشكال مختلفة ضد إسرائيل وهو ما جعل له أمجادا في الشارع العربي والإسلامي دون النظر إلى خلفيته المذهبية والطائفية التي تختفي مع القضايا الكبرى".
والآن وبعد سيل الانتقادات والتنديدات والدعوات لحزب الله بمراجعة موقفه، هل ستدخل لبنان لتكون ضلع في الأزمة السورية، وستزداد الحرب الطائفية بها، أم سيتم احتواء الحكومة اللبنانية موقف وقرار حزب الله والنأي بلبنان عن هذه الفتن؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.