ليس صحيحاً أن ما يجري الآن في مصر الشقيقة هو صراع ما بين الإخوان المسلمين والليبراليين، كما يشاع في وسائل الإعلام العربية والأجنبية، وإنما هو صراع ما بين قيادة الإخوان المسلمين وبين القوى الوطنية الأخرى. لأن الإخوان المسلمين "القاعدة" لو سألت أحدهم: هل أنت مصري.. هل أنت عربي.. هل أنت عدو للعدو الصهيوني.. هل أنت عدو لحليف العدو الصهيوني الإدارة الأمريكية.. هل أنت مع الوحدة العربية.. هل أنت مع حقوق العمال والفلاحين.. هل أنت مع الحرية والديمقراطية.. هل أنت مع حقوق المرأة.. هل أنت مع حرية الكلمة.. هل أنت ضد الفساد والديكتاتورية.. هل أنت مع نهضة مصر.. هل أنت مع العدالة الاجتماعية.. ليقول لك فوراً نعم أنني مع هذه المبادئ.. وهذا يعني أن هذا الإخواني لا يختلف أبداً مع مبادئ اخوانه الثوار الذين صنعوا ثورة 25 يناير المباركة والذين يطلق عليهم "الليبراليين" لأن هؤلاء الليبراليين هم مسلمون، كما هو الإخواني، وهم مصريون، وهم عرب، وهم أعداء للعدو الصهيوني، وهم أعداء لحليف هذا العدو الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهم مع الوحدة العربية، وهم مع حقوق العمال والفلاحين، وهم مع الحرية والديمقراطية، وهم مع حقوق المرأة، وهم مع حرية الكلمة، وهم ضد الفساد والديكتاتورية، وهم مع نهضة مصر، وهم مع العدالة الاجتماعية.. إذن أين الصراع، وأين التناقض، وأين الاختلاف، وأين الخلاف، وأين المشكلة؟! المشكلة كما أعتقد وربما أكون مخطئاً تكمن في "قيادة" الإخوان المسلمين وأستطيع تلخيصها بكلمات قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر، عندما طلب منه مرشد الإخوان المسلمين فرض الحجاب على النساء، فأجابه عبدالناصر لماذا لا تفرض الحجاب على ابنتك؟! "قيادة" الإخوان المسلمين لا تبحث إلا عن مصالحها الشخصية – كما أعتقد – فهي لا تمانع في مهادنة العدو الصهيوني، كما فعل الرئيس مرسي برسالته المشهورة إلى الإرهابي المجرم شيمون بيريز رئيس الكيان الصهيوني الذي وصفه مرسي بالعزيز والصديق.. ولا تمانع هذه القيادة الإخوانية بقبول معاهدة الذل والعار، معاهدة كامب ديفيد التي أخرجت مصر من محيطها العربي والتي تنازلت عن سيناء لصالح هذا العدو والتي جعلت من مصر القيادة والريادة دولة "تابعة" للإدارة الأمريكية وحامية للعدو الصهيوني. "قيادة" الإخوان المسلمين وهي الآن ترفض الاستجابة لمطالب الثوار الحقيقيين بإلغاء تلك الخطوات التي اتخذها الرئيس مرسي وهي "خطايا" وليست أخطاء فقط، إنما تؤكد بذلك أنها تنفذ ما تريد وتخطط الإدارة الأمريكية والعدو الصهيوني لزرع الفتنة بين الشعب المصري من أجل قيام حرب أهلية تحقق لهؤلاء الأعداء تنفيذ مشروعهم الخبيث والخطير في تقسيم المقسم وتفتيت المفتت في خريطة الشرق الأوسط الكبير الذي بدأ بغزو واحتلال العراق وها هو ينتقل من قطر عربي إلى آخر. لهذا أرى من واجب القوى الوطنية المصرية أن تتوجه إلى "قاعدة" الإخوان المسلمين الآن وتلتحم معها لأن هناك فرقاً بين القيادة والقاعدة. نقلا عن صحيفة الحياة