«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإعلام الجاهل يقتل السادات مرتين احتفوا بالزمر وصنعوا منه بطلاً
الشباب يرفض قاتل بطل أكتوبر.. ويطالب بإعادته للسجن
نشر في آخر ساعة يوم 22 - 03 - 2011


عبود : لو عاد السادات.. لقتلته مرة أخري
ارتدي ثوب الزعامة .. وتنازل عن الترشيح للرئاسة !!

أليس منكم إعلامي رشيد .. يفرق بين المناضل السياسي والمجرم القاتل .. وأليس من أبجديات إسلامنا أن من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا ؟.. المؤسف أن الإجابة صفعتنا جميعا تارة علي شاشات الفضائيات ، وتارات علي صفحات الجرائد .. الكل هرول باتجاه السبق الصحفي ، وليذهب ميثاق الشرف الصحفي للجحيم .. تكالبوا جميعهم إلا من رحم ربي علي استضافة عبود الزمر .. الذي خطط ودبر وساهم مع مجموعة أخري في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات بطل قرار الحرب في أكتوبر .. عبود الزمر ليس إذن مناضلاً سياسياً ولم يكن يوماً مصلحاً اجتماعياً أو داعية دينيا وسطيا، لكنه كان زعيما لجماعات الجهاد الإرهابية التي أثارت الرعب والفزع في نفوس المصريين وروعت الآمنين لسنوات عديدة.
حالة من الرفض الممزوج بالخوف والقلق انتابت المجتمع المصري بمعظم طوائفه في أعقاب قرار الإفراج عن عبود الزمر وابن عمه طارق الزمر المشاركين في جريمة قتل الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981 الرفض لم يكن لقرار خروجهما لأنهما قضيا بالفعل مدة عقوبتهما القانونية، ولكنه كان رفضاً للاحتفاء الذي أظهرته العديد من القنوات الفضائية والصحف والمجلات لمجرد الإفراج عن اثنين من المتهمين في قضية قتل وأبرز قادة تنظيم الجهاد والجماعات الإسلامية التي تورطت في ارتكاب العديد من المذابح الإرهابية، أما الخوف فجاء من أن يتحول مسار المعاملة مع الزمر من قاتل كان محكوما عليه بالمؤبد إلي بطل قومي ومناضل سياسي، وهو ما يرفضه أغلب المصريين حتي المعارضين منهم لحكم السادات.
تصريحات نارية
التصريحات النارية التي أطلقها الزمر عقب خروجه من السجن، والتي وضع من خلالها إطارات لتصوراته السياسية في مصر، رغم أنه ظل سجيناً 30 عاماً ولا يعرف شيئاً عن واقع المجتمع المصري، زادت من خوف وقلق المصريين من عودة الإرهاب وسيطرة الإسلاميين وانتشار العنف، الزمر تحدث بنفس اللهجة التي كان عليها وقت ارتكابه جريمة اغتيال السادات، فأخذ يلوح بعودة تيارات العنف بالتكفير التي ضربت مصر في عقود السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، وهو الأسلوب الذي فتح أبواب الدم، عن طريق لجان التكفير التي دعا لها مع خروجه كتقنين -علي حد قوله- لما حدث في التسعينيات من خطأ من بعض أعضاء الجماعات بتكفير معارضيهم وتصفيتهم بدون سند فقهي أو فتوي شرعية، وهو ما أساء لفكر الجماعات ناسياً أن مبدأ التكفير وما كان ينتج عنه من اغتيالات انتهي من وقت مبادرات نبذ العنف مع قادة الجماعات والمراجعات الفكرية التي بدورها قضت علي أفكار التكفير.
أسلوب تكتيكي
الأكثر إثارة للقلق في تصريحات عبود الزمر كان فيما يتعلق بمراجعات فكر الجهاد، فقال الزمر أن هذه المراجعات: "كانت أسلوباً تكتيكياً لمواجهة الحملة التي كانت تشن علي هذه الجماعات من الخارج أو الداخل من النظام فرأينا ضرورة الخروج سالمين وأن نؤمن أفرادنا".
الزمر الذي تحدث خلال الأسبوع الماضي بما لم ينطق به لسانه خلال 30 عاماً قضاها في السجن، ارتبط حديثه بفكرة استخدام العنف إذا لزم الأمر، وكان من أفزع ما صرح به هو الدعوة لإنشاء لجان متخصصة في التكفير، مثل القضاة حتي لا يكون التكفير للعامة، وتكون اللجان من كبار العلماء والفقهاء الذين سيتدارسون ظروف كل حالة ويقدرونها وما إذا كان مرغماً أم لا، وأعطي الزمر لهذه اللجان نفس اختصاصات المحاكم ووصف هذه اللجان بالمحاكم الشرعية لما بها من علماء وفقهاء، وقال إنه لو حدث وأخطأ عالم الدين بعد اجتهاد وهو من حقه الاجتهاد فالأمر يحتمل الدية، ولهذا لابد أن يكون هناك مجلس علماء للبت في التكفير، وقال أن العالم المشارك في هذه اللجنة له مواصفات خاصة، وعليه أن يكون خلال التحقيقات دقيقاً للغاية، وعندما ينظرفي قضية عليه أن يمحص المسائل بطريقة دقيقة تماماً حتي يطمئن قلبه في حكمه ولو كان مخطئاً له أجر واحد لأنه أراد الحق وتحراه فأخطأ، وهذا يقطع الطريق علي من كانوا يتحركون في الحكم والتكفير بدون أدوات ويعطي لنفسه هذا الحق وهو ليس من أهل العلم ويكون متجاوزاً ومخطئاً، وقال الزمر إنه ليس نادماً علي قتل السادات ولو عاد به الزمن لقتله من جديد.
