ستبقى يد الإرهابى القاتل طارق الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، القيادى السابق بحركة الجهاد، ملطخة بدماء الرئيس الراحل أنور السادات، فالرجل منذ نشأته لا يعرف سوى لغة العنف وسياسة الدم والقتل ويستخدم ذريعة تكفير المجتمع من أجل أن يقنن لنفسه أفعاله الإرهابية وتصرفاته التى لا تمت بأى صلة إلى الإسلام. «الزمر» مازال متمسكاً بمبادئه وأفكاره الإرهابية حتى الآن ولم تفلح محاولاته الإفلات من الكمائن السياسية التى تنصب له لكشف حقيقة توجهاته ويصر على أن يصدر أفكاره الإجرامية للمجتمع فهو يكفر المعارضين لحكم الرئيس «مرسى» ويفتى بقتلهم، بل إنه يكفر أى من يرفض أى قرارات تصدر عن جماعة الإخوان فهو الذى أفتى بتكفير من يقول «لا للدستور» الإخوانى ويفتى بتكفير حركة «تمرد»، وبالطبع فهو لا يرى غير الجماعة ليتقرب إليها لعله ينال منها ما يرضيه، حتى لو اضطر إلى التلاعب بالدين من أجلها فكل شىء لديه مباح من أجل أن تبقى الجماعة فى الحكم حتى لو كانت أشد ديكتاتورية من مبارك. «الزمر» يقاتل من أجل أن يحصل على فتات السلطة من جماعة الإخوان وقام من أجل أن يسند إليه أى منصب أو يحصل على عضوية برلمان برفع قضية أمام محكمة القضاء الإدارى لرد اعتباره ولكنها حكمت برفض دعواه، فأطلق سهام الهجوم على القضاء ودفع بأنصاره من الجهاديين للوقوف بجانب شباب الجماعة فى تظاهراتهم أمام المحكمة الدستورية وبعض المحاكم من أجل وقف صدور أحكام بطلان مجلس الشورى والجمعية التأسيسية. «الزمر» اتهم فى قتل الرئيس السادات، فهو ابن عم القاتل الرئيسى عبود الزمر، وقضى فترة العقوبة بالسجن المؤبد مع عبود فى السجن وخرجا بعفو من المجلس العسكرى الراحل فى عام 2011، ومنذ أن خرج الرجل، وهو يحاول أن يبحث عن دور فى الحركة الإسلامية، فهو يريد أن يكون مؤثراً رغم أنه لا يملك علماً دينياً ولا ثقافة وكل ما يقدمه هو تكفير من يختلف معه فى الرأى وإصدار فتوى بقتلهم. الغريب أن «الزمر» كان أحد المتصدرين لمشاهد مليونية «لا للعنف» التى نظمتها الجماعة الجمعة الماضية، وتحدث عن نبذ العنف والدعوة إلى السلمية رغم أنه فى الأساس يدعو إلى استخدام العنف ضد أعضاء حركة «تمرد» حتى إنه قال إنه سيسحق متظاهرى 30 يونية القادمة وهى دعوة صريحة إلى العنف من رجل ينادى بالسلمية. الجماعة لا تذوب عشقاً فى «الزمر» ولا بأنصاره من الجهاديين بل إنها تدرك جيداً أنها فقدت كل حلفائها وأنها ليس لديها طريق آخر غير الاستعانة بالقتلة والإرهابيين لكى لا تبدو بمفردها فى مواجهة كل القوى الثورية فهى تحدد لهم دوراً مؤقتاً فى الأزمة الراهنة ولكنها ستتخلص من كل أفراد عصابتها من الجهاديين أو تمنحهم بعض الفتات خاصة أنها لا تريد أن يقترن اسمها فى الخارج ببعض الجهاديين. فالجماعة لا تريد أن تضع نفسها فى وصف واحد مع الجهاديين أو أعضاء الجماعة الإسلامية ولا تستطيع أن تطلق فتوى تكفير من أحد أعضائها وتضطر إلى الاستعانة ب«الزمر» وأمثاله لكى يطلقوا تلك التصريحات التى تحول المعركة بينها وبين المعارضين إلى معركة على الإسلام. المثير للضحك أن «الزمر» نفسه أحد أبناء المشروع الناصرى وظل يدافع عن «عبدالناصر» طويلاً، ولكنه بعد وصول السادات إلى الحكم وجد أن بضاعته الراكدة لا يمكن أن تجد لها سوقاً سوى عند الإسلاميين، فانضم فى أثناء دراسته الجامعية لتنظيم الجهاد الذى دبر وخطط لقتل الرئيس السادات الذى كان يقف ضد مشروعهم فى السيطرة على الدولة. والآن.. «الزمر» يميل تجاه جماعة الإخوان التى تختلف فكرياً وعقائدياً عن مشروع الجهاد الإسلامى، خاصة أن بضاعته الراكدة لن تلقى سوقاً إلا عند الإخوان بعدما فقدت الجماعة الإسلامية الكثير من تواجدها فى الشارع، وظهر ذلك واضحاً فى انتخابات البرلمان السابق وبعد وصول الجماعة إلى السلطة اختار «الزمر» أن يكون أحد مريديها والداعين لها. والغريب أن «الزمر» نفسه يدرك جيداً أن الجماعة لديها أخطاء وأطلق تصريحات عديدة فى هذا الاتجاه، وقال: إن ممارسات الإخوان فى السلطة هى التى أفقدتهم رصيدهم فى الشارع، بالإضافة إلى تصريحات أخرى فى هذا الاتجاه، ولكنه يعلم أن أى نظام آخر يأتى بعد «مرسى» يقود طريق الإصلاح والديمقراطية والحرية سيتخلص من القتلة والإرهابيين ويبعدهم عن قنواتهم التى يصدرون منها أفكارهم، ولذلك فهو يبحث عن المصالح الضيقة مع الإخوان أفضل من إبعاده عن المشهد السياسى فى أى نظام إصلاحى آخر يأتى لحكم البلاد.