طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأمتين العربية والإسلامية بالوقوف عند مسئولياتهما بالدفاع عن مدينة القدس ومؤازرة سكانها، داعياً حركة حماس إلى تجسيد المصالحة الفلسطينية على الأرض من خلال التوافق على الانتخابات الفلسطينية. جاء ذلك خلال افتتاح الرئيس الفلسطيني لمؤتمر القدس الرابع في قصر رام الله الثقافي اليوم الأربعاء ويستمر ليومين، بحضور وفود عربية وأجنبية، شملت عمان وإثيوبيا وتركيا والأردن ومصر والجزائر وتونس والمغرب والمالديف وسريلانكا والسودان. وقال عباس إن "تحقيق السلام غير ممكن في ظل الاستيطان واستمرار اعتقال الأسرى، مؤكداً أن "لا دولة فلسطينية بدون عاصمتها القدسالشرقية". وفي كلمته الافتتاحية، دعا عباس الأمتين العربية والإسلامية ومسيحيي العالم إلى زيارة القدس ومسجدها الأقصى وكنيسة القيامة، معرباً عن استغرابه من الدعوات التي يطلقها رجال دين تحرّم زيارة القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي. وأشار عباس إلى أن شعبه "بدأ ينهض من بين أنقاض نكبة 1948 ومن بين ركام نكسة 1967 التي تصادف ذكراها اليوم، وذلك عبر تحقيق الاعتراف الدولي بدولة فلسطين كمراقب في الأممالمتحدة والاعتراف بها في منظمة اليونسكو". وأضاف الرئيس الفلسطيني "في المرة السابقة منعنا من انتزاع حقنا بدولة كاملة العضوية ولكن لن يستطيع أحد منعنا من هذا الحق في المرة القادمة"، لافتاً إلى أنهم سينضمون إلى "63 معاهدة ومنظمة دولية لحماية حقوق أبناء الشعب الفلسطيني". وتابع قائلاً: "مدينة القدس والقضية الفلسطينية هما مفتاح السلام في المنطقة، وأي محاولة إسرائيلية لتغيير وتزييف أسماء البلدات والأماكن الفلسطينية لن يغير من تاريخها الراسخ". على الصعيد السياسي الداخلي، دعا الرئيس الفلسطيني حركة حماس إلى تجسيد المصالحة الفلسطينية التي اعتبرها "واجب شرعي ووطني" على الأرض من خلال "التوافق على انتخابات تشريعية ورئاسية وانتخابات المجلس الوطني والتي من شأنها أن تكرس نظام سياسي ديمقراطي ينهي الانقسام البغيض". وكانت حركتي "فتح وحماس" قد اجتمعتا أواخر الشهر الماضي في القاهرة برعاية المخابرات المصرية، وتم إقرار عدة خطوات، من شأنها إزالة العقبات أمام المصالحة الوطنية الفلسطينية وتنفيذ اتفاقيتي القاهرة والدوحة بإتمام المصالحة، وأعلنت الحركتان، عقب اجتماعهما، أنهما اتفقتا على تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على انتخابات تشريعية ورئاسية وانتخابات مجلس وطني (برلمان منظمة التحرير الفلسطينية). من جانبه، حذر محمود الهباش، وزير الأوقاف في حكومة سلام فياض المستقيلة، في كلمة له أمام المؤتمر، من الممارسات الإسرائيلية في مدينة القدسالمحتلة من خلال محاولة "سرقة التاريخ بعد سرقة الأرض"، مشيرا إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تمزيق العهدة العمرية التي وقعها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) مع راعي الكنيسة النصرانية في القدس صفرونيوس". والعهدة العمرية هي كتاباً كتبه الخليفة عمر بن الخطاب لأهل القدس عندما فتحها المسلمون عام 638 ميلاديا، أمنهم فيه على كنائسهم وممتلكاتهم. وقد اعتبرت العهدة العمرية واحدة من أهم الوثائق في تاريخ القدسوفلسطين وأقدم الوثائق في تنظيم العلاقة بين الأديان. وأضاف الهباش، أن إسرائيل "تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية من خلال منع المصلين والحجاج من الوصول إلى أماكن العبادة وتهويد المواقع التاريخية والدينية". بدوره، قال رئيس دولة المالديف محمد وحيد الذي يزور رام الله حالياً، خلال كلمة ألقاها في حفل افتتاح المؤتمر إن "بلاده تدعم الحقوق الفلسطينية في المنابر الدولية، وتأمل أن يعم السلام في المدينة المقدسة"، مطالباً بإقامة دولة فلسطينية على الحدود المحتلة عام 1967والقدسالشرقية عاصمتها.