ائتلاف حزبي
وأعلن الزمر في تصريحاته أنه يدعو إلي إنشاء ائتلاف حزبي يضم مختلف التيارات الإسلامية الموجودة علي الساحة، معترفاً بأن الإخوان قد لا ينضمون إلي هذا الائتلاف بسبب أن تنظيمهم وحزبهم الذي سيخرج سيكون قوياً، ومن الصعب أن يشركوا أعضاء من الجهاد معهم، إلا أنه شدد علي أن لديه رؤية في تشكيل الائتلاف من تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية والسلفيين في إطار حزبي، بهدف أن يكون هناك تعدد، وأن يعرف الجميع أن الإسلام ليس الإخوان وحدهم، بل هناك صور وأشكال أخري لها رؤية، ومظلتها إسلامية وتطبيقاتها في الواقع مختلفة.
وقال عبود إن أعضاء الجماعة مؤهلون مع الجهاد للعمل السياسي والحزبي بما يمليه ويحتاجه هذا من مسؤوليات وتنظيم ورؤي، مدللاً علي ذلك بأنهم في السجون كتيار إسلامي حصل الكثير منهم علي رسائل دكتوراة، ولهم رؤية معاصرة وراقية في كل المجالات، كما أنهم متابعون للأوضاع في الخارج ساعة بساعة، ولم ينقطعوا عن الواقع والحياة العامة، والرؤية السياسية لديهم واضحة، وأن أعضاء الجهاد والجماعة لهم قدرة علي التفاعل مع الواقع، ولكن يبقي لهم فقط تدريب الكوادر علي العمل السياسي علي الدولة الحديثة.. عبود نفي أن يتم الانقلاب علي المجتمع الدولي، لكنه شدد علي ضرورة المصلحة العامة المشتركة، واحترام الرأي والرأي الآخر، وحقوق الإنسان والشأن الداخلي، وكل المواثيق الموقعة، والدفاع عن المظلومين في العالم أياً كان دينهم.
زواج باطل
ما لم ينتبه إليه الكثيرون في تصريحات عبود الزمر هو محاولاته المتكررة للربط بين ثورة 25 يناير البيضاء وبين تفكير الجهاد، فقال الزمر أنه أجاز استخدام العنف ضد الحاكم في اغتيال الرئيس السادات بعد تكفيره، بما رآه من قياس علي ثورة 25 يناير عندما قال:" أن وسائل استخدام العنف والقوة تكون ضرورة عندما تغلق كل الطرق ويستخدم معك العنف وترد بالقوة، مثلاً ثورة يناير سلمية، لكنها استخدمت العنف عندما تعدي البلطجية علي المتظاهرين في معركة "الجمل" والتصدي كان بالحزم لأن البلطجية تعدوا علي حق المواطن الذي هزم البلطجية بالرد وثبت الناس في أماكنهم"، يحاول الزمر بكل الطرق أن يعقد زواجاً باطلاً بين ثورة يناير وبين جماعة الجهاد ، وهو ما يرفضه الشعب المصري بكل فئاته.
الزمر أكد كذلك في تصريحاته أن عملية اغتيال السادات لم تكن تستهدف السادات بعينه، بل كل الموجودين علي المنصة، بدليل أن المنفذين استخدموا القنابل اليدوية وليس الرصاص، مشيراً إلي أن سياسات السادات الخاطئة كانت سبباً كافياً لاغتياله، خاصة توقيعه لاتفاقية كامب ديفيد بشكل منفرد - علي حد تعبيره .
ليسوا أبطالا
د.فارق أبو زيد أستاذ الإعلام والرئيس السابق للجنة التقييم الإعلامي يعلق علي التناول الإعلامي لقرار الإفراج عن عبود الزمر قائلاً: "أنه في عهد النظام السابق كنا نفرق بين الإعلام الحكومي المملوك للدولة والإعلام الخاص من حيث مساحة الحرية، التي قد تتيح أو لا تتيح للوسيلة الإعلامية تناول موضوعات أو استضافة أشخاص بعينهم، وهذه المساحة من الحرية كانت أقل في برامج التوك شو في التليفزيون المصري عن القنوات الفضائية، أما الآن وبعد ثورة 25 يناير فمساحة الحرية أصبحت كاملة، وتساوت هذه الحرية في كافة أشكال الإعلام، وأصبحت هناك ديمقراطية أدت لانهيار السمات السلطوية التي كان يمارسها النظام القديم علي وسائل الإعلام, وهذه الحرية لابد أن تكون مسئولة وموضوعية بحيث تعطي الفرصة للأقلية لتعبر عن نفسها، وإذا تطرقنا إلي عبود وطارق الزمر وأمثالهم فهم أشخاص كانوا ممنوعين من الكلام أكثر من 30 عاماً وطبيعي أن تجد فيهم وسائل الإعلام مادة مثيرة تجذب المشاهدين، إلي جانب أن قصتهم دارمية بسبب تواجدهم في السجن زيادة عن مدة عقابهم، وهذا لا يعني أن البرامج يجب أن تظهرهم علي أنهم أبطال.
فيما يري د.عادل عبد الغفار أستاذ الرأي العام بكلية الإعلام جامعة القاهرة إن الاحتفاء الزائد عن اللزوم الذي تقوم به وسائل الإعلام وبالأخص برامج التوك شو لبعض أصحاب التيارات الدينية أو المعتقلين سياسياً أو جنائياً لا يؤثر علي الرأي العام المصري إطلاقاً، وذلك لأن الشعب المصري وسطي، والرأي العام في الفترة الأخيرة غلب عليه طابع الاعتدال بالرغم من أن المساحات الزمنية المبالغ فيها التي تكرسها وسائل الإعلام لبعض الجماعات الدينية المتطرفة وبعض اصحاب الرؤي غير المناسبة لطبيعة الشعب المصري, وتساءل عن السبب وراء الظهور المكثف لمثل هؤلاء الأشخاص وهل جاء بمحض الصدفة أم أنه شيء مخطط وهناك قوي تحاول أن تفرض نفسها وتنشر سياستها في المجتمع.
التركيز الإعلامي علي خروج عبود الزمر، واجه انتقاداً شديداً من أفراد عائلة الرئيس الراحل أنور السادات، والذين رفضوا ما وصفوها بالحفاوة المبالغ فيها عند استقباله.
