للمرة الخامسة أتوجه بالدعاء إلى الباري عز وجل وأدعو وأقول: يارب احفظ مصر.. لأن مصر تواجه هذه الأيام تحديات جسيمة ومخاطر مرعبة ومخيفة سواء من محيطها الداخلي أو الإقليمي أو العالمي وبالذات من أعداء الأمة العربية، خاصة العدو الصهيوني والغرب عموماً وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية، فليس صحيحاً كما يشاع أن العدو الصهيوني مرتاح للنظام المصري الحالي بقيادة الاخوان المسلمين وليس صحيحا أيضا أن الغرب والإدارة الأمريكية سعداء ومرتاحون من نظام الاخوان المسلمين، لأن هؤلاء يدركون أن مصر ليست كما يتصور البعض يمكن أن يخطفها حزب سياسي معين أو فئة معينة وأن يلغي هويتها الوطنية والقومية العربية. العدو الصهيوني ومعه الغرب والإدارة الأمريكية يعلمون جيداً أن النظام المصري الحالي بقيادة الاخوان المسلمين ما هو إلا محطة عابرة وسريعة جدا جاءت نتيجة مخاض ديمقراطي تجريبي وهذه التجربة الديمقراطية ستفضي عاجلاً أو آجلاً إلى عودة الروح القومية العربية لمصر، لأنها "القيادة والريادة" وهذا يعني أن احتكار السلطة بيد حزب سياسي معين لن يطول كثيراً وسيزول حتماً لأن مصر أكبر من أي حزب أو فئة أو جماعة. ولأن مصر هكذا نتوجه بالدعاء إلى الله عز وجل أن يحفظها ويحفظ شعبها العظيم، خاصة في هذا اليوم الثلاثين من يونيو من هذا العام ونحن نسمع أن الجماهير المصرية ستخرج بالملايين إلى الميادين المصرية وهي تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة للرئاسة المصرية وبنفس الوقت نسمع أصواتاً تعارض هذه المطالب الشعبية. اليوم سيكون يوماً فاصلاً في حياة مصر والأمة العربية، فبالنسبة لمصر إما أن تسود الحكمة والعقل ويستمع النظام إلى مطالب الملايين من الشعب ونرى حلاً يفوت الفرصة على أعداء مصر وأعداء الأمة العربية ويغلق الأبواب والنوافذ على كل الذين يحاولون الاصطياد بالمياه العكرة، خاصة فلول النظام السابق والموساد الصهيوني وعملاء الإدارة الأمريكية والغرب عموماً.. وإما سينجح هؤلاء في إثارة الفتنة وتغرق مصر في حرب أهلية يغذيها ويساعد على إشعال فتيلها بعض الجهلة والمتعصبين من المستفيدين من النظام المصري الحالي، خاصة الذين بدأوا بتقسيم الشعب المصري إلى مسلم وكافر وهذا بحد ذاته يأتي لخدمة أعداء الأمة العربية والإسلامية، لأن مخطط هؤلاء الأعداء هو تقسيم المجتمع العربي إلى طوائف ومذاهب وعرقيات لتتقاتل مع بعضها البعض ويخرج هؤلاء الأعداء منتصرين بدون خسائر من جانبهم ودمنا العربي والإسلامي هو المسال في ساحات هذا الصراع. اليوم نحن أمام مفترق طرق، فإما أن ننجح في وأد هذه الفتنة في مصر العربية، وإما أن ينجح أعداء مصر وأعداء الأمة العربية في الوصول إلى أهدافهم وهنا يبرز دور الجيش المصري العظيم والذي نرجو منه أن يكون صمام ا لأمان وأن يتسلم المبادرة فوراً في حال شعر أن مصر وشعبها في خطر.. لهذا أكرر وأقول وأدعو .. يارب احفظ مصر. نقلا عن صحيفة الشرق القطرية