تصدرت المظاهرات التى تجتاح تركيا بعض صفحات كبريات الصحف الغربية الصادرة اليوم الثلاثاء وأسلوب تعامل رئيس الوزراء التركى رجب طيب اردوغان مع هذه الاحتجاجات. استهلت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية افتتاحيتها بالاشارة الى سؤال طرحه مستشار رئيس الوزراء التركي يوم الجمعة الماضي وهو " كيف يمكن أن تكون حكومة حصدت ما يزيد عن 50% من التصويت سلطوية ؟ " وذلك في الوقت الذي كانت تهاجم فيه الشرطة حشود من المتظاهرين السلميين. وأوضحت الصحيفة أن هذا السؤال يصب في قلب خطأ نظام حكم اردوغان الا أن الجواب يمكن العثور عليه ليس فقط في السياسات التي اتبعها حزب العدالة والتنمية خلال السنوات العشر الماضية بل أيضا في طريقة استجابته لاحتجاجات مئات الآف من المواطنين الغاضبين. وأشارت الصحيفة الى أن تركيا تعد دولة ديمقراطية انتخابية حيث فاز حزب العدالة والتنمية في ثلاث انتخابات متتالية بفارق كبير، لكن أحداث الأسبوع الماضي قد أظهرت انها دولة تفتقر الى صحافة حرة قوية. وعندما نزل المتظاهرون إلي ميدان تقسيم في اسطنبول، بدت وسائل الإعلام التليفزيونية بعيدة عن رصد الواقع حيث بثت قناة/ سي إن إن تركيا/ برنامجا للطهي. وفي السياق ذاته ، ذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية أن أردوغان لايزال على موقفه بشأن تحميل المتطرفين مسئولية اثارة الاضطرابات مع ورود تقارير عن وقوع الضحية الثانية خلال الاحتجاجات السلمية التي بدأت منذ أربعة أيام وامتدت في جميع أنحاء اسطنبول والمدن التركية الاخرى. وقالت الصحيفة ان متظاهرا يدعى عبدالله كومرت ، وهو عضو فى حزب الشعب الجمهوري المعارض، لقى مصرعه بالرصاص أمس خلال مسيرة احتجاجية حيث لم يتم تحديد هوية الجاني. وتابعت الصحيفة ان بعض المتظاهرين طالبوا باستقالة رئيس الوزراء الذي يتهمونه بأنه "استبدادي" ويفرض رؤيته الاسلامية المحافظة على الحياة اليومية لتركيا العلمانية. وأضافت الصحيفة أن أردوغان، الذي تولى السلطة منذ عام 2003، رفض هذه الاتهامات ووصف المحتجين "بالمتطرفين" و"اللصوص" و"أقلية" تحاول فرض مطالبها على الأغلبية كما دعا إلى الهدوء ورفض القول الذي يرى أن الاحتجاجات في تركيا يمكن مقارنتها بالربيع العربي. ونقلت الصحيفة عن أردوغان قوله قبيل توجه الى المغرب في زيارة رسمية "هذه الاحتجاجات منظمة من قبل عناصر متطرفة، لن نرضخ لهؤلاء الذين يعيشون على الارهاب ".. وأضاف أن تركيا تعيش حاليا فى ربيع لكن هذه الجماعات تسعى الى تغيير هذا الربيع الى خريف".