تجاهل للمشاعر
محمد أنور عصمت السادات عضو مجلس الشعب السابق عبر عن سخطه الشديد من وسائل الإعلام المختلفة التي أقامت الاحتفالات بخروج الزمر، دون مراعاة لمشاعر عائلة الرئيس السادات، وقال إنه أصابته حالة من الفزع بسبب قيام وسائل الإعلام باستقبال عبود وطارق الزمر ومعاملتهما علي أنهما أبطال علي الرغم من قيامهما بارتكاب جريمة قتل، أو المشاركة في الترتيب لها علي الأقل، وأدانتهما المحكمة ونالا عقابهما، وأشار إلي أن المواطنين بدأت تنتابهم حالة من الخوف والقلق بسبب هذا التواجد المكثف وغير المبرر للإخوان والإسلاميين عبر الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة.
رقية السادات ابنة الرئيس الراحل كانت الأكثر رفضاً لمحاولات تقديم الزمر في صورة البطل السياسي، فقالت إنها ترفض بشدة تهافت وسائل الإعلام علي عبود وطارق الزمر عقب خروجهما من السجن، وقالت إنها تشكك في عملية تنفيذ حكم الإعدام في خالد الاسلامبولي قاتل والدها عام 1982 حيث أنها رأته في فندق أجياد بمكة المكرمة سنة 1996 وشعرت بأنها تريد الانتقام والقصاص لوالدها حين وقعت عيناها عليه، ووجدته أصيب بحالة من الاضطراب في حركته حين رآها، ولفتت إلي أن هناك أشخاصاً آخرين يقفون وراء قتل السادات بخلاف الاسلامبولي وعبود الزمر، مطالبة الشرفاء من المصريين بسرعة الإدلاء مرة أخري بشهاداتهم في قضية مقتل والدها.
بينما رحب طلعت السادات عضو مجلس الشعب السابق ونجل شقيق الرئيس الراحل، بقرار الإفراج عن عبود وطارق الزمر، وقال إنه كان من أوائل المطالبين من الرئيس السابق حسني مبارك بالإفراج عن عبود الزمر، خاصة وان استمراره وابن عمه في السجن، لم يكن له سند قانوني، بعد انتهاء مدة عقوبتهما منذ عام 2001 وقال إن خروجهما كان منطقياً، لكن الاحتفال بهما بهذه الصورة غير مبرر ولا يليق باثنين قاما بالمشاركة في اغتيال قائد معركة أكتوبر المجيدة، ويري السادات أن الالتفاف الإعلامي الكبير حول عبود الزمر، ما هو إلا أجندة مدبرة لتحضير الشعب المصري لتسليم السلطة للإخوان المسلمين، مستنكراً الاهتمام الكبير به واعتباره بطلاً.
ووصفت فوزية السادات ابن شقيقة الرئيس الراحل، عبود الزمر بأنه كان "نافش ريشه" في جميع وسائل الإعلام، ولم تظهر عليه أي علامة من علامات الندم علي ارتكابه جريمة اغتيال أنور السادات، بينما أثنت علي ما قاله عبود الزمر في حق الرئيس الراحل في أن قلبه كان رحيماً بحال السجناء لأنه كان منهم، مستنكرة تأسيس الزمر لحزب جديد، حيث أكدت أن ذلك يعد مخالفاً للدستور والذي لا يحق فيه لمسجون جنائي سابق أن يؤسس حزباً.
الجماعة تختلف
تصريحات عبود الزمر المثيرة للجدل والقلق، واجهتها معارضة من القادة التاريخيين للجماعات الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين، حيث رفض د.ناجح إبراهيم منظر الجماعة الإسلامية وعضو مجلس شوري الجماعة وأحد أبرز قادتها بشدة هذه الأفكار التي أعلن عنها الزمر عقب خروجه من السجن، وقال إنه لن يخوض في أفكار الزمر مراعاة لعلاقة المودة التي كانت تجمعهما، وأكد أن الجماعة الإسلامية تلتزم وستظل ملتزمة بالمراجعات الفكرية ومبادرات نبذ العنف وأن أي آراء ضد فكرة المبادرة فهي شخصية وهو المسئول عنها مع احترامنا لشخصه، وأكد ناجح أنه لا يوجد شيء في الإسلام اسمه التكفير، وقال أن المراجعات لم تكن صفقة مع النظام، وليس معني أن النظام سقط أن تسقط المراجعات، فالمراجعات تجارة مع الله وإصلاح داخلي لا علاقة لدولة بها، وليست دوراناً حول النظام، لكنها حول الشريعة وأفكار المبادرة باقية مستمرة حتي لو سقط النظام وأزيل جهاز مباحث أمن الدولة.
وطالب ناجح المجتمع بأن يطمئن لعدم عودة أفكار التكفير، وقال: "نحن قادة الجماعة الذين صنعوا المبادرة متمسكون بها، وأؤكد أن المبادرة إصلاح داخلي لا علاقة له بالحكومات، صنعنا المبادرة تقرباً إلي الله وهدفاً في تطوير أداء الجماعة وتصحيحاً للأخطاء مع التمسك بالصالح والدعوة للخير والدعوة السلمية، ولا نرضي بالتكفير للحاكم أو المحكوم، ومهمتنا ليست تكفير الناس أو الحكام، لكنها هداية الخلق والإسلام أقر الأديان الأخري والاختلاف سنة كونية وليس معني أنك مختلف معي أن أعتدي عليك أو أبغي، فهذه من ثوابت الدين.
فيما قال عصام دربالة القيادي بالجماعة الإسلامية، أنه يرفض الدعوة التي أطلقها الزمر لإنشاء لجان متخصصة في التكفير، قائلاً:"نحن كجماعة نري أن المسائل المتعلقة بتحقيق هذه الأحكام لا يختص بها سوي سلطة القضاء فقط حتي لا تترك المسألة هكذا بها تقديرات خاطئة، فالحكم علي شخص يحتاج أدلة إثبات والنظر في هذه الأمور لا يتم إلا من خلال الهيئات القضائية والنيابة التي تملك هذه الآليات.
