يحتفل الاخوة المسيحيون هذه الأيام بعيد رأس السنة الميلادية أو كما يطلقون علية "الكرسيماس" لهذا وجب القول لهم "سنة سعيدة" أو كما يحلو لهم القول بالانجليزي Happy New year ومشاركتنا لهم في فرحتهم تأتي من مشاركتهم لنا في أفراحنا وأعيادنا نحن المسلمين، لأن الروابط بيننا وبينهم في الوطن العربي، خاصة رابط "العروبة" و"الوطنية" و"القومية" تجعل منا شعبا عربيا واحدا مهما تعددت أعراقنا وطوائفنا ومذاهبنا ودياناتنا، فنحن نعيش في وطن عربي كبير من المحيط إلى الخليج، تجمعنا آمال وطموحات واحدة وأهداف قومية عروبية مشتركة ولغة واحدة، ومصير مشترك، هذه العلاقة القوية والرابطة القومية العربية بين أبناء الأمة العربية من مسلمين ومسيحيين هي التي تشغل أعداء هذه الأمة، خاصة العدو الصهيوني والغرب عموماً، لهذا فهم يخططون دائماً لإثارة الفتنة الطائفية والمذهبية والدينية والقومية بين أبناء الشعب العربي.. ومشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يخطط له العدو الصهيوني وبدأ بتنفيذه الاحتلال الأمريكي للعراق الشقيق ما هو إلا ضرب لهذه الوحدة الوطنية والوحدة القومية لتقسيم المقسم وتفتيت المفتت بالوطن العربي بعد أن أصبحت معاهدة سايكس – بيكو التي قسمت الوطن العربي إلى دويلات عاجزة عن تحقيق مصالح هؤلاء الأعداء لهذا ومن أجل أن يبقى الوطن العربي هزيلاً ضعيفاً يسهل غزوه ونهبه ويسهل اغتصاب خيراته وثرواته لابد من تنفيذ هذا المخطط الجديد بالتفتيت والتقسيم وهذا تحقق في العراق الشقيق من خلال دستور الحاكم الأمريكي – بريمر – بالدستور المسخ الذي قسم العراق إلى سني وشيعي وكردي وعربي ومسلم ومسيحي ووجدنا بعد هذا التقسيم أن بعض الإخوة المسيحيين وخوفاً على حياتهم هاجروا العراق وهذا جزء من المخطط الصهيوني – الغربي. هذا المخطط الصهيوني – الأمريكي – الغربي ينفذه أحياناً بعض العملاء والخونة، خاصة الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية أو الذين تدعمهم أمريكا ويساندهم العدو الصهيوني، لكن هناك فئة منا نحن المسلمين تنفذ هذا المخطط بدون أن تدري عندما تقسم المجتمع العربي إلى أحزاب سياسية دينية ومنها الإخوان المسلمون لهذا تسمعنا بعض أصوات الإخوة المسيحيين في مصر بعد وصول الإخوان المسلمين، إلى الحكم بأنهم يفكرون بإنشاء حزب يحمل اسم "الإخوان المسيحيون"، وهذا ما حذرت منه في مقال سابق وبعد أن سمعنا هذه الأصوات وكتبت مقالاً تحت عنوان "الإخوان المسلمون.. والإخوان المسيحيون" أشرت فيه إلى خطورة هذا التقسيم الديني على مستقبل مصر ومستقبل الأمة العربية. إن تقسيم الوطن العربي إلى مسلم ومسيحي وكردي وعربي وتركي وصابئي وشيعي وسني هو حلم العدو الصهيوني وحلم كل أعداء الأمة العربية لأن مثل هذا التقسيم هو الشرارة الأولى لانفجار هذه المنطقة العربية واشتغالها في حروب دينية طائفية عرقية ومذهبية وعندها لن تقوم للأمة العربية قائمة وسنصبح مثل مصير الهنود الحمر وهنا ندق ناقوس الخطر مرات ومرات أمام حكامنا العرب بضرورة الانتباه لهذا الخطر القادم أو الذي بدأ ينهش الجسد العربي الآن.. فهل يسمع لنا حكامنا العرب ولو لمرة واحدة؟!