أطرف شىء فى قيادات الإخوان المتأسلمين أنهم فى كل تصريح مع وسائل الإعلام يهددون بإراقة دماء المصريين، يبقى زى البغل وبلغ من العمر أرذله ويقول بعلو صوته: هنحول البلاد إلى بحور دماء، أو علينا تجنيب البلاد إراقة الدماء، أو أننا سنضحى بأرواحنا ودمائنا للحفاظ على الشرعية. قيادات الإخوان يعتقدون أنهم بهذه العبارات الملونة بالدم سوف يبثون الرعب فى قلوب المواطنين، وأن الشعب المصرى سوف يتجنب النزول فى 30 يونيو، أو انه سوف يستسلم للأمر الواقع خوفا على حياته وحياة أولاده، وللأسف أى بغل يهدد بإراقة الدماء لا يعلم حجم الكراهية التى حملها المصريون للجماعة خلال الشهور التى تولاها د.محمد مرسى العياط، ولا يعلم حجم العزيمة على تغيير النظام المتأسلم. القضية ليس محمد مرسى ولا بديع او الشاطر، بل رؤية مجموعة، الشعب المصرى كره رؤيتكم ونافذتكم التى تطلون منها على الحياة والناس، حتى أسلوبكم المقزز المقرف فى الحديث الناس كرهته وكرهت ان ترى أولادها ومستقبل بلادها فيكم. أظن انه حان الوقت لكى يقف الشعب المصرى صفا واحدا لإبعاد المتأسلمين الذين يتاجرون بالدين ويستغلونه مطية لتحقيق مصالح ضيقة وشخصية، وعملية التغيير هذه قد تتطلب كما يدعون إراقة بعض الدماء وهذا من الطبيعى جدا أن نضحى من أجل إعادة البلاد لأهلها مرة اخرى، الدماء سالت بالفعل على الأسفلت منذ ان جاءت جماعة الإخوان إلى الحكم، وقد راح العديد من الشهداء، وحسب الإحصائيات فإن عدد من استشهدوا وأصيبوا فى عهد مرسى فاق الذين قدمتهم مصر لتغيير النظام. ما يؤلم بالفعل ليس الدماء التى يهددوننا بها قيادات الجماعة بل نظرتهم إلى الإنسان وإلى المواطن المصرى، فهم لا يتورعون عن التضحية بالشعب كله من أجل البقاء فى السلطة، والمؤسف انهم يستغلون البسطاء والفقراء باسم الدين كدروع بشرية وكجيوش محمد للدفاع عن مجموعة من المسنين المخرفين لا يتعدى عددهم العشرين فردا، يجرون العمال والموظفين وربات البيوت باسم نصرة الشريعة ورفع كلمة الله عز وجل، يشحنونهم فى أتوبيسات ويسخرونهم طوال اليوم تحت حرارة الشمس، يهتفون ويكبرون ويرددون خلف المنصة التهديدات وإراقة الدماء وتكفير المواطنين، للأسف ما يقوم به قيادات الجماعة مع هؤلاء المواطنين البسطاء فى حد ذاته جريمة يعاقب عليها القانون، حيث يستغلون فقرهم وقلة ثقافتهم ليكونوا وقودا لمعركة ليس لهم ناقة بها ولا جمل، ومن يصب او يموت او يسجن منهم وهو يدافع عن الشعارات التى برمجوا بها فقرهم وبساطتهم وطيبتهم لا يلتفتون إليه، فقط يمنحونه صك الشهادة، أية شهادة هذه التى يصنف تحتها القاتل لشقيقه وأخوه فى الوطن، ومن هو الفقيه الذى أفتى بأن من يقتل مسلم أو يقتل من مسلما فهو شهيد يدخل الجنة. قيادات الإخوان يدفعون بهؤلاء الفقراء البسطاء باسم الله إلى الموت والإصابة والقتل لكى يتمنوا هم من السلطة، يجرونه من بساطته وطيبته إلى الميادين ويحولونه إلى بلطجى ومجرم يقتل أخاه فى الوطن، لماذا؟، لكى يدافع عن محمد مرسى الذى يمثل الإسلام وكتاب الله. لقد حان الوقت لكى ترحلوا وتحاسبوا على الدماء التى سالت فى الشوارع والميادين والقرى، لقد حان الوقت ان تتنحوا وتتعلموا أن الله يكرهكم لأنكم تستغلون الفقراء وتكفرون المواطنين من أجل مصالحكم، حان الوقت لكى تتعلموا ان الإسلام اكبرمن أن يمثله مرسى أو بديع او الشاطر، أن الإسلام يرفض تهديدات اراقة الدماء. مصر لن تقف عندكم، ولن تتحول فى يوم من الأيام إلى حماس أو طالبان، ولا شعبها سيكون فى اى لحظة مطية تركبونها وتستغلونها لتحقيق مصالحكم، اليوم نحن فى الميادين والشوارع بسلمية نصر على رحيلكم، وننصحكم ان ترحلوا فى سلام، وألا تلجأوا إلى العنف وإلى إراقة الدماء، ونحذركم ألا تأمروا إخوتنا الفقراء البسطاء بأن يستخدموا العنف، لأن الدماء التى ستسيل ستكون دماؤكم أنتم قبل أى مواطن على هذه الأرض، فكروا واحذروا وقرروا ومصر تتسع لنا ولكم، ولن نقصيكم كما أقصيتم الشعب والقوى السياسية، بل ستتاح لكم الفرصة للمشاركة فى صناعة مستقبل مصر ومستقبل أولادنا وأولادكم، ابتعدوا عن العنف وأعلنوا تنحيكم واعتذاركم قبل ان يفوت الأوان، احقنوا دماء الفقراء والبسطاء الذين تستغلونهم كدروع وجيوش وميليشيات تبقيكم وتمكنكم من السلطة، اليوم لا عاصم لكم.