أضاف: نحن غير معنيين بأفكار التكفير والدعوة تكون بالخير والإصلاح حيث نعرض الإسلام إن قبله فهذا خير، وإن لم يقبله يحاسبه الله، وأكد دربالة علي استمرار فكرة المراجعات التي وصفها بأنها تأصيل لحالة التعايش مع المجتمع وحالة التعامل وفقا للآليات الإسلامية التي تجعل الحركات تمتزج بالمجتمع، وقال إن المراجعات قامت علي أسس شرعية باعتماد الطرق السنية في المعارضة السياسية والاختلاف في وجهات النظر، وغير ذلك من عنف لا يكون من الإسلام، والمراجعات حالة دائمة بالتواصل مع الآخرين من مختلف الفئات.
فيس بوك ضد الزمر
كالعادة كان الموقع الاجتماعي فيس بوك محط أنظار الآلاف من الرافضين للتهليل الإعلامي الذي صاحب قرار الإفراج عن عبود الزمر، فتم تدشين عدد كبير من الصفحات الإلكترونية والجروبات التي سرعان ما انضم إليها جموع من المواطنين من مختلف الأعمار وإن غلبت السمة الشبابية عليها، هذه الجروبات تدعو إلي محاكمة عبود الزمر، ووصلت في بعضها للمطالبة بإعادة اعتقاله وإعدامه.
أطلق شباب فيس بوك علي عبود الزمر مواصفات مثل المتطرف، والشيطان، والإرهابي، والقاتل المجرم، وعبروا عن رفضهم لاستضافته في الفضائيات وتقديمه علي أنه رمز يمكن أن يتم الاحتفاء به.
فتحت عنوان:"معاً ضد عبود الزمر قاتل السادات" أنشأ عدد من الشباب هذا الجروب، وطرح أعضاؤه الذين وصل عددهم إلي 1677 عضوا عدة أسئلة منها:"كيف يصبح عبود الزمر بطلاً قومياً؟، وكيف يصبح المجرم بطلاً؟".
وتحت اسم "عبود الزمر مش بطل .. ده قاتل" اعتبر الشباب أن الزمر إرهابي، وأعلنوا عن رفضهم التام لقيام البرامج التليفزيونية بالتعامل معه علي أنه بطل قومي، ولهذا طالب الشباب القيادات المختصة بوسائل الإعلام بعدم إتاحة الفرصة لظهور الزمر في وسائل الإعلام مرة أخري، وجاءت هذه المطالب في جروب آخر حمل اسم "لا للظهور الإعلامي للمجرم عبود الزمر".
أما جروب "عبود الزمر الزم حدودك" فقد أعلن أعضاؤه رفضهم التعامل مع الزمر، أو إجراء أي نوع من الحوار معه لأنهم يرونه إرهابياً ومتطرفاً، كما أكد أعضاء جروب "لا لمشاركة قتلة السادات في الحياة السياسية في مصر، والذي وصل عدد أعضائه إلي 23 ألف عضو رفضهم الكامل لممارسة الزمر الحياة السياسية في مصر.
كما قامت مجموعة أخري من شباب الفيس بوك بتبني حملة لإعادة الزمر إلي المعتقل ثانية، بعنوان "الحملة الشعبية لإدخال عبود الزمر إلي المعتقل"، ويقول مدشنو الصفحة أن هذه الحملة لإدخال الزمر المعتقل مرة أخري لأنه يسيء إلي الإسلام والمسلمين باعتناقه الفكر المتطرف، لذلك نناشد القائد الأعلي للقوات المسلحة بأن يضع حداً فاصلاً لتلك المأساة التي نمر بها من فكر متطرف، وقد ضمت الصفحة بعض تصريحات الزمر بنيته إجبار أقباط مصر علي دفع الجزية مما أثار غضب الكثير من أعضاء الحملة، كما أطلق الشباب جروبا آخر بعنوان: "المطالبة بعودة عبود الزمر للسجن".
حملة الرفض التي يلاقيها الزمر ضمت أيضاً فنانين ورجال أعمال والعديد من الفئات والطوائف المختلفة، التي عبرت عن رفضها لظهور الزمر في ثوب البطل، فالفنانة والمنتجة إسعاد يونس كانت من بين الرافضين لمظاهر الاحتفاء بعبود الزمر واعتباره مناضلاً سياسياً، وقالت يونس علي صفحتها الشخصية بموقع فيس بوك أن احتفاء وسائل الإعلام بعبود الزمر العقل المدبر لقتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات هو إعلام مفلس، ولا يجب أن نصور الزمر علي أنه بطل فهو في الواقع قاتل، وقالت إن الزمر تلميذ نجيب للظواهري.
كذلك رفض رجل الأعمال نجيب ساويرس تصوير عبود الزمر علي أنه بطل سياسي قومي، وقال أنا أسجل اعتراضي علي محاولة الإعلام المصري تصويره علي هيئة البطل العائد بينما هو في حقيقة الأمر قد شارك في اغتيال رئيسي ورئيس كل المصريين الرئيس الراحل أنور السادات صاحب قرار حرب أكتوبر العظيم والذي اغتيل بكل غدر يوم احتفال مصر بالنصر.
فيما قام الشاعر الغنائي والسيناريست أيمن بهجت قمر والمخرج عمرو سلامة بتحويل صفحتيهما الشخصيتين عبر تويتر وفيس بوك إلي لافتة إعلامية لرفض التصريحات الأخيرة التي أعلنها عبود الزمر، فقد اعترض قمر علي ظهور عبود الزمر المكثف في البرامج الحوارية منذ خروجه من السجن، خاصة أن الزمر ينوي المشاركة في الحياة السياسية، حيث كتب علي صفحته الشخصية في فيس بوك:"لو عبود الزمر مسك البلد أنا هقف ملط في ميدان التحرير"، ووصف قمر الزمر بأبو جهل معبراً عن استيائه من توقيت خروجه في ظل الظروف الراهنة.
