لقي ما لا يقل عن 25 شخصا حتفهم خلال قتال مستمر منذ ثمانية ايام في مدينة طرابلس بشمال لبنان بين سنة وعلويين وعثر أحد السكان على صاروخ لم ينفجر في فناء منزله يوم الأحد. بدأ قتال الشوارع بعد اندلاع المعركة للسيطرة على بلدة القصير الحدودية في سوريا. واحدثت الانتفاضة السورية المستمرة منذ عامين استقطابا في لبنان حيث يساند السنة الانتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد بينما يقف حزب الله الى جانب الرئيس السوري. كما سقط صاروخان على منطقة شيعية في جنوب العاصمة بيروت بعد يوم من إعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن جماعته ستواصل القتال في سوريا حتى النصر. وكان هذا الهجوم هو الأول فيما يبدو الذي يستهدف معقل حزب الله في جنوب العاصمة اللبنانية منذ اندلاع الصراع في سوريا المجاورة والذي أذكى التوترات الطائفية في لبنان بصورة كبيرة. وشنت قوات حزب الله وقوات الأسد هجوما ضاريا في الأسبوع الماضي يهدف إلى إخراج مقاتلي المعارضة السوريين من مدينة القصير وهي مدينة استراتيجية قرب الحدود اللبنانية كان يستخدمها مقاتلو المعارضة كطريق إمداد للسلاح القادم للبلاد. وأدان سعد الحريري رئيس الوزراء السابق الخطاب الذي ألقاه نصر الله وقال إن حزب الله تخلى عن "مقاومة" اسرائيل لصالح الصراع الطائفي في سوريا. وقال الحريري إن المقاومة تنتهي على يد حزب الله مضيفا أن المقاومة أعلنت الانتحار السياسي والعسكري في القصير. والحريري مدعوم من السعودية التي تؤيد الى جانب دول خليجية اخرى الانتفاضة ضد الاسد المدعوم من ايران. ويقع اغلب القتال في طرابلس اثناء الليل ويسمع السكان اصوات القذائف الصاروخية ونيران القناصة. واشار رجل الى صاروخ لم ينفجر سقط في فناء منزله في القتال الذي دار ليل السبت. وسعى لبنان الذي عانى من حرب أهلية خلال الفترة من 1975 إلى 1990 إلى أن ينأى بنفسه عن الاضطرابات التي تدور في سوريا وهو يعاني من الانقسامات الطائفية ذاتها التي تشهدها سوريا المجاورة. لكنه يجد صعوبة بالغة في التعامل مع نحو نصف مليون لاجيء سوري فروا من القتال في سوريا كما شهدت مدينة طرابلس تفجرا متكررا للعنف بين السنة والعلويين.