بينما قال المخرج عمرو سلامة أحد المشاركين في ثورة 25 يناير عبر تدوينة قصيرة له بموقع تويتر:"شكراً عبود الزمر، إنت مش محتاج حد يهاجمك، محتاج فقط تتكلم وتقول إللي في دماغك عشان الشعب يرفضك، مع تحيات شخص مسلم ضد احتكار الدين"، ولم يكتف سلامة بهذا التعليق، حيث كتب تعليقاً آخر قال فيه:"من قتل يقتل، لماذا لا يطالب عبود الزمر بتطبيق القصاص الشرعي ويبدأ بنفسه ليكون قدوة للمجتمع الإسلامي كله؟".
حالة من الرفض الممزوج بالخوف والقلق انتابت المجتمع المصري بمعظم طوائفه في أعقاب قرار الإفراج عن عبود الزمر وابن عمه طارق الزمر المشاركين في جريمة قتل الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981 الرفض لم يكن لقرار خروجهما لأنهما قضيا بالفعل مدة عقوبتهما القانونية، ولكنه كان رفضاً للاحتفاء الذي أظهرته العديد من القنوات الفضائية والصحف والمجلات لمجرد الإفراج عن اثنين من المتهمين في قضية قتل وأبرز قادة تنظيم الجهاد والجماعات الإسلامية التي تورطت في ارتكاب العديد من المذابح الإرهابية، أما الخوف فجاء من أن يتحول مسار المعاملة مع الزمر من قاتل كان محكوما عليه بالمؤبد إلي بطل قومي ومناضل سياسي، وهو ما يرفضه أغلب المصريين حتي المعارضين منهم لحكم السادات.
تصريحات نارية
التصريحات النارية التي أطلقها الزمر عقب خروجه من السجن، والتي وضع من خلالها إطارات لتصوراته السياسية في مصر، رغم أنه ظل سجيناً 30 عاماً ولا يعرف شيئاً عن واقع المجتمع المصري، زادت من خوف وقلق المصريين من عودة الإرهاب وسيطرة الإسلاميين وانتشار العنف، الزمر تحدث بنفس اللهجة التي كان عليها وقت ارتكابه جريمة اغتيال السادات، فأخذ يلوح بعودة تيارات العنف بالتكفير التي ضربت مصر في عقود السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، وهو الأسلوب الذي فتح أبواب الدم، عن طريق لجان التكفير التي دعا لها مع خروجه كتقنين -علي حد قوله- لما حدث في التسعينيات من خطأ من بعض أعضاء الجماعات بتكفير معارضيهم وتصفيتهم بدون سند فقهي أو فتوي شرعية، وهو ما أساء لفكر الجماعات ناسياً أن مبدأ التكفير وما كان ينتج عنه من اغتيالات انتهي من وقت مبادرات نبذ العنف مع قادة الجماعات والمراجعات الفكرية التي بدورها قضت علي أفكار التكفير.
أسلوب تكتيكي
الأكثر إثارة للقلق في تصريحات عبود الزمر كان فيما يتعلق بمراجعات فكر الجهاد، فقال الزمر أن هذه المراجعات: "كانت أسلوباً تكتيكياً لمواجهة الحملة التي كانت تشن علي هذه الجماعات من الخارج أو الداخل من النظام فرأينا ضرورة الخروج سالمين وأن نؤمن أفرادنا".
الزمر الذي تحدث خلال الأسبوع الماضي بما لم ينطق به لسانه خلال 30 عاماً قضاها في السجن، ارتبط حديثه بفكرة استخدام العنف إذا لزم الأمر، وكان من أفزع ما صرح به هو الدعوة لإنشاء لجان متخصصة في التكفير، مثل القضاة حتي لا يكون التكفير للعامة، وتكون اللجان من كبار العلماء والفقهاء الذين سيتدارسون ظروف كل حالة ويقدرونها وما إذا كان مرغماً أم لا، وأعطي الزمر لهذه اللجان نفس اختصاصات المحاكم ووصف هذه اللجان بالمحاكم الشرعية لما بها من علماء وفقهاء، وقال إنه لو حدث وأخطأ عالم الدين بعد اجتهاد وهو من حقه الاجتهاد فالأمر يحتمل الدية، ولهذا لابد أن يكون هناك مجلس علماء للبت في التكفير، وقال أن العالم المشارك في هذه اللجنة له مواصفات خاصة، وعليه أن يكون خلال التحقيقات دقيقاً للغاية، وعندما ينظرفي قضية عليه أن يمحص المسائل بطريقة دقيقة تماماً حتي يطمئن قلبه في حكمه ولو كان مخطئاً له أجر واحد لأنه أراد الحق وتحراه فأخطأ، وهذا يقطع الطريق علي من كانوا يتحركون في الحكم والتكفير بدون أدوات ويعطي لنفسه هذا الحق وهو ليس من أهل العلم ويكون متجاوزاً ومخطئاً، وقال الزمر إنه ليس نادماً علي قتل السادات ولو عاد به الزمن لقتله من جديد.
ائتلاف حزبي
وأعلن الزمر في تصريحاته أنه يدعو إلي إنشاء ائتلاف حزبي يضم مختلف التيارات الإسلامية الموجودة علي الساحة، معترفاً بأن الإخوان قد لا ينضمون إلي هذا الائتلاف بسبب أن تنظيمهم وحزبهم الذي سيخرج سيكون قوياً، ومن الصعب أن يشركوا أعضاء من الجهاد معهم، إلا أنه شدد علي أن لديه رؤية في تشكيل الائتلاف من تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية والسلفيين في إطار حزبي، بهدف أن يكون هناك تعدد، وأن يعرف الجميع أن الإسلام ليس الإخوان وحدهم، بل هناك صور وأشكال أخري لها رؤية، ومظلتها إسلامية وتطبيقاتها في الواقع مختلفة.
وقال عبود إن أعضاء الجماعة مؤهلون مع الجهاد للعمل السياسي والحزبي بما يمليه ويحتاجه هذا من مسؤوليات وتنظيم ورؤي، مدللاً علي ذلك بأنهم في السجون كتيار إسلامي حصل الكثير منهم علي رسائل دكتوراة، ولهم رؤية معاصرة وراقية في كل المجالات، كما أنهم متابعون للأوضاع في الخارج ساعة بساعة، ولم ينقطعوا عن الواقع والحياة العامة، والرؤية السياسية لديهم واضحة، وأن أعضاء الجهاد والجماعة لهم قدرة علي التفاعل مع الواقع، ولكن يبقي لهم فقط تدريب الكوادر علي العمل السياسي علي الدولة الحديثة.. عبود نفي أن يتم الانقلاب علي المجتمع الدولي، لكنه شدد علي ضرورة المصلحة العامة المشتركة، واحترام الرأي والرأي الآخر، وحقوق الإنسان والشأن الداخلي، وكل المواثيق الموقعة، والدفاع عن المظلومين في العالم أياً كان دينهم.
زواج باطل
ما لم ينتبه إليه الكثيرون في تصريحات عبود الزمر هو محاولاته المتكررة للربط بين ثورة 25 يناير البيضاء وبين تفكير الجهاد، فقال الزمر أنه أجاز استخدام العنف ضد الحاكم في اغتيال الرئيس السادات بعد تكفيره، بما رآه من قياس علي ثورة 25 يناير عندما قال:" أن وسائل استخدام العنف والقوة تكون ضرورة عندما تغلق كل الطرق ويستخدم معك العنف وترد بالقوة، مثلاً ثورة يناير سلمية، لكنها استخدمت العنف عندما تعدي البلطجية علي المتظاهرين في معركة "الجمل" والتصدي كان بالحزم لأن البلطجية تعدوا علي حق المواطن الذي هزم البلطجية بالرد وثبت الناس في أماكنهم"، يحاول الزمر بكل الطرق أن يعقد زواجاً باطلاً بين ثورة يناير وبين جماعة الجهاد ، وهو ما يرفضه الشعب المصري بكل فئاته.
الزمر أكد كذلك في تصريحاته أن عملية اغتيال السادات لم تكن تستهدف السادات بعينه، بل كل الموجودين علي المنصة، بدليل أن المنفذين استخدموا القنابل اليدوية وليس الرصاص، مشيراً إلي أن سياسات السادات الخاطئة كانت سبباً كافياً لاغتياله، خاصة توقيعه لاتفاقية كامب ديفيد بشكل منفرد - علي حد تعبيره .
ليسوا أبطالا
د.فارق أبو زيد أستاذ الإعلام والرئيس السابق للجنة التقييم الإعلامي يعلق علي التناول الإعلامي لقرار الإفراج عن عبود الزمر قائلاً: "أنه في عهد النظام السابق كنا نفرق بين الإعلام الحكومي المملوك للدولة والإعلام الخاص من حيث مساحة الحرية، التي قد تتيح أو لا تتيح للوسيلة الإعلامية تناول موضوعات أو استضافة أشخاص بعينهم، وهذه المساحة من الحرية كانت أقل في برامج التوك شو في التليفزيون المصري عن القنوات الفضائية، أما الآن وبعد ثورة 25 يناير فمساحة الحرية أصبحت كاملة، وتساوت هذه الحرية في كافة أشكال الإعلام، وأصبحت هناك ديمقراطية أدت لانهيار السمات السلطوية التي كان يمارسها النظام القديم علي وسائل الإعلام, وهذه الحرية لابد أن تكون مسئولة وموضوعية بحيث تعطي الفرصة للأقلية لتعبر عن نفسها، وإذا تطرقنا إلي عبود وطارق الزمر وأمثالهم فهم أشخاص كانوا ممنوعين من الكلام أكثر من 30 عاماً وطبيعي أن تجد فيهم وسائل الإعلام مادة مثيرة تجذب المشاهدين، إلي جانب أن قصتهم دارمية بسبب تواجدهم في السجن زيادة عن مدة عقابهم، وهذا لا يعني أن البرامج يجب أن تظهرهم علي أنهم أبطال.
فيما يري د.عادل عبد الغفار أستاذ الرأي العام بكلية الإعلام جامعة القاهرة إن الاحتفاء الزائد عن اللزوم الذي تقوم به وسائل الإعلام وبالأخص برامج التوك شو لبعض أصحاب التيارات الدينية أو المعتقلين سياسياً أو جنائياً لا يؤثر علي الرأي العام المصري إطلاقاً، وذلك لأن الشعب المصري وسطي، والرأي العام في الفترة الأخيرة غلب عليه طابع الاعتدال بالرغم من أن المساحات الزمنية المبالغ فيها التي تكرسها وسائل الإعلام لبعض الجماعات الدينية المتطرفة وبعض اصحاب الرؤي غير المناسبة لطبيعة الشعب المصري, وتساءل عن السبب وراء الظهور المكثف لمثل هؤلاء الأشخاص وهل جاء بمحض الصدفة أم أنه شيء مخطط وهناك قوي تحاول أن تفرض نفسها وتنشر سياستها في المجتمع.
التركيز الإعلامي علي خروج عبود الزمر، واجه انتقاداً شديداً من أفراد عائلة الرئيس الراحل أنور السادات، والذين رفضوا ما وصفوها بالحفاوة المبالغ فيها عند استقباله.
تجاهل للمشاعر
محمد أنور عصمت السادات عضو مجلس الشعب السابق عبر عن سخطه الشديد من وسائل الإعلام المختلفة التي أقامت الاحتفالات بخروج الزمر، دون مراعاة لمشاعر عائلة الرئيس السادات، وقال إنه أصابته حالة من الفزع بسبب قيام وسائل الإعلام باستقبال عبود وطارق الزمر ومعاملتهما علي أنهما أبطال علي الرغم من قيامهما بارتكاب جريمة قتل، أو المشاركة في الترتيب لها علي الأقل، وأدانتهما المحكمة ونالا عقابهما، وأشار إلي أن المواطنين بدأت تنتابهم حالة من الخوف والقلق بسبب هذا التواجد المكثف وغير المبرر للإخوان والإسلاميين عبر الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة.
رقية السادات ابنة الرئيس الراحل كانت الأكثر رفضاً لمحاولات تقديم الزمر في صورة البطل السياسي، فقالت إنها ترفض بشدة تهافت وسائل الإعلام علي عبود وطارق الزمر عقب خروجهما من السجن، وقالت إنها تشكك في عملية تنفيذ حكم الإعدام في خالد الاسلامبولي قاتل والدها عام 1982 حيث أنها رأته في فندق أجياد بمكة المكرمة سنة 1996 وشعرت بأنها تريد الانتقام والقصاص لوالدها حين وقعت عيناها عليه، ووجدته أصيب بحالة من الاضطراب في حركته حين رآها، ولفتت إلي أن هناك أشخاصاً آخرين يقفون وراء قتل السادات بخلاف الاسلامبولي وعبود الزمر، مطالبة الشرفاء من المصريين بسرعة الإدلاء مرة أخري بشهاداتهم في قضية مقتل والدها.
بينما رحب طلعت السادات عضو مجلس الشعب السابق ونجل شقيق الرئيس الراحل، بقرار الإفراج عن عبود وطارق الزمر، وقال إنه كان من أوائل المطالبين من الرئيس السابق حسني مبارك بالإفراج عن عبود الزمر، خاصة وان استمراره وابن عمه في السجن، لم يكن له سند قانوني، بعد انتهاء مدة عقوبتهما منذ عام 2001 وقال إن خروجهما كان منطقياً، لكن الاحتفال بهما بهذه الصورة غير مبرر ولا يليق باثنين قاما بالمشاركة في اغتيال قائد معركة أكتوبر المجيدة، ويري السادات أن الالتفاف الإعلامي الكبير حول عبود الزمر، ما هو إلا أجندة مدبرة لتحضير الشعب المصري لتسليم السلطة للإخوان المسلمين، مستنكراً الاهتمام الكبير به واعتباره بطلاً.
ووصفت فوزية السادات ابن شقيقة الرئيس الراحل، عبود الزمر بأنه كان "نافش ريشه" في جميع وسائل الإعلام، ولم تظهر عليه أي علامة من علامات الندم علي ارتكابه جريمة اغتيال أنور السادات، بينما أثنت علي ما قاله عبود الزمر في حق الرئيس الراحل في أن قلبه كان رحيماً بحال السجناء لأنه كان منهم، مستنكرة تأسيس الزمر لحزب جديد، حيث أكدت أن ذلك يعد مخالفاً للدستور والذي لا يحق فيه لمسجون جنائي سابق أن يؤسس حزباً.
الجماعة تختلف
تصريحات عبود الزمر المثيرة للجدل والقلق، واجهتها معارضة من القادة التاريخيين للجماعات الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين، حيث رفض د.ناجح إبراهيم منظر الجماعة الإسلامية وعضو مجلس شوري الجماعة وأحد أبرز قادتها بشدة هذه الأفكار التي أعلن عنها الزمر عقب خروجه من السجن، وقال إنه لن يخوض في أفكار الزمر مراعاة لعلاقة المودة التي كانت تجمعهما، وأكد أن الجماعة الإسلامية تلتزم وستظل ملتزمة بالمراجعات الفكرية ومبادرات نبذ العنف وأن أي آراء ضد فكرة المبادرة فهي شخصية وهو المسئول عنها مع احترامنا لشخصه، وأكد ناجح أنه لا يوجد شيء في الإسلام اسمه التكفير، وقال أن المراجعات لم تكن صفقة مع النظام، وليس معني أن النظام سقط أن تسقط المراجعات، فالمراجعات تجارة مع الله وإصلاح داخلي لا علاقة لدولة بها، وليست دوراناً حول النظام، لكنها حول الشريعة وأفكار المبادرة باقية مستمرة حتي لو سقط النظام وأزيل جهاز مباحث أمن الدولة.
وطالب ناجح المجتمع بأن يطمئن لعدم عودة أفكار التكفير، وقال: "نحن قادة الجماعة الذين صنعوا المبادرة متمسكون بها، وأؤكد أن المبادرة إصلاح داخلي لا علاقة له بالحكومات، صنعنا المبادرة تقرباً إلي الله وهدفاً في تطوير أداء الجماعة وتصحيحاً للأخطاء مع التمسك بالصالح والدعوة للخير والدعوة السلمية، ولا نرضي بالتكفير للحاكم أو المحكوم، ومهمتنا ليست تكفير الناس أو الحكام، لكنها هداية الخلق والإسلام أقر الأديان الأخري والاختلاف سنة كونية وليس معني أنك مختلف معي أن أعتدي عليك أو أبغي، فهذه من ثوابت الدين.
فيما قال عصام دربالة القيادي بالجماعة الإسلامية، أنه يرفض الدعوة التي أطلقها الزمر لإنشاء لجان متخصصة في التكفير، قائلاً:"نحن كجماعة نري أن المسائل المتعلقة بتحقيق هذه الأحكام لا يختص بها سوي سلطة القضاء فقط حتي لا تترك المسألة هكذا بها تقديرات خاطئة، فالحكم علي شخص يحتاج أدلة إثبات والنظر في هذه الأمور لا يتم إلا من خلال الهيئات القضائية والنيابة التي تملك هذه الآليات.
أضاف: نحن غير معنيين بأفكار التكفير والدعوة تكون بالخير والإصلاح حيث نعرض الإسلام إن قبله فهذا خير، وإن لم يقبله يحاسبه الله، وأكد دربالة علي استمرار فكرة المراجعات التي وصفها بأنها تأصيل لحالة التعايش مع المجتمع وحالة التعامل وفقا للآليات الإسلامية التي تجعل الحركات تمتزج بالمجتمع، وقال إن المراجعات قامت علي أسس شرعية باعتماد الطرق السنية في المعارضة السياسية والاختلاف في وجهات النظر، وغير ذلك من عنف لا يكون من الإسلام، والمراجعات حالة دائمة بالتواصل مع الآخرين من مختلف الفئات.
فيس بوك ضد الزمر
كالعادة كان الموقع الاجتماعي فيس بوك محط أنظار الآلاف من الرافضين للتهليل الإعلامي الذي صاحب قرار الإفراج عن عبود الزمر، فتم تدشين عدد كبير من الصفحات الإلكترونية والجروبات التي سرعان ما انضم إليها جموع من المواطنين من مختلف الأعمار وإن غلبت السمة الشبابية عليها، هذه الجروبات تدعو إلي محاكمة عبود الزمر، ووصلت في بعضها للمطالبة بإعادة اعتقاله وإعدامه.
أطلق شباب فيس بوك علي عبود الزمر مواصفات مثل المتطرف، والشيطان، والإرهابي، والقاتل المجرم، وعبروا عن رفضهم لاستضافته في الفضائيات وتقديمه علي أنه رمز يمكن أن يتم الاحتفاء به.
فتحت عنوان:"معاً ضد عبود الزمر قاتل السادات" أنشأ عدد من الشباب هذا الجروب، وطرح أعضاؤه الذين وصل عددهم إلي 1677 عضوا عدة أسئلة منها:"كيف يصبح عبود الزمر بطلاً قومياً؟، وكيف يصبح المجرم بطلاً؟".
وتحت اسم "عبود الزمر مش بطل .. ده قاتل" اعتبر الشباب أن الزمر إرهابي، وأعلنوا عن رفضهم التام لقيام البرامج التليفزيونية بالتعامل معه علي أنه بطل قومي، ولهذا طالب الشباب القيادات المختصة بوسائل الإعلام بعدم إتاحة الفرصة لظهور الزمر في وسائل الإعلام مرة أخري، وجاءت هذه المطالب في جروب آخر حمل اسم "لا للظهور الإعلامي للمجرم عبود الزمر".
أما جروب "عبود الزمر الزم حدودك" فقد أعلن أعضاؤه رفضهم التعامل مع الزمر، أو إجراء أي نوع من الحوار معه لأنهم يرونه إرهابياً ومتطرفاً، كما أكد أعضاء جروب "لا لمشاركة قتلة السادات في الحياة السياسية في مصر، والذي وصل عدد أعضائه إلي 23 ألف عضو رفضهم الكامل لممارسة الزمر الحياة السياسية في مصر.
كما قامت مجموعة أخري من شباب الفيس بوك بتبني حملة لإعادة الزمر إلي المعتقل ثانية، بعنوان "الحملة الشعبية لإدخال عبود الزمر إلي المعتقل"، ويقول مدشنو الصفحة أن هذه الحملة لإدخال الزمر المعتقل مرة أخري لأنه يسيء إلي الإسلام والمسلمين باعتناقه الفكر المتطرف، لذلك نناشد القائد الأعلي للقوات المسلحة بأن يضع حداً فاصلاً لتلك المأساة التي نمر بها من فكر متطرف، وقد ضمت الصفحة بعض تصريحات الزمر بنيته إجبار أقباط مصر علي دفع الجزية مما أثار غضب الكثير من أعضاء الحملة، كما أطلق الشباب جروبا آخر بعنوان: "المطالبة بعودة عبود الزمر للسجن".
حملة الرفض التي يلاقيها الزمر ضمت أيضاً فنانين ورجال أعمال والعديد من الفئات والطوائف المختلفة، التي عبرت عن رفضها لظهور الزمر في ثوب البطل، فالفنانة والمنتجة إسعاد يونس كانت من بين الرافضين لمظاهر الاحتفاء بعبود الزمر واعتباره مناضلاً سياسياً، وقالت يونس علي صفحتها الشخصية بموقع فيس بوك أن احتفاء وسائل الإعلام بعبود الزمر العقل المدبر لقتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات هو إعلام مفلس، ولا يجب أن نصور الزمر علي أنه بطل فهو في الواقع قاتل، وقالت إن الزمر تلميذ نجيب للظواهري.
كذلك رفض رجل الأعمال نجيب ساويرس تصوير عبود الزمر علي أنه بطل سياسي قومي، وقال أنا أسجل اعتراضي علي محاولة الإعلام المصري تصويره علي هيئة البطل العائد بينما هو في حقيقة الأمر قد شارك في اغتيال رئيسي ورئيس كل المصريين الرئيس الراحل أنور السادات صاحب قرار حرب أكتوبر العظيم والذي اغتيل بكل غدر يوم احتفال مصر بالنصر.
فيما قام الشاعر الغنائي والسيناريست أيمن بهجت قمر والمخرج عمرو سلامة بتحويل صفحتيهما الشخصيتين عبر تويتر وفيس بوك إلي لافتة إعلامية لرفض التصريحات الأخيرة التي أعلنها عبود الزمر، فقد اعترض قمر علي ظهور عبود الزمر المكثف في البرامج الحوارية منذ خروجه من السجن، خاصة أن الزمر ينوي المشاركة في الحياة السياسية، حيث كتب علي صفحته الشخصية في فيس بوك:"لو عبود الزمر مسك البلد أنا هقف ملط في ميدان التحرير"، ووصف قمر الزمر بأبو جهل معبراً عن استيائه من توقيت خروجه في ظل الظروف الراهنة.
بينما قال المخرج عمرو سلامة أحد المشاركين في ثورة 25 يناير عبر تدوينة قصيرة له بموقع تويتر:"شكراً عبود الزمر، إنت مش محتاج حد يهاجمك، محتاج فقط تتكلم وتقول إللي في دماغك عشان الشعب يرفضك، مع تحيات شخص مسلم ضد احتكار الدين"، ولم يكتف سلامة بهذا التعليق، حيث كتب تعليقاً آخر قال فيه:"من قتل يقتل، لماذا لا يطالب عبود الزمر بتطبيق القصاص الشرعي ويبدأ بنفسه ليكون قدوة للمجتمع الإسلامي كله؟".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.